جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
|
جواهر ستار التعليمية :: منتدى تحضير بكالوريا 2020 :: قسم الفلسفة |
الإثنين 4 سبتمبر - 19:25:33 | المشاركة رقم: | |||||||
Admin
| موضوع: المـوضـوع: هل يمكن القول بأ ّن القيمة الخلقية مجرد سلوكات متغ ّيرة ونسبية أم هي مبادئ ثابتة ومطلقة ؟ المـوضـوع: هل يمكن القول بأ ّن القيمة الخلقية مجرد سلوكات متغ ّيرة ونسبية أم هي مبادئ ثابتة ومطلقة ؟ من كتابي : الفلسفة لطلاب البكالوريا، شعبة آ.ف، أوبليل .ح 1 أولا : قبل الشروع في تحرير المقال: /1تحديد معاني الكلمات المفتاحية: القيمة الخلقية: في الأخلاق ترتبط القيمة بما يد ّل عليه مفهومي الخير والشّر، وعلى ضوء هذه المعايير يتح ّدد مدار استحسان الأفعال أو استهجانها. بمعنى أن الحكم على السلوك الإنساني يكون برّده إلى مفهومي الخير أو الشّر. سلوكات متغيّرة: التغيّر هو انتقال الشيء من حالة إلى حالة أخرى وقد ينقلب إلى نقيضه ، فينقلب الخير إلى شّر أو الشّر إلى خير . مبادئ ثابتة: الثبات ( ≠ التغيّر) هنا، معناه عدم التغيّر، فالعدل كمبدأ مفهوم ثابت لا يتغير وهو مطمح الإنسان في ك ّل زمان ومكان . مبادئ مطلقة: المطلق ( ≠( )Absoluالنسبي ( : ))Relatifالمطلق لا تح ّده حدود وهو ثابت في الزمان والمكان . أما النسبي فله حدود وهو المتغيّر في الزمان والمكان . /2فهم السؤال : الموضوع يعالج مشكلتين في إشكالية واحدة وهما: مشكلة أساس القيمة الخلقية ؛ ومشكلة طبيعتها . فهل مفهوما الخير والشّر مفهومان متغيّران ونسبيان وبالتالي، القيمة الأخلاقية من طبيعة ذاتية ؟ أم هما مفهومان ثابتان ومطلقان وبالتالي، القيمة الأخلاقية من طبيعة موضوعية ؟ إن الموضوع يتضمن موقفين متعارضين: الموقف: القيمة الخلقية متغيّرة ونسبية، وهي من طبيعة ذاتية (موقف مصرح به)، نقترح عرض الأطروحة الاجتماعية ((دوركايم)) 1والأطروحة النفعية ((بنتام)) 2؛ الموقف النقيض: القيمة الأخلاقية ثابتة ومطلقة، وهي من طبيعة موضوعية (موقف مصرح به كذلك)، نقترح عرض الأطروحة العقلية (كانط ،3المعتزلة ) 4؛ والأطروحة الدينية (الأشاعرة. )5 /3تحديد المطلوب: عرض القضية والنقيض واختبارهما مع إبراز التعارض بينهما ومن ث ّمة، الفصل في أمر القيمة الخلقية هل هي سلوكات متغيّرة أم مبادئ ثابتة ؟ - ويمكن التعبير عن المشكلة بهذه الصيغة المختصرة، هل الأخلاق معاملات أم مبادئ ؟ فإذا كانت مجرد معاملات، فإنّها سلوكات تختلف باختلاف الحضارات والشعوب وبتغير الأسّر والأشخاص أما إذا كانت مبادئ، فهي قواعد ثابتة ؟ /4تحديد طريقة المعالجة: الموضوع يقتضي استعمال الطريقة الجدلية . 1 - ( ،)8181-8181 ، E. Durkheimمن أبرز علماء الاجتماع ، وهو تلميذ (أ.كونت) ، ساهم بأبحاثه في مجال الدراسات الإنسانية وفي تأسيس علم الاجتماع، وله عدة مؤلفات منها (قواعد المنهج في علم الاجتماع) ؛ 2 - ( ، )8181-8171 ،J.Benthamفيلسوف أخلاقي انجليزي ، أرجع في نظريته في الأخلاق ك ّل دوافع السلوك الإنساني إما إلى اللّذة أو إلى الألم ، موحدا بذلك بين الأخلاق والمنفعة الناشئة عن فعل ما . 3 - ( ، )8187-8117 ،I. Kantمؤسس المثالية الكلاسيكية الألمانية ، وصاحب النظرية النقدية في المعرفة والأخلاق وعلم الجمال . من أهم مؤلفاته: (نقد العقل الخالص؛ نقد العقل العملي؛ نقد ملكة الحكم؛ أسس ميتافيزيقا الأخلاق) 4 - فرقة كلامية إسلامية مؤسسها واصل بن عطاء ؛ تؤمن بالأصول الخمس ، وتزاوج بين الإيمان والعقل في فهم العقائد والغيبيات وإن كانت ترجح العقل . 5 - فرقة كلامية إسلامية مؤسسها أبو الحسن الأشعري بعد انشقاقه عن المعتزلة ، محاولا الحد من غلوائها، داعيا إلى الاعتدال في فهم قصائد الشريعة والحذر من التأويل العقلي . المـوضـوع: هل يمكن القول بأ ّن القيمة الخلقية مجرد سلوكات متغ ّيرة ونسبية أم هي مبادئ ثابتة ومطلقة ؟ من كتابي : الفلسفة لطلاب البكالوريا، شعبة آ.ف، أوبليل .ح 2 الموضوعالأصلي : المـوضـوع: هل يمكن القول بأ ّن القيمة الخلقية مجرد سلوكات متغ ّيرة ونسبية أم هي مبادئ ثابتة ومطلقة ؟ // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: berber
| |||||||
الإثنين 4 سبتمبر - 19:26:17 | المشاركة رقم: | |||||||
Admin
| موضوع: رد: المـوضـوع: هل يمكن القول بأ ّن القيمة الخلقية مجرد سلوكات متغ ّيرة ونسبية أم هي مبادئ ثابتة ومطلقة ؟ المـوضـوع: هل يمكن القول بأ ّن القيمة الخلقية مجرد سلوكات متغ ّيرة ونسبية أم هي مبادئ ثابتة ومطلقة ؟ من كتابي : الفلسفة لطلاب البكالوريا، شعبة آ.ف، أوبليل .ح 3 تحاسبهم ضمائرهم عليها لأن المجتمع كان يراها مشروعة . وعليه، ما يستحسنه المجتمع أو يستهجنه، يستحسنه الفرد بدوره أو يستهجنه . وإلى جانب الأطروحة الاجتماعية يرى الفلاسفة النفعيون أن الإنسان لا يقوم بواجبه أو يكون فاضلا إلاّ لأنه يرغب في تحقيق مصلحته ومنفعته أولا، ومصلحة ومنفعة الآخرين ثانيا. فنحن لا ننجز الواجب لأنه غاية في ذاته، بل كوسيلة لإرضاء رغباتنا وتحقيق منافعنا . ومعنى هذا، أن أخلاق المنفعة في أساسها تنطلق من الاعتقاد بأن الطبيعة البشرية، بميولها ورغباتها ونزعاتها، هي المحرك الأساس الذي يصدر عنه السلوك الأخلاقي . ويعتبر ((جريمي بنتام)) من أبرز ممثلي الاتجاه النفعي في الأخلاق ، وإن كانت النظرية النفعية في الحقيقة تعتبر امتدادا للأطروحة الأبيقورية 7في الأخلاق أو ما يعرف بأخلاق اللّذة. يرى ((بنتام)) أن مبدأ الأخلاق إنّما هو المنفعة التي هيكل لذة أوكل سبب إلى اللّذة. ويتضمن هذا المبدأ مسلمتين : أ- المسلّمة القاضية بأنكل إنسان ينفرد بالحكم على لذته وسعادته . ب- المسلّمة القاضية بأن اللّذة إذا اتحدت شروطها كانت واحدة بالنسبة إلى الجميع، وبما أن هدف جميع الناس هو الإكثار من اللّذات إلى أقصى ح ّد والتقليل من الآلام ، فإن أقرب سبيل إلى ذلك، هو الحساب الرياضي للذات الفعل وآلامه . وعندئذ تكون قيمة اللّذة موضوعية لخضوعها للتقدير الكمي . 8وقد وضع ((بنتام)) لذلك مقياسا رياضيا لحساب لذات الفعل . لكن، هل يمكن قبول القول بأن الأخلاق متع ّددة بتع ّدد مشاربها، متغيّرة بتغيّر بيئاتها وعصورها ؟ المناقشة : أ) إن النظرة الدوركايمية إلى الإنسان نظرة سلبية لأنّها تجعله يؤدي دورا سلبيا في الحياة الاجتماعية ، فهو يستقبل من المجتمع ويتأثر به دون أن يؤثر أو يشارك في صنع أخلاقياته (المجتمع) . وهذا غير صحيح . الأمر الذي دفع ((برغسون)) إلى اعتبار الأخلاق التي ناد بها الاجتماعيون أخلاق منغلقة، لأنها لا تخرج عن إطار المجتمع الواحد ثم هي تكبل الفرد وتقيّده وفي مقابل هذه الأخلاق نجد الأخلاق المنفتحة وهي الأخلاق التي ينادي بها المصلحون والزعماء والعلماء وهي تتعدى حدود المجتمع الواحد: يفرق برغسون بين نوعين من الأخلاق، أخلاق ساكنة مغلقة، وأخلاق متحركة مفتوحة. الأخلاق المغلقة تشمل مجموعة العادات التي تفترضها الجماعة، وتنحصر مهمتها في صيانة كيان المجتمع فيكون الرباط الذي يجمع بين الأفراد. غير أن هناك فارقا، وهو أن الإنسان يتميّز بعقل وحرية، لذا تظل الأخلاق المنغلقة في مستوى أدنى من مستوى العقل . فالإلزام الأخلاقي في هذا النوع من الأخلاق ليس إلاّ الضغط الذي يمارسه المجتمع على الفرد بوساطة العادة؛ والعادة ما هي إلا محاكاة للغريزة . أما الأخلاق المتحركة المنفتحة فتتجاوز حدود الجماعة، وهي ليست وليدة الضغط الاجتماعي، وإنّما هي تعبير عن استجابة الفرد لنداء الحياة الصاعدة. وتظهر هذه الأخلاق في بعض الأفراد المتميزين وهؤلاء الأفراد هم الأبطال والقديسون وكبار المتصوفة الذين يجذبون الناس بالقدوة لا بالاستدلال، وأخلاقهم هي الأخلاق الكاملة . وإذا اعتبرنا المجتمع أساسا كافيا للأخلاق تغدو القيمة الأخلاقية نسبية وهو ما يخالف طبيعة هذه القيمة ، 9فالعدل كقيمة أخلاقية مستحسن لدىك ّل الأفراد والمجتمعات .. ومعنى ذلك، أن العدل ليس مجرد أسلوب معاملة ، بل هو في صميمه مبدأ من المبادئ الأخلاقية . 7 - نسبة إلى أبيقور ( 118-878 ،Epicureق.م) ، مؤسس مذهب اللّذة في الأخلاق ، يؤكد على أن الخير يكمن في الفعل الذي يحقق أكبر قدر من اللّذات . 8 - منقول عن كتاب الوجيز في الفلسفة ، ص ، 11تأليف الأستاذ محمود يعقوبي ، طبع المعهد التربوي الوطني – الجزائر . 9 - باعتبار أن الأخلاق في جوهرها ثابتة ، فهي مبادئ قبل أن تكون معاملات . من كتابي : الفلسفة لطلاب البكالوريا، شعبة آ.ف، أوبليل .ح 4 إذن، إذاكانت القيم الأخلاقية تصدر عن المجتمع، فإن ذلك يؤدي حتما إلى قيم متع ّددة ومتضاربة 10أحيانا وبالتالي نقع في فوضى أخلاقية . ب) ونتفق مع النفعيين في أن هدف أي نظام أخلاقي هو جلب المصالح والمنافع ودرء المفاسد والمضار. فلا سبيل إلى إنكار قيمة المنافع أو اللّذات في السلوك الإنساني، ولكننا نختلف معهم لأن اللّذة لا تطلب لذاتها، وإنّما لغاية تسمو عليها هي تحقيق القيمة الأخلاقية على أكمل وجه . أضف أن الأطروحة النفعية وهي تؤسس الأخلاق على مبدأ المنفعة تكون قد جانبت الصواب على اعتبار أن الأخلاق مبادئ سامية ، فالتضحية والمحبة والإحسان والصداقة فضائل لا تقاس بمنافعها . وعليه، فإن "هذا الاتجاه، قديمه وحديثه، حينما جعل من اللّذة والمنفعة (وهما من الانفعالات المتغيّرة والمتقلبة) غاية للأفعال الإنسانية ومقياسا لخيراتها، إنّما جعل الأخلاق مجرد سلوكات متغيّرة ونسبية، شأنه في ذلك شأن الاتّجاه الاجتماعي في الأخلاق ؛ فيما الأخلاق تحتفظ –كما يدلّ تاريخها – بقدر من التوافق العام والتصور المشترك" (. )11 ومن هنا لا يمكن اعتبار المجتمع أو اللّذة والمنفعة معا ، كمعيارين ذاتيين متغيّرين ونسبيين أسسا للأخلاق . فالأخلاق قبل أن تكون مجرد ممارسات في الواقع الاجتماعي وسلوكات متغيّرة في الزمان والمكان، فهي قواعد ومبادئ ثابتة . ب/ نقيض القضية: منطقه : [ القيم الأخلاقية لا تصدر عن المجتمع أو اللّذة والمنفعة معا، بل ترجع إلى سلطة متعالية: سلطة العقل أو سلطة الدين، وبالتالي تكون القيمة الأخلاقية من طبيعة موضوعية ] . مسلماتها وما تستوجبه من برهنة : أولا : العقل كمصدر للأخلاقية : أ) أخلاق الواجب (( كانط )) : إن الواجب عند (( ))KANTهو قانون العقل الذي يسميه العقل العملي، والشعور بالواجب هو شعور بضرورة عقلية. وأنكل ما يصدر عن العقل وتنفذه الإرادة هو واجب، وأمر مطلق وعقلي ، وغير مشروط يلزمنا بطاعة الواجب (في ذاته) على أنّه واجب فقط، ولا يهدف إلى تحقيق رغبة، أو ميل حسي أو منفعة ، كما لا يرمي إلى إرواء أي عاطفة . ومعنى ذلك، أن الأخلاق هي استجابة لصوت الواجب في ذاته أو صوت العقل ولا ينبغي الحكم على خيرية الفعل بما يحققه من منافع أو لذات . ب) موقف المعتزلة : لقد أقّر المعتزلة بالعدالة الإلهية مطلقة، ومن ثمة، قالوا –شيوخ المعتزلة- بأن الإنسان حر خالق12 لأفعاله خيرها وشّرها وبإمكان العقل أن يعلم الخير والشّر بدون لجوئه إلى الشرع أو الوحي . وعلى هذا الأساس تكون مسؤولية الإنسان أمام خالقه . -إن الإنسان قد تميّز عن الحيوان بالعقل، إذ بواسطته يستطيع الاختيار بين الخير والشّر، فالإنسان باعتباره مفكرا وعاقلا، فإنّه يستطيع أن يضع القواعد الأخلاقية التي من شأنها أن توصله إلى الخير الأسمى . -يؤكد ((المعتزلة)) على أن الاستحسان والاستهجان من عمل العقل وعلى المسلم أن يؤول الأمور والنصوص الدينية تأويلا عقليا . فالأولوية عندهم تمنح للعقل. وفي هذا يقول ((ماجد فخري)) في كتابه (الفكر الأخلاقي العربي « وقد تناول هذا المعتزلي ((القاضي عبد الجبار)) بكثير من الإسهاب مسألة الحسن والقبيح، مدللا على أن حقيقتهما مستقلة ك ّل الاستقلال عن 10 - صراع المصالح بين الأفراد في المجتمع الواحد وكذا، بين الدول في المجتمع الدولي . 11 - منقول عن كتاب إشكاليات فلسفية السنة الثالثة من التعليم الثانوي، شعبة آداب وفلسفة، ص .878-878 12 - المعتزلة الغلاة لا يكتفون بالقول بحرية الإرادة الإنسانية ، بل يذهبون إلى القول بقدرة الإنسان على خلق أفعاله. رأي المعتزلة هذا في خلق الأفعال يمثل مقاومة لما ظهر في المجتمع الإسلامي من ظاهرة التحلل من أوامر الشرع بدعوى القدر الإلهي المسيطر على أفعال العباد الموجه لها توجيها قسريا . من كتابي : الفلسفة لطلاب البكالوريا، شعبة آ.ف، أوبليل .ح 5 أمر الآمر ونهي الناهي .[..] » . ولا ينبغي، أن يفهم من هذا الطرح أن المعتزلة يرفضون أن يكون الشرع أصلا لمفهومي الخير والشّر . ولكن،ك ّل ما في الأمر أن الدين جاء مخبرا عماّ في العقل . ثانيا : الدينكمصدر للأخلاقية : يذهب الأستاذ محمد التومي في تعريفه للدين عموما على أنه « وضع إلهي يرشد إلى الحق في الاعتقاد وإلى الخير في السلوك والمعاملات » والإسلام –كعقيدة وشريعة – هو دعوة إلى الأخلاق والخير ففي قوله تعالى : « وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمّة يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولََئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ » (سورة آل عمران، الآية . ) 104 - وعلى النقيض من التصور الإعتزالي لأصل الأخلاق، يرى الأشاعرة 13بأن الفعل في ذاته لا يقتضي لا خيرا ولا شرا، لا حقا ولا باطلا، وإنّما الدين هو المكلف لأعمالنا والمبين لحسنها وقبحها، والعقل قاصر لا يستطيع الاهتداء إلى الخير ولا الابتعاد عن الشّر من تلقاء نفسه . - يقول ((أبو الحسن الأشعري)) : « .[..] وإنّه لا يكون في الأرض شيء من خير أو شّر إلا ما شاء الله .[..] وأ ّن أحدا لا يستطيع أن يفعل شيئا قبل أن يفعله ولا يستغني عن الله .[..] وأنّه لا خالق إلا الله، وأ ّن أعمال العباد مخلوقة لله مقدرة .[..] وأن العباد لا يقدرون أن يخلقوا شيئا، وهم يخلقون .[..] وأ ّن الخير والشّر بقضاء الله وقدره » . - لقد أقّر الأشاعرة، بالإرادة الإلهية المطلقة، فالخير هو ما أمر الله، والشر هو ما نهى عنه. وليس للعدل أو الجور أو الشّر من معنى بمعزل عن هذه الحقيقة . إذن، فالاستحسان والاستهجان ينبغي أن يكونا بالرجوع إلى النصوص (القرآن– الحديث)، ولا ينبغي أن تؤول الأمور تأويلا عقليا . فالأولوية عندهم تمنح للدين وليس العقل . النتيجة: إذن، إذا كان أنصار العقل أو أنصار الدين يختلفون في أصل القيمة الخلقية، فإنّهم يتفقون على القول بثبات الأخلاق ومطلقيتها، فالأخلاق واحدة ومن طبيعة موضوعية. ولكن، هل يمكن القول بأن الأخلاق واحدة فعلا لمجرد قيامها على أساس من المبادئ والثوابت ؟ المناقشة: أ) نقول لـ ((كانط)): إ ّن الإنسان ليس عقلا فحسب، والعقل بحاجة إلى عاطفة ومنفعة تجعل من الأفعال التي يأمر بها أفعالا يرغب فيها الإنسان ويحبها ويطلبها، فالواجب كما صوره ((كانط)) واجب ثقيل لأنّه واجب تنتفي معه العاطفة والمنفعة . فنحن نقوم بالواجب وفي نفس الوقت نحب الواجب ونرغب فيه، وليس هناك تعارض بين الواجب كأمر أخلاقي وبين حبنا له ورغبتنا فيه وتحقيق منفعة من ورائه . ب) وإذا كنا نتفق مع المعتزلة، في أن العقل هو آلة التمييز بين الخير والشر، فإنّنا نقول لهم بأ ّن العقل إذا تجاوز حدود الشرع قد يلتبس عليه الأمر فيخلط بين الخير والشر . وعليه، فالعقل إذا لم يتحرك في حدود ما يمليه الشرع ناقضه . ج) إن الأخذ بموقف الأشاعرة فيه إجحاف في حق الإنسان وتضييق للعقل الذي ميزه الله به عن سائر الكائنات ومن هنا، فتهميش دور العقل ظلم، خاصة وأن القرآن لم يفصل سوى في الأمور الكلية أما الجزئية منها فتركها للتأويل العقلي أي الاجتهاد من قياس وإجماع. ثم لو فرضنا مع الأشاعرة أن الأفعال شّرها وخيرها قضاء وقدر، فما هو مصير العدل الإلهي وكيف يمكن أن نفهم مسؤولية الإنسان أمام خالقه ؟ لذلك، فتفسير الأشاعرة لم يكن كافيا لتحديد أساس القيمة الأخلاقية إذ تجاهلوا أسسا أخرى ضرورية . 13 - فرقة كلامية إسلامية تنسب إلى أبي الحسن الأشعري، الذي كان في أول أمر معتزليا . يرى الأشاعرة أن العقل يستطيع أن يميّز بين الخير والشر، لكن الإنسان لا يلتزم بأحكام العقل إلا إذا أيدتها أحكام الشرع ، فما حسنه الشرع فهو حسن، وما قبحه فهو قبيح . الشرع إذن، هو الذي يح ّدد طبيعة الحسن والقبيح في الأفعال. من كتابي : الفلسفة لطلاب البكالوريا، شعبة آ.ف، أوبليل .ح 6 ومن هنا لا يمكن المبالغة في اعتبار العقل أو الدين، كمعيارين موضوعيين وثابتين ومطلقين مصدرين للأخلاق . فواقع الأخلاق يثبت أ ّن الأخلاق على مستوى الممارسة اليومية مجرد سلوكات تتغيّر بتغيّر أمكنتها وتتبدل بتب ّدل أزمنتها وعصورها . - جـ/التركيب:[ القيم الأخلاقية بين التغيّر والثبات، وبالتالي، فهي موضوعة بين الذاتية والموضوعية ] . -1منطقها (القضية المركبة [ إن الأخلاق مبادئ من جهة، أنها قيم مطلقة، وسلوكات وأساليب في المعاملة من جهة، أنها قواعد للممارسة ] . -2مسلماتها وما تستوجبه من برهنة : إن هدف أ ّي نظام أخلاقي هو جلب المصالح ودرء المفاسد ؛ لكن، المصلحة كما لمعتبرة وا نفهمها لا تختزل في جملة المنافع والمضار الشخصية، أو المتعلقة ب الموضوعالأصلي : المـوضـوع: هل يمكن القول بأ ّن القيمة الخلقية مجرد سلوكات متغ ّيرة ونسبية أم هي مبادئ ثابتة ومطلقة ؟ // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: berber
| |||||||
الإثنين 4 سبتمبر - 19:26:46 | المشاركة رقم: | |||||||
Admin
| موضوع: رد: المـوضـوع: هل يمكن القول بأ ّن القيمة الخلقية مجرد سلوكات متغ ّيرة ونسبية أم هي مبادئ ثابتة ومطلقة ؟ المـوضـوع: هل يمكن القول بأ ّن القيمة الخلقية مجرد سلوكات متغ ّيرة ونسبية أم هي مبادئ ثابتة ومطلقة ؟ بل تلك المستنبطة من الطبيعة الإنسانية، شرعا في نفس الآن. والمصلحة هي غاية ووسيلة في نفس الوقت، فهي غاية عندما يهدف الكائن البشري أن تكون حياته في منتهى الاستقامة والصلاح ، وفي الوقت نفسه هي عبارة عن مجموع الوسائل التي من خلالها يصل الإنسان إلى هذه الغاية . وعلى هذه الصورة تكون الأخلاق مبادئ من جهة، أنّها قيم مطلقة ، وتكون سلوكا وأسلوبا في المعاملة من جهة، أنّها ممارسة واقعية. ولما كانت المصلحة هي الخير العام والمطلق، فإنّها ثابتة لا تتغير وواحدة لا تتع ّدد ولكن الأخلاق باعتبارها قواعد للممارسة قد تتغير بتغير الظروف ؛ وهنا لا يتحّول الخير إلى شّر ولا الشر إلى خير، وإنما الخير المطلق واحد هو المصلحة المعتبرة شرعا وعقلا، والموجهة إلى الفرد والمجتمع، و الذي تغيّر هو قواعد للممارسة ألأخلاقية.14 /3ح ّل الإشكالية : ونقول في الأخير، إذا نظرنا إلى الأخلاق باعتبارها مبادئ، فإنّها قيم ثابتة وفضائل متعالية لا تتغير ؛ وأّما إذا نظرنا إليها باعتبارها قواعد سلوكية، فإنها لا تعدو أن تكون مجرد سلوكات ومعاملات تختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة والحضارات والشعوب . إذن، الأخلاق في جوهرها واحدة، وفي واقعها المادي متع ّددة، إنها ثابتة في مبادئها، متغيّرة ومتطورة في تطبيقاتها الموضوعالأصلي : المـوضـوع: هل يمكن القول بأ ّن القيمة الخلقية مجرد سلوكات متغ ّيرة ونسبية أم هي مبادئ ثابتة ومطلقة ؟ // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: berber
| |||||||
الإشارات المرجعية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
|
| |
أعلانات نصية | |
قوانين المنتدى | |
إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان |