الاخطبوط .. حيوان العطاء البحري
يعتبر الأخطبوط هو الحيوان الأذكى في عالم اللافقاريات، وهي الحقيقة التي جعلت علماء البحار لا يكفون عن اختبار خلاياه العصبية. وكان باحثان ايطاليان قد اجريا تجربة على مجموعة من الاخطبوطات في تسعينات القرن العشرين حيث قاما بتعليمها كيفية التمييز بين كرة حمراء وأخرى بيضاء. وعندما كان الاخطبوط يختار الكرة الحمراء، كان الباحثان يقدمان له كمية من الغذاء كنوع من المكافأة، أما إذا وقع اختياره على الكرة البيضاء فكان يتم تعريضه كنوع من العقاب، لشحنة كهربائية خفيفة تشعره بألم بسيط . وبعد ان اتم الاخطبوط 16 محاولة، وصل إلى مرحلة اصبح بعدها لا يختار إلا الكرة الحمراء، والواقع أن القدرة على التمييز بين الأشياء وحفظ الدرس لأسابيع عدة، من الملكات التي تتميز بها الثدييات التي تمتلك دماغاً متطوراً جداً كالانسان مثلاً!، أما فيما يتعلق بالأخطبوط، فدماغه بسيط التركيب من حيث إنه لا يتكون إلا من كمية صغيرة من الخلايا العصبية التي تكون بدورها حلقة حول قناة البلعوم، وعلى الرغم من ذلك نجد أن الاخطبوط قادر على القيام بإنجازات أو أعمال لا يمكن ان يقوم بها أي حيوان آخر من اللافقاريات، وقد اثبتت التجربة التي قام بها الباحثان الايطاليان، أن الأخطبوط قادر على تعلم سلوك معين من خلال ملاحظة تصرف أقرانه، فبينما تسعى مجموعة من الاخطبوطات الى اختيار الكرات الحمراء المطلوبة، تحاول مجموعة اخرى تعلم التصرف أو السلوك الصحيح من خلال مراقبتها لما يحدث من خلف احدى الواجهات الزجاجية، وعندما أخضعت هذه المجموعة للتجربة السابقة ذاتها، كانت تتوجه بسرعة لاختيار الكرة الحمراء، فهل الأمر مجرد مصادفة ام ان الاخطبوط يتمتع بذكاء فطري يميزه عن اللا فقاريات الأخرى؟! الواقع أن الاجابة عن هذا التساؤل لم يتم التأكد منها حتى الآن، حتى ان باحثة أمريكية حاولت إعادة التجربة السابقة من جديد، لكنها لم تتوصل إلى النتائج نفسها .
كما نعرف فإن للأخطبوط ثماني اذرع طويلة أو ما