جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
|
جواهر ستار التعليمية :: قسم التاريخ و الحضارة الاسلامية :: شخصيات عالمية |
الأربعاء 29 أبريل - 21:05:28 | المشاركة رقم: | |||||||
جوهري
| موضوع: صورة حقيقية للراحل العظيم موسى بناي العليلي بقلم |رمزي العبيدي صورة حقيقية للراحل العظيم موسى بناي العليلي بقلم |رمزي العبيدي سمعْتُ من بعض الإسلاميينَ المتدينينَ أو الديَّانينَ ، وقرأتُ في كتبهم أنَّهم لا يتقبَّلونَ أو يقبلونَ أنْ تُطلَق صفة ( العظيم ) على غير الله سبحانه وتعالى ، فهم يروْنَ أنَّ العظمة لله وحده ، وأنا هنا لا أختلف معهم جملةً ، ولكنَّني أخالفهم تفصيلاً ، فهم يؤمنونَ بلا ريب أنَّ الله سبحانه وتعالى هو خالق كلِّ شيء ، وأنا أؤمن بذلك وبلا ريبٍ أيضاً ، وأقول أليس خالق كلِّ شيء بقادرٍ على أنْ يخلق عظيماً في الشأن والعلم ؟ ، وعظمة هذا العظيم المخلوق تختلف عن عظمته سبحانه وتعالى بالتأكيد . ما أردْتُ بهذه المقدِّمة النارية أو المستفزَّة للبعض من المتسرِّعينَ إلا أنْ أنوِّه أو أشير إلى مكانة المرحوم القدير الأستاذ الدكتور موسى بناي علوان العليلي وجهوده في تحقيق كتب التراث وخاصة اللغوية منها ، ووضعها بين يد الدارس المتعطِّش لها ، لتكونَ من أهمِّ المصادر اللغوية التي لا غنى عنها في البحث والتقصِّي ، فقد عاش هذا الرجل منسياً ومات منسياً ، وفي رأيي أنَّ وصفه بـ ( العظيم ) هو أقلُّ ما يستحق . قلتُ لقد مات موسى بناي ولم يمتلك في العراق شِبراً واحداً ، وكان يسكنُ في شقة يدفع لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية العراقية عنها أجرةً رمزيةً بعد تقاعده من الوظيفة الحكومية ، وكانوا يخصمونَ هذه الأجرة من راتبه التقاعدي ، وقبلها كان يسكن في نفس الشقة بالمجان كونه كان موظفاً حكومياً في مكتبة الأوقاف ، ولم يستحِ مسؤولو وزارة الأوقاف من أنفسهم وقتها في أنْ يأخذوا منه تلك الأجرة ولو كانتْ رمزية ، أقول لم يقدِّروا مجهوداته وخدماته العلمية الجليلة التي قدَّمها للإنسانية ، ولم يكافئوه عليها ، فلم يتحصَّل منهم على غير راتبه الشهري الذي لم يعد يكفيه ويسدُّ حاجته ويستره بعد العام 1990م ، وما تلاه من سنوات الحصار التي لم يمضِ منها إلا خمسة أعوام ، فقد رحل عن دنيانا هذه ليلاقي وجه ربِّه الكريم في العام 1995م . اضطرَّ الأستاذ الدكتور موسى بناي العليلي في هذه السنوات ـ سنوات الحصار بعد العام 1990م ـ ورغم كبر سنِّه ومرضه ، إلى أنْ يعود إلى التدريس في الجامعة ، وبنظام المحاضرات لأنَّه من المتقاعدينَ من الوظيفة الحكومية ، وكنتُ أنا المستفيد الأول من اضطراره هذا ، فأدركته وتتلمذْتُ على يديه ، ومنه تعلمْـتُ العربية على أصولها ، وتأثَّرْتُ به ، وتعلقْتُ به كما يتعلق الولد بأبيه ، وأحببْتُهُ كما أحبَبْتُ والدي ، وكان له عليَّ فضـلٌ كبير ، ودالة أكبر ، لا أستطيع نسيانهما أو نكرانهما ما حييْتُ وعشْتُ ، بكيته وزملائي يوم انتقل إلى جوار ربِّه بكاءً مراً ، وتألمْتُ على فقده ، وأحسسْتُ بأنَّ شيئاً ضاع منِّي ، وأدركْتُ يومها أنَّني لن أستطيع استرداده أبداً ، فكرهْتُ اللغة وعلومها ، ولعنْتُ القبور وما تحوي ، وكرهْتُ مع ذلك كلِّه نفسي ، وتمَّنَيْتُ لو أنَّ أمي لم تلدني ، وإلى اليوم أتحسَّر وأتألَّم لفقدهِ ، وكم تمنيْتُ لو أنَّني لم ألتق ِ به في حياتي ، فيالَ شجني ولهفتي عليه . ولد الأستاذ الدكتور موسى بناي العليلي في قضاء الشامية ، ولا أعرف سنة مولده ، وتوفي في العام 1995م ، بعد أنْ راوده تعبٌ في أحدى المحاضرات التي كان يلقيها في الكلية ، ونُقِلَ إلى بيته ولم يعد لمقابلته وجه الكريم ، رحمه الله وطيَّب ثراه . كانَ عالماً لغوياً فذاً واسع الصدر طيِّب القلب ، له قدرة غريبة على حفظ الكتب ، وخاصة كتب التراث ، فكان مثلاً عندما يُسْألُ عن مسألة نحوية فيها خلاف أو مشكلة ، يجيب فوراً مع ذكر رقم هذه المسألة في كتاب ( الإنصاف في مسائل الخلاف بينَ الكوفيينَ والبصريينَ ) ، مع ذكره لرقم الصفحة أحياناً ، كما يدلُّك عليها في كتبٍ أخرى ، وينقل لك مع كلِّ هذا ما جاء عنها في كتاب ( الرد على النحاة ) لابن مضاء القرطبي ـ إنْ كانتْ واردةً فيه ـ إضافةً إلى تعليقه ورأيه الشخصي بترجيحه لأيِّ من الآراء التي ذكرها هو نفسه ؛ استطاع أنْ يسجِّل بعض الأخطاء في كتاب ( شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك ) رغم دقَّة هذا الشرح ، ودقَّة محقِّقه المرحوم محمد محيي الدين عبد الحميد ، إلا أنَّه لم يدوِّن هذه الأخطاء في بحثٍ لقلَّتها ، مع معرفته وإدراكه لأهميَّتها ، ولكنَّه كان يبيِّنها لطلبته عندما يصل إليها وهو يدرِّس الكتاب وفي مواضعها ، وعندما جادلته فيها وطلبْتُ منه أنْ يفرد بحثاً مفصلاً عنها ، رفض ذلك بلطافة ودبلوماسية ، وقال لي : لقد تقدَّم بي السنُّ وكبرْتُ في العمر ، ولم أعد أستطيع كتابة أيِّة دراسة أو أيَّ بحث ، وإنْ أردْتَ فاكتب عنها أنت ، عندها سكتْتُ ونسيْتُ الموضوع ، إلى أنْ فاجأني يوماً في إحدى الأمسيات الثقافية ، إذ رأيته يلقي بحثاً قيِّماً عن تيسير النحو على الدارسينَ في مختلف المراحل الدراسية ، وانبهرْتُ حينها بآرائه الصحيحة علمياً وعملياً فيما يخصُّ موضوع البحث ذاك ؛ عاتبته في اليوم التالي وذكرته بما قاله لي سابقاً ، فضحك وقال لي : أنت لا تنسى شيئاً ، فقلتُ له لا تجاملني ، قال : هذه ليسَتْ مجاملة ولكنَّها حقيقة ، ووضَّح لي أنَّه كتب هذا البحث قبل أحد عشر سنة ، وقضى سنيناً طوالاً يفكِّر فيه ، وشهرينِ وبضعة أيام يكتبه ، ويرتِّب خواطره ، ويعدِّل عباراته ليخرج بالشكل الذي خرج به أمسِ . أسلفْتُ أنَّه كان واسع الصدر طيِّب القلب ، وقد أثقلتُ عليه بأسئلتي ومداخلاتي ، وتحمَّلني ، وكان يُسَرُّ بهما ، ولم أستطع يوماً أنْ أحرجه بمداخلةٍ أو استفسارٍ ، فقد كان جوابه حاضراً كلَّ مرَّة ، وفي بعض الأحيان كان يتوقَّع السؤال قبل أنْ أسأله ، وعندها كان يصيبني الذهول ، وتسيطر عليَّ الدهشة من غزارة علمه وواسع معرفته ، ولا أدري اليوم ماذا أقول فيه أو عنه ، وهل تستطيع كلماتي وصف الحالة التي كان فيها أو عليها ، أو وصف حالتي يومها . عمل هذا العظيم موظفاً في مكتبة وزارة الأوقاف والشؤون الدينية العراقية ، وفيها أبدع وتألَّق ، فلم يكن موظفاً من أجل الوظيفة ، بل كان موظفاً من أجل العلم والمعرفة ، وفيها حقَّق العديد من كتب التراث وأخرجها للنور ، فصارَتْ من أهم المصادر التي يلجأ إليها أو يحتاجها كلُّ الدارسينَ أو الباحثينَ عن المعرفة في علوم اللغة ، ولم يجنِ من عمله هذا غير راتبه كما قلتُ ، ولم يردْ ثناءً أو شكراً أو مديحاً من أحد ، كان عمله خدمةً للإنسانية وإحياءً لتراثها ؛ وكان إضافة لوظيفته يحاضر في الجامعات العراقية ، فينهل طلبته من علمه الغزير ومعرفته الواسعة ، ويرضى بالأجر الزهيد الذي تقدِّمه له الجامعة مقابل ما يقدِّمه لطلبته من محاضراتٍ ترن في آذانهم سنيناً بعدها ، لم يفاصل في أجره ـ رغم قلته ـ يوماً ، ولم يكن للمال قيمة عنده ، وهذا ديدنُ العلماء . استعنْتُ بكتاب ( معجم المؤلفينَ والكُتَّاب العراقيين 1970ـ 2000م ) / جزء ( 7 ) لمصنِّفه الأستاذ الدكتور صباح نوري المرزوگ ، وهو من منشورات بيت الحكمة ببغداد عام 2002م ، وتجاوزْتُ بعض الأخطاء الطباعية أو المطبعية الموجودة فيه ، لأعدِّد للقراء هذه الكتب المؤلفة والمحققة من قبله ، إضافة إلى تعداد مقالاته وبحوثه المشورة في المجلات الأدبية والفكرية ؛ كما اعتمدْتُ على ذاكرتي التي أعوِّل عليها كثيراً في هذا الموضع . الكتب التي حقَّقها 1 . ( الإيضاح في شرحِ المُفَصَّل للزمخشري ) لابن الحاجب النحوي ت ( 646هـ ) . رسالة الدكتوراه : كلية دار العلوم ـ جامعة القاهرة . القاهرة 1975م . طُبِعَتْ ( ط1 : مطبعة المجمع العلمي الكردي ـ بغداد 1976م ) . وطُبِعَتْ ( ط2 : من منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ـ بغداد ـ مطبعة العاني 1982م ) . وقد أصدَرَتْ دار الأفاق العربية نسخةً مصورَّة عن طبعة بغداد الثانية ، وكان هذا الإصدار بدون تاريخ ـ على ما أعتقد ـ بعد العام 2000م . 2 . ( شرح الوافية نظم الكافية ) لابن الحـاجـب النحوي ت ( 646هـ ) ـ ( دراسة وتحقيق ) . مطبعة الآداب النجف الأشرف 1980م . 3 . ( الفرق بين الضاد والظاء ) لأبي القاسم سـعـد بن علي الزجـاج ت ( 471هـ ) ـ ( دراسة وتحقيق ) . مطبعة وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بغداد 1983م . 4 . ( معرفة ما يكتب بين الضاد والظاء ) لأبي القاسم سعد بن علي الزجاج ت ( 471هـ ) ـ ( دراسة وتحقيق ) . مطبعة وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بغداد بعد العام 1983م . 5 . ( جواهر العقدينِ في فضل الشرفينِ : شرف العلم الجلي والنسب العلي ) . لنور الدين أبي الحسن علي بن عبد الله بن أحمد الحسني السمهوري ( 844 ـ 911هـ ) ـ ( دراسة وتحقيق ) . من منشورات وزارة الأوقاف والشئون الدينية بغداد ـ مطبعة العاني 1985 م . 6 . ( أمثال القرآن ) للإمام ابن قيم الجوزية ـ ( دراسة وتحقيق ) . من منشورات مكتبة القدس بغداد 1987م . 7 . ( أمثال القرآن وأمثال الحديث ) لابن قيم الجوزية ـ ( دراسة وتحقيق ) . من منشورات مكتبة الشطري بغداد ، بدون تاريخ ، ومن المؤكد أنَّ النشر كـان بعد العام 1987م . 8 . ( الهجرة والنصرة في القرآن الكريم ) . من منشورات الدار العربية للموسوعات ـ بيروت 1989م . 9 . ( الناسخ والمنسوخ ) تأليف هبة الله سلامة بن نصر بن علي البغدادي ـ ( دراسة وتحقيق ) . من منشورات الدار العربية للموسوعات ـ بيروت ، لا أذكر التاريخ وربَّما كان قبل أو بعد العام 1989م ، بسنة أو سنتين. مؤلفاته 1 . ( الظرف في اللغة العربية ) رسالة الماجستير : كلية دار العلوم ـ جامعة القاهرة ، مطبوع بالقاهرة 1970م . 2 . ( الحلاج وآراؤه الصوفية وموقف أعدائه منه ) مطبوع ببغداد 1991م . البحوث والمقالات 1 . ( أسباب انتشار العامية وموقف جماعة المستشرقينَ ومناصريهم منها ) . مجلة ( آداب الرافدينِ ) العدد ( آب 1977م ، صفحة (407 ـ 442) . 2 . ( بعض أوهام النحاة في آراء صاحب الكتاب ) . المجمع العلمي العراقي ، المجلد (28) 1977م ، صفحة (238 ـ 254) . 3 . ( الدعوة إلى كتابة العربية بالحروف اللاتينية بين المستشرقينَ والعرب ) . كلية الفقه المجلد (1) ، العدد (1) 1979م , صفحة (262 ـ 300) . 4 . ( الشورى في الجزيرة العربية قبل الإسلام ) . مجلة ( الدارة ) السنة (10) ، العدد (3) 1984م ، صفحة (42 ـ 53 ) . 5 . ( تيسير النحو على الدارسينَ في مختلف المراحل الدراسية ) ، كتبه في العام 1981م ، وألقاه في أمسية ثقافية أواخر عام 1992م ، ولم ينشره في الصحف والدوريات . ــــــــــــــــــ لم أحسب يوم تتلمذْتُ على يد هذا الراحل العظيم حساباً لمفرِّق الأحباب وهادم اللذات ، ولم أكن أتخيَّل أنَّ الموت سيأخذه منَّا سريعاً ، ولم أكن أتوقع أنَّني سأكتب عنه يوماً ، لذا لم أسأله عن تفاصيل سيرته الذاتية ، فبقيْتُ أجهلها إلى اليوم ، وأتمنَّى أنْ يطلع علينا أحد الباحثينَ بما يعرف منها ، أو يتواصل معي أحد أقاربه بما يحيط به من معلومات لأوثقها له أو يوثقها له هو ، حتى لا يُنسَى هذا الراحل الغالي ، ولن يُنسَى في كلِّ الأحوال . الموضوعالأصلي : صورة حقيقية للراحل العظيم موسى بناي العليلي بقلم |رمزي العبيدي // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: RAOUFfe
| |||||||
الإشارات المرجعية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
|
| |
أعلانات نصية | |
قوانين المنتدى | |
إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان |