جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
|
جواهر ستار التعليمية :: المقالات والمواضيع :: سيميائيات |
الخميس 30 أبريل - 0:18:06 | المشاركة رقم: | |||||||
مشرف
| موضوع: التحليل السيميائي للخطاب الصوفي كرامة الفقيه أبي حفص مثالا التحليل السيميائي للخطاب الصوفي كرامة الفقيه أبي حفص مثالا عبد المجيد العابد - المغرب التحليل السيميائي للخطاب الصوفي كرامة الفقيه أبي حفص مثالا تأطير تعد الكرامة الصوفية، بناء على التعريف الشائع لها، أمرا خارقا للعادة غير مقترن بدعوى النبوة يجريه الله على عبد صالح من عباده، وهي بذلك تختلف عن المعجزة المرتبطة بالأنبياء والرسل ابتداء، وتسهم أيضا في إثبات دعاوى النبوة؛ بينما تخص الكرامة الأولياء وتساهم أيضا في إثبات دعاوى الولاية. وحين نخبر الكرامات التي حوتها كتب التصوف، خاصة منها كتاب "التشوف إلى رجال التصوف وأخبار أبي العباس السبتي" لابن الزيات، أبي يعقوب بن يحيى التادلي، سنجد أن معظمها، إن لم نقل كلها تمتاز، إضافة إلى ما سبق، بأبعاد سردية؛ أي أن السردية (Narrativité) حاضرة فيها. والمقصود بذلك أنه تحضر فيها جماع عناصر السرد متضافرة في بناء المعنى والقدف به نحو ساحة التداول، مثل الخطابات السردية الأخرى جميعها. سنحاول استنادا إلى ذلك استثمار مقتضيات وإجراءات السيميائيات السردية الغريماسية، التي تضع في صلب اهتماماتها الرئيسة دراسة شكل الدلالة في كل الخطابات السردية بحثا عن المعنى، علما أن مؤسس المدرسة الفرنسية الأول ألجرداس جوليان غريماس (A. J. Greimas) يرى أن السردية تحضر في كل الأفعال والخطابات الإنسانية بكامل تمفصلاتها، ومنه فدراسة الكرامة الصوفية باستثمار المنهج السيميائي السردي في البحث عن شكل دلالتها يعد أمرا واردا. سنركز في هذا العمل على تحليل كرامة للفقيه أبي حفص واردة في كتاب "التشوف إلى رجال التصوف وأخبار أبي العباس السبتي"، جاء فيها:
=1= تقطيع النص =1=1= إجرائية التقطيع يعد تقطيع النص عملية إجرائية مهمة بحسب مقتضيات المنهج السيميائي السردي، فالتقطيع هو السبيل الوحيدة في فهم النص والأخذ بتلابيب تشكل دلالاته، وكل مقطع سردي قادر أن يكون لوحده حكاية مستقلة بذاتها، كما يمكنه أن يدخل ضمن حكاية أوسع؛ يرتبط تقطيع النص، حسب غريماس (Greimas)، بمعايير أهمها: الفضاءات النصية والثيمات المتتالية في تناسل خطاب النص، والمكونات الخطابية المختلفة مثل: التزمين والتفضيء وبنية الممثلين، وكل ما من شأنه أن يضيء دلالة الخطاب، ويخلق آثار معنى يسهم متضافرا في بناء دلالة النص. =1=2= مقاطع النص نشير، من خلال المحددات السالفة للمقطع، إلى وجود ثلاثة مقاطع رئيسة في الكرامة مناط التحليل، يمكن تقسيمها وفق ما يلي: = المقطع الاستهلالي: يمتد من بداية النص إلى قوله: "فسأدعو لك." وهذا المقطع لا يشير إلا إلى العلاقة المريدية بين عبد الله الردعي والشيخ أبي حفص. = المقطع الوسطي: يمتد من "فأحضر لي" إلى "أغمات وريكة" تهم رحلة عبد الله الردعي إلى مدينة أغمات من دون معاناة السفر، بسبب دعوة الشيخ أبي حفص المستجابة. = المقطع النهائي: يمتد من "سألت" إلى نهاية النص، يهم لقاء عبد الله الردعي الشيخ عبد الجليل ومناولته كتاب أبي حفص وغرائره. سيقوم تحليلنا لهذه الكرامة وفق المسار التوليدي للسيميائيات السردية، بدءا بالبنية الخطابية التي تعد، كما يراها غريماس وأتباعه من المدرسة الفرنسية، بنية متجلية متمظهرة، وهي بذلك البنية الأخيرة في سلمية المسار التوليدي عينه. ثم ننتقل إلى تحليل الكرامة استنادا إلى البنية البينية بين المحايثة والتجلي، يتعلق الأمر بالبنية العاملية، وهي أساسا تحليل للحالات والتحولات في المسار السردي عموما؛ وأخيرا البنية الموغلة في التجريد المرتبطة ابتداء بالمربع السيميائي الذي يعد بنية منطقية أولية للدلالة. إن هذه السلمية المنتقاة في التحليل إجرائية، تفرضها طبيعة النص، فنحن لا ننتقل إلى ما هو موغل في التجريد إلا قبل المرور أولا عبر ما هو متجل متمظهر مؤنسن (Anthropomorphe)، وثانيا إلى ما هو بين التمظهر من جهة والتجريد من جهة ثانية وفق السلمية الإجرائية الآتية: =2= البنية الخطابية تقوم البنية الخطابية على مكونين اثنين: المكون التركيبي والمكون الدلالي، إذ تعد هذه البنية بالأساس تجل للبنية السيميائية السردية وتحويلها إلى بنية خطابية بوساطة عملية التخطيب (Discursivation)؛ إن الخطاب نتيجة تحويل للأشكال المجردة. تستند عملية التخطيب، في الانتقال من المجرد إلى المحسوس، إلى ثلاثة مستويات: مستوى صوغ الممثلين ومستوى التفضيء ومستوى التزمين. =2=1= بنية الممثلين إذا كان العامل يتميز ببنيته التركيبية، فإن الممثل يتميز ببنيته الدلالية بالأساس، بوصفه وحدة معجمية منتمية إلى الخطاب، وهو قادر أن يقوم بدور أو مجموعة أدوار من خلال موقعه. إن الممثل على المستوى الخطابي هو بؤرة التحليل، لأن في برنامجه الخطابي (2) (الذي يزين البرنامج السردي) هو الذي يؤثر في انتقاء الأفضية (مراكش، ودكالة، وأغمات وريكة) والأزمنة (الفترة الموحدية). وعموما يقوم الممثلون، وهم هنا: (أبو عبد الله الردعي، والفقيه أبو حفص، وعبد الجليل وغيرهم) بدورين هامين على المستوى الخطابي : = دور ثيماتي (Thématique) = دور تصويري (Figuratif) وللتمييز يرى جوزيف كورتيس (3) (J. Courtés) أن البعد التصويري يعود إلى الحواس، أي إلى كل ما يدرك مباشرة من خلال المدركات الخمس، وهو بذلك قابل للمعاينة في العالم الخارجي؛ ويتحدد البعد الثيمي بوصفه كونا مجردا أي: بصفته مضمونا لا رابط بينه والعالم الخارجي، وبعبارة أخرى لا وجود للشيء إلا من خلال النسخ المتولدة عنه. وينظر إلى البعد الثيمي بوصفه وجودا معايشا لقيم تولد ثيمات، لتتحول هذه الثيمات إلى سلوك، أي إلى معطى تصويري. =2=1=1= الدور التصويري يقوم التصويري على سلمية محددة في التحليل: أ= الصورة (Figure) تعد الصورة وحدة قارة تعرف من قبل نواتها الدائمة، والتي من خلالها تحقق الإمكانات بطرق مختلفة بصدد السياقات عبر مسارات سيمية (Parcours sémique). والصورة هي المعنى الذي يقدمه المدخل المعجمي (4). نجد بين أيدينا في النص الصور الآتية: مراكش، والعساكر، وأبو علي، وأبو حفص، وعبد الجليل، والسودان، وجملين، والدعوة... ويمكن النظر إلى الصورة من خلال: = الذخيرة: وهي متعلقة بحدود الإمكان، أي بمختلف الدلالات الممكنة لأي صورة قبل استعمالها. = الاستعمال: ويتعلق بتحقق هذه العوالم أوبجزء منها. عند تداخل هذه الكلمات، وارتباطها بعلاقات داخل تتابع الجمل، أمكننا دمجها في حقول: = الحقل المعجمي: هو المجموع المكون من خلال الكلمات (اللكسيمات)، تصنفها لغة معينة من أجل تعيين التمظهرات المختلفة لفكرة أو موضوع أو تقنية ما: يمكن للحقل أن يتطابق مع اختبار التمظهر المحتمل للصور؛ إن الحقل المهيمن هنا هو الانتقال، ومن الألفاظ الدالة عليه نذكر: أبعث، ابعثني، أحضر، أحضر، وصلت مدينة مراكش، وصلت، وصول... = الحقل الدلالي: وهو مجموع استعمال كلمة في نص معطى، يقدم لهذه الكلمة حمولة دلالية: يمكن للحقل الدلالي أن يتعلق باختبار المسارات السيمية لصورة أو لتمظهر محقق لصورة، مثل الدعوة التي قد تفيد في حدود الإمكان: الصلاة أو الدعوة إلى مأدبة، وغير ذلك؛ هذا الكون القيمي الصوفي الذي نتحرك فيه هنا، أعطاها شحنة دلالية مخصوصة ترتبط بالرأسمال الرمزي للولي. نلاحظ إذا أن اختبار الصور في ذاتها ولذاتها يظل قاصرا في التحليل السيميائي، لأن أي نص لا يتضمن صورا منعزلة، بل يشمل تعالقا بينها يسمح بالانتقال من المعجم إلى التركيب، أي من الصور بوصفها وحدات معجمية إلى المسارات التصويرية باعتبارها علاقات تركيبية جامعة بين هذه الصور، ومن تم الانتقال من البسيط إلى المركب من خلال البعد التحليلي للمستوى التصويري. ب= المسار التصويري: (Parcours figuratif) إن ترابط هذه الصور فيما بينها بشكل منسجم، وديناميتها بصفة متشاكلة (5) يولد مسارات تصويرية متمظهرة هنا في: إننا هنا أمام برنامج منتظم ومنسجم مما يخول لنا القول إن المسارات التصويرية تلبس وتزين البرامج السردية على المستوى السطحي، وتبين كيف تتجلى البرامج السردية على مستوى الخطاب (6). رأينا سالفا أن المسارات السيمية تولد الصور، والصور في تعالقها المتشاكل تولد مسارات تصويرية. وتوجد عناصر ربط واضحة داخل النص بين هذه المسارات: = أحضر لي جملين = حملتهما إلى أن وصلت مراكش = ولم يتعرض لي أحد إلى أن وصلت أغمات وريكة ج= التشكلات الخطابية (Configurations discursives) نجد بين هذه المسارات الواردة في الكرامة نقط التقاء مشتركة، يمكن أن نجمعها في تشكلات خطابية، حيث تظهر التشكلات الخطابية بوصفها مجموع دلالات محتملة قابلة لأن تكون محققة عبر مسارات تصويرية، وهي هنا "قافلة الارتحال". نجمل إذن ما قلناه عن البعد التصويري في: يمكن من خلال الجدول تقسيم البعد التصويري إلى مستويين اثنين: مستوى لكسيمي يقوم على الوحدات المعجمية التي تتكفل بها الحقول الدلالية والحقول المعجمية، نميز فيها بين جهة للإمكان، أي ما يمكن أن يتحقق، وجهة للتحقق، أي ماندركه متحققا فعلا عبر المسارات السيمية والصور والمسارات التصويرية؛ ثم مستوى خطابي يتعلق بجماع المسارات التصويرية الناظمة للتشكلات الخطابية، من خلال الإمكان أولا، ثم من خلال التحقق ثانيا. =2=1=2= الدور الثيماتي يقوم تحليل جماع ما هو محقق نصيا من خلال المسارات التصويرية إلى أنواع من الأدوار الخطابية يمكن تسميتها بالأدوار الثيماتية، فإذا كنا نرى أن الأدوار العاملية التي يقوم بها عامل في المستوى السردي السطحي، تختزل إلى دور عاملي محدد، فإن المسارات التصويرية التي يتفاعل معها الممثل يمكن أن تختزل وتستثمر دلاليا في أدوار ثيماتية. والثيمتان المهيمنتان هنا هما "التنقل" و"إجابة الدعوة" المرتبطة بثيمات "الفقيه" و"الولي" و"الرحالة". نلاحظ أنه إلى حد الآن نتحدث عن مسارات غير محددة بتخوم، مما يفرض علينا إجرائيا الحديث عن التفضية والتزمين المرتبطين إلى جانب الممثل بالتركيب الخطابي. نتحدث عنهما عبر إجراءات : الموضوعالأصلي : التحليل السيميائي للخطاب الصوفي كرامة الفقيه أبي حفص مثالا // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: محمد12
| |||||||
الخميس 30 أبريل - 0:19:18 | المشاركة رقم: | |||||||
مشرف
| موضوع: رد: التحليل السيميائي للخطاب الصوفي كرامة الفقيه أبي حفص مثالا التحليل السيميائي للخطاب الصوفي كرامة الفقيه أبي حفص مثالا الاندماج واللاندماج: (Débrayage/Embrayage) = التفضية والتزمين: (Spatialisation et temporalisation) يمكن النظر إلى اللااندماج بوصفه عملية تسند انطلاقا من انحلال محفل التلفظ، الذي يحدد في "الأنا والهنا والآن" (7). والاندماج هو العملية التي تعود بنا إلى محفل التلفظ. ومنه نتحدث عن لااندماج ممثلي (Je, non je) ويمكن أن نلاحظه عبر إشاريات دالة على ذلك كما في: "فقال لي"، و"فقيل لي"؛ أما الاندماج فتدل عليه الإشاريات الآتية: "كنت" و"فقلت له" "وحملتهما"... وهو المهيمن في النص. كما أننا هنا أيضا أمام الاندماج المتجانس المقولي، أي أن الأمر يتعلق بالمقولة نفسها (أبو عبد الله) وغير المتجانس المقولي ( أبو حفص) (. أ= اللاندماج الفضائي-الزماني يبعد هذا اللاندماج الفضاء والزمان خارج محفل التلفظ، ونعبر عنه بـ "Ici, non ici" حيث يتوارى ويحل محله الزمان-الفضاء الآخر. ومفاد ذلك أن الذات المتلفظة، وهي "أبو علي بن عبد الله الردعي"، تتحين داخل فضاء وزمان مخصوصين، وتتحدث عن وقائع خارج محفل التلفظ، من إشاريات ذلك : "كنت بدكالة". وداخل الفضاءات والأزمنة نتحدث عن المحلاتية (localisation) والتضمين (Emboîtement)، كما هو الحال في إدخال فضاءات جزئية في أخرى كلية. فضاء دكالة > الفضاء الذي يوجد فيه أبو علي فضاء مراكش > أغمات أوريكة > منـزل عبد الجليل والجامع زمن ق 5 هـ > زمان الحصاد > زمن الرحلة ب= توزيع الفضاءات والأزمنة إن المسار الذي يعتري تسلسل الأحداث التي يقوم بها الممثل، والتي تحدد دينامية الخطاب عبر مسارات، توازيه سلمية في تحديد الفضاءات والأزمنة، حيث يبتدئ بالزمان-الفضاء المنبع (Espace-temps source)، الذي يعد نقطة انطلاق البحث عن موضوع القيمة، وهو هنا دكالة في (ق 5 هـ)، ثم الزمان-الفضاء الهدف (Espace-temps cible)، أي الزمان- الفضاء الذي يحصل فيه البطل على موضوع القيمة، وهو هنا في الكرامة "أغمات وريكة" "زمن الحصاد". غير أن الانتقال من الأول إلى الثاني لا يتم إلا عبر فضاء-زمان وسيط (Espace temps médiateur)، وهو فضاء-زمان الفعل الإنجازي (بين دكالة وأغمات وريكة ق 5 هـ). ويشمل فضاءات وأزمنة مساعدة، تعد هنا غير واردة، ثم فضاءات وأزمنة معاكسة تختزل زمن السيبة (مر كش، أي مر مسرعا خشية قطاع الطرق)، وأمكنة بين دكالة ومراكش (زمن الرحلة)، يمكن صورنتها وفق ما يلي (9): =3= البنيات السيميائية السردية =3=1= المكون السردي السطحي إن الانتقال من البنية المتجلية خطابيا إلى مابين المحايثة والتجلي يتطلب إجراء يحدد هذا التمفصل بين الخطابي والسردي؛ وهذا الإجراء يمر عبر الدورين المختلفين اللذين يلعبهما الممثل، وهما: الدور العاملي بوصفه عاملا على المستوى السردي السطحي، والدور الثيماتي في علاقته بالبنية الخطابية، في الأولى ينظر إليه بوصفه عاملا، وفي الثانية ينظر إليه باعتباره ممثلا؛ إن موقعه إذا بين بين. يقدم النص على مستوى البنية العاملية بوصفه من الحالات سلسلة (Etats) والتحولات (Transformations)، جعلت غريماس يقر أن السردية (Narrativité) توجد في كل الأنساق الدالة؛ تتعلق الحالات بالكينونة (Etre) وتعود التحولات إلى الفعل والظهور (Paraître). يفرض هذا الاختلاف وجود ملفوظين مختلفين: ملفوظ حالة (Enonce d’état) يتعلق بالعلاقة بين الذات (Sujet) والموضوع (Objet)، ونرمز له ب (ذ-م) وملفوظ الفعل (Enonce de faire)، يرتبط بالتحول في هذه العلاقة إما اتصالا أو انفصالا، يلزم من ذلك ملفوظين للحالة: = ملفوظ حالة اتصال (Conjonction): يكون العامل الذات متصلا بالعامل الموضوع، نرمز للاتصال بالرمز n حيث ع ذ n ع م. = ملفوظ حالة انفصال (Disjonction): يكون العامل الذات منفصلا عن العامل الموضوع، نرمز للانفصال بالرمز u حيث ع ذ u ع م. أما ملفوظ الفعل أو التحول فيرتبط بالانتقال من حالة إلى حالة أخرى، حيث نجد شكلين من التحول: = تحول الاتصال: يتم الانتقال من حالة الانفصال إلى حالة الاتصال. ونرمز له بالصياغة الصورية الآتية: ع ذ u ع م = = => ع ذ n ع م يشير السهم إلى التحول من حالة انفصال إلى حالة اتصال. = تحول الانفصال: يتم الانتقال من حالة اتصال إلى حالة انفصال، نمثل له بـ: ع ذ n ع م = = => ع ذ u ع م يشير السهم إلى الانتقال من حالة اتصال إلى حالة انفصال. يسمي غريماس تتابع الحالات والتحولات برنامجا سرديا (Programme narratif)، يرتبط بالعلاقة (ع ذ-ع م)، وتحولاتها الاتصالية أو الانفصالية، وهذا التحول، أي القيام بالبرنامج السردي، يتطلب فاعلا إجرائيا (Sujet opérateur) مؤنسنا (Anthropomorphe) ومادام هناك حالة وتحول، فالفاعل الإجرائي إما أن يكون: فاعل الحالة: يكون في علاقة اتصال أو انفصال بموضوع القيمة (Objet- valeur) فالعلاقة (ع ذ-ع م) تحدد ملفوظ الحالة، أو فاعل الحالة. فاعل الفعل: التحول في العلاقة إما بالاتصال أو بالانفصال، نرمز لفاعل الفعل بالترسيمة العامة (Schéma générale) الآتية: يرمز (فا ف) إلى فاعل الفعل و(ع ذ) إلى العامل الذات والسهم إلى التحول، و(n) إلى الاتصال و(u) إلى الانفصال. يتطلب هذا التحول انجازا (Performance)، إن تحقيق التحول من قبل الفاعل الإجرائي يفترض أن يكون هذا الأخير محفزا من قبل عامل آخر مرسل (Destinateur) يقنعه فيقتنع بالإنجاز، نسمي هذه العملية تحفيزا (Manipulation). ولابد بعد ذلك للعامل الذات/الفاعل الإجرائي أن يملك الشروط الضرورية لإنجاز الفعل، وفق قيم جيهية (Modalités) أجملها غريماس في أربع: وجوب الفعل (Devoir faire) والقدرة على الفعل (Pouvoir faire) ومعرفة الفعل (Savoir fairr) وإرادة الفعل (Vouloir faire)، نسمي هذه الشروط والقيم الجيهية القدرة (Compétence). تعد القدرة موضوعا يمكن أن يكون الفاعل الإجرائي ممتلكا له أو لا، وهذا الموضوع بوصفه كذلك، ليس المطلوب الرئيس للإنجاز، لكنه شرط ضروري له، لذلك سمي موضوعا استعماليا أو موضوعا جيهيا (Objet modal) لأنه مرتبط بتحقيق للقيم الجيهية السالفة، أما الموضوع الرئيس فيسمى موضوع القيمة، لأنه مرتبط بالإنجاز وبالعلاقة (ع ذ- ع م)، أي بمجموع الحالات والتحولات (البرامج السردية) التي يقوم بها العامل الذات في بحثه عن موضوع القيمة. سنحاول في البدء تقديم النموذج العاملي بوصفه نسقا في البداية، ثم نجري إجراءه فيما بعد. =3=2= النموذج العاملي باعتياره نسقا (10) ويمكن النظر إلى هذا النموذج باعتباره أزواجا: = المرسل/المرسل إليه (أو محور الإبلاغ): دور المرسل (الفقيه) هو إقناع العامل الذات، أما المرسل إليه (الولي) فهو يشكل العامل المستفيد من الموضوع (الغرائر والكتب)، ولهذا فإن محفله يكون في النهاية. = الذات/الموضوع (أو محور الرغبة): يشكل هذا الزوج قطب الرحى في النموذج العاملي، إنه يشكل محور الرغبة، أي أن الذات (المبعوث) ترغب في موضوع القيمة (إيصال الغرائر والكتب)، ويكون هذا بعد إقناع العامل الذات من قبل العامل المرسل، غير أننا هنا لا نرى هذا الإقناع مادامت العلاقة تربط بين فقيه ومبعوث، أو علاقة الشيخ بالمريد، كما لا يتطلب الفعل اقتناعا ولا تأويلا. = المساعد/المعيق (أو يشكل مقولة الصراع): نجد أن لهذه الكرامة خصوصية مرتبطة بنوعيتها، إذا كان المعيق المحتمل (العساكر)، فإن إجابة الدعوة هي المساعد مرتبطة بكون قيمي مخصوص، أي (بالله الذي يستجيب لدعاء الولي)، وهذا يعني أنه لن يعترض طريقه أي شيء، لذلك فالمعيق سيبقى في حدود الإمكان لا التحقق. =3=3= النموذج العاملي بوصفه إجراء إن النموذج العاملي باعتباره نسقا بنية ساكنة ولا يمكن تحريكها إلا عبر الانطلاق من النسق إلى الإجراء عبر ترسيمة سردية من أربعة مواقع. = التحفيز: (Manipulation) (أو فعل الفعل): حيث قام المرسل (الفقيه) بإقناع العامل الذات(المبعوث) بالحصول على موضوع القيمة (الغرائر والكتب)، لكننا نلفي في هذه الكرامة أن هذا الإقناع في حدود الإمكان لا التحقق، لأنه مكنون في الرأسمال الرمزي للفقيه، فبمجرد الطلب يعني التنفيذ من دون اقتناع من قبل العامل الذات. = القدرة: (Compétence) (أوكينونة الفعل): إن الإقناع والاقتناع ليسا كافيين لتحقيق الرغبة، بل لابد من تحقق القدرة التي تعني الشروط الضرورية لتحقيق الإنجاز، وتتلخص في: = إرادة الفعل: العامل الذات (المبعوث) فاقد الإرادة لأن الطلب على وجه الإلزام. = القدرة على الفعل: العامل الذات قادر على ذلك لأنه خبر المسالك وتزود بالدعوة. = معرفة الفعل: العامل الذات رحالة وحدوده القيمية تجعله عارفا. = وجوب الفعل: أساسه طلب من الفقيه، وطلبه إلزام بالتنفيذ. هذه الشروط تتطلب برنامجا استعماليا يتوخى الحصول على الموضوع الجيهي المشتمل للقيم الجيهية، إنه يرتبط بالبعد الذريعي، مادام هو أس البرنامج الأساس. = الإنجاز: (Performance) (أو فعل الكينونة): ويشكل المرحلة الثالثة في الترسيمة السردية؛ والإنجاز هو كل عملية تحقق تحولا لحالة، وهذه العملية تقتضي عاملا (Agent) هو الفاعل الإجرائي (Sujet opérateur). إننا ننتقل مما هو محين إلى ما هو محقق،11) والتحقيق يتطلب برنامجا أساسا هدفه الحصول على موضوع القيمة، غير أن تحقيق الرغبة ما يكون مفروشا بالورود، بل إنه خاضع للبنية الجدلية التي تحكم النموذج العاملي، إذ نجد برنامجا مضادا يقوم به فاعل إجرائي مضاد. نجد في هذه الكرامة أن الفاعل الإجرائي الحقيقي قام بإنجاز مهمة إيصال الغرائر والكتب إلى المرسل إليه دونما وجود بنية جدلية، أي وجود برنامج مضاد، وهذا ما يعكس خصوصية الخطاب الكرامي المعتمد على إجابة الدعوة. = الجزاء (Sanction) (أو كينونات الكينونة): إنه الحكم على الإنجاز، فإذا كان المرسل هو الذي يحكم على نجاح البرنامج السردي أو فشله، فإنه هنا في الكرامة مغيب، مادامت معرفة نجاح البرنامج السردي أمرا مفروغا منها، لأن الفاعل الإجرائي حين كان يهم بالرحلة تزود برأسمال رمزي قاهر هو إجابة الدعوة؛ فكان الجزاء والتحفيز سيان. ويمكن التأشير إلى هذه المراحل من خلال الجدول الآتي: =4= المكون العميق إن الانتقال من العمليات إلى التركيب السردي السطحي يتم عبر الفعل التركيبي، وهو يدمج مفهوم الفعل المؤنسن، مادام الفعل يتم من خلال انتقال من عمليات عميقة ذات حمولة دلالية بالأساس إلى فعل يفترض وجود فاعل من سماته (+ إنساني)، كما أن إدخال الفعل التركيبي يفرض مفهوما آخر، هو الملفوظ السردي الذي أشرنا إليه سالفا. يفترض أن يفهم ما قلناه أعلاه بطريقة ارتدادية، حيث تنسجم القراءة والبعد الإجرائي الذي حددناه ابتداء، إذ منه سنتحدث عن البنية الأولية للدلالة، حيث يشكل الخيط الناظم للكرامة, وهي بنية اختلافية تضادية، يمكن أن نجسدها بصريا عبر المربع السيميائي، الذي يمثل الوحدات الدلالية من أجل توليد كون دلالي قابل للتجلي، ويمكن صورنته كالآتي: تعد البنية الدلالية عبارة عن علاقات، فانطلاقا من تحريك المربع السيميائي ننتقل من العلاقات الدلالية إلى العمليات التركيبية، التي من خصائصها أنها موجهة، فلا يمكن الانتقال من الانقطاع إلى الوصول إلا عبر اللانقطاع من خلال الصورنة الآتية: نتائج = إن التحليل الكفائي يفرض على الباحث أن يبدأ منهجيا من البنيات الثاوية خلف الملفوظ. = إن استثمار المنهج السيميائي يسعف في دراسة نصوص كرامية ويحافظ على خصوصيتها. = إن الحفاظ على خصوصية الكرامة رهين بمدى جدوى الاستثمارات النظرية. = إن كفاية المنهج السيميائي السردي يجب أن تختبر انطلاقا من خطابات متغايرة ومخصوصة. = = = مرجع المتـن ابن الزيات، أبو يعقوب بن يحيى التادلي، "التشوف إلى رجال التصوف وأخبار أبى العباس السبتي"، تحقيق أحمد التوفيق، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية الرباط، سلسلة نصوص ووثائق 1، ط 1، 1404-1984. = = = الهوامش (1) ابن الزيات، أبو يعقوب بن يحيى التادلي، "التشوف إلى رجال التصوف وأخبار أبي العباس السبتي"، تحقيق أحمد التوفيق، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، الرباط، سلسلة نصوص ووثائق 1، ط 1، 1404- 1984، ص. 148 [ltr]. (2) GREIMAS (AJ), Du Sens, Ed Seuil, Paris 1970, P : 259 [/ltr] (3) COUTES (J), Analyse sémiotique de discours, de l’énoncé à l’énonciation, Ed Hachette, Paris 1991 P : 163 (4) GROUPE, D’ ENTREVENES, Analyse sémiotique des textes, Ed Toubkal 1987, P: 91 (5) GREIMAS (AJ), COUTES (J), Sémiotique dictionnaire raisonné de la théorie du langage, Ed Hachette, Paris, T1 1979 P :146 (6) GROUPE, D’ ENTREVENES, Analyse sémiotique des textes, Op. Cit. P:94. (7) GREIMAS (AJ), COUTES (J), Sémiotique dictionnaire raisonné de la théorie du langage, Op. Cit. P : 71. ( GREIMAS (AJ), COUTES (J), Sémiotique dictionnaire raisonné de la théorie du langage, Ed Hachette, Paris T2 1986 PP : 73-74 (9) CHADILI (EL.Mustapha), Le traitement de la spatialité dans le conte populaire in recherche linguistique et sémiotique, Publication de la Faculté des lettres, Rabat, 5, 1981 P: 441.et GREIMAS (AJ) Du Sens II, Ed Seuil, Paris 1983 P:142 (10) COUTES (J), Introduction à la sémiotique narrative et discursive, Ed Hachette, Paris 1976 PP : 64-68. (11) COUTES (J), Introduction à la sémiotique narrative et discursive, op.cit: P : 120 الموضوعالأصلي : التحليل السيميائي للخطاب الصوفي كرامة الفقيه أبي حفص مثالا // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: محمد12
| |||||||
الإشارات المرجعية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
|
| |
أعلانات نصية | |
قوانين المنتدى | |
إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان |