ملوك المناذرة:ملوك المناذرة:
لا تقدم المصادر المتوفرة معلومات واضحة عن تأسيسها ولا عن ملوكها ويزعم بعض الإخباريين أن أول ملوك تنوخ هو مالك بن فهم الأزدي الذي تولى أمور العرب في العراق,واتخذ من الأنبار منزل له وخلفه أخوه عمر في رواية وجذيمة بن مالك في رواية أخرى ولا شيء معروف عن عمرو هذا لكن جذيمة فلقد أورد عنه الأخباريون الكثير من الروايات وبالغوا في مدحه. ويذكر بأنه أدخل صنمين كان يسميهما الضيزنين الحيرة حيث كان يستسقي بهما ويستنصر بهما على العدو وهما المعروفان بالفرقدين. 1-عمرو بن عدي(268-288م):وخلف جذيمة ابن اخته عدي الذي يعد المؤسس الحقيقي لمملكة الحيرة وأأول ملوكها من بني لخم وأول من انخذ الحيرة منزلا من ملوك العرب . 2-أمرئ القيس(288-328م):والمعروف عند الإخباريين بامرئ القيس البدء أي الأول وهو أولمن تنصر من ملوك الحيرة وهو أأول ملك يترك أثرا مكتوبا هو نقش النمارة المشهور والذي عثر عليه في النمارة بحوران ويعود لعام328م. ثم خلفه ابنه عمرو ثم تلاه أوس بن قلام ثم خلفه أمرؤ القيس بن عمرو بن امرئ القيس. 3-النعمان الأول(390-418م):ويعد من أشهر ملوك الحيرة وقد لقب بالأعور والسائح ,لأنه زهد في الدنيا في أواخر أيامه وعكف على البر والتقوى فانقلب سائحا زاهدا,ينسب إليه بنا قصري الخورنق والسدير خارج الحيرة.واهتم النعمان بتشكيل جيش قوي لتوسيع نفوذه ولتنفيذ المهمات التي يكلفه بها ملوك فارس الساسانيين وتألف جيشه من خمس كتائب وهي: أ-الدوسر:ورجالها من تنوخ وكانت من القوة بحيث ضرب العرب بها المثل في البطش فقيل"ابطش من دوسر". ب-الشهباء-الأشاهب:ورجالها نحو ألف فارس من الفرس كانوا يعسكرون في الحيرة لمراقبة تصرفات الملك. ج-الرهائن:وكانوا500رجل من القبائل العربية كانت تقيم كرهائن على باب الملك لمدة سنة. د-الصنائع:وهم بنو قيس وبنوتيم اللات ابني ثعلبة وكانوا خواص الملك لا يبرحون بابه. هـ-الوضائع:وهم ألف رجل فارسي يضعهم ملك فارس في الحيرة لنجدة ملوك العرب وكانوا يتبدلون كل سنة. 4-المنذر الأول(418-462م):ولقد حكم بعد وفاة والده النعمان الأول ولعب دورا بارزا في أحداث عصره فقد جعل الكهنة الفرس يوافقون على تتويج بهرام جور الذي رباه أبوه النعمان الأول ملك على فارس وقدم له المساعدة ضد خصومه كما شارك في الحروب التي دارت بين الفرس والروم بسبب اضطهاد المسيحيين في الإمبراطورية الفارسية وقاد الجيوش في المعارك .ولقد استلم الحكم بعد المنذر عدد من الملوك لا تذكر المصادر أية أعمال مهمة جرت في فترة حكمهم . 5-المنذر الثالث "بن ماء السماء"(514-554م):وماء السماء هو لقب أمه مارية بنت عوف بن جشم والتي سميت به لجمالها وحسنها ,ويعرف بذي القرنين بسبب ضفيرتين كانتا له وهو أكثر ملوك المناذرة شهرة وذكر في الأدب العربي ويتميز عهده بالتقلبات والمتغيرات السياسية على الصعيدين المحلي والعالمي ففي عام525م احتل الحارث بن عمرو الكندي الحيرة بمساعدة من قباذ ملك فارس وذلك عندما رفض المنذر اعتناق المزدكية وعندما اعتلى العرش كسرى أنو شروان أعاده لعرش الحيرة . 6-عمرو بن هند(554-574م):ولقد خلف والده المنذر وينسب إلى أمه هند بنت عمرو بن حجر الكندي آكل المرار ويوصف بأنه كان شديد البأس والشكيمة مع زهو وكبرياء فهابته القبائل العربية وقد اسغل ضعف ملوك كندة فوسع نفوذه في شمالي شرقي الجزيرة العربية وحارب طيء وتميم وتغلب وهزمهم .كما كان بلاط الحيرة في عهده مقصد للعديد من الشعراء المشهورين كطرفة بن العبد وعمرو بن كلثوم . 7-قابوس بن المنذر(574-578م):ولقد خلف أخوه المنذر الثالث والذي خاض عدة معارك ضد الغساسنة .ونتيجة لوجود خلافات داخل البيت الحاكم في الحيرة عين الفرس بعد وفاة قابوس حاكما فارسيا يدعى فيشهرت أو السهراب حكمهم لمدة سنة واحدة .ثم خلفه المنذر بن المنذر(579-583م). 8-النعمان الثالث(583-605م):والذي يعد أخر ملوك الحيرة من المناذرة ولقب أبي قابوس وامتد نفوذه إلى منطقة البحرين ,واعتنق النصرانية ويذكر المؤرخون أن نهاية النعمان الثالث كانت على يد كسرى أبرويز ,ويذكرون سببا لذلك هو رفض النعمان تزويج بناته وبنات من أسرته لأولاد كسرى أبرويز مما أغضبه فاستدعاه إلى فارس حيث تم القضاء عليه تحت أقدام الفيلة.وكان النعمان قد ترك أهله وماله وأسلحته عند هانئ بن مسعود الشيباني قبل أن يتوجه إلى كسرى وكانت مطالبت الفرس بما أودعه النعمان عند هانئ بن مسعود فرفض ذلك وكانت معركة ذي قار التي وقفت فيها العرب لأول مرة في تاريخهم ضد عدو خارجي فانتصروا على الفرس انتصار كبيرا .ولقد ولي الحيرة بعد النعمان إياس بن قبيصة الطائي(605-614م) بتعين من الفرس الذين عزلوه بعد هزيمتهم في ذي قار وحكموا الحيرة حكما مباشرا.وكان أخر ملوك المناذرة المنذر الخامس الملقب بالغرور والذي استطاع إقامة إمارة جديدة في جهات البحرين وكانت نهايتها ونهاية الحكم الفارسي في العراق على أيدي الجيوش الإسلامية.
حضارة الحيرة:كان لموقع الحيرة آثره في الحياة الاقتصادية للسكان فوقوعها في أرض السواد وبالقرب من الفرات مكن سكانها من الجمع بين ممارسة الزراعة والرعي زكانت مزارع النخيل والبساتين والجنان تمتد من النجف حتى الفرات.كما اشتغل أهل الحيرة بالتجارة أي تجارة الواسطة مابين الهند والصين والأبلة وجنو من وراء ذلك أرباح هائلة ,كما اشتهرت الحيرة بصناعاتها المختلفة كصناعة النسيج والأسلحة والخزف والتحف المعدنية ودباغة الجلود وكذلك صناعة الحلي.ومكنهم هذا الازدهار الاقتصادي من تشيد وبناء القصور المختلفة كقصر السدير والخورنق المنسوبه إلى النعمان الأول.كما أهتم المناذره ببناء الأديرة والكنائس بعد اعتناق بعضهم المسيحية وأشهرها دير هند الكبرى ودير هند الصغرى ودير الجماجم.
كانت الحيرة مركزا علميا مزدهرا وكانت العرب تقصدها لتعلم الكتابة ,وكان الطب متقدما في الحيرة أيام المناذرة واحتفظت بشهرتها في الطب حتى في العصور الإسلامية.