الفرق في ترتيب الأم والأب والأخ والصاحبة والبنين في الفرار والفداء بين سورتي عبس والمعارج
- اقتباس :
[size=18][b][size=24][b]بسم الله الرحمن الرحيم
ما الفرق في ترتيب الأهل بين سورتي عبس وسورة المعارج ؟[/b][/size][/b][/size]
قال تعالى في سورة عبس (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ {34} وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ {35} وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ {36}) وقال في سورة المعارج (يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ {11} وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ {12} وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْويهِ {13} وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنجِيهِ {14}).
وهذا الترتيب في الأهل يتناسب مع سياق الآيات ففي سورة عبس المشهد هو مشهد الفرار يخلو المرء بنفسه ويفرّ المرء أولاً من الأبعد إلى الأقرب إلى قلبه يفرّ أولاً من أخيه ثم من أمه وأبيه ثم من صاحبته وبنيه الذين هم أقرب الناس إلى قلبه.
أما في سورة المعارج فالمقام مقام عذاب وليس فرار فيرى المرء مشهد عذاب فوق ما تصوره ولا يقبل المساومة فيبدأ يفدي نفسه بالأقرب إلى قلبه ثم الأبعد لذا بدأ ببنيه أعز ما عنده ثم صاحبته وأخيه ثم فصيلته ثم من في الأرض جميعاً والملاحظ أنه في حالة الفداء هذه لم يذكر الأم والأب وهذا لأن الله تعالى أمر بإكرام الأب والأم ويمنع الإفتداء بالأم أو الأب من العذاب إكراماً لهما.
ما الفرق بين سنة وعام في قوله تعالى في قصة نوح
[b][size=18](فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما)؟
كلمة سنة في القرآن تدلّ عادة على الجدب والقحط ويقال أسنت الناس إذا أصابهم قحط ويقال أصابتنا سَنَة بمعنى جدب وقحط.
أما كلمة عام فهي عادة تستعمل في الخير في الغالب. وفي قصة نوح يقول المفسرون أنه لبث في الدعوة 950 سنة مع قومه بشدة وصعوبة وتكذيب له واستهزاء به أما الخمسين عاماً فهي ما كان بعد الطوفان حيث قضاها مع المؤمنين في راحة وطمأنينة وهدوء بعيداً عن الكافرين من قومه الذين أغرقهم الله بالطوفان.
[/size][/b]
لماذا جاء قوله تعالى (دعانا لجنبه) في سورة يونس ولم تأت (على جنبه)؟
[b][size=18]
قال تعالى في سورة يونس
(وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَآئِماً فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ {12}).
بدأ بالجنب
وقد وردت في آية أخرى (الذين يذكرون الله قياماً وقعوداُ وعلى جنوبهم)
أخّر الجنب
و الإنسان عندما يصيبه الضر والمرض يكون ملازماً لجنبه ثم يقعد ثم يقوم لذا بدأ بالجنب ثم القعود ثم القيام في آية سورة يونس، أما في حالة الصحة فهي بالعكس القيام أولاً ثم القعود ثم على الجنب لذا أخّر الجنب في الآية الثانية. وجاءت في آية سورة يونس باستخدام اللام بمعنى ملازم لجنبه وبمعنى دعانا وهو ملازم لجنبه.
[/size][/b]
الفرق بين فعل (خلـق) وفعل ( جعـل)
[b]
الخلق هو إيجاد صورة في الشيء كانت معدومة فيه وليس الإيجاد من عدم كما يقول الفلاسفة، والخلق يكون من الله بتغيير خاصيته ومن البشر يتغيير شكله وصورته.
أما(جَعَلَ) فهو فعل يعني تقدير أو إنتاج أو إضفاء هيئة معينة وحال معين على شيء تم خلقه فعلاً قبلاً.
ودعنا نلاحظ النصوص القرآنية العديدة التي جمعت الفعلين معا لندرك الفرق بينهما.
قال الله تعالى: ﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلالاً {81}﴾[النحل].
ويقول تعالى: ﴿ اللَّهُ الذي خَلَقَكُم مِن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةًيَخْلُقُمَا يشاء وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ {54}﴾[الروم].
ويقول سبحانه:﴿وَهُوَ الذي خَلَقَ مِنَ الماء بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا {54}﴾[الفرقان].
ويقول الله(عزَّ وجلّ):﴿ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا {11}وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَّمْدُودًا {21}﴾[المدثر].
ويقول الله العلي القدير:﴿يا أَيُّهَا النَّاسُ إنَّا خَلَقْنَاكُم مِن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وقبائل لتعارفوا {13}﴾[الحجرات].
ويقول الله (جلّ في علاه): ﴿ ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى {38} فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَى{39}﴾[القيامة].
ومن هذه الآيات الكريمات كلها نستطيع أن نلحظ أن معنى الفعل (خلق) يختلف لغويٌّا تمامًا عن الفعل (جعل)، وبالذات في نطاق الخلق والتقدير الإلهي للكائنات الحية.
ولكن هناك موضع واحد في قصة الخلق كلها يتم فيه التعبير بصورة متساوية بفعلي (خلق) و(جعل) عن قضية واحدة وبنفس المعنى، هذا الموضع هو المتعلق بخلق الزوج (الأنثى), بداية من الزوج الأول حواء عليها السلام حيث أن إيجاد حواء من جسد آدم عليهما السلام (أي خلق الخلية الأنثوية من الخلية الذكرية)، هو واقعة بيولوجية غير متكررة، ولن تحدث مرة ثانية على الأرض، فتلك الواقعة إذَن يمكن التعبير عنها تمامًا بفعل (خلق),
ولكن لأنها واقعة غير مسبوقة ولا متكررة وهي حادثة فريدة في التكاثر البشري ولا يمكن أن تحدث على الأرض حسب النواميس الإلهية، فهي إذَن أيضًا يمكن التعبير عنها بـ (خلق).
يقول تعالى:﴿يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الذي خَلَقَكُم مِن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا ونساء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الذي تساءلون بِهِ وَالأَرْحَامَ إنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا {1}﴾ [النساء].
وعلى هذا فالخلاصة، أن فعل (خلق) المعروف يختلف عن فعل (جعل) قرآنيٌّا، وإن كان ذلك لا يمنع اقتراب المعنى في بعض المواقف المحددة فقط، مثل الموقف المعبر عن خلق الزوج (حواء عليها السلام).
الدكتور: فاضل السامرائي
ليتخذ بعضهم بعضا سخريا
أخذ المبشرون آيتين من القرآن الكريم وزعموا أن الإسلام يعترف بنظام الطبقات:
قال تعالى
والله فضل بعضكم على بعض في الرزق..ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا
ومعنى الآية الأولى يثبت الأمر الواقع في أنحاء كرتنا الأرضية ، وهو أن الناس متفاوتون في المراتب والأرزاق
والتفضيل بالرزق
يسبقه السعي والكد منذ الطفولة ،فرفعة الدرجات ليست حظا أو مصادفة ،كما توضح ذلك الآيات التالية:
يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ولكل درجات مماعملوا وماربك بغافل عما يعملون
وقال تعالى
ولكل درجات مما عملوا وليوفيهم أعمالهم وهم لايظلمون
أما كلمة سخرية في ( الآية 32 ) الزخرف ، فليس معناها الإستهزاء والدونية والإحتقار ،
وليس المقصود بالتسخير استعلاء طبقة على طبقة،أو استعلاء فرد على فرد،بل إن البشر مسخر بعضهم لبعض،ودولاب الحياة يدور بالجميع
ويسخر بعضهم لبعض في كل وضع وفي كل ظرف..
فالعامل مسخر للمهندس ومسخر لصاحب العامل
والمهندس مسخر للعامل ولصاحب العمل
وصاحب العمل مسخر للمهندس وللعامل على السواء.
جاء في صفوة التفاسير :3 _ 156 :ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ( أي ليكون كل منهم مسخرا للآخر ) ،ويخدم بعضهم بعضا،لينتظم أمر الحياة ،قال الصاوي: 4 _ 48 ،إن القصد من جعل الناس متفاوتين في الرزق،لينتفع بعضهم ببعض ،
ولوكانوا سواء في جميع الأحوال لم يخدم أحد أحدا،فيفضي إلى خراب العالم وفساد نظامه.
وقال أبو حيان:وقوله تعالى (سخريا ) بضم السين من التسخير بمعنى الإستخدام،لامن السخرية بمعنى الهزء، والحكمة هي أن يرتفق بعضهم ببعض ،ويصلوا إلى منافعهم،ولو تولى كل واحد جميع أشغاله بنفسه ما أطاق ذلك.تفسير البحر المحيط:8 _ 13.
وكل الخلق مسخرون للخلافة في الأرض بهذا التفاوت في المواهب والاستعدادات ،والتفاوت في الأعمال والأرزاق.تفسيرالظلال 7 _ 330.
هذا ناموس الحياة ،سنة ثابتة من سنن الحياة أن يكون الجميع مسخرين لبعض دون استعلاء واحتقار، وهذا ماعناه الإسلام في سخرية لا أكثر ولا أقل ….[/b]