عندما نريد التحديد فنحن أمام سجل يجمع بين دفتيه مجموعة من التراجم لرواد المسرح فى مراحله الأولى وفيما تلاها، حتى وقتنا هذا، التى ازدحمت بالأحداث الفنية والاجتماعية، وتخللت خلالها حياة المسرح العربى عامة والمصرى خاصة، التى تسير بدافع من التطور المحتوم، وتكتسب أرضا جديدة بالوعى العربى، الذى لم يشغله فن التمثيل فى الكثير أو القليل، فقد خرجت من تحت عباءة خشبته العديد من الفرق المختلفة، التى ساهمت بشكل كبير فى خلق جيل واعٍ بالفنانين، والمخرجين، والكتاب، حتى أصبحوا أحد رموز الحركة المسرحية فى مصر والوطن العربى.
«البوابة نيوز» تستكمل هذا العام الباب الخاص بعنوان «فرق منسية» على مدى 30 ليلة من ليالى رمضان الكريم، والذى طرحته فى رمضان الماضى، يلقى خلالها الضوء على عدد كبير من الفرق المسرحية المصرية والعربية على مر العصور، التى تركت بصمة واضحة فى تاريخ المسرح، وذلك من خلال تجاربهم الإبداعية الهادفة، قدموا خلالها مواسم مسرحية لاقت نجاحا كبيرا داخل مصر وخارجها، فقد توقفت نشاط تلك الفرق عقب رحيل مؤسسيها، ولكن ظلت أعمالهم باقية وخالدة رغم الرحيل.
قال المؤرخ المسرحى الدكتور عمرو دوارة، إن البرنامج الإذاعى الشهير «ساعة لقلبك» قد حقق نجاحا كبيرا وشهرة جماهيرية واسعة للمشاركين فيه من الممثلين الجدد وهم: فؤاد المهندس، فى شخصية «محمود»، خيرية أحمد فى دور «المرأة الساذجة زوجة محمود»، أمين الهنيدى فى شخصية «الفلاح فهلاو»، محمد أحمد المصرى فى دور «أبو لمعة»، فؤاد راتب فى دور «الخواجة بيجو»، أحمد الحداد فى دور «الرغاى»، محمد فرحات عمر فى دور «الدكتور شديد»، محمد يوسف فى دور الفتوة «المعلم شكل»، عبد المنعم مدبولى، وداد حمدى، جمالات زايد، نبيلة السيد، والمؤلفين يوسف عوف، سمير خفاجى، محمد دوارة، بهجت قمر، ولذلك سرعان ما قررت مجموعة الممثلين الذين تحققت لهم الشهرة استثمار هذا النجاح بتأسيس فرقة «ساعة لقلبك المسرحية»، التى استمرت مسيرتها الفنية لمدة أربع سنوات من ١٩٥٧ حتى ١٩٦١.
وأضاف دوارة، أن الفرقة قدمت ثمانى مسرحيات شارك فى إخراجها كل من «عبد المنعم مدبولى، فؤاد المهندس، أحمد حلمى»، والأعمال المسرحية هى: «دكتور المطبخ» فى ١٩٥٧، «أنا مين فيهم» فى ١٩٥٨، «مراتى صناعة مصرية»، «دور على غيرها»، «ما كان من الأول»، فى ١٩٥٩، «الستات ملايكة»، «طلعالى فى البخت» فى ١٩٦٠، «يا مدام لازم تحبينى» فى ١٩٦١.
وأوضح دوارة، أنه برغم نجاح عروض الفرقة، إلا أنها توقفت سريعا وذلك بسبب اختلاف بعض أعضائها مع بعضهم البعض، وذلك نظرا لإصرار بعضهم على ضرورة الالتزام بتقديم الشخصيات التى اشتهروا بأدائها وعدم الانفصال عنها، فى حين رأى البعض الآخر ضرورة التخلص منها خشية الوقوع فى دائرة النمطية، وذلك بالإضافة إلى العامل الأقوى وهو تكوين فرق التليفزيون المسرحية فى ١٩٦٢ وانضمام أغلبهم إليها.