جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
|
جواهر ستار التعليمية :: المقالات والمواضيع |
السبت 28 مارس - 18:45:41 | المشاركة رقم: | |||||||
عضو نشيط
| موضوع: مفهوم كلمة نظام للأستاذ الدكتور/ عبد الرحمن بو درع مع نقاش مثمر مفهوم كلمة نظام للأستاذ الدكتور/ عبد الرحمن بو درع مع نقاش مثمر مفهوم كلمة نظام للأستاذ الدكتور/ عبد الرحمن بو درع مع نقاش مثمر [size=32][size=32]مفهوم كلمة نظام 1- دلالة لغويّة: الأصل اللّغويّ لكلِمة "نظام" : يُقالُ: نَظَمَ الشيءَ ينظِمُه ونظَّمه يُنَظِّمُه نِظاماً ونَظْماً: ألَّفَه وجَمَعَه في سِلْكٍ واحِدٍ فانْتَظَمَ وتَنَظَّمَ . 2- دلالة اجْتِماعِيّة: ويُطلَقُ النّظامُ في "العُلومِ الإنسانيّة" ويُرادُ بِه مَجموعةُ المَبادِئ والتَّشريعاتِ والأعْرافِ... وكُلِّ الأمورِ التي تَنْتَظِمُ بِها حَياةُ الأفْراد، والمُجتَمَعاتِ، والدُّوَلِ. 3- دلالة فلسفيّة: يدلُّ النّظامُ في التّعريفِ الفلسفيّ على أحَدِ المَفاهيم الأساس للعَقْل، ويشمل الترتيب الزماني، والترتيب المكاني، والترتيب العددي، والمَنْطق الرّياضيّ والعلل، والقوانين، والغايات، والأجناس، والأنواع، والأحوال الاجتماعية، والقيم ... 4- دلالة لسانية: النّظام اللّغويّ هو الهيكلُ العامُّ أو البِناء الذي تندرجُ تحتَ كلّياتِه الجزئياتُ أو العناصر أو الظّواهِرُ اللّغويّة، ولقد قامت نظرية فيرديناند دوسوسير في دراسته للغة على منهج لساني جديد مفادُه النظر الى اللغة باعتِبارِها نظاما من الدّوالِّ أو العلامات اللغوية في مقابِلِ المدلولاتِ، وتترابطُ هذِه العلاماتُ فيما بينَها في نَسيجٍ من العلاقاتِ المُنظَّمَةِ ، لا يَتَفَرَّدُ فيها عنصر عن غيرِه من العَناصرِ داخل هذا النظام، فاذا خرج عنصر من هذا النّسيجِ الجامِع أو النّظام، ولم تكن له علاقة بباقي العناصر، فَقَدَ قيمَتَه . وقد شبّه دوسوسير علاقة العنصر بباقي العناصر داخل النسيج اللغوي العامّ برقعة الشطرنج ، حيث تستمد كلّ قطعة من قطع الشطرنج قيمتها من موقعها الذي تحتلّه على رقعة الشطرنج.[/size][/size] السلام عليكم سوف لن نقوم بالرد على كل الجوانب الواردة أعلاه من محاولة ضبط مفهوم النظام , وسنقتصر على الدلالة الفلسفية و اللسانية لمصطلح النظام , نظرا للارتباط والعلاقة بينهما ولالتقائهما في مادة فلسفة اللغة ( أنظر على سبيل المثال لا الحصر , مؤلفات الدكتور عبد الرحمان طه المتعلقة بالفكر الاسلامي وبالحجاج والمنطق ) . ان المدخل الاول لفهم مصطلح النظام system عند دي سوسور هو مصطلح التجريد Abstract في اللغة الانجليزية أو L'abstrait في اللغة الفرنسية , والمقصود بالتجريد هو عملية منطقية تنقل المعرفة الانسانية سواء كانت حسية او معنوية من الواقع الى ذهن الانسان في شكل فكرة في ذهنه, فتبرمجها وتنظمها داخل مخ الانسان , اي المركز العصبي الانساني خصوصا باحة Zone اللغة , وكل الباحات الاخرى مثل باحة السمع والشم والرؤية وغيرها , هذه كلها تتكافل و تنقل المعلومات الخارجية وترسلها عبر نيرونات وعبر الخلايا الرغوية والعصبية الى مركز اللغة العصبي أي منطقة اللغة من أجل المعالجة والتحليل والتركيب والتأويل والتمثل والاستعاب والفهم والتخزين , وهو ما يعني ان الانسان يحيى باللغة , ان عملية البرمجة والتنظيم لموضوع او موضوعات تقع في العالم الخارجي , تتم بشكل ذهني مجرد لا نراه ولكن نعيه ونقوم به او نساعد ونهيئ جهازنا العصبي المركزي وأطرافه للقيام به . هذه العملية التي قام بها فيردناند دو سوسور في كتابه ( محاضرات -أو دروس - في اللسانيات العامة ) كانت كبيرة وعميقة في حجمها , لكنها كانت علمية من ناحية اخرى بالمفهوم العلمي البحث و الحقيقي , مثل ما حدث ويحدث مع علوم البايولوجيا والفيزياء والكمياء , وليس بالمفهوم العلمي القائم على التأويل, من مثل نظرية العامل عند سيبويه او نظريات علماء الكلام المسلمين أوالفلاسفة المسلمين , وغيرها مثلما نجد عند السجلماسي في المنزع البديع والقزويني والسكاكي والجرجاني ( عبد القاهر ) والخليل نفسه , و هذا ما ميز نظرية سوسور , ذلك ان التجريد عند سوسور لم يقم على اسس التأويل , وعملية التجريد شملت اللغة الانسانية بصفة عامة , وان كانت لغة سوسور هي الفرنسية . أما المدخل الثاني لفهم مصطلح النظام عند سوسور فهو النظرية اللسانية التي وضعها في نفس الكتاب , يقدم سوسور في فصل خاص من كتابه ( تعريف اللغة ) ثنائيات يسعى من خلالها الوصول الى نظريته في اللغة , فيقسمها الى ثنائية اولى وهي ( اللسان / الكلام ) ثم يضع بعد ذلك الكثير من الثنائيات , مثل التزامني والتعاقبي و العلامة والمرجع و الدال والمدلول والقيمة والوظيفة والتماثل والاختلاف وفي فصل بعنوان خاص يقدم سوسور ثنائية مهمة وهي لسانيات اللسان ولسانيات الكلام ( تجدر الاشارة الى ان النظرية اللغوية عند سيبويه قامت ايضا على ثنائيات متعددة مثل ( العامل /المعمول , الاصل /الفرع , الاعراب / البناء , الهمز / التسهيل , الظاهر والتقدير , الى اخره ) الى درجة أصبح معها المحسوس عند سيبويه مقدرا, وهذا يعني ان سوسور اللغة العربية ( سيبويه ) أغرق في التجريد , واصبح التجريد دعامة نظريته في اللغة والنحو والصوت العربي . لقد شرحنا هذين المدخلين من اجل الوصول الى فهم علمي لمصطلح النظام والنظام اللساني عند سوسور . ان عمليات التجريد التي تحتظنهما نظرية سيوبه و نظرية سوسور في اللغة هي الرابط العلمي بين النظريتين , الا ان التجريد عند سيبويه قام على اساس من التأويل الخاطئ لانه اعتمد على التقدير , وقد أحاط التقدير أكثر من نصف قواعد الللغة العربية , وكانت له نتائج غير علمية, أضرت باللغة العربية , فجعلتها تدور في دائرة التقدير والتأويل , ومثال ذلك الخلاف والاختلاف بين االعلماء والمدارس النحوية وبين القراءات الخ . في حين قام التجريد عند سوسورعلى أساس من العلم التجريبي البحث , ومن هنا نستطيع القول ان سوسور استفاد من بيئته العلمية التي نشأ فيها في القرن 19 , كل ما قام سوسور بتجريده من الظواهر و المظاهر اللغوية جاء من الوقائع اللغوية المحسوسة , ليحولها الى أفكار ومفاهيم مجردة يبرمجها في ذهنه ولا يمسكها بيده , أليس هذا هو مفهوم النحو الذي يشم ولا يفرك عند العلماء العرب ؟؟ انطلاقا من الثنائيات التي ذكرنا , قام سوسور بابعاد أفراد الثنائيات التي لا تساعد على تحديد وضبط موضوع اللغة الذي هو اللسان , فاللغة عنده كما رأينا لسان وكلام , لقد خصص سوسو فصلا كاملا في الفرق بين لسانيات اللسان ولسانيات الكلام , في الغرب لم يهتم أحد بلسانيات اللسان, ولكن كل من جاء بعد سوسور من علماء ومدارس واتجاهات لسانية يدخل في دراسات الصنف الثاني اي لسانيات الكلام . والفرق بين لسانيات اللسان ولسانيت الكلام شاسع , انه فرق بين القوانين والقواعد اللسانية من جهة وانجاز تلك القوانين لغويا اي الكلام . واذا كان الكلام متغيرا حسب السياق والمقام فان قوانينه متغير ة أي أن نظامه اللساني متغير , اما اللسان فتابث لا يتحرك ولا تتغير قوانينه وقواعده بتغير المقام والسياق , من هنا استطاع سوسور الوصول الى مفهوم النظام الاساسي للغة , فالنظام هو اللسان واللسان هو النظام وهذا هو السبب الذي . وقبل ضبط تعريف علمي للنظام , نشير الى ان للكلام نظامه ايضا , يقوم على نظام اللسان ويتأسس عليه , فاذا ضبطت نظام اللسان اللساني تستطيع ضبط النظام اللساني الكلامي , لان الثاني يتأسس ويقوم على الاول فالاول عمدة الثاني . اما النقطة الثانية فنشير فيها الى انه لا احد في الثقافة الانغلوسكسونية أدرك نظرية اللسان عند سوسور , بما في ذلك بلومفيلد وتشومسكي مثلا, فهؤلا اسسوا لنظريات لسانية كلامية , وهو ما يفسر فشل كل تلك النظريات من داخل الثقافة اللغوية الانغلوساكسونية , والسبب يعود الى الترجمات الانجليزية لكتاب سوسور ذي الاصل الفرنكوفوني , من اللغة الفرنسية الى اللغة الانجليزية رديئة , بل ان اللغة الانجليزية لا تحمل مصطلح اللسان اطلاقا ( لحد الان ) , مثلما هو حاصل مع اللغة الفرنسية ( Longue ), أو اللغة العربية ( لسان ) , فالمقابل الانجليزي لمصطلح لسان هو Tongue , أي ذلك العضو المحسوس او تلك الحاسة أو الالة الموجودة في فم الانسان , وهذا يعني ان الثقافة الانغلوسكسونية لم ترق الى مستوى التجريد العلمي لتوفر لنفسها مصطلحا علميا مثل ما هو حاصل مع الفرنسية والعربية , اما استعمال تشومسكي وغيره لمصطلح ( اللسانيات Linguistic ) , فهو في الحقيقة ما أشرنا اليه سابقا بلسانيات الكلام . هذا التمييز الدقيق هو ما غاب عن تشومسكي وغيره , وهو بالضبط ما جعل نظريته تفشل من وجهة نظر علمية , ولو عدنا الى الثقافة اللغوية العربية منذ القديم , فسنجد ان العلماء العرب استعملوا مصطلح اللسان بنفس المعنى الذي يحمله تصور سوسور العلمي , رغم ذلك لم يصل العرب الى خلق نظرية لسانية علمية , جاء عند الشافعي قوله : ( لسان العرب أوسع الألسنة مذهبًا ، وأكثرهم ألفاظًا ، ولا نعلمه يحيط بجميع علمه إنسان غير نبي ) والشاهد هنا قوله ( لا يحيط به انسان ) وهذا هو المعنى العلمي للسان عند سوسور , ان اللسان هنا نظام ومجموعة من القواعد والقوانين , لا يوجد عند انسان فرد واحد وانما عند الجماعة او الامة الناطقة بلسان واحد , سواء تعلق الامر بالمستوى المعجمي او النحوي او الصرفي او غيره , واما قوله ( لانعلمه يحيط بجميع علمه ... غير نبي ) فهذه مسألة غيبية مرتبطة بالوحي الالاهي , ذلك لو أراد سبحانه وتعالى أن يطلع نبيا من انبيائه أو رسولا من رسله على كل اللغات والالسن لفعل , وانما اقتبسنا من قول الامام الشافعي في رسالته ما يوضح كلام سوسور وفهمه للسان في ذهن القارئ . أما قول الامام ابن تيمية : ( فإنّ اللسان العربي شعار الإسلام وأهله ، واللغات من أعظم شعائر الأمم التي بها يتميّزون ) فالواضح انه لا يميز بين اللسان واللغة فهما معا شيء واحد عنده , هذا غير صحيح علميا . أما قول ابي حيان التوحيدي في الامتاع والمؤانسة : ( والكَلامُ عَلى الكَلامِ صَعْبٌ لأنّ الكلامَ على الأمورِ المُعتَمَد فيها على صورِ الأمورِ وشُكولِها التي تنقسم بين المعقولِ وبين ما يكون بالحسّ مُمكنٌ، وفضاءُ هذا مُتّسِع، و المجالُ فيه مُختلفٌ، فأمّا الكلامُ على الكلامِ فإنّه يدورُ على نفسِه ويلتبسُ بعضُه ببعض، ولهذا شقّ النّحو وما أشبَه النّحوَ من المنطق " ففيه ما يوضح رأي سوسور وفهمه للكلام أي ذلك الوجه الثاني من العملة اللغوية في ذهن القارئ . ان كثرة القوانين والقواعد وتداخلها واختلافاتها في اطار لسانيات الكلام , خصوصا حين لا تعتمد لسانيات الكلام على القوانين والقواعد العلمية التي تقدمها لنا لسانيات اللسان , فان الخطاب اللساني يصبح بالضبط كما صوره ابو حيان التوحيدي , اي مجموعة من التخريجات والقواعد النحوية والصرفية والصوتية والبلاغية والخطية الى اخره , تلك التي تقع على خط الاختلاف والخلاف بين العلماء والمدارس والشروحات التي عرفها الخطاب اللغوي العربي القديم , هذا بالضبط هم ما تجنبه سوسور من أجل ضبط لسانيات اللسان علميا وموضوعه اي اللسان , وهو ايضا ما وصفه ابوحيان التوحيدي في قوله السابق , وتجد هذا النقد او الوصف عند الكثير من العلماء , وما صرخة ابن مضاء القرطبي , العالم العربي الاندلسي التجريبي في كتابه ( الرد على النحاة ) الا نموذجا لرد فعل العلماء التجريبين على ما أطلق عليه أبو حيان التوحيدي كلام فوق الكلام , أي رد على خلافات واختلافات النحاة الذي يقوم أساسا على التأويل وتجد ما يماثل هذا عند رولان بارث عند حديثه عن الكلام في كتابه ( الدرجة الصفر في الكتابة ) . اذا كان العرب قد امتلكوا بعض التصورات الصحيحة حول اللغة ومكوناتها ( اللسان والكلام ) عند العلماء القدماء , فان ذلك التصور لم ينم ويتطور لكي ينضج ويصبح نظرية علمية متكاملة كما جاءت عند سوسو ر , فان ما وصل الينا من التراث اللغوي العربي هو قضيتان اثنتان . الاولى هي النظرية الخليلية , وأعتقد ان ما قدمه سيبويه في كتابه ( الكتاب ) ليس الا ذلك الوجه اللساني الكلامي من نظرية الخليل مع اختلافات بسيطة في قضايا معدودة مثل النبر والتليين وغيرها , اما القضية الثانية فهي تلك المعطيات العلمية الصحيحة المنثورة في كتب العلماء القدامى , وهي معطيات علمية صحيحة واجتهادات لم تجد من يجمعها في سلك ناظم نطلق عليه نظرية اللسان عند العرب . لهذا وذاك وجب اعادة النظر واعادة قراءة هذا التراث العظيم . اما اللسانيات في الجناح الفرنكفوني فلم تعرف اي تقدم ملموس بسبب الفهم غير الدقيق لنظرية اللسان عند سوسور , وخصوصا المنهج السكوني عنده . في حين بقيت مصطلحات هذه النظرية تجتر داخل المدارس والمدرجات الى فترة الخمسينيات و الستينيات من القرن العشرين ,اي الى ان ظهرت سميولوجيا سوسور على يد الكثير من المفكرين الاروروبيين , في حين استفادت الكثير من المدارس والاتجاهات من هذه النظرية وفي كل الحقول العلمية الانسانية , في العالم العربي انتقل الخلط اللساني الغربي الى عقل وفكر اللغويين العرب , وظهر ذلك جليا في رفض المشرق لمصطلح اللسانيات على يد الدكتور تمام حسان رحمه الله الذي كان في قلب العاصفة آنذاك , فما وصل الى المشرق العربي هو الفهم الخاطئ والترجمة الخاطئة لمصطلح لسانيات = لغويات عن طريق البحوث والنظريات المكتوبة باللغة الانجليزية , أما ما وصل الى المغرب العربي فهو الاضطراب في فهم مصطلحات سوسور اللسانية والاضراب في التصور المنهجي عنده . رغم ذلك تواصل ظهور المدارس والمناهج اللسانية مثل التوليدية التحويلية عند الفاسي الفهري والبنيوية والبنيوية الوظيفية , والبنيوية التكوينية , و التفكيكية واللسانيات النسبية و واللسانيات العرفنية و غيرها . والحقيقة اللسانية عند سوسور تقول كل هذه الاجتهادات تدخل في ما سماه باللسانيات الكلامية أي هي كلام على كلام بتعبير ابي حيان التوحدي , والغريب في الامر أن أصحاب هذه الاتجاهات نقلوا الاخطاء المعرفية من الغرب أي تلك التي تحملها لسانيات الكلام الغربية وطبقوها على العربية , والحجج على ذلك كثيرة ومتنوعة , أخيرا سأنقل تعريف النظام كما فهمته من كتاب دو سوسور من مقال اخر كتبته داخل هذا المنتدى تحت عنوان ( البنية شئ والنظام شئ اخر ) قمت بالرد فيه على ما جاء من اقوال للدكتور عبد الرحمان بودرع , ميزت فيه بين النظام والبنية والنسق و قلت فيه ما يلي : نعم البنية موضوع والنظام موضوع آخر يعود مفهوم النظام الى بدايات عصر النهضة الاوروبية ويقصد منه معنى الترتيب L'order , أما مصطلح النظام System فقد ظهر على يد سوسور في كتابه المحاضرات ويقصد منه تلك القوانين والقواعد المنظمة للسان أمة ما . يشبه سوسور اللسان اللغوي مثل قطعة الشطرنج , حيث تحمل كل قطعة قيمة في حد ذاتها . تقوم من خلالها بلعب دور على ساحة الرقعة , ولا يسمح لها بلعب دور قطعة اخرى مثلا ( القلعة والملك ...الخ ), اذ ان الادوار والوظائف تختلف من عنصر لاخر . والذي ينظم تلك اللعبة هو مجموعة القوانين والقواعد المتفق عليها بين اللاعبين , انك حتى لو غيرت شكل ومادة القطعة الواحدة , وعوضت قطع الشطرنج بأحجار صخرية مختلفة الاشكال والاحجام , فان ذلك لا يؤثر على القيمة و الوظيفة والدور الذي تقوم به القطعة داخل الرقعة , هذه الوظيفة وذلك الدور يخضعان ويحترمان القوانين والقواعد ( الاعتباطية او الاتفاقية او الطبيعية ) المتفق عليها , والموضوع هنا يشبه القوانين المنظمة لمؤسسة ما , فالدستور المنظم للحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والحقوقيةالخ لمجتمع ما هو مجموعة من القواعد والقوانين تمارس عمليا من خلال مؤسسات الدولة الشرعية كالبرلمان والحكومة والسلطات القضائية والتشريعية والتنفيذية . ان ما يتحكم في المؤسسات وموظفيها , وما ينظم علاقات افراد المجتمع ومؤسساته هو ذلك الدستور أي النظام , انه النظام العام المنظم لحياة دولة ومجتمع و أمة . هذا النظام موجود ويطبق ويحترم ويعتد به حتى ولو كان كل افراد المجتمع نائمين أشخاص موظفين ورؤساء ومؤسسات . هذا النظام موجود في ذهن الجماعة التي خلقته واوجدته, لكنه موجود فقط بشكل جزئي في ذهن الافراد , اي ان مجموع المعرفة الجماعية للدستور او للقوانين هي ما يشكل النظام . بعبارة علمية اخرى , ان النظام هو مجموعة القوانين والقواعد المنظمة لمجموعة من العناصر التي تدخل في علاقات عضوية فيما بينها. أما مصطلح البنية فمصدره علم الرياضيات والمنطق , وأفضل من قدم تعريفا علميا للبنية هم علماء الرياضيات الروس , و عرفوها بمصطلح اخر هو التركيبة , ان البنية هي مجموعة من العناصر المتفاعلة في اطار مجموعة من العلاقات . ومعنى هذا أن البنية هي قاعدة النظام . وبدون بنية لن يوجد نظام مهما كان نوعه , فشرط النظام وجود قوانين وقواعد تنظم عناصر البنية وعلاقاتها , وهذا معناه ان الواحد منها مرتبط بالثاني . اما النسق فصنو النظام , فكل نسق نظام وليس كل نظام نسق, والحد الفاصل بينهما هو مفهوم الانفتاح ومفهوم الانغلاق , فالنسق نظام مفتوح والنظام نسق مغلق , تجد شرح كل هذا في النظرية اللسانية عند سوسور وفي مفهوم النسق عند المدرسة النسقية التي ظهرت في الخمسينيات من القرن الماضي. أما من أراد التأكد من الاقاويل فليعد الى النص الاصلي عند سوسور في كتابه المحاضرات باللغة الفرنسية , وان لا يعتمد على الترجمات العربية الرديئة والانجليزية أيضا اذ هي تترجم مصطلح اللسان بمصطلح اللغة وهذا الخطأ تجده في كل الترجمات العربية والانجليزية , وبيان رداءتها هو ترجمة مصطلح لسان بمصطلح اللغة أي أن اللسان =اللغة , والحقيقة أن اللسان يقع تحت اللغة , وهذه الترجمة تقلب النظرية اللسانية بمجملها رأسا على عقب . تحية طيبة الموضوعالأصلي : مفهوم كلمة نظام للأستاذ الدكتور/ عبد الرحمن بو درع مع نقاش مثمر // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: الجزائرية
| |||||||
الإشارات المرجعية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
|
| |
أعلانات نصية | |
قوانين المنتدى | |
إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان |