جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
|
جواهر ستار التعليمية :: المقالات والمواضيع |
الأربعاء 25 مارس - 17:53:38 | المشاركة رقم: | |||||||
مشرف
| موضوع: امكانية حيادية المعرفة في السياسة الدولية بقلم الباحثان/ عبد طاهر محمد عثمان / ومصطفي شيخ بشير امكانية حيادية المعرفة في السياسة الدولية بقلم الباحثان/ عبد طاهر محمد عثمان / ومصطفي شيخ بشير مقدمة واجهت المعرفة الكثير من الاختلافات حول تعريفها ومنهجها وأدواتها ، لذا يمكن القول بأن البحث في مفهوم المعرف قد يدخلها كثير من الإسقاطات الأيدلوجية والتي قد تختلف من عصر إلى عصر ومن ثقافة إلى أخرى ،وتأسست المعرفة منذ ثلاثة قرون وقد إهتم الفلاسفة الغربيين بالمعرفة وخصوها في كتاباتهم الفلسفية والنقدية ،وقد امتزج مصطلح الابستومولوجيا بمفهوم المعرفة حتى بات من الصعب الفصل بينهما .وقد ذكر د. عبد القادر بشتة في كتابه الابستومولوجيا مثال فلسفة الفيزياء النيوتينية : أن الابستمي تعني بالفلسفة اليونانية العلم والمعرفة. وقد صاغ الفيلسوف الاسكتلندي جيمس فردريك مصطلح الابستمولوجي للدلالة على المعرفة،وعرفها لالاد في معجمه الفلسفي بأنها (فلسفة العلوم لأنها تدرس بشكل نقدي مبادئ كافة العلوم وفروضها ونتائجها لتحديد أصلها المنطقي وبيان قيمتها ، وقد ذهب فوكو بعيدا في معنى الأبستمي حين ربط المعرفة بعصر ما فيتحدث عن أبستمي عصر النهضة الأوروبية. ولو عدنا إلى عصر سقراط وأرسطو وأفلاطون لوجدنا أن الأبستمي =المعرفة=العلم وهذا العلم يختلف عن العلم الذي نتداوله اليوم scienceوالذي يعني علوم الحياة من فيزياء ورياضيات وما حاول اللحاق بها من علم الاجتماع والنفس والتاريخ. ومن هذا المنطلق فإن كتاب ثيتاتوس لأفلاطون يعتبر مؤلفا ابستمولوجي ،ومبادئ الفلسفة لرينيه يعتبر مؤلفا أبستمولوجي ،وكذلك كتاب إصلاح الذهن لسبينوزا.لأن كل هذه المؤلفات تبحث عن المعرفة بصفة عامة . ولو عدنا إلى الفلسفة الاسلامية لوجدنا أن نظرية المعرفة وجدت في ثنايا الكتب الفلسفية ولم يفصلوها في فصول مستقلة إلا أنهم بحثوا في أهميتها المعرفية. المبحث الأول : مفهوم المعرفة وانوعها مفهوم المعرفة إن مفهوم " المعرفة " هو مصطلح قديم وليس بالأمر الجديد، فالمعرفة رافقت الإنسان منذ تفتح وعيه وتطورت معه من مستوياتها البدائية مرافقة لعمق واتساع مداركه حتى وصلت إلى ما عليه الآن، إلا إن الجديد في هذا المفهوم هو حجم تأثيرها على الحياة الاقتصادية والاجتماعية وعلى نمو الإنسان، ومن المؤكد أن التقدم والتطور الهائل في تقنية المعلومات الذي يشهده القرن الحالي والذي يعتبر أكبر تغيير في الحياة البشرية والذي مكن الإنسان من فرض سيطرته على الطبيعة، وبحيث أصبح عامل التطور في مجال المعرفة أكثر تأثيراً في الحياة من بين العوامل الأخرى المادية ([1]) المعرفة هي الإدراك، وفهم الحقائق من خلال التفكير المجرّد، أو من خلال اكتساب المعلومة عبر التجارب أو الخبرات، أو التأمّل في مكنونات الأمور، أو التأمّل في الذات، أو الإطّلاع على تجربة الآخر وقراءة استنتاجاته، وترتبط المعرفة بالبديهة، وكشف المجهول، والتطورات التقنية، او هي العلم بذات الشيء وتفصيله عما سواه، والمعرفة تستخدم للدلالة عما تمّ الوصول إليه بتدبير وتفكير، وتستخدم في الدلالة على الأمر الذي تدرك آثاره لا ذاته، كأن يقال: عرفت الله، ويرى أكثر الجمهور أنّ أصل المعرفة يحصل ضرورياً وفطرياً، ويمكن أن يحتاج إلى الاستدلال والتمعّن به، بينما يرى بعضهم أنّها مكتسبة، ولا يمكن وقوعها ضرورةً لارتفاع الكلفة( [2]) ويعرف نانوكا المعرفة على أنها “الإيمان المحقق الذي يزيد من قدرة الوحدة أو الكيان على العمل الفعال”. وبهذا التعريف يكون التركيز على العمل أو الأداء الفعال وليس على اكتشاف الحقيقة. وهذا ما يحصل في الغالب, حيث إننا نهتم بماذا يمكن أن تعمله المعرفة وليس بتعريف المعرفة ذاتها. فنحن نستخدم كلمة المعرفة لتعني بأننا نمتلك بعض المعلومات وبذلك نكون قادرين على التعبير عنها. ومع ذلك فهنالك حالات نمتلك فيها المعلومات ولكن لا نعبر عنها ([3]) ويعرف ايضا كل ما هو معرف أو ما هو مفهوم. والمعنى أن الرصيد المعرفي الناتج من حصيلة البحث العلمي والتفكير الفلسفي والدراسات الميدانية والتطوير والمشروعات الابتكارية وغيرها من أشكال الإنتاج الفكري للإنسان عبر الزمان تتمثل جميعها في الرصيد المعرفي أو الكم المعلوم القابل للاستخدام في أي مجال من المجالات( [4]) انوع المعرفة اولاً: المعرفة الحسية Empirical Knowledge وتعّدُ من اقدم واسهل أنواع المعرفة ملاحظةً واستنتاجاً ،ذلك إنها تعتمد بشكل أساس على الحواس والتجربة ،وعلى ملاحظة الظواهر ملاحظة بسيطة، غير مقصودة تقف عند مستوى الإدراك الحسي العادي ،دون ان تتجه إلى إيجاد المسببات أو بناء الصلات ،ولا تسعى إلى إدراك العلاقات القائمة بين الظواهر وعناصرها،والمعرفة الحسية معرفة تلقائية، تنتج عن نشاط غير قصدي ولا تتم بغرض الكشف عن حقيقة علمية أو غاية نظرية ،إنما تكتفي بالظواهر الماثلة والمتغيرة التي تميزها حواس الإنسان لأساسية،وبمرور الزمن كوّن الإنسان لنفسه مجموعة من العادات والخبرات كان قد استنفدها من خلال تراكم التجارب والخبرات ووحدة النتائج ،وقد سميت هذه الآراء على إنها آراء مشتركة ( Common Sense ) أو الحس المشترك أو البداهة ،والتي بحكم العادة لا تحتاج إلى أداة علمية أو تجربة معملية للتحقق منها، وبذلك فان الرأي السائد يأتي عن طريق التجارب التلقائية التي تُلاحظ من خلال التكرار اليومي أو الموسمي أو المتحقق بشكل دوري فإنها تبتعد كثيراً عن القصدية العلمية (Intention Scientism ) لكنها في ذات الوقت تنتشر على أنها الرأي السائد أو المسلّم به دون فحص أو تحميص ([5]) ثانيا : المعرفة الفلسفيّة (Philosophical knowledge) وهي ليست علم بل دراسات بحثيّة متعددة تطبق على بقية الفروع العلميّة والفنيّة، وهي تقسم إلى قسمين أساسيين هما الفلسفة النّظريّة والفلسفة العمليّة، تتفرع عنهما أقسام عامة تصنف إما من الناحية الزّمنية - فلسفة قديمة، وسيطة، حديثة، معاصرة -، وإما من ناحية الموضوع كـالفلسفة الطّبيعيّة، الفلسفة المثاليّة، الفلسفة الوجوديّة ...إلخ، وكذلك فلسفات ناتجة عن تداخلات فروع الفلسفة فيما بينها أو مع العلوم أو مع الفنون أو مع الأديان أو مع الأساطير، كعلم المنطق بفرعيه الصّوري والرّياضي، وكفلسفة العلم، والفلسفة السيّاسية، والفلسفة الأخلاقية، والفلسفة الجمالية، وفلسفة التّربيّة، فلسفة الدين ([6]) ثالثا : المعرفة العلمية Knowledge Scientific يقصد بالمعرفة العلمية تلك الأفكار والتصورات والمعاني التي يتم اكتسابها بطريقة منظمة باستخدام المنهج العلمي الذي يقوم على الملاحظة والبحث والتجريب، وتهدف هذه المعرفة إلى فهم الظواهر فهماً موضوعياً دقيقاً، وتمثل العلوم المختلفة - الطبيعية والاجتماعية - نموذجاً لهذا النمط من المعرفة ،وتشكل المعرفة العلمية ارقى مستويات المعرفة واكثرها اختزالا وفائدة للبشرية وترتبط المعرفة العلمية بشدة بالتنظيم الفكري اذ عن طريقها يمكن للانسان ان يخضع الظاهرة والحوادث والمشكلات لدراسة موضوعية منظمة وحيادية ، تعتمد بشكل اساس على متغيراتها وعناصرها الحقيقية ، وليست الافتراضية وبشكل منظم ( متسلسل ) والمعرفة العلمية عمودها النشاط العقلي ( التفكير المنظم ) الذي يشكل قاعدتها الاساسية ومنطقها الجوهري نحو تبلور والظهور والاستمرار ،وبذلك فانها تعد مساهمة فاعلة ومتجددة تستند الى مبدأ التراكم فهي نشاط اجتماعي عام لايستند الى شروط الشخصية وانما يستند الى اخلاقيات العلم واهدافه ، وهذه تستند الى وجود حاجة ملحة . فالمعرفة العلمية بشكل عام تستند على اتساق الجانب النظري والتطبيقي كل يكمل الاخ ويستند اليه ويثريه باتجاه وتوفير رصيد مناسب لتقليل مشكلات الانسان ودفعة الى النمو والتطور والحرية.([7]) المبحث الثاني : طبيعة المعرفة ومصدرها المطلب الأول : طبيعة المعرفة المعرفة من حيث طبيعتها المثالية أو الواقعية, ويحاول أن يجيب عن التساؤل المطروح: هل نسيج المعرفة أو الخيوط التي تتألف منها المعرفة ذات طبيعة مثالية, أم أنها ذات طبيعة واقعية. أما عن طبيعتها: فيمكن التمييز في ذلك بين مذهبين: يذهب أحدهما إلى رد الوجود كله إلى الفكر, ويرى أن المعرفة ذات طبيعة عقلية أو روحية, وهو المذهب المثالي, وينكر الآخر إمكانية إرجاع الوجود إلى الفكر, أو تعليق المعرفة على العقل, ويرى أن للكون وجوداً مستقلاً عن إدراكها له, وأن المعرفة في طبيعتها واقعية لا تتوقف على عقل عاقل, ولا معرفة عارف, وهذا هو المذهب الواقعي([8] ) الموضوعالأصلي : امكانية حيادية المعرفة في السياسة الدولية بقلم الباحثان/ عبد طاهر محمد عثمان / ومصطفي شيخ بشير // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: ابومصعب
| |||||||
الأربعاء 25 مارس - 17:54:14 | المشاركة رقم: | |||||||
مشرف
| موضوع: رد: امكانية حيادية المعرفة في السياسة الدولية بقلم الباحثان/ عبد طاهر محمد عثمان / ومصطفي شيخ بشير امكانية حيادية المعرفة في السياسة الدولية بقلم الباحثان/ عبد طاهر محمد عثمان / ومصطفي شيخ بشير المذهب الأول: المثالي (المعرفة ذات طبيعة عقلية أو روحية) ويرجع أصول المثالية على أفلاطون، الذي اعتقد بوجود عالمين: العالم الحقيقي الذي توجد فيه الافكار الحقيقية المستقلة والثابتة، والعالم الواقعي الذي هو ظل للعالم الحقيقي، ويتفق المثاليون في تصورهم لطبيعة المعرفة، وفي اتجاههم العام نحو النظر إلى الأشياء الطبيعية باعتبارها غير مستقلة بنفسها، ولا تقوم بذاتها، وإنما تعتمد في وجودها على العقل أو الذهن، ولذلك، فإن الحقيقة النهائية، تكون في نظرهم ذات طبيعة عقلية أو ذهنية، وانطلاقا من نظرتهم الازدواجية للعالم، فإن المثاليين ينظرون نظرة ازدواجية للإنسان أيضاً، أي أنه مكون من عقل ومادة.وبما أن الإنسان جوهره العقل، وأن الحواس مشكوك في صحتها ودقتها، وأن الأشياء لا معنى لها من غير العقل البشري، إذا فإدراك الإنسان أساسه العقل مستقلا عن التجارب الحسية، وكلما كانت المعرفة مجردة عن الإدراكات الحسية كلما سمت وارتقت وكانت أكثر ثباتاً ويقيناً، ويقوم المذهب المثالي في المعرفة على أساس أننا إذا أردنا أن نعرف الواقع أكثر، ونفهم طبيعته ونتبصر حقيقته بشكل أعمق؛ فلن يكون ذلك بالبحث في العلوم الطبيعية بما فيها من اهتمام بالمادة والحركة والقوة، وإنما يكون بالاتجاه نحو الفكر والعقل، والالتزام بالقوى المثالية والقيم الروحية لدى الانسان ([9]) وقد ظهر المذهب المثالي في عدة صور من أهمها: 1. المثالية المفارقة عند أفلاطون : إن مظاهر المثالية الأفلاطونية تظهر بصورة موجزة ان لكل شيء محسوس حقيقة معقولة وان المعقولات هي الاصل في المحسوسات وان المحسوسات هي ظلال وجود المثل التي يعتبر موضوع العلم([10]) فالمعرفة حسب أفلاطون تذكر والجهل نسيان، ومن ثم، فأصل المعرفة هو العقل وليس التجربة أو الواقع المادي الحسي الذي يحاكي عالم المثال محاكاة مشوهة ،وعلى مستوى الأكسيولوجيا، فجميع القيم الأخلاقية من خير وجمال وعدالة نسبية في عالمنا المادي، ومطلقة حقيقية في عالم المثل المطلق والأزلي، ،وهكذا يتبين لنا أن فلسفة أفلاطون فلسفة مثالية مفارقة للمادة والحس، تعتبر عالم المثل العالم الأصل بينما العالم المادي هو عالم زائف ومشوه وغير حقيقي. كما تجاوز أفلاطون المعطى النظري الفلسفي المجرد ليقدم لنا تصورات فلسفية واجتماعية وسياسية في كتابه” جمهورية افلاطون”. ويلاحظ أيضا أن التصور الأفلاطوني يقوم على عدة ثنائيات: العالم المادي في مقابل العالم المثالي، وانشطار الإنسان إلى روح من أصل سماوي وجسد من جوهر مادي، وانقسام المعرفة إلى معرفة ظنية محسوسة في مقابل معرفة يقينية مطلقة، وعلى المستوى الاجتماعي، أثبت أفلاطون أن هناك عامة الناس وهم سجناء الحواس الظنية والفلاسفة الذين ينتمون إلى العالم المثالي لكونهم يتجردون من كل قيود الحس والظن وعالم الممارسة ([11]) 2. المثالية الذاتية عند باركلى : المثالية الذاتية هي الاعتقاد بأن الذهن وحده هو الحقيقي إما المادة بكل مظاهرها مجرد مضمون ذهني، وقد أصبح مذهب المثالية الذاتية سائداً في القرن الثامن عشر، وفي ذلك الوقت كانت الفلسفة تشعر شعوراً واضحاً بمدى صعوبة الشرح وتفسير العلاقة بين المعرفة والواقع ([12]) ولقد عبر باركلي عن فلسفته هذه بمبدئه الشهير: "الوجود إدراك"، أي أن وجود الشيء قائم في إدراكنا لذلك الشيء. ومبدأ باركلي اللامادي هذا هو رد فعل مباشر على ما زعمته الفلسفة المادية-التجريبية بأن الوجود جوهر مادي لا يتوقف وجوده على مَنْ يدركه ،وتماشياً مع مبدئه اللامادي استبدل باركلي كلمة "الشيء" بكلمة "الصورة". فكلمة "الشيء" توحي باعتقاده وكأن هناك وجود مادي خارج العقل، أما كلمة "الصورة"، فإنها تعني أن هذه الأشياء ليست إلا مجموعة من الصفات الذاتية التي توجد في العقل([13]) 3. المثالية النقدية عند كانت :ارتبطت تسميتها بعمانويل كانط، فالمثالية النقدية نوع خاص من المثالية ترى ضرورة البدء بفحص العقل، ومعرفة حدوده، ومعرفة قدراته قبل الوثوق به والاعتماد عليه واستخدامه في تحصيل المعرفة،ويرى كانط أن (التصورات العقلية تكون فارغة إذا لم ترتبط بالادراكات الحسية، وأن الادراكات الحسية تكون عمياء إذا لم تعتمد على التصورات العقلية، وإذا كانت عملية الإدراك لا تتم إلا بالترابط بين الصور العقلية والمدركات الحسية، فمعنى هذا أننا لا نستطيع أن نعرف إلا ظواهر الأشياء، أما الأشياء ذاتها فلا سبيل لنا لمعرفتها، لأن الحواس لا تقدم لنا علي ما يظهر من الأشياء، والعقل لا يستطيع أن ينفذ من وراء الظواهر ليكشف الواقع الحقيقي ([14]) 4. المثالية المطلقة عند هيجل: يذهب إلى أن الفكر هو الأساس الذي يتحدد استنادا إليه العالم، غير أن المقصود بالعالم هنا ليس العالم كما نعيشه ونجربه، بل العالم كما هو في جوهره بإطلاق، بهذا المعنى يكون الفكر هو الجوهر المكون للأشياء كما نعيشها ونجربها، عندما يدعي الفيلسوف الواقعي المتطرف أن الواقع يُفصِّل ذاته إلى وحدات أو أجناس وأنواع على نحو مستقل عن الكيفية التي يفكر بها الناس، فإن هيجل يرى في ما يقوله هذا الواقعي إقرارا واعترافا بحضور الفكر في العالم وفي الطرق والأنحاء المخصوصة التي تُحَدَّد بها أشياؤه (اي الوحدات أو الأجناس والأنواع...). ولعل هذا ما دفعه إلى القول إن الفلسفة، أيا كان ميلها المُعلَن، فلسفة مثالية، أو تقبل الاشتقاق من مبدأ مثالي أو العودة بالتأويل إليه، مثالية هيجل ليست من جنس مثالية بيركلي هذا الأخير جعل الواقع متوقفا على من يفكر فيه، الأمر بالنسبة إلى هيجل يختلف كثيرا عما عليه الحال لدى بيركلي، هيجل يرى أن بنيةَ الفكر ونشاطَه حاضران قبل أن تكون هناك كائنات عاقلة تفكر، أي حاضران في الطريقة التي يمكن للفيلسوف الذي يأتي لاحقا أن يقول عنها إنها غير مكتملة، ولا تبلغ اكتمالها إلا في عملية التحديد الذاتي التي تنطلق على قدم وساق عندما ننطلق في التفكير ([15]) وتقوم فلسفة هيجل المثالية على اعتبار أن الوعي سابق للمادة بينما تقوم النظرية الماركسية على اعتبار أن المادة سابقة للوعي على اعتبار أن المادة هي من تحدد مدارك الوعي وبالتالي يتطور الوعي بتطور المادة المحيطة بالإنسان، كان ماركس أحد رواد حلقات "عصبة الهيجيليين" ثم انشق عنها مؤلفا فلسفته الخاصة به يرى هيجل أن هناك حقائق مطلقة في هذا الكون كما أسماها على المجاز يعمل العقل البشري بكل من المادة والوعي ضمن علاقة مركبة بينهما على اكتشاف تلك الحقائق والنواميس التي تجتاز في حقيقتها وماهيتها حدود المادة القاصرة نفسها على تفسير مثل تلك الظواهر ([16]) المذهب الثاني: الواقعي (المعرفة في طبيعتها واقعية لا تتوقف على العقل والمعرفة) تقوم فكرة المذهب الواقعي على أن مصدر كل الحقائق هو هذا العالم الذي نعيش فيه (عالم الواقع)، أي عالم التجربة والخبرة اليومية، ويعتبر أرسطو ابا للواقعية.ويعود الأصل في تسمية المذهب بالواقعي إلى الأساس الذي قام عليه هذا المذهب، وهو الاعتقاد في المادة. فالحقيقة موجودة في هذا العالم (عالم الاشياء الفيزيقية) ووجودها حقيقي واقعي يقوم على ثلاثة أسس رئيسية، وهي: 1. أن هناك عالم له وجود لم يصنعه أو يخلقه الإنسان، ولم يسبقه وجود وأفكار مسبقة 2. أن هذا العالم الحقيقي يمكن معرفته بالعقل الحقيقي، سواء بالعقل الإنساني أو الحدس أو التجربة. 3. أن هذه المعرفة يمكن أن ترشد وتوجه السلوك الفردي والاجتماعي الضروري للانسان.ويرى المذهب الواقعي أن (ماهية المعرفة ليست من جنس الفكر او الذات العارفة، بل هي من جنس الوجود الخارجي، إذ أن للأعيان الخارجية وجوداً واقعياً مستقلاً عن أي عقل يدركها، وأن العقل إنما يدركها على ما هي عليه بقدر طاقته ([17]) وقد ظهر المذهب الواقعي في أشكال مختلفة منها الموضوعالأصلي : امكانية حيادية المعرفة في السياسة الدولية بقلم الباحثان/ عبد طاهر محمد عثمان / ومصطفي شيخ بشير // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: ابومصعب
| |||||||
الأربعاء 25 مارس - 17:54:29 | المشاركة رقم: | |||||||
مشرف
| موضوع: رد: امكانية حيادية المعرفة في السياسة الدولية بقلم الباحثان/ عبد طاهر محمد عثمان / ومصطفي شيخ بشير امكانية حيادية المعرفة في السياسة الدولية بقلم الباحثان/ عبد طاهر محمد عثمان / ومصطفي شيخ بشير الواقعية الساذجة أن موقف الواقعية الساذجة يقوم على الإيمان والاعتقاد بأن أشياء العالم والموضوعات الخارجية هى مثلما تبدو لنا ذات واقعية منفصلة عنا وبالتالى أن معيار صدق معرفتنا بها هو كونها صورا مطابقة لها . كما يقوم هذا الموقف على القول بأن للأشياء خصائص وكيفيات تنطبع على حواسنا وتنعكس على أعضائنا الحسية . وهذا ما يؤدى إلى وجود مطابقة كاملة وتشابه تام بين الشىء كما هو موجود أى الشىء فى واقعيته والشىء كما ندركه وكما تنتقل صورته إلى أذهاننا، تماثل تام أو مطلق بين موضوع الواقع وموضوع المعرفة ([18]) وقد اعتبر هذا المذهب ساذجا لانه : 1- يمثل مرحلة سابقة على مرحلة التفكير العلمي والفلسفي . 2- لا يخضع للتفكير النقدي . 3- يثق في مدركات الحس ثقة لاحد لها مع ان تجربتنا في كل يوم تزعزع ثقتنا في صحة احكامها فالعصا المغروسة في الماء منحرفة تبدو مكسورة امام العين وهي ليست كذلك في واقع الامر, والمرئيات تبدو لاعيننا عن بعد اصغر حجما من حقيقتها وكثيرا ما يبدو الشئ في نظر انسان على صورة تخالف الصورة التي يبدو عليها في نظر غيره من الناس , بل كثيرا ما يتغير الشئ الواحد في نظر الانسان الواحد بفعل الخيال او بتاثير الاحلام .. وهذا وغيره كفيل بان يفقدنا الثقة في احكام الحس ([19]) 2. الواقعية الجديدة فقد ظهرت في أمريكا أوائل القرن العشرين على يد مجموعة من الفلاسفة، نشروا في عام 1910 دستور فلسفتهم، وضمنوه مبادئهم الواقعية، ثم وضعوا سنة 1912 كتاباً يحمل الاسم نفسه «الواقعية الجديدة، دراسات تعاونية في الفلسفة». وترأس هذه المجموعة رالف بارتون بيري الذي عارض بكتاباته النقدية مثالية جوزيا رويس Josiah Royce ت(1885ـ1916)، فأقام واقعيته على نظرية «واحدية»في المعرفة لا يعزل فيها العارف عن المعروف، ولا الشعور عن الموضوع، بمعنى أنالأشياء ليست مشروطة بالذات العارفة لها، ثم اتخذت الحركة طابعاً أكثر تحديداًبمشاركة أعضائها الآخرين ([20]) فالواقعية الجديدة ترفض التسليم بما جاءت به الواقعية النقدية من وجود وسيط بين الشيء المدرك والذات العارفة لأن الإدراك في نظر الواقعية الجديدة يقع مباشرة وبغير وسيط مما يجعل معرفتنا للأشياء الخارجية صوره مطابقة للحقيقة في الخارج, لذلك فقد اهتمت الواقعية الجديدة بتحليل العلاقة التي تربط الذات العارفة وموضوعها ([21]) الموضوعالأصلي : امكانية حيادية المعرفة في السياسة الدولية بقلم الباحثان/ عبد طاهر محمد عثمان / ومصطفي شيخ بشير // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: ابومصعب
| |||||||
الأربعاء 25 مارس - 17:55:31 | المشاركة رقم: | |||||||
مشرف
| موضوع: رد: امكانية حيادية المعرفة في السياسة الدولية بقلم الباحثان/ عبد طاهر محمد عثمان / ومصطفي شيخ بشير امكانية حيادية المعرفة في السياسة الدولية بقلم الباحثان/ عبد طاهر محمد عثمان / ومصطفي شيخ بشير 3. الواقعية النقدية الواقعية الناقدة (أو النقدية) Critical realism هي موقف من العالم والمعرفة نظّر له بالأساس الفيلسوف البريطاني المعاصر روي باسكار (1944-2014) وعدد من الأكاديميين، حتى أصبحت من المواقف الفلسفية الأساسية التي يستند إليها البحث العلمي الاجتماعي. تعتمد الواقعية الناقدة على الاشتباك مع أفكار كانط وماركس إلى حد بعيد، وهي “ميتا-نظرية” أو نظرية للنظريات ظهرت في السبعينيات والثمانينيات كموقف فلسفي بديل مختلف عن الفلسفة الوضعية positivism (التي تعتمد على التعميم وتفسير المتغيرات ومحاولة الوصول لقوانين غائية حاكمة للواقع الاجتماعي) وتختلف عن ما بعد الحداثة، التي تسعى للتأويل، لا لفهم الواقع واستيضاحه من ثم يمكن النظر إلى الواقعية الناقدة بصفتها منظور بديل، أو صندوق خارج الصندوق المألوف للتفكير، يسعى لتقديم رؤية للعالم لا تُسلّم بالواقعية الساذجة والمباشرة على جانب (أن الحقيقة كلها قابلة للفهم والتفسير)، ولا تُسلم بالنسبية المُطلقة في كل شيء على الجانب الآخر؛ وهو الموقف الذي يتبناه منظور ما بعد الحداثة ([22]) نقطة الانطلاق في الواقعية الناقدة هي الانشغال بالأونطولوجيا Ontology (ما هو موجود/حقيقي) بصفته منفصل عمّا يمكن معرفته (الأبستمولوجيا)، وتفترض أول ما تفترض أن الواقع المحسوس/المباشر هو أول طبقة من طبقات الحقيقة. تفترض الواقعية الناقدة أن العالم موجود بصفة مستقلة عن معرفتنا به. والأفكار حقيقية فقط بقدر ما لها من تأثير على الواقع. (مثال: التغير المناخي ظاهرة فيزيائية وطبيعية لا نفهمها بالكامل. وأفكار مُنكري التغير المناخي تؤدي إلى تدهور حالة المناخ بسبب الامتناع عن أفعال للتقليل من تسارع التغير المناخي) لكن بينما الحقيقة موجودة بصفة مستقلة عن المعرفة، فالمعرفة نسبية. يرى روي باسكار أن في الوجود فئتين من الأشياء، اللازم intransitive والمتعدي transitive. “اللازم” هو الوجود بكل تعقيداته، خارج نطاق قدرتنا على فهمه بشكل كلّي. “المتعدي” هو المعارف المتعددة والمتغيرة حول أجزاء من الوجود. من ثم تعتمد الواقعية الناقدة مبدأ النسبية الأبستمولوجية Epistemological relativism أو نسبية ما يمكن معرفته عن الوجود، أي أن المعرفة متغيرة من سياق لآخر ومن زمن لآخر، المتعدي ضروري لفهم أجزاء من اللازم، مع التسليم بأن اللازم (الموجود) لا سبيل لمعرفته كاملاً. هنا تختلف الواقعية الناقدة عن الوضعية positivism من حيث أن الأخيرة تعتبر أن كل ما هو موجود قابل للمعرفة، وتختلف عن أفكار ما بعد الحداثة من حيث أن الأخيرة تعتبر الوجود هو ما يشيده البشر بأنفسهم وما هو مُتفق عليه بصفته الوجود([23]) المطلب الثاني : مصادر المعرفة وهو بحث في الطرق الموصلة إلى المعرفة, و يجيب عن التساؤلات المطروحة: كيف يعرف الإنسان ما حوله من موضوعات؟ هل يعرف الإنسان الموضوعات بالحواس أم بالعقل أم بالحدس؟ وفيما يتعلق بمبحث مصادر المعرفة يمكننا أن نميز بين ثلاثة مذاهب أساسية الموضوعالأصلي : امكانية حيادية المعرفة في السياسة الدولية بقلم الباحثان/ عبد طاهر محمد عثمان / ومصطفي شيخ بشير // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: ابومصعب
| |||||||
الأربعاء 25 مارس - 17:56:02 | المشاركة رقم: | |||||||
مشرف
| موضوع: رد: امكانية حيادية المعرفة في السياسة الدولية بقلم الباحثان/ عبد طاهر محمد عثمان / ومصطفي شيخ بشير امكانية حيادية المعرفة في السياسة الدولية بقلم الباحثان/ عبد طاهر محمد عثمان / ومصطفي شيخ بشير اولا المذهب العقلي : هو مذهب فكري يرى أن العقل هو المصدر الأول للمعرفة فالعقل هو المقياس الذي نميز به بين الأفكار الصحيحة والأفكار الخاطئة ، وبين الأفعال الخيرة و الأفعال السيئة ، والسبيل الوحيد الذي نطل به على الحقيقة فأصحاب هذا المذهب ( العقليين ) يقولون بإمكانية الوصول إلى المعرفة وأن الذي يسد الفجوة بين الذات العارفة والشيء المعروف هو العقل وهو شيء معارض للإحساس ؛ فالعقل يشتمل على مبادئ أولية على ضوئها يمكن معرفة الأشياء ، والعقل الإنساني قادر بلا مساعدة خارجية على تحصيل الحقيقة الموضوعية ،ومادة المعرفة قد أخذت من العقل نفسه وليس من التجربة أي أنها أفكار أولية وواضحة وضوحا ذاتيا ([25]) ثانيا:المذهب التجريبي في المعرفة التجريبية مذهب فلسفي يرجع كل المعرفة و مادتها و قوانينها إلى التجربة و معنى ذلك انه لا يوجد شيء في العقل ما لم يوجد في الحس ، إذن التجربة التي مصدرها الإحساس هي المنبع الأول لجميع الأفكار و يعتبر حون و كوندياك و دافيد هيــوم رواد هذا المذهب و تتمثل مبرراتهم في- - الحواس مصدر المعرفة والنافذة التي نطل بها على العالم الخارجي ، ومن فقد حاسة ، فقد المعاني المتعلقة بها - النفس لوحة بيضاء و كل ما فيها مكتسب فكرتنا عن العالم الخارجي ليست سوى مجموعة من الاحساسات تحولت بحكم التجربة الى تصورات ،فالمعرفة تكتسب بالتدريج عن طريق الاحتكاك بالعالم الخارجي و ما تحدثه الوقائع من آثار حسية. - فالمبادئ ليست ضرورية و لا كلية ، لأن العقل ثمرة التجربة ، و التجربة متغيرة وأنه لهذا السبب نفسه تابع لشروط متغيرة ، وأحكامه لا تصبح كلية و لاضرورية الا بالنسبة لظرف معين فهي نسبيـــة و كما انها غير ذاتية لأنها متعلقة بحوادث متغيرة خارجية ( [26]) ثالثا: المذهب الحدسي : يذهب إلى أن الطريق الصحيح للمعرفة ، الجديرة بهذا الأسم هو الحدس ( مع الاختلاف حول مفهوم الحدس ذاته ) ،أما بخصوص قيمة المعرفة التي يمكن للإنسان الحصول عليها بالحس أو العقل أو بهما معاً ، فيمكن التمييز بين مذهبيين رئيسين : 1. النزعة الوثوقية – الدغمائية – التي تقول بإمكانية توصل الإنسان إلى معارف مطلقة يقينية يقيناً مطلقاً 2. والنزعة النقدية – أو النسبية – التي ترى أن المعرفة البشرية محدودة بالمعطيات الحسية ، وبالتالي فإنها على الرغم من أهمية دور العقل فيها لن تكون إلا نسبية ( النزعة الكانتية بالخصوص )([27]) أما المدرسة الإسلامية في المعرفة فمن أمثلتها البارزة "أبي حامد الغزالي" و"نظرية الانتزاع"، مفاد هاتين التجربتين أن الاعتماد على الحس وحده ضلال والاعتماد على العقل وحده أيضا ضلال، بل والاكتفاء بالاثنين فقط ليس بالضرورة ينتج عنه تصور واضح عن حقيقة الأشياء ومن ثم معرفتها وإدراكها والتصديق بها، فإن هناك أشياء ومصطلحات لا بد من التعرض لها ومعرفة دورها في تكوين المعرفة لدى الإنسان، فالفطرة التي فطر الله الناس عليها، تنتج أفكارا تولد بالقوة وتتحول إلى فعل مع تطور النفس وتكاملها الذهني. ونظرية الانتزاع تقول أن هناك تصورًا أوليًا وتصورًا آخر ثانويًا، أما التصور الأولي فهو متعلق بالإدراك الحسي، أما في التصورات الثانوية فإنه يأتي دور الابتكار والإنشاء، الأمر الذي يعتبر خارجًا عن نطاق الحس، ومن خلال هذه النظرية تعرفنا على العرض والجوهر والعلة والمعلول والعلاقات التي لا يمكن أن ندركها عن طريق الحس وحده ([28]) المبحث الثالث : مدي امكانية حيادية المعرفة المعرفة لم تكن في أي يوم من الأيام، بريئة أو حيادية أو موضوعية، تبحث عن الحقيقة لمجرد الحقيقة، بل إن الحقيقة نفسها لم تكن مفهوماً محايداً، لأن كل فئة كانت تريد أن تفرض الحقيقة التي تناسبها وتنسجم مع مصالحها، إدراكاً من الجميع أن المعرفة هي الغلاف الإيديولوجي والأخلاقي لصراعات المصالح والنفوذ، والأمثلة على الصراعات المعرفية كثيرة. فالصراع الذي دار في أوربا خلال العصور الوسطى، بين الكنيسة التي تقول بدوران الشمس حول الأرض آنذاك، وغاليليو الذي كان يقول بدوران الأرض حول الشمس، لم يكن صراعاً معرفياً محضاً بل كان في جوهره صراعاً سياسياً، لأن كل طرف كان يريد أن يفرض سلطته على المجتمع بغض النظر عن مضمون ما يقول، ولأن الكنيسة كانت ترفض أن يأخذ العلم الحديث مكانتها السياسية الرفيعة". ،إن التصريح بعدم تبرئة المعرفة من انعكاسات الصراع على امتلاك زمام القوة واحتفاظ البعض بها معلناً عن نفسه سادن الحقيقة الأول ومالكها الأوحد؛ يجعلنا ندور في فلك التساؤل عن الأدوار غير الأخلاقية التي لعبها مفكرون وفلاسفة وأدباء في تغذية هذا الصراع سلبياً، الأمر الذي جعل الفرد الانساني واقعاً في شراك المتاهات الفكرية، إذ أن هؤلاء المشتغلين بحقول المعرفة المختلفة إنما يريدون ممارسة قوة الهيمنة على متلقيهم وحتى وإن كانت هذه القوة تنتج لهم التشظي (المقصود)؛ لأهداف وغايات غير إنسانية ([29]) ومن ناحية ظهرت اراء اخري تؤكد بحيادية المعرفة ، فتشير ان كل عملية فكرية تستوجب وجود ذات عارفة متصفة بالوعي و العقل و في المقابل موضوع معرفة، و المعرفة تحتم على العالم أن يلتزم الحياد في بنائه للمعارف حتى تكون موضوعية و لذا ينبغي التخلي عن وجهته الخاصة و شعوره الخاص في تعامله مع موضوع الدراسة، فالمعرفة ليست معطيات جاهزة و تلقائية بل هي نتاج لمجهود إنساني تتدخل في إنشائه عوامل ووسائل متعددة، سواء تعلق الأمر بمعرفة الطبيعة أو معرفةالإنسان ذاته. و ينبغي على الإنسان احترام مناهج تؤهله إلى إثبات الحقيقة و توصله إلى معرفة ذات قيمة موضوعية. إن التقييم العلمي و المعرفي للإنسان أتاح له فرصة السيطرة على العالم و مكنه من فهم ألغازه، فابتداء من القرن 18 عرف العالم ثورات علمية بفضل اعتماد المنهج التجريبي، كانت لهذه الثورات اثر واضح في تقدم الإنسانية. غير أن هذه العلوم تطرح إشكالات فيما يتعلق بطريقة إنشائها أو التأكد من صدقها، و يتجسد ذلك خصوصا من خلال إشكال بناء النظرية العلمية و اعتماد التجارب لإثبات صدقها، كما يُطرح إشكال آخر يتعلق بعلمية العلوم الإنسانية إلى جانب إشكال تحديد مفهوم الحقيقة ضمن مجال الموضوعالأصلي : امكانية حيادية المعرفة في السياسة الدولية بقلم الباحثان/ عبد طاهر محمد عثمان / ومصطفي شيخ بشير // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: ابومصعب
| |||||||
الأربعاء 25 مارس - 17:56:23 | المشاركة رقم: | |||||||
مشرف
| موضوع: رد: امكانية حيادية المعرفة في السياسة الدولية بقلم الباحثان/ عبد طاهر محمد عثمان / ومصطفي شيخ بشير امكانية حيادية المعرفة في السياسة الدولية بقلم الباحثان/ عبد طاهر محمد عثمان / ومصطفي شيخ بشير خلاصة البحث يعتبر الإنسان كائنا عارفا ومنتجا للمعرفة. ولذلك فقد احتل مبحث المعرفة في مجال التفكير الفلسفي مكانة هامة في انشغالات الفلاسفة وأبحاثهم. وقد طرحت عدة إشكالات في هذا المبحث من قبيل: إمكانية المعرفة، مصدرها، طبيعتها، معاييرها، قيمتها، وظيفتها ومناهج الوصول إليها وطرق إنتاجها… وغالبا ما يتم التمييز في عملية إنتاج المعرفة بين ثلاثة عناصر رئيسية: الذات العارفة،موضوع المعرفة، ومنهج المعرفة. ومعظم الإشكالات التي يتم إثارتها في مجال المعرفة تتعلق بالتفاعلات الحاصلة بين هذه العناصر الثلاث. وقد ندبت الفلسفة نفسها منذ البداية من أجل البحث عن الحقيقة أو المعرفة الصحيحة. ولذلك فقد عمل الفيلسوف على ابتكار مناهج عقلية تمكن من إنتاج معرفة بالأشياء مخالفة للمعرفة السائدة أو بادئ الرأي. وهي معرفة مؤسسة على براهين وحجج عقلية وليست مجرد معرفة عفوية وتلقائية. كما كان هدف الفيلسوف بالأساس هو الوصول إلى الحقيقة، أي البحث عن الحقيقية من أجل الحقيقة، وهو ما أدى إلى التساؤل فيما بعد عن قيمة الحقيقة وعن الهدف من البحث عنها. وللتعرف عن الحقيقة أو المعرفة الصحيحة كان لا بد للفلاسفة من أن يضعوا معاييرا للتمييز بين الحقيقة من جهة وأضدادها كالخطأ والوهم والكذب من جهة أخرى، وهي المعايير التي سيختلف الفلاسفة في تحديدها كل واحد من منطلقه الخاص. هكذا إذن سيعالج الفلاسفة مجموعة من الإشكالات المتعلقة بالحقيقة أو بالمعرفة بوجه عام، من أهمها الإشكالات الثلاث التي نجدها في مفهوم/درس الحقيقة وهي: الحقيقة والرأي، معايير الحقيقة وقيمتها. ومن المعروف أنه، وابتداءا من القرن التاسع عشر ستظهر العلوم الإنسانية وتحاول الانفصال عن الفلسفة لدراسة موضوعاتها بمنهاج مستقلة عن التأمل الفلسفي،كما ستزدهر الأبحاث الإبستيمولوجية المتعلقة بالتفكير النقدي والتحليلي الذي سينصب على المعرفة العلمية الدقيقة، سواء في ما يخص مناهجها أو مفاهيمها أو نظرياتها أو تاريخها… انطلاقا من هنا، يمكن أن نلاحظ أن الإشكالات المتعلقة بالمعرفة تطرح في هذه المجزوءة على ثلاثة مستويات رئيسية: مستوى المعرفة بمعناها الفلسفي العام (الحقيقة)، مستوى المعرفة المتعلقة بمجال العلوم الحقة ومستوى المعرفة المتعلقة بالعلوم الإنسانية. ومادام أن الأمر يتعلق بإشكالات تخص مشكلة المعرفة، فإننا نجد تقاطعات بين إشكالات المفاهيم الثلاث؛ فإشكال التمييز بين المعرفة العقلية العالمة والمعرفة العامية المتداولة،و كذلك إشكال معايير المعرفة حاضران في درس الحقيقة وفي درس النظرية والتجربة؛ ففي المحور الأول من درس الحقيقة نجد إشكال الحقيقة والرأي وهو يتقاطع مع إشكال التجربة والتجريب في درس النظرية والتجربة، ذلك أن الأمر يتعلق في كلا المحورين بالتمييز بين المعرفة العقلية المؤسسة على البراهين أو التجارب العلمية من جهة، وبين المعرفة الموجودة لدى الحس العام والتي ترتبط بالتجارب الحياتية المشتركة. ويظل مفهوم الحقيقية منفردا بإشكال يتعلق بقيمة الحقيقة، أي بجدواها والهدف من البحث عنها. أما محور العقلانية العلمية في درس النظرية و التجربة، فهو يثير في آخر المطاف الإشكال المتعلق بمصادر المعرفة ومناهج الوصول إليها، وهو الأمر الذي يثير التعارض الحاصل بين أنصار النزعة العقلانية وأنصار النزعة التجريبية من جهة، كما يثير من جهة أخرى الاختلاف القائم بين نمط العقلانية الذي أفرزته الأبحاث الإبستيمووجية في مجال المعرفة العلمية الدقيقة، وبين نمط العقلانية الذي كان سائدا في الفلسفة الكلاسيكية. وإذا تأملنا في “مسألة العلمية في العلوم الإنسانية”، فإننا نجده يثير إشكالا ميتودولوجيا (يتعلق بمنهج المعرفة) يتمثل في الكيفية التي ينبغي انطلاقا منها دراسة الظاهرة الإنسانية، سواء كانت ظاهرة نفسية أو اجتماعية أو غيرها. ولذلك نجد موقفين متعارضين؛ أحدهما أراد اقتفاء أثر العلوم الدقيقة وتطبيق مناهجها على الظواهر الإنسانية، وهو الموقف الوضعي العلموي، وموقف شاء ابتكار مناهج خاصة بالظاهرة الإنسانية نظرا لخصوصيتها وتميزها عن الظاهرة الطبيعية. وهذا التعارض هو الذي أفرز ما يسمى بأنصار منهج التفسير والقول بإمكانية موضعة الظاهرة الإنسانية ودراستها دراسة علمية دقيقة، وأنصار الفهم القائلين بوجود صعوبات تحول دون إمكانية الموضعة هاته، مما يستلزم البحث عن مناهج جديدة ومتناسبة مع طبيعة الظواهر الإنسانية. وعلى العموم، فنحن نلاحظ أن الأمر يتعلق في هذه المجزوءة بإشكالات متقاطعة تخص بالأساس مصادر المعرفة ومناهجها ومعاييرها، سواء تعلق الأمر بالمعرفة بمعناها الفلسفي العام (الحقيقة) أو المعرفة العلمية في مجال العلوم الدقيقة (الرياضيات، الفيزياء…) أو المعرفة الإنسانية في مجال العلوم الإنسانية( علم النفس، علم الاجتماع …). المراجع اولا: الكتب 1. عصام زكريا جميل، اتجاهات معاصرة في نظرية المعرفة، عمان، دار المسيرة للنشر والتوزيع، ط1، 2012. 2. عبد الرحمن بن زيد الزبيدي، مصادر المعرفة في الفكر الدين والفلسفي، الرياض،مكتبة المؤيد، 1992.. 3. زكي نجيب محمود، نظرية المعرفة، القاهرة، مطابع وزارة الارشاد القومي، 1956. الموضوعالأصلي : امكانية حيادية المعرفة في السياسة الدولية بقلم الباحثان/ عبد طاهر محمد عثمان / ومصطفي شيخ بشير // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: ابومصعب
| |||||||
الإشارات المرجعية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
|
| |
أعلانات نصية | |
قوانين المنتدى | |
إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان |