صاحب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان جثامة حليف  قريش تزوج أخت أبي سفيان بن حرب، واسمها فاختة. وقيل: زينب. فولدت له الصعب. وكان الصعب ينزل الأبواء وودّان من الحجاز.

له في الصحيحين حديثان. وخرّج له أصحاب السنن الأربعة. وروى عنه ابن عباس. وقد توفي الصعب بن جثامة في خلافة أبي بكر. ويقال: في خلافة  عثمان . وشهد فتح اصطخر.

وروى ابن السكن من طريق صفوان بن عمرو، حدثني راشد بن سعد قال: لما فتحت اصطخر نادى منادٍ: ألا إن الدجال قد خرج. فلقيهم الصعب بن جثامة، فقال: لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يخرج الدجال حتى يَذْهَل [2] الناس عن ذكره" الحديث. قال ابن السكن: إسناده صالح.

وذكر ابن الكلبي في الجمهرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في يوم حنين: "لولا الصعب بن جثامة لفَصَحتِ الخيل!".

وروى ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس: أن الصعب بن جثامة أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به وهو بودان أو بالأبواء، فأهدى له حمارًا وحشيًا، فرده صلى الله عليه وسلم، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهه الكراهة قال: "إنه ليس رد عليك، ولكنا حُرُمٌ"، أي: يحرم علينا أكل لحم الصيد طالما نحن محرمين.

وأخرج أبو بكر بن لال في كتاب المتحابين من طريق جعفر بن سليمان، عن ثابت، قال: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عوف بن مالك، والصعب بن جثامة، فقال كل منهما للآخر: إن مت قبلي فتراءَ لي، فمات الصعب قبل عوف فتراءى له؛ أي رآه في الرؤيا [3]!