البلاغةُ لغةً واصطلاحاً
- البَلاغَةُ لُغةً: تعني الوصول إلى الشيء، والبلوغ له، قال تعالى: "وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ"، أي وصل، وبلغ الفرد هدفه: أي وصل إليه، ومبلغ الشيء منتهاه.
- البَلاغَةُ اصطلاحاً: هي مطابقة الكلام لمقتضى الحال، أو سَوق الكلام بحسب المقام، ولا تعتبر البلاغة وصفاً للكلام.
بَلاغةُ الكَلامِ
- بلاغة الكلام: مطابقته لما يقتضيه الحال، مع الفصاحة للألفاظ مفردها ومركبها.
- الكلام البليغ: هو الكلام الذي يصوره المتكلم ليتناسب مع أحوال المخاطبين، والمقام هو حال الخطاب، وحامله.
بلاغةُ المتكلِّم
هي موهبة في النفس، تقدّر صاحبها على إنتاج كلام بليغ، يتناسب مع الحال، ومع التزامه بشروط الفصاحة، وهذا لا يصله إلا البليغ، الجامع لجميع أساليب العرب، والعارف بسنن التخاطب بينهم، و مفاخراتهم، وهجائهم، ومدحهم، واعتذارهم، فلكل مقامٍ مقال.
الغايةُ منَ البلاغةِ
تأدية المعنى بوضوحٍ باستخدام عبارات فصيحة، لها أثر عظيم، وسحرٌ جميل، مع ملاءمة الكلام للمقام الذي يقال فيه، والأشخاص المخاطبين.
عناصرُ البلاغةِ
- الألفاظ القوية.
- المعاني الساحرة.
- الأساليب المتناسبة مع مواطن الكلام، وموضوعاته، وأحوال السامعين، والنزعات النفسيّة التي تتملكهم، وتسيطر عليهم.
أقسامُ عِلمِ البلاغةِ
يقسمُ علمُ البلاغة إلى ثلاثةِ أقسِامٍ رئيسية، عرفت منذ الأزل ولم تتغير إلى يومنا هذا، وإنما تطورت لظهور الكثير من الشواهد في اللغة، وهذه الأقسام هي:
- علم المعاني: وهو أوسع علوم البلاغة، ومن خلال هذا العلم تُعرف أحوال اللفظ العربي، بما يقتضي الحال، أو المقام.
- علم البيان: هو علم الصور البلاغية، وهو يكمل علم البيان، فالعلاقة بينهما علاقة تكاملية.
- علم البديع: يقع بين علمي المعاني والبلاغة، فهو علم المحسنات، المحسنات التي تخص الألفاظ، والمعاني، والأساليب.
الهدفُ مِنْ دراسةِ البَلاغَةِ
لكل علمٍ هدفٌ وغاية وجد من أجله، وللبلاغة غاياتٌ ثلاث وهي:
- دراسة وفهم إعجاز القرآن الكريم، من ناحية قوة السبك، واستحسان الوصف، وإبداع التركيب، وبراعة الإيجاز، وما جاء فيه من سهولةٍ في التركيب، وجزالةٍ في الألفاظ، وعذوبة في الكلام، إلى غير ذلك من الأساليب المستحسنة التي عجز العرب على الإتيان بمثلها، أو مناهضتها، فحارت عقولهم أمام فصاحته وبلاغته، وأقروا بالإسلام ديناً وبالله رباً.
- فهم كلام الرسول صلى الله عليه وسلم، وصحابته، والسلف الصالح، الذين امتازوا بالفصاحة، واللسان القويم، فكلما فهمنا البلاغة أكثر فهمنا علوم الشريعة الخاصة بديننا.
- معرفة أسرار البلاغة والفصاحة، التي شاعت في كلام العرب ونظمهم قديماً، كي نسير مسيرتهم، ونفرق بين الجيد والرديء من الكلام المتداول، ونحافظ على لساننا العربي الفصيح.