لئلا تجرح مشاعرهن

من الابتلاءات التي ابتلي بها إبراهيم عليه الصلاة والسلام،
أن تكون زوجه (سارة) عقيمًا لا تحمل ولا تلد،
ومرت الأيام وصار إبراهيم وزوجه كبيرين دون أن يكون لهما ولد؛
: { فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ {29} الذاريات
: { قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَـذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَـذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ {72} هود.
ونفس إبراهيم مشتاقة وتتمنى الولد،
وكان يدعو الله سرًا حتى لا تسمعه زوجه فتحزن أنها لم تنجب له ولدًا؛
فيكشف عن دعائه بعد أن وهب الله تعالى له الولد؛
: { الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء {39} إبراهيم

ومن الابتلاءات التي ابتلي بها زكريا عليه الصلاة والسلام؛
أن تكون زوجه عاقرًا تسقط جنينها كلما حملت،
ومرت الأيام وصارا كبيرين دون أن ينجو لهما ولد؛
: { وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا {8} مريم.
وكذلك نفس زكريا مشتاقة وتتمنى الولد،
فدعا الله سرًا في الخفاء حتى لا تسمعه زوجه فتحزن أنها لم تلد له ولدًا؛
: { إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيًّا {3} قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا {4} مريم.
: { يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا {7} مريم.
فكانت نتيجة الصبر الاستجابة للدعاء. بأن وهب الله لهما أولادًا صالحين، وصاروا أنبياء لله من بعدهم ورسلاً
كثير من يصبر ويدعو كصبر إبراهيم وزكريا عليهما السلام،
وكثير كذلك من يتخلص من زوجاتهم لأنهن لم يعطنَّهم الولد.
أو يسمعونهن ومن حولهم بأن الشجرة التي لا تثمر قطعها حلال ..
: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ {6} الممتحنة.

بلاغة التقديم والتأخير في قصة نفخ_الروح في رحم مريم