المجاز المرسل
وقفة على أعتاب: الحالِّيّة والمحليّة
*المجاز: استعمال لفظ بغير معناه الأصلي الذي وضع له لعلاقة تربط بينه وبين معناه الذي أريد له مع وجود قرينة تمنع إرادة المعنى الأصلي.
وهو نوعان حسب نوعية العلاقة:
1- استعارة ( مكنية :: تصريحية :: تمثيلية ) = العلاقة هي المشابهة أي يكون هناك شبه بين الطرفين، مثال:
ابتسمت زهور الحديقة في الصباح = هنا استعرت صفة الابتسام من ( المشبه به ) وهو الإنسان وأسبغتها على الزهور ( المشبه )
والزهور تتفتح ولا تبتسم حقيقة، وهنا ذكرت المشبه وحذفت المشبه به وجئت بشيء من صفاته [ استعارة مكنية ] والعلاقة الرابطة بين الناس والزهور هي علاقة المشابهة.
2- مجاز مرسل: وهو لفظ استعمل بغير معناه الذي وضع له لوجود علاقة أخرى ( غير المشابهة ) مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الأصلي. مثال:
رعت الماشية الغيث :: وهل الغيث يرعى؟ بالتأكيد: لا ، العشب هو الذي ترعاه الماشية، إذن هو ذكر
( الغيث ) قاصدا به ( العشب )، فهل هناك علاقة شبه بين الغيث والعشب؟ بالتأكيد: لا ، فكلمة الغيث قصد بها معنى آخر غير معناها الأصلي ( المطر ) والقرينة هي ( رعت ) فالغيث لا يرعى،
حسنا هناك علاقة أخرى تربط بين المعنى الحقيقي ( الغيث ) والمعنى المجازي ( العشب )؟
الغيث ينزل فيكون سببا في ظهور العشب ( ذكر السبب قاصدا المسبَّب )، إذن العلاقة هي: السببيّة.
*وتتعدد علاقات المجاز المرسل: فمنها السببية والمسببية والجزئية والكلية
والحالية والمحلية واعتبار ما كان واعتبار ما سيكون.
وتسمى العلاقة حسب ما يذكره المتكلم أو الكاتب، فإن ذكر الجزء فالعلاقة جزئية ( فتحرير رقبة ) رقبة مجاز مرسل علاقته الجزئية ذكر الرقبة وهي جزء قاصدا العبد،
وإن ذكر الكلّ قاصدا الجزء فالعلاقة هي الكليّة ( شربتُ ماء النيل ) وأقصد جزءا منه ( شربة منه )، ذكرت الكل فالعلاقة كلية.