جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
|
جواهر ستار التعليمية :: الركن الأسلامي العام :: منتدي الحديت والقران الكريم |
الأربعاء 6 ديسمبر - 18:38:29 | المشاركة رقم: | |||||||
مشرف
| موضوع: العلاقة بين العباد ورب العباد العلاقة بين العباد ورب العباد التربية الإسلامية : فوائد السلوك إلى الله – الدرس 2 / 4 : الفائدة عن العلاقة بين العباد ورب العباد ، لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي . بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علَّمْتنا إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علِّمنا ما ينْفعنا وانْفعنا بِما علَّمتنا وزِدْنا عِلما ، وأَرِنا الحق حقاً وارْزقنا اتِّباعه وأرِنا الباطل باطِلاً وارزُقنا اجْتنابه ، واجْعلنا ممن يسْتمعون القول فَيَتَّبِعون أحْسنه وأدْخِلنا برحْمتك في عبادك الصالحين . أيها الإخوة الكرام ، لازلنا مع بعض الفوائِد التي أدْرجَها بعض العلماء الأجِلاء في كتاب عَنْوَنَهُ بِكَلِمَة الفوائِد . يقول هذا العالم الجليل : للعَبْد سَتْرٌ بينه وبين الله ، وسَتْرٌ بينه وبين الناس ، الله عز وجل من أسمائِه الستار ، فهو يسْتُر ، مثلاً : لك سُمْعَة طيِّبَة فالله تعالى يحْفظها ، ولن تُخْدَش، ثمَّ قال : فَمَن خرق السَّتْر الذي بينه وبين الله خرق الله له السَّتْر الذي بينه وبين الناس ، هذا الكلام يقودنا إلى حقيقة ، وهو أنَّ للعَبْد علاقتان ؛ علاقة مع الله ، وعلاقة مع عِباد الله ، وأصْل الدِّين كما قال تعالى : ﴿وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصْانِي بِالصّلاةِ والزَّكَاةِ مَا دُمْت حَيّاً﴾ [سورة مريم] فالصلاة اتِّصال بالخالق ، والزكاة إحْسان للمَخْلوق ، فأنت بين علاقَتَيْن علاقة بينك وبين الله، وعلاقة بينك وبين عباد الله ، دَقِّق أيها الأخ الكريم ؛ إنْ صَحَّت علاقتك مع الله سَلِمَت ونَمَتْ علاقتك مع الناس ، قال تعالى : (وألْقَيْت عليك محبَّةً مِنِّي ) فإذا أحَبَّك الله أحَبَّك الناس ، لأنَّ الله جلَّ جلاله بقُدْرَتِه وحِكْمته يُلْقي مَحَبَّتَك في قلوب الخلْق ، إن صَحَّتْ علاقتك به ، وإنْ خَرَقْتَ السَّتْر الذي بينك وبين الله تعالى خرق الله لك الستْر الذي بينك وبين الناس ، أحد أصْحاب النبي وهو سيّدنا كعْب بن مالك رضي الله عنه تَخَلَّفَ عن رسول الله في بعض الغزوات ، فلما عاد النبي عليه الصلاة والسلام ، حَدَّث نفْسه : ماذا يقول له ؟ قال : والله لئِنْ أرْضَيْتُهُ بِلِساني لَيوشِكَنَّ الله تعالى أن يُسَخِّطَهُ عليّ ، قال : فأجْمَعْتُ صدْقاً ، فما كان من النبي إلا أنْ رتَّبَ له ترْتيباً بِوَحْيٍ من الله فَقُطَعَ خمْسين يوماً ثمَّ تاب الله عليه . الموضوعالأصلي : العلاقة بين العباد ورب العباد // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: هنا جلال
| |||||||
الأربعاء 6 ديسمبر - 18:39:43 | المشاركة رقم: | |||||||
مشرف
| موضوع: رد: العلاقة بين العباد ورب العباد العلاقة بين العباد ورب العباد بالطبّ هناك شيء اسمه أصْل المرض ، وأعْراض المرض ، الطبيب الماهِر هو الذي يُعالج أصْل المرض ، أمَّا الطبيب الذي يُعالجُ الأعْراض فليس طبيباً ماهِراً ، فإذا كان هُناك الْتِهاب داخلي وحرارة ، فالطبيب غير الماهر يُعْطي مُخَفِّض حرارة ، أما الطبيب الماهر فيُعالِجُ الالْتِهاب من أصْلِه ، فهناك مليون مشكلة بيننا وبين الناس ممن حوْلنا ، مع من هو أقْوى منَّا ، ومع من هو أضْعف مِنَّا ، مع أقربائِنا ومع جيراننا إلخ.. هذه العلاقات مع الناس متى تَسْلم وتنْمو؟ إذا صَحَّتْ علاقتك مع الله تعالى . يقول ابن القَيِّم رحمه الله تعالى : للعَبْد سَتْرٌ بينه وبين الله ، إذا قلنا سَتْرٌ نعْني شيئاً ، وإذا قلنا سِتْر نعني شيئاً آخر ! السَّتْر بفتح السين مصْدر ، واسمٌ سَتَر يسْتُر ستْراً ، أما هذا القماش الذي تضعُهُ على النافذة اسمه سِتْر وهو اسم ، وكلا اللفظين مَقْبول في هذه العبارة . للعَبْد سَتْرٌ بينه وبين الله ، وستر بينه وبين الناس ، فَمَن هتَكَ السِّتْر الذي بينه وبين الله هتك الله السِّتْر الذي بينه وبين الناس ، فأنت مبْدئِياً أصْلِحْ علاقتك مع الله ، ولا تعْبأ بِمَنْ حولك ، فإذا أصْلَحْتَ علاقتك مع الله دافع الله عنك وأيَّدَك و ألْقى مَحَبَّتك في قلوب الخلْق ، ومنع الأشْرار أن يَصِلوا إليك كُلُّ الثِّمار الطيِّبَة تنالها إذا صَحَّتْ علاقتك مع الله ، فإن صَحَّتْ صَحَّتْ علاقتك مع البشَر ، فانْظر دائِماً إلى علاقتك مع الله ، واحْرص عليها لأنَّ كلَّ الخلْق بِيَد الله ، وقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلِّبها كيف يشاء ، فإذا أحَبَّك الله ألْقى حُبَّك في قلوب الناس ، وإذا أبْغَض الله عبداً ألقى بغْضه في قلوب الخلْق ، فالمُلَخَّص أنَّ كُلَّ المشْكلات التي تُعانيها مع الناس ليْسَت أمراضاً ، بل هي أعراض مرَضٍ واحِدٍ ؛ إنها أعْراض ، والإعْراض مُشْكلات وخُصومات، واتِّهام باطل ، وطعْن ، فإن أردْتَ أن تسلم فاصْطَلِح مع الله عز وجل ، وأمر كُلِّ الخلْق بِيَدِه ، وهذا هو التَّوْحيد ، وما تعَلَّمَت العبيد أفْضل من التَّوْحيد ، وهذا هو الدِّين كُلُّه ، اتِّصال بالخالق وإحْسانٌ إلى الخلْق ، صَحِّحْ علاقتك مع الله تعالى ولا تعْبأ، الكُلّ في خِدْمَتِك ؛ أعْداؤُك يخْدِمونك ، والأشْرار يُمنعون عنك ، أنت في حِفْظٍ إلهي ، والأخْيار يخْدِمونك ، لأنَّ الله رضِيَ عنك ، فأرْضى عنك الخلْق ، أما إنْ أرْضَيْتَ الناس بِسَخَطِ الله سَخِطَ الله عنك وأسْخط عنك الخلائِق ، فأرجو أن تكون واضِحَة هذه العلاقة ؛ الدِّين علاقتان : علاقة نحو السماء ، وعلاقة نحو الأرض ، علاقة عمودِيَّة ، وعلاقة أُفقيَّة ، لا تجعل المُشكلات مع من حوْلك قَضِيَّة ، فالقضِيَّة مع الله ، فإن صحَّتْ تَيَسَّرَتْ الأمور ومنعك الله من الأشْرار وألقى محبَّتَك في قلوب الخلْق ، واذكروا النصيحة التي تسْمعونها مِنِّي دوْماً : أنَّ والي البصْرة كان عنده الحسن البْصْري سيِّد التابِعين ، وجاء توجيهٌ من يزيد ، ولو نفَّذ والي البصْرة هذا التوجيه لكان في مُشْكلة مع الله، ولو لم يعْبأ به لكان في مُشْكِلَة مع يزيد ، وقعَ في حَيْرة ، فسأل الحسن البصْري ماذا أفْعل ؟ فأجابه قائِلاً : إنَّ الله سبحانه يمْنعك من يزيد ، ولكِنَّ يزيد لا يمْنعك من الله ، وحَبَّذا لو أنَّ كُلَّ واحِدٍ مِنَّا عمّق هذه المقولة في ذهنه وقلبه . قال : للعَبْد ربٌّ هو مُلاقيه ، وبيتٌ أخير هو ساكِنُه لامحالة ، فينْبغي له أن يسْترضي ربَّهُ قبل لِقائِه ، وأن يعْمر بيْتَهُ قبل الانْتِقال إليه ، تنتهي إلى الله، وتنتهي إلى ما تحت الأرضْ وهو القبر، قال تعالى : ﴿ إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ﴾ [سورة الغاشية] فأعْقَلُ العقلاء الذي أصْلح علاقته بالله تعالى لأنَّهُ صائِرٌ إليه ، وعَمَّرَ قبْره بالأنوار وهي الأعمال الصالحة لأنَّ مصيرهُ إليها ، فالقبْرُ صندوق العَمَل لا بدّ من عملٍ صالحٍ وخالِصٍ لله عز وجل يكون لك نوراً في القبر ،يجْعل قبْرَكَ رَوْضَةً من رِياض الجَنَّة ، الانْتِقال من بيتٍ فَخْمٍ إلى متْر ونصف أو مترين تحت الأرْض ، دون إضاءة ولا سيراميك ، ولا إضاءة مَخْفِيَّة ولا تزْيين ، فلا قبْرَ بِخَمْس نُجوم أساساً ، إنما قبْرٌ تحت الأرْض ، فالانْتقال من هنا إلى هناك شيءٌ مُخيف ، أمَّا المؤمن فينْتَقِل إلى روْضَة من رياض الجنَّة ، للعَبْد ربٌّ هو مُلاقيه ، وبيتٌ أخير هو ساكِنُه لامحالة ، فينيغي له أن يسْترْضِيَ ربَّهُ قبل لِقائِه وأن يعْمر بيته قبل الانتِقال إليه . ولأنَّ الإنسانَ وقْتٌ ، ولأنَّ أثْمن شيءٍ تمْلِكُهُ هو الوقْت ، وهو رأس مالك وأنَّ أكبر خسارةٍ أن تخْسِرَ رأس مالك كُلِّه فقال : إضاعةُ الوقْت أشَدُّ من الموت ، لأنَّ إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة ، والموت يقْطعك عن الدنيا وأهْلها ، وينقلك إلى الدار الآخرة ونعيمها ، فأيُّهما أخْطر الذي يقطعك عن الله أم الذي يقطعك عن الدنيا ، فإضاعة الوقت أشَدُّ من الموت ، بِرَبِّكم لو وجدت إنساناً يمْسك خمسين ألفاً فوق حاويَة ويحْرِقُها وثيابه رثَّة أي فقير ، خمسين ألف يحْرقها وهو فقير ! هل عندك شكّ في لحْظة واحدة أنَّهُ مجْنون ؟! أو سفيه والسفيه في القوانين الإلهيَّة والوضْعِيَّة يُحْجَر على تَصَرُّفاته ، فأيهما أثْمن الوقت أم المال ؟! مُحاكمة منطِقِيَّة ؛ أيُّ إنسان لو أُصيب بِمَرض عُضال وهناك عَمَلِيَّة اِحتِمال نجاحِها خمْسون بالمئة تجرى في بلدٍ بعيد، وكُلْفَة هذه العَمَلِيَّة بِثَمن هذا البيتْ الذي يمْلِكُه فَهَل يترَدَّد في بيْعِ بيْتِه وإجْراء هذه العَمَلِيَّة ، لماذا فَعَلَ هذا ؟! لأنَّه ينْطَلِق من أنَّ الوقت وهي السنوات المعْدودة التي يُحْتَمَل أن يعيشَها أثْمَنُ عنده من البيْت كُلِّه، فلن يتردد الإنسان في بذل المال كُلِّه من أجل سنوات يحْياها زيادة عن تَوَهُّمِهِ ! ففي أعْماق كُلٍّ مِنَّا مُرَكَّبٌ أنَّ الوقْت أثْمن من المال ، فالذي يُحْرِقُ المال بالحاوِيَة يُتَّهَم بالجنون والسَّفه فكيف بالذي يُضَيِّعُ وقْته في أشياء تافِهَة وفي المعاصي ، أليْس بالمنطِق السَّليم أنَّهُ أشَدُّ سَفَهاً من ذاك الأوَّل ؟ لذلك أشَدُّ أنواع المَقْت إضاعةُ الوقْت ، وقْتُكَ هو أنت ، وأنت بِضْعَةُ أيام كلما انْقضى يومٌ انْقضى بِضْعٌ منك ، والشيء الخطير أنَّ الماضي لا تمْلِكُه فقد مضى وانتهى ، والمُسْتقبل لا تمْلِكُه فقد لا يأتي ، فأنت إذاً تمْلِكُ فقط لحْظَةً واحدة ، ما مضى فات ، والمُؤَمَّل غيْبٌ ، ولك الساعة التي أنت فيها قال : الدنيا من أوَّلِها إلى آخِرِها لا تُساوي غمّ ساعة ، فَكَيْف بِغَمِّ العُمُر كُلِّه ؟ وغمِّ الآخرة كُلِّها ؟ غمٍّ إلى أبد الآبدين ، مرَّةً داعَبْتُ إنساناً فقلتُ له : لو أعْطيْناك مئة مليون دولار ، وقلنا لك اذْهَب إلى أيِّ مكانٍ بالعالم وانزل في أفْخم الفنادق ، وادخل إلى كُلِّ الملاهي والحانات ، وأيُّ شيء تتمناه نفسُك افْعَله ، إلا أنَّنا بعدها نُعَذِّبُكَ عَشْر ساعات أو شَهْراً، فقال لي : والله لا أرْضى فقلتُ له: إذاً فكيفَ يَرْضى الإنسان أن يسْتَمْتِع وقْتاً محْدوداً وأن يتعَذَّب إلى أبد الآبدين ؟ الدنيا من أوَّلِها إلى آخِرِها لا تُساوي غمَّ ساعة ، فَكَيْف بِغَمِّ العُمُر ، إذا تألَّم الواحد مِنَّا في ساعة مُتأخِّرة من الليل من أسنانه ولم يتمَكَّن من أن يتَّصِل بِطَبيب الأسْنان، وهو يتألَّم ويتلوّى بالفِراش ثم اسْتَعْرَضَ الولائِم التي دُعي إليها ، فهل تُنْسيهِ الألَم ؟ يأتي على الإنسان ساعة يقول : لم أر خيراً في حياتي قطّ من شِدَّة الألَم ، وهذا الذي يُحَذِّرُنا الله منه ، قال تعالى فما أصْبَرَهُم على النار ) الدنيا من أوَّلِها إلى آخِرِها لا تُساوي غمَّ ساعة فَكَيْف بِغَمِّ العُمُر ! لذلك قالوا : مَحْبوب اليوم يعْقِبُهُ المَكْروهُ غداً ، ومَكْروهُ اليوم يعْقِبُهُ المحْبوب غداً ، المَكْروه مُؤَقَّتاً ، والسعادة أبَدياً ، أما إذا كان المحْبوب مُؤقت والشقاء أبدي فهذه هي الخَسارة التي لا تُعَوَّض ، عندنا قاعِدَة هي لحْظة الوفاة ، أنت لك نشاطات وأعْمال وحركة وسَفر وإقامة وكسْب رزق ؛ مجموعة نشاطك ، اِجْعل لحْظة الوفاة حداًّ واضِحاً ، كُلُّ هذه الأعمال إذا كنت تقْطِفُ ثِمارَها بعد الموت فهي من أعمال الآخرة ، أما إذا كنت تقْطِفُ ثِمارَها في الدنيا فهي من الدنيا ، والدنيا فانِيَة ، فأنت بِإمْكانك أنْ تُقَيِّم كُلَّ أعْمالك ، هناك عمل ينتهي عند الموت ، وآخر يبْدأ بعد الموت ، طلب العِلْم مثلاً ومعْرِفَة منهج الله تعالى ، والعمل الصالح ، والدعْوة إلى الله ، والأمْر بالمعْروف والنَّهي عن المنكر هذه كُلُّها تبْدأ حصادها بعد الموت ، والعقلاء هم المؤمنون ، وما رأيتُ أعْقل منهم وأذْكى منهم ، من السابقين السابقين الذين اسْتَهْلكوا وقْتَهُم اسْتِهْلاكاً اسْتِثْمارِياً فقَطَفوا أيْنَعَ الثِّمار بعد مجيء الأجل ، إذاً أعْظم الرِّبْح في الدنيا أن تشْغل نفْسَكَ في كُلِّ وقْتٍ بما هو أوْلى لها وأنْفع لِمَعادِها . الموضوعالأصلي : العلاقة بين العباد ورب العباد // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: هنا جلال
| |||||||
الأربعاء 6 ديسمبر - 18:41:43 | المشاركة رقم: | |||||||
مشرف
| موضوع: رد: العلاقة بين العباد ورب العباد العلاقة بين العباد ورب العباد وكيفَ يكون عاقِلاً من باع الجَنَّة بما فيها بشَهْوة ساعة ؟! ألا يا رب شهْوة ساعةٍ أوْرَثَتْ حُزْناً طويلاً هناك بالقضاء جرائِم ومِلَفات ، شَهْوة ساعةٍ ، أو غضب ساعة ، ثمَّ بعدها السجن : ثلاثون سنة، عشْرون سنة ، أو شَهْوة ساعة تجْعلهُ فريسةَ مرَضِ الإيدز لذلك يقول عليه الصلاة والسلام: ألا يا رب مُكْرِمٍ لنَفْسِه وهو لها مُهين . ألا يا رب مهين لنفسه وهو لها مكرم . ألا يا رب نفس طاعمة ناعمة في الدنيا جائعة عارية في الآخرة . وقال : يخرج المؤمن من الدنيا ولم يقْضِ وطْرهُ بِشَيْئين : بُكاؤُه على نفْسه وثناؤُهُ على رَبِّه، حالة المؤمن دائِماً ثناءٌ على الله وشُعورٌ بالتَّقْصير دائماً والشيءُ الثابت أنَّ كل الناس عند الموت ينْدمون حتَّى المؤمنين ، يندمُ المؤمن على ساعة مَضَتْ لم يَسْتَغِلَّها في معْرفة الله أو في العمل الصالح أو فيما يُقَرِّبُه من الله . هناك تفْريقٌ لطيفٌ جداً بين خوْفَيْن ؛ قال : المخْلوق إذا خِفْتَهُ واسْتَوْحَشْتَهُ هَرَبْتَ منه ، والربُّ إذا خِفْتَ منه أنِسْتَ به وقَرُبْتَ منه ، فالخوف من العباد موحِش ، أما الخوف من رب العباد مُؤْنِس ، وكلما ارْتَفَعَ مُسْتوى خوفك منه كنت أقرب منه تعالى . وقال : لو نفع العِلْم بلا عمل ، لما ذَمَّ الله تعالى أحْبار أهْل الكتاب ، ولو نفع العمل بلا إخْلاص لما ذَمَّ الله المنافقين ؛ عِلْمٌ وعَمَلٌ وإخْلاص ، فالقاعدة : لا ينفع عِلْمُ بلا عمل ، ولاعمل بلا إخْلاص . هناك تحْليل نفْسي دقيق ، قال : دافِعْ الخَطْرة التي تَرِدُ إليك وادفعها ، وهي الخواطر ، فأنت مثلاً جالس بِسَيارة مُسافراً ، وهذا بِعَمَلِه ، وذاك يمْشي ، فأنت ساكت ولكن مع حديثٍ طويلٍ مع النَّفْس يُسَمُّونه حديث النَّفْس ، لو سافَرْتَ إلى حلب وحدك هناك خمْس ساعات مسافة الطريق ؛ ذِهْنُك لا يفْتر ولو دقيقة واحدة ! وهذه الحالة أحْياناً تتضَخّم فَتُصْبِحُ تتكلَّم وَحْدك وأنت في الطريق، فهذا الحديث مُسْتَمِرّ ، وحديث النفس إذا كان في المعْصِيَة فهذه مُشْكِلَة كبيرة ، كأن يخْطر بِبَاله خواطر لا تُرْضي الله عز وجل ، فالآن دَقِّقوا هذا التَّحْليل : قال : اِدْفَعْ عنك الخاطِرَة التي لا تُرْضي الله ، فإنْ لم تفْعل صارَتْ فِكْرة فادْفَعْ هذه الفِكْرة فإن لم تفْعل صارتْ شَهْوة ، فادْفَعها فإن لم تفْعل صارتْ عزيمة ، فادْفَعْ هذه العزيمة وقاوِمْها فإن لم تفْعل صارتْ فِعْلاً ، تدارَك هذا الفِعْل بالتوْبة فإن لم تفْعل صار عادة ، وإذا أصْبَحَتْ العادات مُسْتَحْكِمة صار من الصَّعْب ترْكُها ، من خاطرة إلى فكْرة إلى شَهْوة إلى عزيمة إلى عمل إلى عادة! طبْعاً الحِساب على العمل فقط ، لكن هذه الخواطِر التي لا تُرْضي الله عز وجل إن لم تدْفَعْها عنك انْقَلَبَتْ إلى أفْكار ، والأفْكار إلى شَهوات ، والشَّهوات إلى عزائِم ، والعزائِم إلى أعْمال ، والأعْمال إلى عادات ، والشيء المُلاحظ أنَّ الإنسان حينما يصلبُ عوده على عادة سيِّئَة من الصَّعْب جداً أن يتْركها ، فأحْياناً يلْعب الإنسان النَّرْد ، وتأتي له بالحديث الشريف : "من لعب النرْد فكأنَّما غَمَس يده في لحْم خنزير " فلا يعبأ ويبقى في لعبه وعبثه ، ومن علامات المَقْت إضاعة الوقت ، والأدِلَّة والبراهين ، ثمَ حين تنتهي يقول أين الطاولة ؟! وكأنَّك لم تتكَلَّم شيئاً !! فأخطر شيءٍ أن تنقلب المعاصي إلى عادات ، مِنذ يومين زارني شَخْص من بلدٍ مُجاور فقال لي: عندي سؤال ولكني والله لا أسْتطيع أن أبوح به لك لأنَّني أسْتحيي ولكن أُعْطيك شريطاً فاسْمَعْهُ ، فسمعته وخلاصته : معْصِيَةٌ كبيرة تاب منها ألف مرَّة ثمَّ يعود إليها لأنَّها أصْبَحَت عادة ، كلَما أقْلع عنها وَقَع فيها ، يبكي ويتألَّم لذلك العمل فقد اسْتَحْكم في نَّفْسه ، فلا تقل التَّوْبة منه سهلة . فهذا الرجل مثال صارخ أمامك . الموضوعالأصلي : العلاقة بين العباد ورب العباد // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: هنا جلال
| |||||||
الأربعاء 6 ديسمبر - 18:45:13 | المشاركة رقم: | |||||||
مشرف
| موضوع: رد: العلاقة بين العباد ورب العباد العلاقة بين العباد ورب العباد قال التقْوى ثلاثة مراتب : حِمْيَةُ القلب والجوارح عن الآثام والمُحَرَّمات وهو أن تسْتقيم على أمْر الله ، فهذه مرْتَبة ، والمرْتبة الأعلى : حِمْيَتُها عن المَكْروهات ، والأعلى منها : الحِمْيَة عن الفُضول وما لا يعْني ، حتى إنَّ النبي عليه الصلاة والسلام يقول : (إياكم وفضول النَّظر فإنه يبذر في النفس الهوى ) شيءٌ لا علاقة لك فيه تجد نفْسَكَ تتأمَّلُ فيه بِعُمْق حتى تشْتهيه ، وبعد أن تشْتهيه تشْعر بالحِرْمان ، هناك من يتأمَّل بالزيادة في البضائِع والسيارات والأجْهزة ويتخَيَّل أنَّها عنده ومالكها ، فهذا الفضول الزائِد يُوَرِّث شعوراً بالحرمان وهذا الشعور مُشْكلة ، والنبي عليه الصلاة والسلام علمنا: كلما رأيْتَ شيئاً جميلاً قل اللهم لا عيْش إلا عيْش الآخرة ). قال : الحِمْيَةُ الأولى تُعْطي العبْد حياته الصحيحة ، وسلامته ، والحِمْية الثانِيَة تُقَوِّيه ، والثالثة : تُسْعِدُه ، فبين أن تُحافظ على سلامتك ، وبين أن تُقَوِّيها ، وبين أن تُضيف إلى سلامتك وقُوَّتِك سعادَةً ؛ ثلاث حِمْيات : حمية عن المعاصي والآثام ، وحمية عن المكْروهات ، وحمية عما سِوى الله . قال : مَن خلقه الله للجَنَّة ، لم تزَل هداياها تأتيه من المكاره ، في الدنيا جنَّة من لم يدْخلها لم يدْخل جَنَّة الآخرة ، ماذا يفعل أعْدائي بي ؟ فبُسْتاني في صَدْري ، إن أبْعَدوني فإبْعادي سِياحة وإن حَبَسوني فَحَبْسي خَلْوة ، وإنْ قتلوني فقَتْلي شهادة ، إن لم تكن أسْعد الناس وأنت مؤمن فهذا دليل أنَّ هناك خللاً لا بدّ أن تبْحث عنه ، يجب أن تكون أسْعد الناس بِمَعْرِفَة الله . أسعد الناس لِطَلب رِضْوانه فَمَن خلقه الله للجنَّة لم تزل هداياها تأتيه بالمَكارِه ، ومن عمل للنار لم تزل هداياها تأتيه من الشَّهوات ، فسعادة المؤمن من أعْمال يكْرهها ولكِنَّها تُسْعِدُه وملذات الكافر شَهَواتٌ يقْتَرِفُها لكِنَّها تُشْقيه ، حُفَّت الجنَّة بالمكاره وحُفَّت النار بالشَّهوات . قال : إذا جرى على العبْد مقْدور يكْرههُ - وهي في الحقيقة أحد مُؤشِّرات الإيمان - فلهُ فيه سِتُّ مشاهد : أوَّلُ شيء : مشْهد التَّوْحيد ، فالمُصيبة إياك أن تعْزوها إلى زيْد أو عُبَيْد فالله هو الذي قَدّر هذا وأراد هذا وخلق هذا ، وسَمَح إلى هذا الشيء أن يصل إليك ، إنسان مرض أو أصابَتْهُ عدْوى، فالقَضِيَّة إرادة الله فهذا الجرْثوم لولا إرادة الله لما انتقل إليك ، فالنبي ما نفى العَدْوى ، إلا أنَّهُ نفى أن تعْزو المرض للجُرْثوم ، شاء الله لهذا الجرْثوم أن ينتقل إليك ، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، لا يقع في ملكه شيء إلا إذا أراده ، ولكلِّ واقِعٍ حِكْمة ، هذه أوَّل حقيقة ، فالله تعالى رحيم وحكيم وهو العدْل واللطيف إذا علمتَ هذا ترْتاح ، قال : أوَّل حال ينبغي أن يُرافق المؤمن إذا ألَمَّتْ به نازلة أن يشْهد التوحيد فالله وحْده هو الذي قَدَّر وشاء وأراد وخلق وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ، كأنَّك أطْفأت الجمر بالماء ، أحد المرات قلتُ لأخٍ ابنه مريضٌ بِمَرض شديد ومُغْتَمّ قلتُ له : الذي تُحِبُّه وهو الله هذه هي مشيئَتُه ، وهذه إرادته وهذه حِكْمته أفلا ترْضى بِقَضائه ؟ المَشْهد الثاني : إياك أنْ تتَّهِمَ الله تعالى في عدالته ، لا تقل أنَّ فلاناً مسكين أن يلُمَّ به ما ألمّ ! هناك حكمة ، فالله عز وجلل لا يسوق شِدَّة بِلا سبب ، ولا مُبَرِّر ولا مُسَوِّغ ، فهذا مُسْتحيل ! قال: المشْهد الثاني مَشْهد العَدْل وأنَّ العَدْل ماضٍ فيه حُكمه قال عليه الصلاة والسلام:عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلَا حَزَنٌ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي وَنُورَ صَدْرِي وَجِلاءَ حُزْنِي وَذَهَابَ هَمِّي إِلا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجًا قَالَ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلا نَتَعَلَّمُهَا فَقَالَ بَلَى يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا * [ رواه أحمد ] كُلُّ شيء يفعله الله عز وجل فهُوَ مَحْضُ عَدْلٌ وحِكْمة ورحْمة . المَشْهد الثالث مَشْهد الرحْمة ، وأنَّ رحْمته في هذا المَقْدور غالِبَة لِغَضَبِه وانتِقامِه لذلك، فالله عز وجل يسوق الشِدَّة ويسوق معها المُخَفِّفات ، تجد مريض ألمَّ به مرض فيلهم الله الطبيب فيعْتني فيه بِزِيادة ، والدواء المناسب، فالمرض مؤلِمٌ ومُخيف لكنَّ الله تعالى قَدَّر المَرَض وردعَكَ ثمَّ قدَّر الشِّفاء . سَمِعْتُ قِصَّة مُفيدة ؛ شَخْصٌ له عملٌ تِجاري ، وتألَّق تألُّقاً شديداً ، وأحَبَّ أن يسُرَّ نفْسَهُ وهو من الفئة غير الملتَزِمَة ، وضَعَ بِجَيْبِه مَبْلغاً ضَخْماً وسافر إلى بلادٍ بعيدة ، حتى يتنعَّمَ بالحياة ويقْضي أياماً تَسُرُّه ، فهو لا مُشْكِلَة له ، ولو فعل بعض المعاصي والمُنْكرات هكذا يعتقد ، فهو يريد أن ينْبسِط فلا تُدَقِّق عليه كثيراً ! وصل إلى هذه البلاد البعيدة جداً ، شَعَر بآلام في ظَهْره ، ذهب إلى الطبيب فقال له : بوادِر سرطان بالنُّخاع الشَّوْكي !! قَطَعَ إجازته وعاد إلى البلاد وتاب إلى الله توْبَةً نصوحاً ، ثمَّ تَبَيَّن أنَّ هذا التَّشْخيص كان خاطِئاً !! انْخَلَع قلبهُ ، فأرْجَعَهُ الله كي يتوب، وشُفِي ، فلو قَدَّر الله لك شيئاً مُؤْلِماً إلا أنَّ الشِّفاء جاهِز ، والله قال : ﴿إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (6) فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ﴾ [سورة الانشراح] بِالمنطق بعد العُسْر اليُسْر ، لكنَّ الله تعالى قال : إنّ مع العسر يسرين ، كي تطْمئِنّ ، فهذه المُشْكِلة معها الفَرَج ، والانْفِراج ، والله أيها الإخوة ، سمِعْتُ عن إنسان أنَّهُ فقدَ حركتهُ فجْأةً وهو في أشَدِّ التألُّق العِلْمي والاقْتِصادي ؛ دَخْلٌ وافر جداً وشُهْرة ومكانة ، خِلال ساعات أصْبَحَ مَشْلولاً!! دخل على قلْبِهِ من الألم ما لا يُوصف ، فدعا الله أن يُميته ، وهو أهْون عليه مما هو فيه!! بعْد ساعَتَيْن أو ثلاثاً قام وكأنَّه لا شيء به ، وانْقَلَبَتْ حياتهُ مئة وثمانون درجة لأنه كان إنساناً خيّراً ! هَمُّه الأوَّل خِدْمة الخَلْق ، ونَشْر الحق ، فهذا المرَض كان له الفضْل وهناك ألف قِصَّة وقِصَّة المرَض نفْسه يُصبح خيراً ، فالله تعالى ابْتِلاؤه فيه حِكْمة إذا عالجَ حَمَلَكَ على الطاعة، أعْرِفُ شَخْصاً مُتَفَلِّتْ جداً ، وله بنْت صغيرة كاد عقْلُه يذهب مَحَبَّةً لها ، أصابها مرض خبيث بِدَمِها ، وما ترك طبيباً إلا وزاره ، مما جعله يأخذها إلى بريطانيا ، قال لي : بعدها خَطَر بِبَالي خاطِر رحْماني ، أنَّني لو تُبْتُ أنا وزَوْجتي لعلَّ الله يُشْفي هذه البنْت فعقد العزم على التوبة! فَحَجَّبَ زَوْجَتَه وبدأ يُصلي ولزِمَ بعض الدروس ، بعد عشْر سنوات دعاني لِحُضور عَقْد قِران وألْقَيْتُ كلمة، وأنا في طريقي للذهاب والعَوْدة ودَّعني إلى الباب فقُلْتُ له : هي هي مُداعِباً، فقال لي : هي هي !! تلِكمُ البنت التي كانت سبباً لِتوبته وعَوْدَتِه إلى الله ؛ شفاها الله وزَوَّجها وفَرِحَ بها، فأنت لا تنْظر للمُصيبة بأوَّلِها ولكن انْظر إليها عند النهاية ، آخرها توبة وصُلْح مع الله ، تبدُّل المواقف بنسبة مئة وثمانين درجة ، فَكُلُّ مشكلة فيها مشهد التوحيد ، وأنَّ الله تعالى هو الذي شاء وقَدَّر وأراد ، والمشْهد الثاني مشْهد العَدْل وأنَّه ماضٍ فيّ حُكْمك وعدْلٌ فيَّ قضاؤك والمشْهد الثالث هو الرحمْة وأنَّ رحمته في هذا المقْدور غالبة لِغَضَبِه . الموضوعالأصلي : العلاقة بين العباد ورب العباد // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: هنا جلال
| |||||||
الأربعاء 6 ديسمبر - 18:47:21 | المشاركة رقم: | |||||||
مشرف
| موضوع: رد: العلاقة بين العباد ورب العباد العلاقة بين العباد ورب العباد والمَشْهد الرابع : مَشْهد الحِكْمة ، فقد تكون بموقف فيه الرَّحْمة والعدْل ، ولكن دون حكمة، سألني أخٌ منذ يومين : كيف أحكم علاقتي مع أهْل الدنيا؟ فقلْتُ : احْكم علاقتك معهم بِمَبْدأين : مبْدأ شَدِّ الحَبْل ، ومبْدأ شَدّ البرْغي ، فإذا كان ممكناً أن يشُدُّوك فَدَعْهُم ، وإذا كان ممكناً أن تشُدَّهم فَكُن معهم . إذاً مَشْهد الحِكْمة أنَّ حِكْمته تعالى اقْتَضَتْ ذلك ، ولم يقَدَّر الأمْر سُدى ولا عبثاً . المشهد الخامس هو مشهد الحمد فالله يُحْمد على أنَّ الأمْر بِيَدِه ؛ له الملك وله الحمد وهو على كُلِّ شيء قدير ، وعلى أنَّ فِعْله عدْل ، وفعْله رحْمة وحِكْمة ويُحمد على ذلك . المشهد السادس العبودية أنت عبْدٌ والله ربّ ، ماذا تسْتطيع أن تفْعل ؟ أحد الدعاة مَرَّةً قال: إذا أراد الله تعالى أن يضعَ فُلاناً الفُلاني بِجَهَنَّم فماذا نسْتطيع أن نعْمل ؟! فأنت لا تمْلك شيئا، إذاً إذا نَزَلَتْ بك نازلة وشَعَرْتَ بِعُبودِيَّتِك ، وأدركك الحمْد والحِكْمة والرَّحْمة والعدْل والتَّوْحيد ، فأنت مؤمنٌ ورَبِّ الكعْبة ، وهي علامة الإيمان أن ترْضى بِمَكْروه القَضاء ، الدنيا دار ابْتِلاء لا دارُ اسْتِواء ، تصِحّ من جهة وتنْقص من جِهَة أخْرى ، امْتِحان ، فأنت مُمْتَحنٌ فيما أعْطاك وفيما منَعَك وهي قاعِدَة ثابتة مُمْتَحَن مَرَتين : مرة فيما أعْطَاك ، ومرة فيما حَرَمَك ، مرَّة يُعْطِيكَ صِحَة و لكن يعوزك المال، وبالعَكْس مال و لكن تتمنى صِحَة و قد يُعْطِيكَ مالاً وصِحَة ولكن زَوْجَة مُتْعِبَة ، و في حالة أخْرى يُعْطِيك مالاً و صِحَة وزَوْجَة صَالِحَة و لكن بلا أوْلاَد ، وقد يُعْطِيك أوْلاَداً بلاَ مال ، فلا بدّ من مشْكلة ، هذه يُمْتحَنُ بها المؤمن ، وكُلّ واحد يظنّ أنّ مشْكلته هي أكْبر مُشْكِلة ، فالبُطولة أن تنْجح بالابْتِلاء ، لذلك مشْهد العبودِيَّة أنَّك عبْدٌ مَحْضٌ من كُلِّ وَجْهٍ تجْري عليه أحْكام سيِّده بِحُكم كَوْنه مالكاً لك وأنت عبْده فأنت خاضِع له ، فالله له المُلْك وله الحمْد، قال رسول الله فيما يرويه عن ربِّه : عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا رَوَى عَنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَالَمُوا...* [رواه مسلم ] لكن هذه مشيئة الله وأنت عبْد ولسْتَ نِداً لله ، مَشْهد التوحيد مع مشْهد العدْل مع مَشْهد الرحْمة مع مَشْهد الحكمة مع مَشْهد الحمد مع مَشْهد العبودِيَّة أقول لك مرَّةً ثانِيَة فأنت مؤمنٌ وربِّ الكعْبة ، وامْتَحِن نفْسَك بالمُشْكِلات إذْ لا أحد يمْتحِن المَرْكبة بالنزول أما الامْتِحان فبالصعود، لا تتَوَهَّم نفْسك مؤمناً إلا بالمكاره ، وترى أنَّ هذا فعْل الله وقضاؤُه ، وأنَّ هذا فيه الحكمة والعدْل والرحمة ، وأنت عبْدٌ له فهذه حالات أهل الإيمان ، حالات مسعدة . وبعد فما هي نتائِج المعْصِيَة ؟ دقِّقوا فهذه كلمات دقيقة : قِلَّةُ التَّوْفيق ، كُلُّ الطرُق مَسْدودة، وفساد الرأي ، فالله يحجبُ عنك الصَّواب ، قال تعالى : الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (1) [ سورة محمد ] وخفاء الحقّ ، لأنَّهُ مقْطوع عن الله ، وهذا يسْتلزم العَمى ، وفساد القلب وخمول الذِّكْر لا يرْفع لك ذِكْرك ، وإضاعة الوقْت لأسباب ، وما من إنسان يُؤدي زكاة الوقْت أيْ أنّه يُصَلي ، يحْضر مجالس العِلْم ، ويقتطِع من وقته لِطاعة الله ، فَكُلُّ إنسان يُؤدي زكاة الوقْت يحْفظ الله له بَقِيَّةَ الوقْت ، وكُلُّ من يضن أن يؤدي عبادة أو يطْلب العلم فالله يُضَيِّع له الوقْت من حيث لا يشْعر ولأسباب تافِهَة ، فالله قادر على أن يُضَيِّع لك مليون ساعة دون جَدْوى ، مرض يُلِمُّ بك فإذا بك تدْفع اثني عشر ألف ليرة ! تضْييع وقْت وضيق ودُيون فإياك والضن بوقتك لطاعة الله وطلب العلم، فحينها يُتْلف الله لك الوقْت أي أن العمر يتبدد ، فكما أنك إذا أدَّيْت زكاة مالك حفظ الله لك بقية مالك كذلك إذا أدَّيْت زكاة وقْتك حفظ الله لك بقية وقْتك ، قال لي أحدهم : أنَّهُ كان على الْتِزام كامل بالدُروس ، وبإلحاح من أهل بيته ذهب إلى النُّزْهة في يوْمٍ جمعة وترك الدرس ، ولما كان في النُّزْهة أراد أن يمْلأ دَلْواً فإذا بولدٍ يقول له دعني أنا الذي أمْلؤه لك ! بِكُلِّ أدَب ، فإذا به وهو عائد بالطريق يجد أنَّهُ قَد سُرق منه دفْتر الصكوك المصرفية النقود والهَوِيَّة وجميع الأوْراق الخاصَّة !!! سِتَّةُ أشْهر من فَرْعٍ لآخر حتى جَدَّدهُ ، لأنَّه غَيَّر الوِجْهة إلى لا فائِدَة فيها ، فإذا كان للإنسان مَجْلس عِلْم فلا يضيعه . قِلَّةُ التوفيق وفساد الرأي وخفاء الحق وخمول الذِّكْر ، وإضاعة الوقْت ، ونفْرة الخلق ، يقولون عنه دمُهُ ثقيل ، الناس يتضايَقون منه ، فالله عز وجل يُنَفِّرُ الخَلْق منك ، وذلك للوَحْشَة بين العبْد ورَبِّه ، والطريق غير سالك ، وكذلك مَنْعُ إجابة الدعاء ، وقَسْوة القلب ، فلا يَرْحم ، مَحْقُ البَرَكَة في الرِّزْق دَخْل كبير ولا بركة ، بينما تجد مؤمناً دَخْلُهُ مَحدود والبركة عامَّة في بيْته ، كيف ؟ الله أعلم ، هذا مما لا نعْلَمُه ! ما معنى البركَة ؟ أن يخْلق الله من شيء قليل شيئاً كثيراً ، وهذه أراها بِعَيْني فهناك أشْخاص فِعْلاً دَخْلُهم مَحْدود لكن كُلَّ شيء موجود بالبيت فالحلال يأتي بالبركة، وآخر لا شيء عنده مع أنَّ الدَّخْل كبير ولكن لا بركة ، والحِرْمان من العِلْم، ويلبسه الله لِباس الذلّ وإهانة العَدُوّ ، وضيق الصَّدْر ، والابْتِلاء بِقُرناء السُّوء ، وطول الهَمّ والغمّ وضَنْكُ المعيشة ، قال تعالى : وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى [ سورة طه ] قالوا : فالمعْصِيَةُ تُوَلِّد الغفْلة عن ذِكْر الله ، والإحْراق في النار ، لكنّ أضْداد هذه الصِّفات تتَوَلَّدُ عن الطاعات ؛ توفيق ورأيْ سديد ، جلاء الحق، القلب عامر بِذِكْر الله ، بركة الوقت ، حَبَّبَك لِلْخَلق فأنت محبوب ، ومُسْتجاب الدَّعْوة وصار قلْبُك رحيما ، ومنحكَ كرامة العِلْم، أعَزَّك وجعل عَدُوَّك في خِدْمَتِك شَرَحَ الله لك صَدْرك ، وأكْرمك بإخوة مؤمنين صادِقين ، ونزع عنك الحُزْن وكانت عيشتُك راضِيَة ، وكُلُّ هذا بِفَضْل الطاعات . فهذه الفقرات جاءت تحت عنوان فوائِد ، وهي تَجارب مُكَثَّفَة في كلمات . والحمد لله ربِّ العالمين الموضوعالأصلي : العلاقة بين العباد ورب العباد // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: هنا جلال
| |||||||
الإشارات المرجعية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
|
| |
أعلانات نصية | |
قوانين المنتدى | |
إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان |