موسى بن نصير القائد ابن القائد موسى بن نصير القائد ابن القائد
منت ـــــــــــــــــــدى التـــــــــاري ـــــــــخ الع ـــــــــالمي والإس ـــــــــلامي
كان موسى بن نصير (19-97هـ / 640-716م) قائدا بارعا، تقيّا ورعا، وهو من التابعين.. وقال عنه ابن خلِكان: كان عاقلا كريما شجاعا ورعا تقيا لله تعالى، لم يُهزم له جيش قط.. أبوه نُصَير بن عبد الرحمن بن يزيد، وكان شجاعا وممن شهد معركة اليرموك الخالدة، وكانت منزلته مكينة عند معاوية بن أبي سفيان، وبلغ في الرتب أن كان رئيس الشرطة في عهد معاوية حين كان واليا على الشام في خلافة عمر وعثمان، وفي روايات أخرى أنه كان رئيس حرس معاوية نفسه.. كذلك روى التاريخ لأم موسى بن نصير قصة بليغة في الشجاعة، فلقد شهدت هي -أيضا- معركة اليرموك مع زوجها وأبيه، وفي جولة من جولات اليرموك التي تقهقر فيها المسلمون أبصرت أم موسى بن نصير رجلا من كفار العجم يأسر رجلا من المسلمين، فأخذت عمود الفسطاط، ثم دنت منه فضربت رأسه وأنقذت المسلم.. من هذين الأبوين خرج موسى بن نصير الذي تربى في كنف القادة وقريبا من بيت الخلافة مع أولاد معاوية وأولاد الأمراء والخلفاء، فنشأ على حب الجهاد في سبيل الله ونشر الدين؛ حتى أصبح شابا يافعا يتقلّد الرتب والمناصب فكان عاملا على الخراج في البصرة، ثم تولى موسى بن نصير قيادة جيش البحر وغزا قبرص في عهد معاوية، ثم تولى إفريقية والمغرب في عهد الوليد بن عبد الملك في عام 89 هـ، وقيل في عام 77 هـ.. كانت الفرصة مواتية موسى بن نصير لينجز ما عجز السابقون عن إنجازه، فيعيد الاستقرار لهذا الإقليم؛ فتوجه موسى بن نصير ناحية المغرب وأعاد تنظيم القوات الإسلامية، وكانت البلاد في ذلك الوقت في قحط شديد، فأمر الناس بالصوم والصلاة وإصلاح ذات البين، وخرج بهم إلى الصحراء، وأقام على ذلك إلى منتصف النهار، ثم صلى وخطب في الناس ودعا، ولم يذكر الخليفة الوليد بن عبد الملك، فقيل له: ألا تدعو لأمير المؤمنين؟! فقال: هذا مقام لا يدعى فيه لغير الله ، فسُقُوا حتى رَوَوا