جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
|
جواهر ستار التعليمية :: منتديات الجامعة و البحث العلمي :: مراكز دراسات أخرى |
الإثنين 4 مايو - 1:07:53 | المشاركة رقم: | |||||||
جوهري
| موضوع: أهــــــــــــــــــــــــــم أســـــــــــــــــــــــــــباب سقــــــــــــــــــــــــوط الأندلــــــــــــــــــــــــس أهــــــــــــــــــــــــــم أســـــــــــــــــــــــــــباب سقــــــــــــــــــــــــوط الأندلــــــــــــــــــــــــس 1- تفتت كيان الشمال الإفريقي بعد سقوط دولة الموحدين حيث تحملت دولة بني مرين حمل الجهاد وحدها في الأندلس إلا أنها ضعفت وعجزت عن أداء رسالتها الجهادية في الدفاع عن ما تبقى للإسلام في الأندلس. 2- سعى ممالك إسبانيا نحو الإتحاد وتمّ ذلك في الزواج السياسي الهام الذي تم بين (فرناندوا) الذي أصبح ملكاً لمملكة أرجون، وإيزابيلا التي تبوأت عرش مملكة قشتالة فيما بعد ثم اتحدت المملكتان النصرانيتان وتعاونتا معاً بعد اتحادهما على القضاء كلية على سلطان المسلمين السياسي في الأندلس(2). (2) المصدر السابق نفسه. 3- الانغماس في الشهوات والركون إلى الدعة والترف وعدم إعداد الأمة للجهاد. يقول المؤرخ النصراني كوندي: (العرب هووا عندما نسوا فضائلهم التي جاؤوا بها، وأصبحوا على قلب متقلب يميل إلى الخفة والمرح والاسترسال بالشهوات)(1). أما شوقي أبو خليل فيقول: "والحقيقة تقول: إن الأندلسيين في أواخر أيامهم ألقوا بأنفسهم في أحضان النعيم، وناموا في ظل ظليل من الغنى والحياة العابثة، والمجون، وما يرضي الأهواء من ألوان الترف الفاجر، فذهبت أخلاقهم كما ماتت فيهم حمية آبائهم البواسل، الذين كانوا يتدربون على السلاح منذ نعومة أظفارهم، ويرسلون إلى الصحراء ليتمرَّسوا على الحياة الخشنة الجافية وغدا التهتك، والاغراق في المجون، واهتمام النساء بمظاهر التبرج والزينة والذهب واللآلئ. لقد ديست التقاليد وانتشر المجون، وبحث الناس عن اللذة في مختلف صورها، فكانت الخمور والقيان والمتع، وأقبلوا على الحياة يعبُّون في بحرها ويسكرون بعطرها، لقد استناموا للشهوات والسهرات الماجنة، والجواري الشاديات، وبحكم البديهة فإن شعبا يهوى إلى هذا الدرك من الانحلال والميوعة والمجون، لايستطيع أن يصمد رجاله في الانحلال والميوعة والمجون، لايستطيع أن يصمد رجاله لحرب أو جهاد، أو يتكوّن منهم جيش قوي، كفء للحرب والمصاولة)(2). (1) انظر: مصرع غرناطة ص94. (2)انظر: المصدر السابق نفسه. لقد تنافس الولاة والحكام في الجواري حتى أصبحت ساحات للمعارك والقتال، وأصبح الاقتران بالنصرانيات سُنة متبعة بينهم، وقف عند هذه الحادثة: ذكر المؤرخين أن وفاة ابن هود عام 635هـ كانت على يد وزيره محمد الرميمي بسبب النزاع حول فتاة نصرانية كانت لابن هود، فدبر له مكيدة قتل بها. أهذه قيادة تستحق أن تحكم رقاب أمة محمد صلى الله عليه وسلم(1) دخل المسلمون الأندلس وأصبحوا ساداتها عندما كان نشيد طارق في العبور "الله أكبر" وبقينا فيها زمنا، حين كان يحكمها أمثال عبدالرحمن الداخل عندما قُدم إليه خمر ليشرب قال إني محتاج لما يزيد في عقلي لا ما ينقصه"(2). يقول الدكتور عبدالرحمن الحجي عن الفاتحين الأوائل للأندلس: (كانت غيرة هؤلاء المجاهدين شديدة على إسلامهم، فدوه بالنفس وهي عندهم له رخيصة، فهو أغلى من حياتهم أشربت نفوسهم حُبَّه، غدا تصورهم وفكرهم ونورهم وربيع حياتهم"(3). وضاعت ممالك الأندلس من يدي المسلمين عندما كان نشيد أحفاد الفاتحين دَوْزِنِ العودَ وهاتِ القَدَحا راقتِ الخمرةُ والوَرْدُ صَحَا(4) وعندما قصد الإفرنج بلنسية لغزوها عام 456هـ خرج أهلها للقائهم بثياب الزينة فكانت وقعة بطرنة التي قال فيها الشاعر أبو إسحاق بن معلى: (1) انظر: سقوط الاندلس ص29. (2) المصدر السابق ص27. (3) انظر: التاريخ الاندلسي ص211. (4) انظر: النصر والهزيمة لشوقي ابوخليل ص123. لبسوا الحديد إلى الوغى ولبستم حلل الحرير عليكم ألواناً ماكان أقبحهم وأحسنكم بها لو لم يكن ببطرنة ماكانا(1) 4- الاختلاف والتفرق بين المسلمين ، ولو نظرت الى تاريخ العلاقات بين مملكة غرناطة ودولة بني مرين وبني عبدالواد والدولة الحفصية لوجدت أمراً فظيعاً، وصل إلى حد الإشتباك والقتال بين المسلمين بل أكثر من ذلك حيث تحالف المسلمون مع النصارى ضد إخوانهم في العقيدة من أجل شهوة السلطة، وكان هذا التفرق الذميم منذ ملوك الطوائف بل إن التفرق من أبرز سمات عصر ملوك الطوائف، حتى قال ابن المرابط واصفاً حال المسلمي: ما بال شمل المسلمين مبددٌ فيها وشمل الضد غير مبدد ماذا اعتذاركم غداً لنبيكم وطريق هذا الغدر غير ممهد إن قال لم فرطتم في دينكم وتركتموه للعدو المعتدي تالله لو أن العقوبة لم تخف لكفى الحيا من وجه ذاك السيد(2) إن سنة الله تعالى ماضية في الأمم والشعوب لاتتبدل ولاتتغير ولاتجامل، (1) انظر: فقه التمكين عند دولة المرابطين ، لعلي محمد محمد الصلابي ص90. (2) انظر: سقوط الاندلس ص33. وجعل سبحانه وتعالى من أسباب هلاك الأمم الاختلاف وقال صلى الله عليه وسلم في حديث أخرجه إمام المحدثين البخاري رحمه الله تعالى: (فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا) وفي رواية "فأهلكوا"(1). وعند ابن حبان والحاكم عن ابن مسعود: "فإنما أهلك من كان قبلكم الاختلاف"(2). قال ابن حجر العسقلاني: وفي الحديث والذي قبله الحض على الجماعة والألفة والتحذير من الفرقة والاختلاف(3). وقال ابن تيمية رحمه الله: "وأمرنا الله تعالى بالاجتماع والائتلاف ونهانا على التفرق والاختلاف"(4). والاختلاف المهلك للأمة هو الاختلاف المذموم وهو الذي يؤدي إلى تفرقها وتشتتها وانعدام التناصر فيما بين المختلفين كل طرف ببطلان ماعند الطرف الآخر، وقد يؤول الأمر إلى استباحة قتال بعضهم بعضاً(5). "وإنما كان الاختلاف علّة لهلاك الأمة كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن الاختلاف المذموم الذي ذكرنا بعض أوصافه يجعل الأمة فرقا شتى مما يضعف الأمة لأن قوتها وهي مجتمعة أكبر من قوتها وهي متفرقة، وهذا الضعف العام الذي يصيب الأمة بمجموعها يجرئ العدو عليها فيطمع فيهاجمها ويحتل أراضها ويستولي عليها ويستعبدها ويمسخ شخصيتها (1) صحيح البخاري بشرح العسقلاني (9/101،102). (2) المصدر السابق (9/102). (3) المصدر السابق نفسه. (4) انظر: مجموع الفتاوى (19/116). (5) انظر: السنن الالهية ، د.عبدالكريم زيدان ص139. وفي ذلك انقراضها وهلاكها"(1). إن من الدروس المهمة في هذه الدراسة التاريخية أن نتوقى الهلاك بتوقي الاختلاف المذموم، لأن الاختلاف كان سبباً من الأسباب في ضياع الأندلس وهلاكها واندثارها وإن أخطر ما نعاني منه الآن الخلاف في صفوف الحركات الإسلامية التي تقوم بواجب الدعوة إلى الله تعالى وهذا الخلاف قد يؤدي إلى ضعف الحركات العاملة إذا لم نأخذ بسبل الوقاية منه. يقول الشيخ عبدالكريم زيدان: "والاختلاف كما يضعف الأمة ويهلكها يضعف الجماعة المسلمة التي تنهض بواجب الدعوة إلى الله ثم يهلكها ولهذا كان شر ما تبتلى به الجماعة المسلمة وقوع الاختلاف المذموم فيما بينها بحيث يجعلها فرقا شتى، بحيث ترى كل فرقة أنها على حق وصواب وأن غيرها على خطأ وضلال، وتعتقد كل فرقة أنها هي التي تعمل لمصلحة الدعوة. وهيهات أن تكون الفرقة والتشتت والاختلاف المذموم في مصلحة الدعوة أو أنّ مصلحة الدعوة تأتي عن طريق التفرق، ولكن الشيطان هو الذي يزين الفرقة والتفرق في أعين المتفرقين المختلفين فيجعلهم يعتقدون أن اختلافهم وتفرقهم في مصلحة الدعوة. والاختلاف في الجماعة لايقف تأثيره عند حد إضعاف الجماعة وإنما يضعف تأثيرها في الناس وتجعل المعرضين ينفثون باطلهم في الناس ويقولون: جماعة سوء تأمر الناس بأحكام الإسلام، والإسلام يدعو إلى الألفة والاجتماع وينهى عن الاختلاف، وهي تخالفه إذ هي متفرقة مختلفة فيما بينها، كل فرقة تعيب الأخرى وتدعي أنها وحدها على الحق. ثم يؤول الأمر إلى (1) انظر:السنن الالهية ص139. انحسار تأثير الجماعة في المجتمع ثم اضمحلالها واندثارها وقيام جماعات جديدة مكانها هي فرق المنفصلين عنها، ووقائع التاريخ البعيد والقريب تؤيد ما نقول"(1). 5- موالاة النصارى والثقة بهم والتحالف معهم حيث نجد أن تاريخ الأندلس مليء بالتحالف مع النصارى إلى أن بلغ ذروة رهيبة واضطرب بسبب ذلك مفهوم الولاء والبراء والحب في الله والبعض في الله بل هذه المعاني كادت تندثر إن الأمة حيث تخالف أمر ربها وتنحرف عن طريقه فلابد أن يحل بها سخطه وتستوفي أسباب نقمته قال تعالى: ] يا أيها الذين آمنوا لاتتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزواً ولعباً من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء واتقوا الله إن كنتم مؤمنين[(2). وقوله عزوجل: ] لايتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء[(3). وقوله تعالى : ] لاتجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حادّ الله ورسوله ولو كانوا آباءهم…[(4). وقد أبان رسول الله صلى الله عليه وسلم طريق الأمة في الولاء والبراء (1) السنن الالهية ص ص140،141. (2) سورة المائدة :الآية 51. (3) سورة المائدة : الآية 57. (4) سورة المجادلة : الآية 22. فقال: "أوثق عرى الإيمان المولاة في الله والمعاداة في الله، والحب في الله والبغض في الله"(1). ويقول صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه - عزوجل : (من عادى لي وليّاً فقد آذنته بالحرب)(2). فإذا كان هذا كله مسطراً في كتاب ربها وسنة نبيها وتخالفه، فلابد أن تُرى فيها سنة الله التي لاتتغير ولاتتبدل. فهذا المعتضد بن عباد يذهب إلى ملك قشتالة ويطلب منه الصلح ويدفع له المال، ونراه جاهداً في حرب أمراء الطوائف واستئصالهم، أما كان الأفضل له أن يتحد مع إخوانه أمراء الطوائف وفي ذلك مصلحة له ولهم وللأندلس عامة وللإسلام وأهله ولكنك لاتجني من الشوك إلا العنب. بل ضعف مفهوم الولاء والبراء حتى أن بعض حكام المسلمين استوزروا وزراء نصارى ويهود يصرّفون أمور دولة الإسلام فهل يؤمن الذئب على الغنم!!(3). وهذا أبو عبدالله الصغير سلطان غرناطة الأخير يرسل رسالة إلى ملك الإسبان يعتذر فيها عمّا فعله أبو عبدالله الزغل في إحدى المعارك ضد النصارى من قتل وجراح. ولما سقطت مالقة وحوّل مسجدها الأعظم الى كنيسة ردّه الله إلى أصله، أرسل أبو عبدالله الصغير إلى ملك النصارى يهنئه في ذلك، وسبب فرحه بسقوطها أنها كانت معقلاً لمنافسه عمّه الزغل. (1) اخرجه أحمد في مسنده (4/286). (2) البخاري مع الفتح ، كتاب الرقائق رقم 6501. (3) سقوط الاندلس ص24. وعلى يد هذا الصغير قدمت الأندلس للنصارى على طبق من ذهب، دون أن يجد النصارى في ذلك عناءً يذكر!: وهل شكر النصارى لهذا، المتخاذل خذلانه لقد طردوه من الأندلس إلى المغرب وفي ذلك يقول المقري - رحمه الله - : (ثم ارتحل السلطان أبو عبدالله إلى مدينة فاس - حرسها الله - ومازال أعقابه بها إلى الآن من جملة الضعفاء السُّؤّال، بعد الملك الطويل العريض، فسبحان المعز المذل ، المانح المانع لا إله إلا هو)(1). - التخاذل عن نصرة من يحتاج إلى نصرة: لقد كانت أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم في تلك المرحلة معطلة كأنهم لم يسمعوا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المسلم أخو المسلم لايظلمه ولايسلمه)(2). وقوله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن للمؤمن كالبينان يشد بعضه بعضا"(3). لقد تخاذل ملوك الشمال الإفريقي عن نصرة ماتبقى من الإسلام والمسلمين في الأندلس بسبب حروبهم الطاحنة المدمرة فيما بينهم، وانشغالهم ببعضهم وانهكت قواهم في حروب مريرة لم يستفد منها إلا أعداء الإسلام. لقد كان التخاذل في الأندلس من زمن ملوك الطوائف حيث يتخاذلون عن نصرة من يستحق النصرة وإليك ماحدث في طليطلة. قال د. عبدالرحمن الحجي عن سقوط طليطلة وموقف حكام الطوائف: (1) انظر: سقوط الاندلس (67،68). (2) البخاري مع الفتح ، كتاب المظالم ، رقم 2442 (5/116). (3) المصدر السابق ، كتاب المظالم ، رقم 2446، (5/117). (قام حاكم بطليوس عمر بن محمد الأفطس الملقب بالمتوكل على الله ببعض واجبه تجاه طليطلة في محنتها، التي لو أدى بقية ملوك الطوائف مايجب عليهم لما لاقت هذا المصير، ولحموها وحموا أنفسهم، كان بعضهم لاهمّ له إلا تحقيق مصلحته وإشباع أنانيته وكأن الأندلس وجدت لمنفعته وليتربع على كرسي حكم، مهما كان قصير العمر ذليل المكان مهزوز القواعد)(1). وبسبب هذا التخاذل سقطت كثير من الولايات الأندلسية في الفترة الزمنية بين عامي 627-655هـ ، كان وكانت فترة سقوط أكثر الممالك الإسلامية في الأندلس في أقل من ثلاثين عاماً تنقلب خارطة الأندلس، ويتمكن منها عبّاد الصليب، وتصبح معظم الأندلس أرض نصرانية تحارب الإسلام بكل ماتملك من أجل سحقه ومحيه من الوجود. يقول المقري في نفح الطيب واصفاً استعداد النصارى لإحدى المعارك: "وجاء الطاغية دون بطئ في الجيش لايحصى ومعه خمسة وعشرون ملكاً، وذهب طليطلة، ودخل على مرجعهم البابا، وسجد له وتضرع، وطلب منه استئصال مابقى من المسلمين في الأندلس، وأكد عزمه على ذلك"(2). ويقول جوستاف لوبون في (حضارة العرب) إن الراهب بليداً أبدى ارتياحه لقتل مائة ألف مهاجر من قافلة واحدة كانت مؤلفة من 140 ألف مهاجر مسلم حينما كانت متجهة إلى إفريقية(3). وكانت نتيجة تخاذل المسلمين وإستماتة النصارى كما قال الشاعر: (1) انظر: التاريخ الاندلسي ص332. (2) نفح الطيب (1/449،450) نقلاً عن سقوط الاندلس ص45. (3) انظر: عوامل النصر والهزيمة ص121. كم جامع فيها أعيد كنيسة فأهلك عليه أسىً ولا تتجلد أسفاً عليها أقفرت صلواتها من قانتين وراكعين وسجّد كم من أسير عندهم وأسيرة فكلاهما يبغي الفداء فما فدى كم من عقيلة معشرٍ معقولةٍ فيهم تود لو أنها في مَلحْد كم من تقيّ بالسلاسل موثق يبكي لآخر في الكبول مقيّد ضجّت ملائكة السماء لحالهم وبكى لهم مَن قلبه كالجلمد أفلا تذوب قلوبكم إخواننا مما دهانا من ردىً أو من ردى(1) أفلا تراعون الأذمة بيننا من حرمةٍ ومحبةٍ وتوددٍ أكذا يعيث الروم في اخوانكم وسيوفكم للثأر تتقلَّدِ ياحسرتي لحمية الإسلام قد خمدت وكانت قبل ذلك توقد(2) (1) انظر: سقوط الاندلس ص46. (2) انظر: الموسوعة العامة لتاريخ المغرب والاندلس (3/63). 7- غدر النصارى ونقضهم للعهود: لم يكن النصارى عبّاد الصليب محلاً للعهود وأهلاً للوفاء إلا القليل النادر فهم تبع لمصالحهم وأهوائهم وهي التي تحكم وفاءهم ونقضهم(1). قال تعالى: ] ومن الذين قالوا إنّا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة وسوف ينبئهم الله بما كانوا يصنعون[(2). لقد سطر النصارى في الأندلس تاريخ ملئ بالدماء وهتك الأعراض وقتل النفوس وسبي النساء. قال تعالى: ]لايرقبون في مؤمن إلا ولاذمة وأولئك هم المعتدون[(3). وقال تعالى: ]ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم[(4). لقد استمات النصارى في حروبهم للمسلمين فمارسوا كافة الأساليب المعوجة من أجل تحقيق أهدافهم الشيطانية. ولقد استطاعوا أن يضعوا برامج محكمة للقضاء على ملوك الطوائف ومن ثم على المسلمين عموماً وكان من أكبر المجرمين من ملوك النصارى الذي أشرف على هذه المخططات وسهر على تنفيذها فرناندو ملك قشتالة واستطاعوا أن يوحدوا كلمتهم وأن يجعلوا صفهم متراصاً في مواجهة أمة الإسلام وإزالتها من الأندلس. (1) سقوط الاندلس ص40. (2) سورة المائدة : الآية 14. (3) سورة التوبة: الآية 10. (4) سورة البقرة: الآية 120. 8- إلغاء الخلافة الأموية وبداية عهد الطوائف: لاشك أن بداية الانهيار الفعلي في الأندلس بزوال الخلافة الأموية ونشأ على اثر ذلك عهد السنوات الصعاب كانت كلمة الأمة واحدة وخليفتهم واحد وأصبحت الأمة كما قال الشاعر: مما يزهدني في أرض أندلس أسماء معتمد فيها ومعتضد ألقاب مملكة في غير موضعها كالهر يحكي انتفاخاً صولة الأسد(1) ولم يكن حكام الأندلس أهلاً لقيادة الأمة في عمومهم، واسمع الى ابن حزم وهو يقول عن هؤلاء الحكام: (والله لو علموا أن في عبادة الصلبان تمشية أمورهم لبادروا إليها، فنحن نراهم يستمدون النصارى فيمكنوهم من حرب المسلمين، لعن الله جميعهم وسلط عليهم سيفاً من سيوفه..)(2). فبعد أن كانت دولة الإسلام واحدة، أصبحت أسر الطوائف سبعاً وعشرين طائفة أو إمارة أو دويلة تتنافس فيما بينها يقول د. عبدالرحمن الحجي عن هؤلاء الحكام "وهكذا وجدت في الأندلس أوضاع يحكمها أمراء، اتصف عدد منهم بصفات الأثرة والغدر، هانت لديهم مصالح الأمة، وتركت دون مصالحهم الذاتية، باعوا أمتهم للعدو المتربص ثمناً لبقائهم في السُّلطة، ولقد أصاب الأمة من الضياع بقدر ما ضيّعوا من الحظ الخُلقي المسلم، انحرف هؤلاء المسؤولون على النهج الحنيف الذي به كانت الأندلس وحضارته"(3). (1) سقوط الاندلس ص31. (2) مجموع رسائل ابن حزم (3/176). (3) التاريخ الاندلسي ص325. 9- عدم سماع ملوك الطوائف لنصح العلماء: لقد بذل مجموعة من العلماء جهداً مشكوراً لتوحيد صفوف المسلمين وتصدى أبو الوليد الباجي لهذه المهمة بنفسه بعد عودته من المشرق الإسلامي: (فرفع صوته بالاحتساب ومشى بين ملوك أهل الجزيرة لصلة ما انبتّ من تلك الأسباب، فقام مقام مؤمن آل فرعون ولكنه لم يصادف أسماعاً واعية، لانه نفخ في عظام ناخرة، وعطف على أطلال دائرة، بيد أنه كلما وفد على ملك منهم في ظاهر أمره لقيه بالترحيب، وأجزل حظه في التنافس والتقريب، وهو في الباطن يستجل نزعته ويستقل طلعته وما كان أفطن الفقيه رحمه الله بأمورهم وأعلمه بتدبيرهم، لكنه كان يرجو حالاً تثوب، ومذنباً يتوب"(1). إلا أن هناك بعض العلماء تخلوا عن واجبهم المقدس وقدموا مصالحهم الذاتية على مصالح الأمة ودخلوا في معارك فرعية وبالغوا فيها فحين كانت الأمة تغرق في الأندلس بسبب الاجتياح النصراني المتلاطم، انصرف عدد من العلماء الى العناية المبالغة(2) بالفقه المذهبي وفروعه ونسوا وتناسوا واقع الأمة وآلامها" وبعض هؤلاء هم ممن قال فيهم ابن حزم - رحمه الله - :"ولايغرنك الفُساق والمنتسبون إلى الفقه، اللابسون جلود الضآن على قلوب السباع المزينون لأهل الشر شرهم، الناصرون لهم على فسقهم" (3). 10- الرضا بالخضوع والذل تحت حكم النصارى والطاعة لهم: "ففي عام 643هـ تم الاتفاق على أن يحكم ابن الأحمر مملكته وأراضيه (1) الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة، القسم الثاني ص95،96. (2) سقوط الاندلس ص35. (3) مجموع رسائل ابن حزم (3/173). باسم ملك قشتالة وفي طاعته، وأن يؤي له جزية سنوية، قدرها مائة وخمسون ألف قطعة من الذهب وأن يعاونه في حروبه ضد أعدائه!! فيقدم إليه عدداً من الجند أينما طلب منه ذلك، وأن يشهد اجتماع مجلس قشتالة باعتباره من الأمراء التابعين للعرش، وسلّم ابن الأحمر جيّان، وأرجونة، وبركونة، وبيغ، والحجاز وقلعة جابر للنصارى"(1). ولما حاصر النصارى إشبيلية في جمادي الأولى عام 645هـ ، قدّم ابن الأحمر قوة من الفرسان للمعاونة في حصار الحاضرة الإسلامية والاستيلاء عليها. وأبدى المسلمون آيات من البسالة والجلد في الدفاع عن إشبيلية، وطال الحصار زهاء ثمانية عشر شهراً اضطروا إلى الخضوع والتسليم مقابل أن ينجوا بأنفسهم وأموالهم وفي أوائل رمضان 646هـ دخل فرناندوا الثالث مدينة إشبيلية، وفي الحال حوّل مسجدها الجامع إلى كنيسة وأزيلت معالم الإسلام منها بسرعة(2).ونتيجة لتصرفات هؤلاء الولاة هاجر كثير من أهل الأندلس المسلمين إلى بلاد المغرب فراراً بدينهم وأرواحهم، مع أن بلادهم يحكمها المسلمون، حتى قال شاعر الأندلس ابن الصلصال: حشوا رواحلكم يا أهل أندلس فيما المقام بها إلا من الغلط السلك يُنشر من أطرافه وأرى سلك الجزيرة منثوراً من الوسط من جاور الشر لا يأمن عواقبه كيف النجاة مع الحيات في سفط(3) (1) نهاية الاندلس ص43 نقلاً عن سقوط الاندلس ص22. (2) انظر: سقوط الاندلس ص22. (3) نفح الطيب (4/352) نقلاً عن سقوط الاندلس ص49. 11- سوء سياسة الولاة وإرهاق الأمة بالجبايات: وظهرت ظواهر متعددة تدل على سوء السياسة في الأندلس، منها تولية صغار السن الولاية وبعضهم لم يبلغوا الحادية عشرة ومنها الاستئثار بالأمر وترك الشورى، ومنها تخوين الأمين، وتأمين الخؤون، ومنها ظهور الظلم والعسف والجور وتمثل ذلك في صور عدة منها، إرهاق الأمة بالضرائب والجبايات والإتاوات والمكوس ما أنزل الله بها من سلطان. يقول الدكتور الحجي: (ساءت أحوال بلنسية بسوء السياسة وإرهاق أهلها بالضرائب لسداد مطالب القشتاليين الذين كثر عبثهم، وغدت لهم السيادة الحقيقية على المدينة، وغادرها كثير من أعيانها نتيجة لهذه السياسة الطائشة التي اتبعها القادر إرضاءً لأنانيته ورغبة في البقاء بمركزه، ولو كان في ذلك ضياع الدين وانتقاص البلد وإرهاق الناس، وتحت حماية عدو متربص وخصم غادر"(1). وترتب على هذه السياسات الظالمة والمظاهر المنحرفة، والمظالم المتعدية، والجور المنتشر اضطرابات، وفتن وصراعات كثيرة، فمثلاً مملكة غرناطة حكمت بين عام 635هـ وعام 893هـ من قبل تسعة وعشرين حاكماً، حتى إن بعضهم لم يستمر في الحكم أكثر من عدة أشهر وبعضهم سنة أو سنتين. لقد كان تقديم المصالح الشخصية مقدم عند كثير من الولاة على مصالح المسلمين ولذلك غلبة الأنانية وحب الذات والزعامة على كثير من المبادئ والمثل والقيم(2). 12- الثورات الداخلية في الأندلس: وكانت لها أسباب متعددة منها ظلم (1) التاريخ الاندلسي ص368. (2) انظر: سقوط الاندلس ص51. الولاة، ومنها قيام بعض النصارى الذين أخفوا مسيحيتهم وأظهروا الإسلام، فاستطاعوا أن يتصلوا بممالك النصارى ويقوموا بدور تخريبي واستخباراتي ضد دولة الإسلام في الأندلس وظهرت ثورات عديدة في الأندلس تنادي وتطالب بالإستقلال الذاتي ومن أشهر هذه الثورات تلك التي قادها عمر بن حفصون والذي استطاع أن يعزل قرطبة عن سائر المناطق الأخرى ثم اتصل بالعباسيين في العراق والأغالبة في إفريقية ولما يئس من الوصول إلى أهدافه أظهر ما كان يبطنه من النصرانية عام 899م واتخذ اسم صموئيل وهو اسم في المعمودية واعلن عدائه للإسلام والمسلمين وقاتلهم بكل كره وعنف وحقد حتى كاد أن يسقط عاصمة الأمويين إلى أن جاء الخليفة الأموي عبدالرحمن الثالث - الناصر وكان شجاعاً حازماً، فواصل الفتوحات وطالت مدته في الحكم "نصف قرن"، فكانت أول مدينة استسلمت له استجه ثم لحقت بها مدينة البيرة كذلك استسلمت مدينة جيان وقبلت "ارخدونة" ان تدفع الجزية، ورضخت اشبيلية لقوات عبدالرحمن في 913م وأخضع "ريه" التي كانت ملاذاً لعاصمة ابن حفصون الذي قاد حركة عدائية ضد الإسلام في الأندلس 37 عاماً، وحاصر طليطلة سنة 932م واستسلمت له، وكان الأعداء يتربصون بالإسلام في الأندلس، فملوك النصارى في الشمال لايكلون ولايملون في زرع الجواسيس وتفجير الثورات ودعم المنشقين من أجل القضاء على الإسلام، والدولة العبيدية الرافضية في إفريقية تحالفت مع ابن حفصون النصراني المرتد ضد مسلمي الأندلس، وأرسلت الدعاة وأسسوا حزباً عبيدياً رافضياً في الأندلس وتستروا بالطرق الصوفية وقاومهم عبدالرحمن الثالث واستطاع أن يقضي على معظم مخططات الأعداء الهادفة للقضاء على الإسلام في الأندلس، وكان بوسع عبدالرحمن أن يقضي على ممالك النصارى في الأندلس ولكن لله في خلقه شؤون (1). لقد كانت الشبكات التخريبية الاستخباراتية التي فجرت الثورات وتسترت بالإسلام من الأسباب التيأدت إلى سقوط دولة الأندلس الإسلامية وزوال الإسلام منها. ولقد اكتشف مخابرات دولة المرابطين تلك اللعبة المزدوجة التي كان يقوم بها بعض الخونة المندسين بين المسلمين والذين يتجسسون على حكام الإسلام في الأندلس والمغرب لصالح ملوك النصارى، فاستفتى السلطان يوسف بن تاشفين بشأنهم الفقهاء فأفتوا بوجوب هدم الكنيسة القوطية في غرناطة التي كان بؤرة الفساد والتجسس على الدولة المرابطية السنية وواصل ابنه الأمير علي بن يوسف متابعة الأعمال التخريبية، فألقى القبض بعد ثبوت التهم على عملاء النصارى فأعمل في بعضهم السيف ونفى من تبقى منهم إلى المغرب، لقد اثبتت التحقيقات انهم كانوا يتجسسون لصالح ملك النصارى القشتالي وغيرهم من ملوك القوط ولم تعطي مخابرات دولة المرابطين ادنى فرصة لهؤلاء المندسين(2). ثامناً: آثار الابتعاد عن تحكيم شرع الله على مسلمي الأندلس : إن الابتعاد عن تحكيم شرع الله تعالى يجلب للأفراد والأمة تعاسة (1) انظر: ابن عذارى (1/47) نقلاً عن الموسوعة العامة لتاريخ المغرب والاندلس (3/262 الى 267). (2) انظر: الموسوعة العامة لتاريخ المغرب والاندلس (3/346). لقد نقلت من الكتب الآتية في تحليل أسباب سقوط الاندلس، سقوط الاندلس،د. ناصر العمري، مصرع غرناطة، شوقي ابوخليل، عوامل النصر والهزيمة،شوقي ابوخليل ، السنن الالهية، د. عبدالكريم زيدان ، التاريخ الاندلسي، د.عبدالرحمن الحجي وغيرها من الكتب. 1- وضنكاً في الدنيا وهلاكاً وعذاباً في الآخرة وإن آثار الابتعاد عن شرع الله لتبدو على الحياة في وجهتها الدينية والإجتماعية والسياسية والإقتصادية. 2- وإن الفتن تظل تترى وتتوالى على الناس حتى تمس جميع شؤون حياتهم. 3- قال تعالى: ] فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة، أو يصيبهم عذاب أليم[(1). 4- لقد كان في ممارسة ملوك الطوائف للحكم البعيد عن شرع الله آثار على الأمة فتجد الإنسان المنغمس في حياة المادة والجاهلية مصاب بالقلق والحيرة والخوف والجبن يحسب كل صيحة عليه يخشى من النصارى ولايستطيع أن يقف أمامهم وقفة عز وشموخ واستعلاء وإذا تشجع في معركة من المعارك ضعف قلبه أمام الأعداء من أثر المعاصي على قلبه وأصبح في ضنك من العيش ]ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً[ (طه:24) . أما الآثار على الأمة الأندلسية فقد أصيبت بالتبلد وفقد الاحساس بالذات ومات ضميرها الروحي فلا أمر بمعروف تأمر به ولا نهي عن منكر تنهى عنه وأصابهم ما أصاب بنو إسرائيل عندما تركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: قال تعالى: ]لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم، ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون، كانوا لايتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون[(2) فإن أي أمة لاتعظم شرع الله أمراً ونهياً فإنها تسقط كما سقط بنو إسرائيل. قال رسول الله صلى الله عليه (1) سورة النور: الآية 63. (2) سورة المائدة: الآيات 78-79. وسلم: (كلا والله لتأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ثم لتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطراً، ولتقصرنه على الحق قصراً أو ليضربن الله على قلوب بعضكم ببعض، ثم ليلعنكم كما لعنهم)(1). 3- أن ملوك الأندلس تحققت فيهم سنة الله الماضية بسبب تغير النفوس من الطاعة والانقياد إلى المخالفة والتمرد على احكام الله: ]ذلك بأن الله لم يك مغيراً نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم…[(2). كما أن المجتمعات التي ترضخ تحت الحكام الذين تباعدوا عن شرع الله تذل وتهان حتى تقوم امام من خالف أمر الله وتطلب العون من إخوانهم في العقيدة لإرجاع حكم الله في مجتمعاتهم . إن ملوك الأندلس انعكس انحرافهم على شعب الأندلس كله وفرط أهل الأندلس في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وانعكس ذلك في حركة الفتوحات الإسلامية التي توقفت ولذلك حرمت شعوب كثيرة من سعادتها في الدنيا والآخرة بسبب تضييع الأمانة والرسالة والدعوة إلى هذا الدين، لقد قست قلوب ملوك الطوائف وكثير من اتباعهم إلا ما رحم الله وتركوا الحق وانقادوا للضلال وابتلوا بالنفاق وفضحهم الله بذلك وحرموا التوفيق والرجوع للصواب وخف دينهم وضعف إيمانهم، بسبب بطرهم للحق وغمطهم لحقوق الناس وابتعادهم عن شرع الله. 4- لقد كانت ممالك الأندلس مليئة بالاعتداءات على الأنفس والأموال والأعراض وتعطلت أحكام الله فيما بينهم ونشبت حروب وفتن وبلايا (1) ابو داود ، كتاب الملاحم باب الأمر بالمعروف رقم 4670. (2) سورة الرعد ، الآية 11. تولدت على أثرها عداوة وبغضاء لم تزول عنهم حتى بعد زوالهم. 5-وبسبب الابتعاد عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم سهلت مهمة النصارى في الأندلس فأصبحت شوكتهم تقوى وتحصّلوا على مكاسب كبيرة وغاب نصر الله عن ملوك الطوائف وأهل الأندلس وحرموا من التمكين وأصبحوا في خوف وفزع من أعدائهم وبعض المدن تبتلى بالجوع بسبب حصار النصارى لهم وكم قتل النصارى من المسلمين وكم سبوا من نسائهم. 6- ان الابتعاد عن شرع الله في الأندلس ترتب عليه انتقاض الأرض وضياع الملك، وتسلط الكفار وتوالي المصائب. 7- أن من سنن الله تعالى المستخرجة من حقائق الدين والتاريخ إنه إذا عُصي الله تعالى ممن يعرفونه سلط عليهم من لايعرفونه ولذلك سلط الله النصارى على المسلمين في الأندلس وعندما تحرك الفقهاء والعلماء وبعض الملوك واستنصروا اخوانهم في الدين في زمن المرابطين والتفوا حول دولة الشريعة نصرهم الله على اعدائهم ثم خلصّ الله أهل الأندلس من ملوك الطوائف الظالمين وأبدلهم بأمراء عادلين منقادين لشريعة رب العالمين. 8- إن الذنوب التي يهلك الله بها القرون ويعذب بها الأمم قسمان: · معاندة الرسل والكفر بما جاءوا به. · كفر النعم بالبطر والأشر وغمط الحق واحتقار الناس وظلم الضعفاء ومحباة الأقوياء والاسراف في الفسق والفجور، والغرور بالغنى والثروة، فهذا كله من الكفر بنعمة الله واستعمالها في غير مايرضيه من نفع الناس والعدل العام، والنوع الثاني من الذنوب هو الذي مارسه ملوك الأندلس وامرائهم واتقنوه اتقاناً عجيباً. يقول الشاعر البسطي الأندلسي : هذا جزاء مخالف مثلي أبى تقوى الإله ودان بالعصيان وقال المرابط كاتب ابن الأحمر: سوّدت وجهك بالمعاصي فالتمس وجهاً للقيا الله غير مسوّد من ذا يتوب لربه من ذنبه أو يقتدي بنبيه أو يهتدي(1) وكان من إجابة المتوكل بن الأفطس لأوفونس ملك النصارى: "أما تعييرك للمسلمين فيما وهن من أحوالهم فبالذنوب المركوبة، ولو اتفقت كلمتنا مع سائرنا من الأملاك علمت أي مصاب أذقناك"(2). المصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدر الدكتور علي محمد الصلابي الموضوعالأصلي : أهــــــــــــــــــــــــــم أســـــــــــــــــــــــــــباب سقــــــــــــــــــــــــوط الأندلــــــــــــــــــــــــس // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: RAOUFfe
| |||||||
الإشارات المرجعية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
|
| |
أعلانات نصية | |
قوانين المنتدى | |
إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان |