من عيون الشعر في فضل الحديث وطلبه وأهله (2)الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على أشرَفِ الأنبياء والمرسَلِين، وعلى آله وصحْبه، ومَن تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين.
أما بعد:
فهذه سلسلة حلقات بعنوان: من عيون الشعر في فضل الحديث وطلبه وأهله، وكنا قد نشرنا الحلقة الأولى منها، وهذه هي الحلقة الثانية.
[rtl]قال أبو عبد الله بن الظهير - رحمه الله -[1]:[/rtl]
إذا رمت أن تتوخى الهدى فدع كل قول ومن قاله فلم تنج من محدثات الأمور وأن تأتي الحق من بابه لقول النبي وأصحابه بغير الحديث وأربابه |
|
وقال محمد المرتضى الحسيني[2]:
عليك بأصحاب الحديث فإنهم خيار عباد الله في كل محفلِ ولا تعدون عيناك عنهم فإنهم نجوم الهدى في أعين المتأملِ جهابذة شم سراة فمن أتى إلى حيهم يومًا بالَانوار يمتلي لقد شرقت شمس الهدى في وجوههم وقدرهم في الناس لا زال يعتلي فلله محياهم معًا ومماتهم لقد ظفروا إدراك مجد مؤثلِ وقال الإمام الشافعي مقالة غدت منهم فخرًا لكل محصلِ أرى المرء من أهل الحديث كأنه أرى المرء من صحب النبي المفضلِ عليه صلاة الله ما ذر شارق وآل له والصحب أهل التفضلِ |
|
وقال أبو بكر بن دريد [3]:
أهلًا وسهلًا بالذين أحبهم وأودهم في الله ذي الآلاءِ أهلًا بقوم صالحين ذوي تقًى غر الوجوه وزين كل ملاء يسعون في طلب الحديث بعفة وتوقر وسكينة وحياء لهم المهابة والجلالة والنهى وفضائل جلت عن الإحصاء ومداد ما تجري به أقلامهم أزكى وأفضل من دم الشهداء يا طالبي علم النبي محمد ما أنتم وسواكم بسواء |
|
وقال: أبو الأصبغ عبدالسلام بن يزيد بن غياث الأشبيلي
- يرد على أبيات لبكر بن حماد - ومنها[4]:
تعرضت يا بكر بن حماد خطة بأمثالها في الناس شاب وليدُ تقول بأن الخير قل كثيره وأخبرتنا أن الحديث يزيد وصيرته إذا زاد شراً، وقام في ضميرك أن الخير منه بعيد فلم تأت فيه الحق إذ قلت فيه بال عموم وأنت المرء كنت تحيد وما زال ذا قسمين حقاً وباطلاً فهذا خلاخيل وذاك قيود وذا ذهب محض وذلك آنك وذا ورق صاف وذاك حديد وهذا أمير في الأنام معظم وذاك طريد في البلاد شريد فذمك هذا في المقال مذمم وذمك هذا في الفعال حميد وألزمت هذا ذنب ذا كمعاقب ظباء بذنب قارفته أسود وهل ضر أحرارا كراما أعزة إذا جاورتهم في الندى عبيد ولولا الحديث المحتوي سنن الهدى لقامت على رأس الضلال بنود وقول رسول الله يعرف حده فليس له عند الرواة مزيد وما كان من إفك وزور فإنه كعدة رمل تحتويه زرود وليس له حد وفي كل ساعة يزيد جديداً يقتفيه جديد ولابن معين في الذي قال أسوة ورأي مصيب للصواب سديد وأجر به يعلي الإله محله وينزله في الخلد حيث يريد يناضل عن قول النبي ويطرد ال أباطيل عن أحواضه ويذود وجلة أهل العلم قالوا بقوله وما هو في شيء أتاه فريد وقلت وليس الصدق منك سجية وشيطان أصحاب الحديث مريد وما الناس إلا اثنان بر وفاجر فقولك عن سُبْل الصواب حيود وكل حديثيٍّ تأزر بالتقى فذاك امرؤ عند الإله سعيد ولو لم يقم أهل الحديث بديننا فمن كان يروي علمه ويفيد همُ ورثوا علم النبوة واحتووا من الفضل ما عنه الأنام رقود وهمْ كمصابيح الدجى يهتدى بهم وما لهمُ بعد الممات خمود عليك - ابن عتّابٍ - لزوم سبيلهم فحالهم عند الإله حميدُ. |
|
[1] تاريخ الإسلام (12/ 377) للذهبي، وأنظرها في الروض الباسم لابن الوزير.
[2] الحطة فى ذكر الصحاح الستة (ص: 34).
[3] جامع بيان العلم وفضله (1 /31) لابن عبدالبر.
[4] جامع بيان العلم وفضله (2 /126) لابن عبدالبر.