جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
|
جواهر ستار التعليمية :: قسم التاريخ و الحضارة الاسلامية :: موسوعة هل تعلم |
الأحد 12 أبريل - 20:28:33 | المشاركة رقم: | |||||||
عضو نشيط
| موضوع: العذاب... من واقع الحقيقة العذاب... من واقع الحقيقة أ . تحسين يحيى أبو عاصي من الناس من يطارده الميراث؛ ليحط على أكتافه وبين ثناياه، كما يحط الوارث على كوكب الأرض محظوظا سعيدا، وفي فمه حشوة من الذهب. ومن الناس من يأتي إلى هذه الدنيا ليرث الفقر والهم والأسى والحزن . هكذا كان القدر لست من الأطفال ، من أسرة واحدة ، ثلاثة أولاد وثلاث بنات أخوات لهم ، أكبرهم أختهم في الخامسة عشر من العمر ، وأصغرهم طفلة في الخامسة من عمرها . مرضت الأم ، وعلمت من فوق سرير المستشفى ، أن زوجها تزوج من غيرها ، كانت لحظاتها الأخيرة وهي تحضن أطفالها ، ترسم تراجيديا زمانها ، تُقبّل أطفالها واحدا تلو الآخر ، تنظر إليهم بنظرات كأنها على موعد مع الفراق ، شهقت شهقتها الأخيرة ، وأسلمت الروح إلى بارئها ، إنه الفراق المر الذي لا بد منه ......... لم يصبر الأب على مرض زوجته ، وقبل وفاتها بقليل ، تزوج من فتاة تكبر ابنته الكبرى بثلاث سنوات ، وهو في الخمسين من العمر ، كان ميسور الحال ، قوي البنية ، لا يهمه غير بطنه وجيبه وفرجه وإن احترق غيره ، وكان لا يطيب له إلا أثمن أنواع المخدرات ، والسجائر التي يشعلها مباهاة وافتخارا بين الناس ، ومن العيب عنده بل من المزري ، أن يشتري الفاكهة بالكيلوات ، بل ينبغي شراءها بالعبوات الكبيرة ، وكان يلتهم في كل يوم عند طعام الغداء كيلو ونصف من اللحم الطازج ، أو الأسماك التي كان يذهب بنفسه ويشتريها من حسبة الصيادين على شاطئ البحر ، طول كل سمكة لا يقل عن المتر، ولا تزال فيها الحياة ، بالإضافة إلى طعام عشاء أفخم منه ، كان يرسل سائقا وبشكل خاص ، إلى مدينة المجدل الفلسطينية ، القابعة تحت نير الاحتلال الإسرائيلي ، من أجل أن يشتري صندوقا من الويسكي ، يملك من المال ما لا يعلم له عددا ولا حصرا ، وهو الذي لم يتصدق لحظة في كل حياته على فقير ، ولم يوجه وجهه مرة إلى قبلة لصلاة ، هكذا كان في حقيقة أمره ، وبعيدا عن المبالغة والتضخيم . تزوج الأب السعيد ، وطرد أطفاله الستة من بيته ، عاش الأطفال يتكففون الناس في بيت صغير يتكون من غرفة واحدة مسقوفة بالصفيح ( صاج الزينقو ) كانت تعود إلى جدتهم لأمهم رحمها الله . أطفاله يتضورون من الجوع ، ملابسهم ممزقة ، شعورهم هائجة ، وهو مع زوجته الجديدة يعيشان أيام العسل ، وتحت ضغط الفاقة ، ذهبت ابنته الكبرى إلى أحد وجهاء المدينة ، ترثو وتشكو حالها وحال إخوتها الأطفال ، لعلها بذلك تنتزع من أبيها ثمن لقيمات ، وبالكاد تمكن الوجيه من أن ينتزع للبنت المسكينة ما يسد رمقهم لعشرة أيام في كل شهر . بدأ الجيش الإسرائيلي بالهجوم ، وقصفت طائراته ودباباته ، كان الأطفال الست يحتمون في ملجأ قريب من بيتهم ، شأنهم شأن جيرانهم ، وفجأة غادر الجميع الملجأ بإلهام من الله ورحمة ، وبعد أقل من دقيقتين من المغادرة ، كان نصيب الملجأ صاروخا أجهز عليه بأكمله ودمّره تدميرا تاما . وتستمر المعاناة ...... ولكن الله للظالمين بالمرصاد . ماتت الزوجة الثانية بعد سنتين من زواجه منها ، فتزوج بالثالثة بعد أسبوعين من موت الثانية ، كان أهل الثالثة رحماء ، أصرّوا على أن يعود الأطفال إلى حضن الأب ، ودفء ابنتهم العروس ، وكان لهم ما أرادوا ، وبدأ الأطفال الست حياة جديدة، الله أعلم بنهاياتها . أما الأب فلم يقتنع بما وسّع الله عليه من رزق ، طمع بالمزيد ، فقد صدق رسول الله صلّى الله عليه وسلم : لو كان لابن آدم واديين من ذهب لابتغى ثالثا ، ولا يملأ عين ابن آدم إلا حفنة من تراب ، أخذ يبحث عن مورد رزق آخر ، ففتح مصنعا ومتجرا للحلويات ، استهلك مبلغا كبيرا من المال ، وكانت نهايته الخسارة الفادحة ، ثم بدأ يستورد الثوم ، صودرت بضاعته وخسر مبلغا كبيرا أيضا ، اشترى بيوتا سكنية وخسر بها أيضا . كانت حياته مع الزوجة الثالثة شكلا من أشكال العقاب الإلهي ، لم يكن يملك بيتا يؤويه ويؤوي أسرته ، أمضى حياته مستأجرا في بيوت الناس ، ولكن زوجته الثالثة استطاعت أن تنتزع منه وبقوة ثمن بيت لها ولأطفالها ، وهي التي كانت قد أنجبت منه بنتين وخمسة من الأولاد ، كتبت البيت باسمها ؛ لتمنع بذلك حق ميراث أبنائه من زوجته الأولى ، ولكن الله لا يظلم أحدا سبحانه . بدأ رزق الرجل يتآكل ، ثم فقد مصدر رزقه الأساسي الذي كان متنفسا وحياة له ، جفت مصادر ثروته من هنا وهناك ، ولم يعد يملك من المال شيئا أبدا ، أصبح يستجدي تارة ابنه هذا علبة السجائر ، وتارة أخرى ابنه الآخر لقمة من طعام ، ثم غيره وغيره ، ويطلب من إحدى بناته نوعا من الفاكهة ، ثم يطلب من الأخرى غيره وهكذا ...... ونسي أنه من حفظ نعمة الله حفظه الله ، ومن شكر الله زاده من فضله . كان أبناؤه وبناته يكرمونه بما أراد ولا يبخلون عليه بشيء ، كانوا يمنعون عن أنفسهم لذيذ الطعام لأبيهم الذي حرمهم منه من قبل وهم أطفال صغار . أكرم الله جميع أبنائه وبناته في حياة زوجية وأسرية جيدة ، ورغم ذكريات الماضي المريرة ، والتي تركت بصماتها على نفوسهم ، بحيث لا تُنسى أبدا ، إلا أنهم لن ينسوا والدهم وهو في أشد حالات الفقر والضعف ، إلا ابن له من زوجته الثالثة ، كان حظه في طفولته من الرفاهية والعناية ، ما لا يحظ به كل أطفال زمانه ، كان يلعب في طفولته بثمار الفاكهة من الكمثرى والمانجو والموز وغيرها ، كأنها حبات من البنانير أو كرات الأطفال ، يقذفها ويدوسها بقدميه كيفما شاء ، وعلى مسمع ومرأى من والده . كبر الطفل المحظوظ في طفولته ، وأصبح شابا قويا ، وصار من أفسد شباب زمانه وأظلمهم ، اعتدى على جدته العجوز أراد سلبها ثم قتلها ، ومكث في السجن ثلاث سنوات ثم خرج ليهرب إلى خارج وطنه ، ثم عاد ثم هرب ، ثم عاد ثم هرب ، وهو الآن يعيش بينهم ، محترفا أساليب النصب والاحتيال التي أجادها بامتياز ، كما أجاد الجريمة في عالمها ، اللواط والزنا والسرقة من قبل ، وقد جلب عليهم الويلات والمآسي . وفجأة أصابه الأب المرض ، وفقد الإحساس بساقيه ، وظهرت عليه أورام خطيرة . وفي المستشفى زارته إحدى بناته من زوجته الأولى ، فوجدت ساقه تحترق وقد احترق الغطاء الأبيض الذي كان من فوقها ، بتأثير سيجارة كان يشعلها وهو لا يشعر بالألم ، لأنه فقد من قبل إحساسه بساقيه ، وبعد أيام فارق الحياة . قال صلى الله عليه وسلم في حديث قدسي عن ربه : يا بني آدم إنها أعمالكم تّرِِد عليكم ، فمن وجد خيرا فليحمد الله تعالى ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومنَّ إلا نفسه. الموضوعالأصلي : العذاب... من واقع الحقيقة // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: ايهاب محمدمسعود
| |||||||
الإشارات المرجعية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
|
| |
أعلانات نصية | |
قوانين المنتدى | |
إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان |