كلمة في ثقافة ( الفـُقـَّس)
بقلم : د/ محمد فتحي راشد الحريري
يقال في الأحاديث الدارجة قوة الثقافة ، وسلاح الثقافة وتأثير الثقافة !
ويطرح الإعلاميون سؤالا أو تساؤلا مفادهُ : كيف نجعل الثقافة قوة فاعلة مؤثرة ؟
لقد ذهلوا عن حقيقة وهي أنَّ الثقافة بحد ذاتها قوة ، بل هي أقوى قوة مؤثرة في ساحة الأحداث بمختلف أنواعـهـا . الثقافة تبلور ضمائر الأمم وتصقل مناهجها وسياساتها ...
لكن أي ثقافة تلك التي تفعل وتؤثر وتصقل وتوجه ؟؟
إنها ثقافة الأصالة والجذور والإحاطة بالعلوم لنكون طرفا منتجا للعلم مؤثرا في سيرورته وإبداعاته ، لا أن نكون منفعلين نتمسك بثقافة القشور !بعضهم يقرأ جريدة أو كتابا أو يكتب تعليقا في أحد المنتديات الرقمية ويظن انه صار مثقفا !
بل ولا يقبل الا بمزاحمة القامات الفكرية أو التطاول والإساءة إليها بكل قِـحـة !
الثقافة إحاطة شاملة في العلوم وتأثير في حركيتها ومنهجيتها وديناميكيتها بأصالة وثبات على أرضية صلبة وقاعدة راسخة ،
المطلوب صحوة نعود بها إلى ثقافة الجذور لا القشور والبحث أو اللهث كما يقال في أمثال حوران
( داير ورا مراقع فـُقـَّس )) لا تنفع ولا تفيد !
وللثقافة فقط المراقع جمع مرقعة وهي قطع القماش التافهة الصغيرة ، التي تلـمُّـها الفلاحات لتكون مهادا للدجاجة حين تقعد على بيضها ، وهي أي السيدة دجاجة في هذه الحالة وهي ترقد على المراقع تُدعى الفقاسة وجمعها الفقاسات أو الفـُقـَّس ، والله أعلم .
وما أشبه أولئك المتثاقفين المخدوعين المغرورين المراهقين بالباحثين عن مراقع الفقس ، لا فقس الله لكم فكرا ولا عقلا ! ولا أسمعكم شعرا مفقوسا بنكهة البيض النتن ، ياهـووو !
والله الموفق وشكرا .