شراك الزوج في الحياة الاسرية
جوزك على ما تعودّيه وابنك على ما تربيه".. كانت تقول جدتي هذا المثل دائمًا، وتحكي كيف أن ذلك يتطلب الكثير من الصبر والمحاولات للحصول على نتائج مذهلة في النهاية.
إذا كنتِ حديثة الزواج أو كانت طباع زوجك تؤرقك، إذ يلقي بعبء مسؤولية المنزل كاملة عليكِ أو لا يهتم بالمشاركة في تربية الأبناء ويقضي معظم أوقاته مع الأصدقاء أو شاشات الموبيل والتليفزيون، فقد آن الآوان للعمل بنصيحة جدتي وتعويد زوجكِ على روتين جديد في المنزل.
ولكن، كيف يتعوّد رجال اليوم على الطباع والتصرفات المختلفة؟
الجئي للابتسامة والدلع وطلب الشيء بطريقة غير مباشرة، إذ لا يحب الرجال الأوامر حتى لو كانت من أمهاتهم، وفي الحقيقة لا يحب أحد تنفيذ أي طلب بصيغة الأمر، خاصة أزواج اليوم.
وزعي المهام المنزلية من اليوم الأول للزواج إذ لا تزال مرحلة الاشتياق والدلع قائمة، واثبتي على مبدئك ولا تغيري من الروتين أبدًا ولا تملي من تكراره بشتى الطرق، فمرة بعد الأخرى سيعتاد زوجكِ على مسؤولياته.
لا تستعرضي مهاراتكِ وقدراتكِ كاملة في بداية الزواج، هذا الأمر بمثابة ضوء أخضر للزوج ليلقي عليكِ العبء بالكامل طالما تستطعين القيام بكل شيء بمفردكِ، فلا مشكلة من ادعاء عدم الاستطاعة وعدم معرفة كيفية القيام ببعض الأمور ومن ثمّ ضرورة مساعدة زوجك لكِ.
كوني هادئة ومرحة وذكية، فالرجال مثل الأطفال في العناد والهروب من المسؤوليات مهما صغرت، كل ما عليكِ هو التحلي بالصبر وعدم اللجوء للشجار والصوت العالي أبدًا.
اشركي زوجكِ في كل صغيرة وكبيرة تخص تربية الأبناء وإدارة المنزل، واجعلي أطفالكِ يشركونه في مشاكلهم وأخبارهم أيضًا.
لا تذهبي للمناسبات العائلية أو تمارين الأبناء أو الزيارات المدرسية بمفردكِ قدر الإمكان، يجب على الأقل أن تكون القاعدة هي وجودكِ مع زوجكِ والاستثناء هو ذهابكِ بمفرضكِ بسبب أي حالة طارئة كتأخره في العمل أو سفره مثلاُ.
عندما تمرضين، خذي حقكِ كاملاً في الرعاية والتدليل حتى الشفاء، ولا تحملي نفسكِ أعباء ومسؤوليات فوق طاقتها. اتركي المسؤولية لزوجكِ في هذه الأيام.
وأخيرًا، أثني على زوجكِ دائمًا بأنه رب الأسرة وفي غيابه لا تسير الأمور على ما يرام ويجب أن يعرف كل شيء بالمنزل ويساعد في حله وإتمامه، هذا الثناء سيجعل زوجك يشعر بقيمته كزوج وأب ويمارس مهامه بحب وتفانٍ.