جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
|
جواهر ستار التعليمية :: منتدى التعليم الثانوي :: منتدى السنة الثانية ثانوي 2AS |
الإثنين 14 أغسطس - 13:52:49 | المشاركة رقم: | |||||||
جوهري
| موضوع: مشروع ألف ليلة وليلة مشروع ألف ليلة وليلة سم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه صلاة وسلاماً دائمين إلى يوم الدين. وبعد فإن سير الأولين صارت عبرة للآخرين لكي يرى الإنسان العبر التي حصلت لغيره فيعتبر ويطالع حديث الأمم السالفة وما جرى لهم فينزجر. فسبحان من جعل حديث الأولين عبرة لقوم آخرين فمن تلك العبر والحكايات التي تسمى ألف ليلة وليلة وما فيها من الغرائب والأمثال الكتاب الذي طاف الدنيا بأرجائها، وتمثل فيه سحر الشرق، وترجم إلى معظم لغات العالم. طبع بالعربية لأول مرة في ألمانيا سنة (1825) بعناية المستشرق (هايخت) فأنجز منه ثمانية أجزاء، مع ترجمته إلى الألمانية، وتوفي قبل إتمام الكتاب، فأنجز الباقي تلميذه فليشر المتوفى سنة (1888م) ثم طبع مرات لا تحصى أهمها: طبعة مصطفى البابي الحلبي بمصر 1960م. تقول الحكاية الأم التي تبسط ظلالها على حكايا الكتاب: (أن الملك شهريار لم يكتف بعدما اكتشف خيانة زوجته بقتلها هي وجواريه وعبيده، بل صار كل يوم يأخذ بنتاً بكراً فيزيل بكارتها ويقتلها من ليلتها، فضج الناس وهربت بناتهم...فسألت شهرزاد أباها الوزير أن يقدمها لشهريار قائلة: (فإما أن أعيش، وإما ان أكون فداء لبنات المسلمين وسبباً لخلاصهن) وكان الوزير يطلع كل صباح بالكفن تحت إبطه، بينما ابنته شهرزاد تؤجل ميعاد موتها بالحكاية تلو الحكاية، حتى أنجبت للملك ثلاثة أولاد في ألف ليلة قضتها في قصره، وجعلته بحلاوة حديثها وطرافة حكاياها خلقاً آخر). ولا شك في أننا غير قادرين على تلخيص أثر هذا الكتاب منذ شاع ذكره في أوربا، وليس في وسعنا هنا إلا تقديم نموذج منها بكتاب (غوته وألف ليلة وليلة) للألمانية كاترينا مومسن، ترجمة د. أحمد الحمو (دمشق: 1980) حيث عاش غوته منذ نعومة أظفاره مع هذا الكتاب، وكان يحفظ حكاياته إلى درجة أنه كان يلعب دور شهرزاد عندما تتاح له الفرصة، وكان في صباه وفي شيخوخته يستخدم رموز الحكايات وصورها في رسائله، وكان بالنسبة له (كتاب عمره). كل ذلك والترجمة الألمانية لم تكن قد أنجزت بعد، وإنما كان يرجع إلى الترجمة الفرنسية المجتزئة التي قام بها المستشرق الفرنسي (أنطوان غالان) خلال الفترة (1704 - 1717م) وذلك قبل أ ن تظهر الترجمة الألمانية عام (1825م) مما جعل غوته يمضي آخر سني حياته مع هذه الترجمة، وكانت وفاته سنة (1832م). ونشير هنا إلىالطفرة التي اكتسبتها الدراسات الدائرة حول (ألف ليلة وليلة) نتيجة لتوثيق محسن مهدي للنسخ العربية في عمل صدر له في ليدن (1984م). وانظر مجموعة الرسومات التي صاحبت الترجمات الغربية لألف ليلة وليلة في كتاب (ألف ليلة وليلة: مقالات نقدية وببلوغرافية) كامبريدج، دار مهجر 1985م بالإنجليزية تبدأ الليالي بقصة الملك شهريار الذي يعلم عن طريق الصدفة بخيانة زوجته له فيأمر بقتلها بقطع رأسها، ثم ينذر على أن يتزوج كل ليلة فتاة من مدينته ويقطع رأسها في الصباح انتقاما من النساء حتى أتى يوم لم يجد فيه الملك من يتزوجها فيعلم أن عند وزيره له بنتا نابغة اسمها شهرزاد فيقرر أن يتزوجها وتقبل هي بذلك تطلب شهرزاد من أختها دنيا زاد أن تأتي إلى بيت الملك وتطلب من أختها أن تقص عليها وعلى الملك قصة أخيرة قبل موتها في صباح ذلك اليوم فتفعل أختها دنيا زاد ما طلب منها. في تلك الليلة قصت عليهم شهرزاد قصة لم تنهها وطلبت من الملك انه لو أبقاها حية فستقص عليه بقية القصة في الليلة التالية وهكذا بدأت شهرزاد في سرد قصص مترابطة بحيث تكمل كل قصة في الليلة التالية حتى وصلت بهم الليالي ألف وليلة واحدة في ذلك الوقت كان الملك قد وقع في حبها فأبقاها زوجة له وتاب عن قتل الفتيات واحتفلت مدينة الملك بذلك لمدة ثلاثة أيام 1. حكايات الملك شهريار وأخيه الملك شاه الزمان 2. حكاية الحمار والثور مع صاحب الزرع 3. حكاية التاجر مع العفريت 4. حكاية الصياد مع العفريت 5. حكاية الملك يونان والحكيم رويان 6. حكاية الحمال مع البنات 7. حكاية الوزير نور الدين مع شمس الدين أخيه 8. حكاية الخياط والأحدب 9. حكاية مزين بغداد 10. حكاية الوزيرين التي فيها ذكر أنيس الجليس 11. حكاية التاجر أيوب وابنه غانم وبنته فتنة 12. حكاية الملك عمر النعمان 13. حكاية تتعلق بالطيور 14. حكاية نعم ونعمة 15. حكاية علاء الدين أبو الشامات 16. بعض حكايات تتعلق بالكرام 17. ومن حكايات الكرام أيضاً 18. حكاية هشام بن عبد الملك مع غلام من الأعراب 19. حكاية هارون الرشيد مع محمد علي الجوهري 20. حكاية هارون الرشيد مع علي العجمي 21. حكاية خالد بن عبد الله القسري مع الشاب السارق 22. حكاية علي شار مع زمرد الجارية 23. حكاية بدور بنت الجوهري مع جبير بن عمير الشيباني 24. حكاية الجواري المختلفة الألوان 25. حكاية وردان الجزار 26. حكاية الحكماء أصحاب الطاووس والبوق والفرس 27. حكاية أنس الوجود مع محبوبته الورد في الأكمام 28. حكاية تودد الجارية 29. حكاية السندباد 30. حكاية في شأن الجن والشياطين المسجونين في القماقم 31. حكاية مدينة النحاس 32. حكاية جودر بن التاجر عمر وأخويه 33. حكاية هند بنت النعمان 34. حكاية هارون الرشيد مع البنت العربية 35. حكاية جميل بن معمر لأمير المؤمنين هارون الرشيد 36. حكاية ضمرة بن المغيرة 37. حكاية أحمد الدنف وحسن شومان 38. حكاية زواج الملك بدر باسم بن شهرمان 39. حكاية سيف الملوك وبديعة الجمال 40. حكاية حسن الصائغ البصري 41. حكاية مسرور التاجر مع معشوقته زين المواصف 42. حكاية علي نور الدين مع مريم الزنارية 43. حكاية ورد خان بن الملك جليعاد 44. حكاية أبي قير وأبي صير 45. حكاية عبد الله البري مع عبد الله البحري 46. من نوادر هارون الرشيد مع الشاب العماني 47. حكاية إبراهيم بن الخصيب 48. حكاية أبي الحسن الخراساني الصيرفي مع شجرة الدر 49. حكاية قمر الزمان مع معشوقته 50. حكاية عبد الله بن فاضل عامل البصرة مع أخويه الموضوعالأصلي : مشروع ألف ليلة وليلة // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: نِوَنِهہ وَشطَاّحِ
| |||||||
الإثنين 14 أغسطس - 13:55:01 | المشاركة رقم: | |||||||
جوهري
| موضوع: رد: مشروع ألف ليلة وليلة مشروع ألف ليلة وليلة يس من اليسير على المدقق الكشف عن حقيقة كتاب كألف ليلة وليلة: أصله مفقود، ومؤلفه مجهول، وزمان وضعه مبهم غامض، ومكان حوادثه مشتبه. فالأقاصيص والأساطير وكل ما يتعلق بها أو يتصل بها، يخرج بطبيعته عن اختصاص الأديب ومنهاج المؤرخ. كذلك إن النقد الذاتي للكتاب، هذا النقد المبني على النظر في لغته وأسلوبه وأسماء أبطاله، ومواطن رجاله وأوضاعه ومصطلحاته، لا يساعد كثيراً على فك هذه الألغاز، ويبقى ضعيف الحجة. أما النقد المبني على تاريخ الحضارات المقارن وعلى ما يشيع به الكتاب من صور وأطياف، وأساليب ورسوم وآراء، هو ما يجب الاعتماد عليه. قالت شهرزاد : بلغني أيها الملك السعيد أن رجلين كانا في مدينة الإسكندرية وكان أحدهما صباغاً واسمه أبو قير وكان الثاني مزيناً واسمه أبو صير وكانا جارين لبعضهما في السوق وكان أبو قير الصباغ نصاباً كذاباً صاحب شر قوي كأنما صدغه منحوتٌ من الجلموت أو مشتقٌ من عتبة كنيسة اليهود لا يستحي من عيبة يفعلها بين الناس وكان من عادته أنه إذا أعطاه أحدٌ قماشاً لصبغه يطلب منه الكراء أولاً ويوهمه أنه يشتري به أجزاءً ليصبغ بها، فيعطيه الكراء مقدماً فإذا أخذه منه يصرفه على أكلٍ وشربٍ . ثم يبيع القماش الذي أخذه بعد ذهاب صاحبه ويصرف ثمنه في الأكل والشرب وغير ذلك ولا يأكل إلا طيباً من أفخر المأكول ولا يشرب إلا من أجود ما يذهب العقول . فإذا أتاه صاحب القماش يقول له في غدٍ تجيء لي من قبل طلوع الشمس فتلقى حاجتك مغبونةً فيروح صاحب الحاجة ويقول في نفسه يوم من يومٍ قريب ثم يأتيه في ثاني يوم على الميعاد فيقول له تعال في غدٍ فأني أمس ما كنت فاضياً لأنه كان عندي ضيوف فقمت بواجبهم حتى راحوا وفي غدٍ قبل الشمس تعال خذ قماشك مصبوغاً فيروح ويأتيه في ثالث يوم فيقول له إني كنت أمس معذوراً لأن زوجتي ولدت بالليل وطول النهار وأنا أقضي مصالح ولكن في غد من كل بد تعال خذ حاجتك مصبوغة فيأتي له على الميعاد فيطلع له بحيلةٍ أخرى من حيث كان ويحلف له وحين عزما على السفر قال أبو قير لأبي صير: نحن صرنا أخوين ولا فرق بيننا فينبغي أننا نقرأ الفاتحة على أن عاملنا يكتسب ويطعم عاطلنا ومهما فضل نضعه في صندوقٍ فإذا رجعنا إلى الإسكندرية نقسمه بيننا بالحق والإنصاف ، قال أبو صير : وهو كذلك ، وقرأ الفاتحة على أن الذي يعمل ويكتسب يطعم العاطل . ثم أن أبا صير قفل الدكان وأعطى المفاتيح لصاحبها وأبو قير ترك المفاتيح عند رسول القاضي وترك الدكان مقفولةً مختومةً وأخذا مصالحهما وأصبحا مسافرين ونزلا في غليون في البحر المالح وسافرا في ذلك النهار وحصل لهما إسعاف . ومن تمام سعد المزين أن جميع من كان في الغليون لم يكن معهم أحد من المزينين وكان فيه مائة وعشرون رجلاً غير الريس والبحرية . ولما حلوا قلوع الغليون قام المزين وقال للصباغ : يا أخي هذا بحر نحتاج فيه إلى الأكل والشرب وليس معنا إلا قليلٌ من الزاد وربما يقول لي أحد تعال يا مزين أحلق لي فأحلق له برغيف أو بنصف فضة أو بشربة ماء فانتفع بذلك أنا وأنت، فقال له الصباغ : لا بأس. ثم حط رأسه ونام وقام المزين وأخذ عدته والطاسة ووضع على كتفه خرقةً تغني عن الفوطة لأنه فقير وشق بين الركاب ، فقال له واحد : تعال يا أسطى أحلق لي ، فحلق له فلما حلق لذلك الرجل أعطاه نصف فضة ، فقال له المزين : ليس لي بهذا النصف الفضة ولو كنت أعطيتني رغيفاً كان أبرك في هذا البحر لأن لي رفيقاً وزادنا شيء قليل فأعطاه رغيفاً وقطعة جبن وملأ له الطاسة ماء حلواً فأخذ ذلك وأتى إلى أبي قير وقال له: خذ هذا الرغيف وكله بالجبن واشرب ما في الطاسة فأخذ ذلك منه وأكل وشرب ثم أن أبا صير المزين بعد ذلك حمل عدته وأخذ الخرقة على كتفه والطاسة في يده وشق في الغليون بين الركاب فحلق لإنسان برغيفين ولآخر بقطعة جبن ووقع عليه الطلب وصار كل من يقول له أحلق يا أسطى يشرط عليه رغيفين ونصف فضة وليس في الغليون مزين غيره فما جاء المغرب حتى جمع ثلاثين رغيفاً وثلاثين نصف فضة وصار عنده جبن وزيتون وبطارخ وصار كلما يطلب حاجة يعطونه إياها حتى صار عنده شيءٌ كثيرٌ وحلق للقبطان وشكا له قلة الزاد في السفر ، فقال له القبطان : مرحباً بك هات رفيقك في كل ليلةٍ وتعشيا عندي ولا تحملا هَمَّاً ما دمتما مسافرين معنا . ثم رجع إلى الصباغ فرآه لم يزل نائماً فأيقظه فلما أفاق أبو قير رأى عند رأسه شيءٌ كثيرٌ من عيش وجبن وزيتون وبطارخ . فقال له من أين لك ذلك ؟ فقال : من فيض الله تعالى ، فأراد أن يأكل ، فقال له أبو صير : لا تأكل يا أخي من هذا واتركه ينفعنا في وقت آخر واعلم أني حلقت للقبطان وشكوت إليه قلة الزاد فقال لي مرحباً بك هات رفيقك كل ليلةٍ وتعشيا عندي فأول عشائنا عند القبطان في هذه الليلة . فقال له أبو قير أنا دايخ من البحر ولا أقدر أن أقوم من مكاني فدعني أتعشى من هذا الشيء ورح أنت وحدك عند القبطان . فقال له : لا بأس بذلك . ثم جلس يتفرج عليه وهو يأكل فرآه يقطع اللقمة كما يقطع الحجارة من الجبل ويبتلعها ابتلاع الغول الذي له أيام ما أكل ويلقم اللقمة قبل ازدراد التي قبلها ويحملق عينيه فيما بين يديه حملقة الغول وينفخ مثل الثور الجائع على التبن والفول وإذا بنوتي جاء وقال : يا أسطى يقول لك القبطان هات رفيقك وتعال للعشاء . فقال أبو صير لأبي قير : أتقوم بنا ؟ فقال له : أنا لا أقدر على المشي . فراح المزين وحده فرأى القبطان جالساً وقدامه سفرة فيها عشرون لوناً أو أكثر وهو وجماعته ينتظرون المزين ورفيقه فلما رآه القبطان قال له : أين رفيقك ؟ فقال له : يا سيدي إنه دايخٌ من البحر ، فقال له القبطان : لا بأس عليه ستزول عنه الدوخة تعال أنت تعش معنا فإني كنت في انتظارك ثم أن القبطان عزل صحنا وحط فيه من كل لون فصار يكفي عشرة وبعد أن تعشى المزين قال له القبطان : خذ هذا الصحن معك إلى رفيقك فأخذه أبو صير وأتى إلى أبي قير فرآه يطحن بأنيابه فيما عنده من الأكل مثل الجمل ويلحق اللقمة باللقمة على عجل . فقال له أبو صير : أما قلت لك لا تأكل فإن القبطان خيره كثير فانظر أي شيءٍ بعث به إليك لما أخبرته بأنك دايخ ، فقال : هات ، فناوله الصحن فأخذه منه وهو ملهوف عليه وعلى غيره من الأكل مثل الكلب الكاسر أو السبع الكاسر أو الرخ إذا انقض على الحمام أو الذي كاد أن يموت من الجوع ورأى شيئاً من الطعام وصار يأكل فتركه أبو صير وراح إلى القبطان وشرب القهوة هناك ثم رجع إلى أبي قير فرآه قد أكل جميع ما في الصحن ورماه فارغاً . وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح وفي الليلة التالية استأنفت شهرزاد الحكاية ، قالت : بلغني أيها الملك السعيد أن أبا صير لما رجع إلى أبي قير رآه قد أكل ما في الصحن ورماه فارغاً فأخذه وأوصله إلى أتباع القبطان ورجع إلى أبي قير ونام إلى الصباح فلما كان ثاني الأيام صار أبو صير يحلق وكلما جاء له شيءٌ يعطيه لأبي قير وأبو قير يأكل ويشرب وهو قاعدٌ لا يقوم إلا لإزالة الضرورة وكل ليلةٍ يأتي له بصحنٍ ملآن من عند القبطان واستمر على هذه الحالة عشرين يوماً حتى رسا الغليون على مدينة فطلعا من الغليون ودخلا تلك المدينة وأخذا لهما حجرة في خان وفرشها أبو صير واشترى جميع ما يحتاجان إليه وجاء بلحم وطبخه وأبو قير نائمٌ من حين دخل الحجرة ولم يستيقظ حتى أيقظه أبو صير ووضع السفرة بين يديه فلما أفاق أكل . وبعد ذلك قال له : لا تؤاخذني فإني دايخ . ثم نام واستمر على هذه الحالة أربعين يوماً وكل يومٍ يحمل المزين العدة ويدور في المدينة فيعمل بالذي فيه النصيب ويرجع فيجد أبا قير نائماً فينبهه وحين ينتبه يقبل على الأكل بلهفة فيأكل أكل من لا يشبع ولا يقنع ثم ينام ولم يزل كذلك مدة أربعين يوماً أخرى . وكلما يقول له أبو صير أجلس ارتاح واخرج تفسح في المدينة فأنها فرجة وبهجةٌ وليس لها نظيرٌ في المدائن ، يقول له أبو قير الصباغ : لا تؤاخذني إني دايخ فلا يرضي أبو صير المزين أن يكدر خاطره ولا يسمعه كلمة تؤذيه وفي اليوم الحادي والأربعين مرض المزين ولم يقدر أن يسرح فسخر بواب الخان فقضى لهما حاجتهما وأتى لهما بما يأكلان وما يشربان كل ذلك وأبو قير يأكل وينام ولا زال المزين يسخر بواب الخان في قضاء حاجته مدة أربعة أيامٍ . وبعد ذلك اشتد المرض على المزين حتى غاب عن الوجود من شدة مرضه وأما أبو قير فإنه أحرقه الجوع فقام وفتش في ثياب أبي كير فرأى معه مقداراً من الدراهم فأخذه وقفل باب الحجرة على أبي صير ومضى ولم يعلم أحداً . وكان البواب في السوق فلم يره حين خروجه ثم أن أبا قير عمد إلى السوق وكسا نفسه ثياباً نفيسةً وصار يدور في المدينة ويتفرج فرآها مدينة ما وجد مثلها في المدائن وجميع ملبوسها أبيض وأزرق من غير زيادة فأتى إلى صباغ فرأى جميع ما في دكانه أزرق فأخرج له محرمة وقال له : يا معلم خذ هذه المحرمة واصبغها وخذ أجرتك فقال له : إن أجرة صبغ هذه عشرون درهماً ، فقال له : نحن نصبغ هذه في بلادنا بدرهمين ، فقال : رح اصبغها في بلادكم وأما أنا فلا أصبغها إلا بعشرين درهماً لا تنقص عن هذا القدر شيئاً فقال له أبو قير أي لونٍ تريد صبغها ؟ فقال له الصباغ : زرقاء ، قال له أبو قير : أنا مرادي أن تصبغها إلي حمراء ، قال له : لا أدري صباغ الأحمر ، قال : خضراء ، قال : لا أدري صباغ الأخضر ، قال : صفراء ، قال له : لا أدري صباغ الأصفر ، وصار أبو قير يعد له الألوان لوناً بعد لونٍ ، فقال له : الصباغ نحن في بلادنا أربعون معلماً لا يزيدن واحداً ولا ينقصون واحداً وإذا مات منا واحدٌ نعلم ولده وإن لم يخلف ولداً نبقى ناقصين واحداً والذي له ولدان نعلم واحداً منهما فإن مات علمنا أخاه وصنعتنا هذه مضبوطة ولا نعرف أن نصبغ غير الأزرق من غير زيادةٍ . فقال له أبو قير الصباغ : اعلم أني صباغ وأعرف أن أصبغ سائر الألوان ومرادي أن تخدمني عندك بالأجرة وأنا أعلمك جميع الألوان لأجل أن تفتخر بها على كل طائفة من الصباغين . فقال له : نحن لا نقبل غريباً يدخل في صنعتنا أبداً ، فقال له : وإذا فتحت لي مصبغة وحدي . فقال له : لا يمكنك ذلك أبداً فتركه وتوجه إلى الثاني ، فقال له كما قال له الأول ولم يزل ينتقل من صباغ إلى آخر حتى طاف على الأربعين معلماً فلم يقبلوه لا أجيراً ولا معلماً فتوجه إلى شيخ الصباغين واخبره ، فقال له : إننا لا نقبل غريباً يدخل في صنعتنا . فحصل عند أبي قير غيظٌ عظيمٌ وطلع يشكو إلى ملك تلك المدينة وقال له : يا ملك الزمان أنا غريبٌ وصنعتي الصباغة وجرى لي مع الصباغين ما هو كذا وكذا وأنا أصبغ الأحمر ألوانا مختلفة كوردي وعنابي والأخضر ألواناً مختلفة كزرعي وفستقي وزيتي وجناح الدرة والأسود ألواناً مختلفة كفحمي وكحلي والأصفر ألوانا مختلفة كنارنجي وليموني وصار يذكر له سائر الألوان ، ثم قال : يا ملك الزمان كل الصباغين الذين في مدينتكم لا يخرج من أيديهم أن يصبغوا شيئاً من هذه الألوان ولا يعرفون إلا صبغ الأزرق ولم يقبلوني أن أكون عندهم معلماً ولا أجير . فقال له الملك : صدقت في ذلك ولكن أنا أفتح لك مصبغة وأعطيك رأس مال وما عليك منهم وكل من تعرض لك شنقته على باب دكانه، ثم أمر البنائين وقال لهم : امضوا مع هذا المعلم وشقوا أنتم وإياه في المدينة وأي مكان أعجبه فأخرجوا صاحبه منه سواء كان دكاناً أو خاناً أو غير ذلك وأبنوا له مصبغةً على مراده ومهما أمركم به فافعلوه ولا تخالفوه فيما يقول . ثم أن الملك ألبسه بدلةً مليحةً وأعطاه ألف دينارٍ وقال له : اصرفها على المرض الذي بك ثم قام على قدميه وقال لبواب الخان : إن قدرني الله تعالى جازيتك على ما فعلته معي من الخير، ولكن لا يجازي إلا الله من فضله ، فقال له بواب الخان : الحمد لله على العافية أنا ما فعلت معك ذلك إلا ابتغاء وجه الله الكريم، ثم أن المزين خرج من الخان وشق في الأسواق فأتت به المقادير إلى السوق الذي فيه مصبغة أبو قير فرأى الأقمشة ملونة بالصباغ منشورة في باب المصبغة والخلائق مزدحمة يتفرجون عليها، فسأل رجلاً من أهل المدينة وقال له : ما هذا المكان وما لي أرى الناس مزدحمين؟ فقال له المسؤول : إن هذه مصبغة السلطان التي أنشأها رجلٌ غريبٌ اسمه أبو قير وكلما صبغ ثوباً نجتمع عليه ونتفرج على صبغه لأن بلادنا ما فيها صباغون يعرفون صبغ هذه الألوان . وجرى له مع الصباغين الذين في البلد ما جرى، وأخبره بما جرى بين أبي قير وبين الصباغين وأنه شكاهم إلى السلطان فأخذ بيده وبنى له هذه المصبغة وأعطاه كذا وكذا وأخبره بكل ما جرى، ففرح أبو صير ، وقال في نفسه : الحمد لله الذي فتح عليه وصار معلماً والرجل معذور لعله تلهى عنك بالصنعة ونسيك ولكن أنت عملت معه معروفاً وأكرمته وهو عاطل فمتى رآك فرح بك وأكرمك نظير ما أكرمته . ثم أنه تقدم إلى جهة باب المصبغة فرأى أبا قير جالساً على مكتبةٍ عاليةٍ فوق مصطبة في باب المصبغة وعليه بدلة من ملابس الملوك وقدامه أربعة عبيدٍ وأربعة مماليكٍ بيضٍ لابسين أفخر الملابس ورأى الصناع عشرة عبيدٍ واقفين يشتغلون لأنه حين اشتراهم علمهم الصباغة وهو قاعد بين المخدات كأنه وزير عظيم وملك أفخم لا يعمل شيئاً بيده وإنما يقول لهم افعلوا كذا وكذا . فوقف أبو صير قدامه وهو يظن أنه إذا رآه يفرح به ويسلم عليه ويكرمه ويأخذ بخاطره . فلما وقعت العين في العين قال له أبو قير : يا خبيث كم مرةٍ وأنا أقول لك لا تقف نفسك حتى تتم البناية وأعطاه مملوكين من أجل الخدمة وحصاناً بعدة مزركشة فلبس البدلة وركب الحصان وصار كأنه أمير وأخلى له الملك بيتاً وأمر بفرشه ففرشوه له وسكن فيه وركب في ثاني يومٍ وشق في المدينة والمهندسون قدامه ولم يزل يتأمل حتى أعجبه مكان فقال : هذا المكان طيبٌ فأخرجوا صاحبه منه وأحضروه إلى الملك فأعطاه ثمن دكانه زيادةً على ما يرضيه ودارت فيه البناية وصار أبو قير يقول للبنائين ابنوا كذا وكذا وافعلوا كذا وكذا حتى بنوا له مصبغة ليس لها نظير، ثم حضر إلى الملك وأخبره بأن المصبغة تم بناؤها وإنما يحتاج لثمن الصباغ من أجل إدارتها فقال له الملك: خذ هذه الأربعة آلاف دينار واجعلها رأس مال وأرني ثمرة مصبغتك فأخذها ومضى إلى السوق فرأى النيلة كثيرة وليس لها ثمن فاشترى جميع ما يحتاج إليه من حوائج للصباغة، ثم أن الملك أرسل إليه خمسمائة شقفة من القماش فدور الصبغ فيها وصبغها من سائر الألوان ثم نشرها قدام باب المصبغة فلما مر الناس بجانبها رأوا شيئاً عجيباً ما رأوا مثله من قبل ، فازدحمت الخلائق على باب محله وصاروا يتفرجون ويسألونه ويقولون له : يا معلم ما اسم هذه الألوان ؟ فيقول لهم : هذا أحمر وهذا أصفر وهذا أخضر ويشرح لهم أسامي الألوان فصاروا يأتونه بشيءٍ من القماش ويقولون له اصبغ لنا مثل هذا وذاك وخذ ما تطلب . ولما فرغ من صباغ قماش الملك أخذه وطلع به إلى الديوان، فلما رأى الملك ذلك الصباغ فرح به وأنعم عليه إنعاماً زائداً وصار جميع العسكر يأتون إليه بالقماش ويقولون له اصبغ لنا هكذا فيصبغ لهم على أغراضهم ويرمون عليه بالذهب والفضة، ثم أنه شاع ذكره وسميت مصبغته مصبغة السلطان ودخل عليه الخير من كل باب وجميع الصباغين لم يقدر أحدٌ أن يتكلم معه إنما كانوا يأتونه ويقبلون يديه ويعتذرون إليه عما سبق منهم في حقه ويعرضون أنفسهم عليه ويقولون له اجعلنا خدماً عندك فلم يرض أن يقبل أحداً منهم وصار عنده عبيد وجوار وجمع مالاً كثيراً. هذا ما كان من أمر أبي قير . وأما ما كان من أمر أبي صير فإنه لما قفل عليه أبو قير باب الحجرة بعد أن أخذ دراهمه وراح وخلاه وهو مريضٌ غائبٌ عن الوجود فصار مرمياً في تلك الحجرة والباب مقفولٌ عليه واستمر على ذلك ثلاثة أيامٍ فانتبه بواب الخان إلى باب الحجرة فرآه مقفولاً ولم ير أحداً من هذين الاثنين إلى المغرب ولم يعلم لهما خبراً . فقال في نفسه لعلهما سافرا ولم يدفعا أجرة الحجرة أو ماتا أو ما خبرهما ؟ ثم أنه أتى إلى باب الحجرة فرآه مقفولاً وسمع أنيناً في داخلها ورأى المفتاح في الضبة ففتح الباب ودخل فرأى المزين يئن فقال له لا بأس عليك أين رفيقك؟ فقال له والله إني ما أفقت من مرضي إلا في هذا اليوم وصرت أنادي فما أحد رد علي جواباً، بالله عليك يا أخي أن تنظر الكيس تحت رأسي وتأخذ منه خمسة أصناف وتشتري لي بها شيئاً أقتات به فإني في غاية الجوع . فمد يده فرآه فارغاً ، فقال للمزين : إن الكيس فارغٌ ما فيه شيءٌ. فعرف أبو صير المزين أن أبا قير سرق ما فيه وهرب ، فقال له : أما رأيت رفيقي ؟ فقال له من مدة ثلاثة أيامٍ ما رأيته وما كنت أظن إلا أنك سافرت وإياه ، فقال له المزين : ما سافرنا وإنما طمع في فلوسي فأخذها وهرب حين رآني مريضاً ثم أنه بكى وانتحب ، فقال له بواب الخان : لا بأس عليك وهو يلقى فعله من الله . ثم أن بواب الخان راح وطبخ له شوربة وغرف له صحناً وأعطاه إياه ولم يزل يتعهده مدة شهرين وهو يكلفه من كيسه حتى عرق وشفاه الله من مرضه وذات يومٍ وهو يتجول في المدينة إذ صادف صديقه أبو قير في مصبغته والخدم بخدمته فتقدم وسلم عليه وأخذ يعاتبه على تركه إياه أثناء مرضه فما كان من أبو قير إلا ونهره من أمامه وقال له : اخرج من عندي هل مرادك أن تفضحني مع الناس يا حرامي أمسكوه ، فجرت خلفه العبيد وقبضوا عليه وقام أبو قير على حيله وأخذ عصاً وقال : ارموه ، فرموه فضربه على ظهره مائة ثم قلبوه فضربه على بطنه مائة ، وقال : يا خبيث يا خائن إن نظرتك بعد هذا اليوم واقفاً على باب المصبغة أرسلتك إلى الملك في الحال فيسلمك إلى الوالي ليرمي عنقك امش لا بارك الله لك . فذهب من عنده مكسور الخاطر بسبب ما حصل له من الضرب والترذيل فقال الحاضرون لأبي قير الصباغ : أي شيء عمل هذا الرجل ؟ فقال لهم : أنه حرامي يسرق أقمشة الناس فإنه سرق مني كم مرة من القماش وأنا أقول في نفسي سامحه الله فإنه رجلٌ فقيرٌ ولم أرض أن أشوش عليه وأعطي للناس ثمن أقمشتهم وأنهاه بلطفٍ فلم ينته فإن رجع مرة غير هذه المرة أرسلته إلى الملك فيقتله ويريح الناس من أذاه . فصار الناس يشتمونه بعد ذهابه. وأما أبو صير فإنه رجع إلى الخان وجلس يتفكر فيما فعل به أبو قير ولم يزل جالساً حتى يرد عليه الضرب ثم خرج وشق في أسواق المدينة فخطر بباله أن يدخل الحمام فسأل رجلاً من أهل المدينة وقال له : يا أخي من أين طريق الحمام ؟ الموضوعالأصلي : مشروع ألف ليلة وليلة // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: نِوَنِهہ وَشطَاّحِ
| |||||||
الإثنين 14 أغسطس - 13:55:21 | المشاركة رقم: | |||||||
جوهري
| موضوع: رد: مشروع ألف ليلة وليلة مشروع ألف ليلة وليلة فأجابه : أي حمام ؟ فقال له : موضع تغتسل فيه الناس ويزيلون عليهم من [rtl] الأوساخ وهو من أطيب طيبات الدنيا ، فقال له : عليك بالبحر ، قال : أنا [/rtl] [rtl] مرادي الحمام ، قال له : نحن لا نعرف الحمام كيف يكون كلنا نروح إلى [/rtl] [rtl] البحر حتى الملك إذا أراد أن يغتسل فإنه يروح البحر . فلما علم أبو صير [/rtl] [rtl] أن المدينة ليس فيها حماماً وأهلها لا يعرفون الحمام ولا كيفيته مشى [/rtl] [rtl] إلى الملك ودخل عليه وقبل الأرض بين يديه ودعا له وقال له : أنا رجلٌ [/rtl] [rtl] غريب بالبلاد وصنعتي حمامي فدخلت مدينتك وأردت الذهاب إلى الحمام فما [/rtl] [rtl] رأيت فيها ولا حماماً واحداً والمدينة التي تكون بهذه الصفة الجميلة [/rtl] [rtl] كيف تكون من غير حمام مع أنه من أحسن نعيم الدنيا [/rtl] [rtl] فقال له الملك : أي شيءٍ يكون الحمام فصار يحكي له أوصافه ، وقال له : [/rtl] [rtl] لا تكون مدينتك كاملة إلا إذا كان بها حمام ، فقال له : مرحباً بك [/rtl] [rtl] وألبسه بدلةٌ ليس لها نظير وأعطاه حصاناً وعبدين ثم أنعم عليه بأربع [/rtl] [rtl] جوار ومملوكين وهيأ له دار مفروشة وأكرمه أكثر من الصباغ وأرسل معه [/rtl] [rtl] البنائين وقال لهم : الموضع الذي يعجبه أبنوا له فيه حمام . فأخذهم وشق [/rtl] [rtl] بهم في وسط المدينة حتى أعجبه مكان فأشار لهم إليه فدوروا فيه البناية [/rtl] [rtl] وصار يرشدهم إلى كيفيته حتى بنوا له حماماً ليس له نظير ثم أمرهم بنقشه [/rtl] [rtl] فنقشوه نقشاً عجيباً حتى صار بهجة للناظرين ثم طلع الملك وأخبره بفراغ [/rtl] [rtl] بناء الحمام ونقشه ، وقال له : إنه ليس ناقصاً غير الفرش فأعطاه الملك [/rtl] [rtl] عشرة آلاف دينارٍ فأخذها وفرش الحمام وصف فيه الفوط على الحبال وصار كل [/rtl] [rtl] من مر على باب الحمام يشخص له ببصره ويحتار فكره في نقشه وازدحمت [/rtl] [rtl] الخلائق على ذلك الشيء الذي لم يروا مثله في عمرهم وصاروا يتفرجون عليه [/rtl] [rtl] ويقولون أي شيءٍ هذا ؟ فيقول لهم أبو صير : حمام فيتعجبون منه ثم أنه [/rtl] [rtl] سخن الماء ودور الحمام وعمل سلسبيلاً في الفسقية يأخذ كل من رآه من أهل [/rtl] [rtl] المدينة وطلب من الملك عشرة مماليك دون البلوغ فأعطاه عشرة مماليك مثل [/rtl] [rtl] الأقمار فصار يكسبهم ، ويقول لهم افعلوا مع الزبائن هكذا . ثم أطلق [/rtl] [rtl] البخور وأرسل منادٍ ينادي في المدينة ويقول : يا خلق الله عليكم [/rtl] [rtl] بالحمام فإنه يسمى حمام السلطان فأقبلت عليه الخلائق وجعل يأمر [/rtl] [rtl] المماليك أن يغسلوا أجساد الناس وصار الناس ينزلون المغطس ويطلعون [/rtl] [rtl] واستمر الناس يدخلون الحمام ويقضون حاجتهم منه ثم يخرجون بلا أجرةٍ [/rtl] [rtl] وبعد طلوعهم يجلسون في الليوان والمماليك تكبسهم مثل ما علمهم أبو صير [/rtl] [rtl] مدة ثلاثة أيامٍ وفي اليوم الرابع عزم الملك على الذهاب إلى الحمام [/rtl] [rtl] فركب هو وأكابر دولته وتوجهوا إلى الحمام فقلع ودخل فدخل أبو صير وكبس [/rtl] [rtl] الملك وأخرج من جسده الوسخ مثل الفتايل وصار يريه له ففرح الملك وصار [/rtl] [rtl] لوضع يده على بدنه صوت من النعومة والنظافة وبعد أن غسل جسده مزج له [/rtl] [rtl] ماء الورد بماء المغطس فنزل الملك في المغطس ثم خرج وجسده قد ترطب فحصل [/rtl] [rtl] له نشاط عمره ما رآه . ثم بعد ذلك أجلسه في الليوان وصار المماليك [/rtl] [rtl] يكبسونه والمباخر تفوح والعود والند ، فقال الملك : يا معلم أهذا هو [/rtl] [rtl] الحمام ؟ قال: نعم ، فقال له : وحياة رأسي أن مدينتي ما صارت مدينة إلا [/rtl] [rtl] بهذا الحمام ، ثم قال له : أنت تأخذ على كل رأس أي شيء أجرة ، فقال أبا [/rtl] [rtl] صير : الذي تأمر به آخذه فأمر له بألف دينارٍ ، فقال : العفو يا ملك [/rtl] [rtl] الزمان إن الناس ليسوا سواء بل فيهم الغني وفيهم الفقير وإذا أخذت من [/rtl] [rtl] كل واحد ألف دينار يبطل الحمام فأن الفقير لا يقدر على ألف دينارٍ [/rtl] [rtl] قال الملك : وكيف تفعل في الأجرة ؟ قال: اجعل الأجرة بالمروءة فكل من [/rtl] [rtl] يقدر على شيءٍ سمحت به نفسه يعطيه فنأخذ من كل إنسان على قدر حاله فإن [/rtl] [rtl] الأمر إذا كان كذلك تأتي إلينا الخلائق والذي يكون غنياً يعطي على قدر [/rtl] [rtl] مقامه والذي يكون فقيراً يعطي على قدر ما تسمح به نفسه فإذا كان الأمر [/rtl] [rtl] كذلك يدور الحمام ويبقى له شأن عظيم وأما الألف دينار فإنها عطية الملك [/rtl] [rtl] ولا يقدر عليها كل أحد . فصدق عليه أكابر الدولة ، وقالوا له : هذا هو [/rtl] [rtl] الحق يا ملك الزمان أتحسب أن الناس كلهم مثلك أيها الملك العزيز ؟ قال [/rtl] [rtl] الملك : إن كلامكم صحيحٌ ولكن هذا الرجل غريب فقير وإكرامه واجبٌ علينا [/rtl] [rtl] فإنه عمل في مدينتنا هذا الحمام الذي عمرنا ما رأينا مثله ولا تزينت [/rtl] [rtl] مدينتنا وصار لها شأن إلا به فإذا أكرمناه بزيادة الأجرة ما هو كثير . [/rtl] [rtl] فقالوا له : إذا كنت تكرمه فأكرمه من مالك وإكرام الفقير من الملك بقلة [/rtl] [rtl] أجرة الحمام لأجل أن يدعو لك الرعية وأما الألف دينار فنحن أكابر دولتك [/rtl] [rtl] ولا تسمح أنفسنا بعطائها فكيف تسمح بذلك نفوس الفقراء ؟ فقال الملك : [/rtl] [rtl] يا أكابر دولتي كل منكم يعطيه في هذه المرة مائة دينارٍ ومملوكاً [/rtl] [rtl] وجاريةً وعبد فقالوا : نعم نعطيه ذلك ولكن هذا اليوم كل من دخل لا [/rtl] [rtl] يعطيه إلا ما تسمح به نفسه ، فقال : لا بأس بذلك فجعلت الأكابر يعطيه [/rtl] [rtl] كل واحد منهم مائة دينارٍ وجاريةً ومملوكاً وعبداً . وأدرك شهرزاد [/rtl] [rtl] الصباح فسكتت عن الكلام المباح. وفي الليلة التالية استأنفت شهرزاد [/rtl] [rtl] الحكاية ، قالت: بلغني أيها الملك السعيد أنه كان عدد الأكابر الذين [/rtl] [rtl] اغتسلوا مع الملك في هذا اليوم أربعمائة نفس فصار جملة ما أعطوه من [/rtl] [rtl] الدنانير أربعين ألف دينارٍ ومن المماليك أربعمائة مملوكٍ ومن العبيد [/rtl] [rtl] أربعمائة عبدٍ ومن الجواري أربعمائة جارية وناهيك بهذه العطية وأعطاه [/rtl] [rtl] الملك عشرة آلاف دينار وعشر جوار وعشرة عبيد . فتقدم أبو صير وقبل [/rtl] [rtl] الأرض بين أيادي الملك ، وقال له : أيها الملك السعيد ، وصاحب الرأي [/rtl] [rtl] الرشيد أي مكان يسع هذه المماليك والجواري والعبيد ؟ فقال له الملك : [/rtl] [rtl] أنا ما أمرت دولتي بذلك إلا لأجل أن نجمع لك مقداراً عظيماً من المال [/rtl] [rtl] لأنك ربما تفكرت بلادك وعيالك واشتقت إليهم وأردت السفر إلى أوطانك [/rtl] [rtl] فتكون أخذت من بلادنا مقداراً جسيماً من المال تستعين به على وقتك في [/rtl] [rtl] بلادك . قال : يا ملك الزمان أعزك الله أن هذه المماليك والجواري [/rtl] [rtl] والعبيد الكثيرة شأن الملوك ولو كنت أمرت لي من هذا الجيش فإنهم يأكلون [/rtl] [rtl] ويشربون ومهما حصلته من المال لا يكفيهم في الإنفاق عليهم ولكن أتبيعهم [/rtl] [rtl] لي كل واحدٍ بمائة دينارٍ ؟ فقال : بعتك إياهم بهذا الثمن فأرسل الملك [/rtl] [rtl] إلى الخازندار ليحضر له المال فأحضره وأعطاه ثمن الجميع بالتمام [/rtl] [rtl] والكمال ثم بعد ذلك أنعم الملك بهم على أصحابه وقال : كل من يعرف عبده [/rtl] [rtl] أو جاريته أو مملوكه فليأخذه فأنهم هدية مني إليكم . فامتثلوا أمر [/rtl] [rtl] الملك وأخذ كل واحدٍ منهم ما يخصه فقال له أبو صير : أراحك الله يا ملك [/rtl] [rtl] الزمان كما أرحتني من هؤلاء الغيلان الذين لا يقدر أن يشبعهم إلا الله [/rtl] [rtl] فضحك الملك من كلامه وتصدق عليه ثم أخذ أكابر دولته وذهب من الحمام إلى [/rtl] [rtl] سرايته وبات تلك الليلة أبو صير وهو يصر الذهب ويضعه في الأكياس ويختم [/rtl] [rtl] عليه وكان عنده عشرون عبداً وعشرون مملوكاً وأربع جوارٍ برسم الخدمة . [/rtl] [rtl] فلما أصبح الصباح فتح الحمام وأرسل منادٍ ينادي ويقول : كل من دخل [/rtl] [rtl] الحمام واغتسل فأنه يعطي ما تسمح به نفسه وما تقتضيه مروءته . وقعد أبو [/rtl] [rtl] صير عند الصندوق وهجمت عليه الزبائن وصار كل من طلع يحط الذي يهون عليه [/rtl] [rtl] فما أمسى المساء حتى امتلأ الصندوق من خيرات الله تعالى . ثم أن الملكة [/rtl] [rtl] طلبت دخول الحمام فلما بلغ أبا صير ذلك قسم النهار من أجلها وجعل الفجر [/rtl] [rtl] إلى الظهر للرجال ومن الظهر إلى المغرب قسم للنساء ولما أتت الملكة [/rtl] [rtl] وجارية خلف الصندوق وكان علم أربع جوار البلانة حتى صرن بلانات ماهرات [/rtl] [rtl] ، فلما أعجبها ذلك وانشرح صدرها حطت ألف دينارٍ وشاع ذكره في المدينة [/rtl] [rtl] وصار كل من دخل يكرمه سواء غنياً أو فقيراً فدخل عليه الخير من كل بابٍ [/rtl] [rtl] وتعرف بأعوان الملك وصار الملك يأتي إليه في الجمعة يومياً ويعطيه ألف [/rtl] [rtl] دينار وبقية أيام الجمعة للأكابر والفقراء وصار يأخذ بخاطر الناس [/rtl] [rtl] ويلاطفهم غاية الملاطفة فاتفق أن قبطان الملك لما دخل عليه يوماً من [/rtl] [rtl] الأيام فقلع أبو صير ودخل وصار يكبسه ويلاطفه ملاطفةً زائدةً ولما خرج [/rtl] [rtl] من الحمام عمل له الشربات والقهوة . فلما أراد أن يعطيه شيئاً حلف أنه [/rtl] [rtl] لا يأخذ منه شيئاً فحمل القبطان جميله لما رأى من مزيد لطفه وإحسانه [/rtl] [rtl] إليه وصار متحيراً فيما يهديه إلى ذلك الحمامي . وأما ما كان من أمر [/rtl] [rtl] أبي قير فأنه لما سمع جميع الخلائق يلهجون بذكر الحمام وكل منهم يقول : [/rtl] [rtl] إن هذا الحمام نعيم الدنيا بلا شك ، إن شاء الله يا فلان تدخل بنا غداً [/rtl] [rtl] هذا الحمام النفيس ، فقال أبو قير في نفسه : لا بد أن أروح مثل الناس [/rtl] [rtl] وأنظر هذا الحمام الذي أخذ عقول الناس . ثم أنه لبس أفخر ما كان عنده [/rtl] [rtl] من الملابس وركب بغلةً وأخذ معه أربعة عبيدٍ وأربعة مماليكٍ يمشون خلفه [/rtl] [rtl] وقدامه وتوجه إلى الحمام ثم أنه نزل في باب الحمام ، فلما صار عند [/rtl] [rtl] الباب شم رائحة العود والند ورأى ناساً داخلين وناساً خارجين ورأى [/rtl] [rtl] المساطب ملآنة من الأكابر والأصاغر فدخل الدهليز فرآه أبو صير . فقام [/rtl] [rtl] إليه وفرح به ، فقال له أبو قير : هل هذا شرد أولاد الحلال وأنا فتحت [/rtl] [rtl] لي مصبغة وبقيت معلم البلد وتعرفت بالملك وصرت في سعادةٍ وسيادةٍ وأنت [/rtl] [rtl] لا تأتي عندي ولا تسأل عني ولا تقول أين رفيقي وأنا عجزت وأنا أفتش عنك [/rtl] [rtl] وأبعث عبيدي ومماليكي يفتشون عنك في الحانات وفي سائر الأماكن فلا [/rtl] [rtl] يعرفون طريقك ولا أحدٍ يخبرهم بخبرك ، فقال له أبو صير : أما جئت إليك [/rtl] [rtl] فاتهمتني بأنني لص وضربتني وهتكتني بين الناس ؟ فاغتم أبو قير وقال : [/rtl] [rtl] أي شيءٍ هذا الكلام؟ هل أنت الذي ضربتك ؟ فقال أبو صير : نعم هو أنا [/rtl] [rtl] فحلف له أبو قير ألف يمينٍ أنه ما عرفه ، وقال : إنما كان واحدٌ شبيهك [/rtl] [rtl] يأتي في كل يومٍ ويسرق قماش الناس فظننت أنك هو وصار يتندم ويضرب كفاً [/rtl] [rtl] على كفٍ ، ويقول : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم قد أسأناك [/rtl] [rtl] ولكن يا ليتك عرفتني بنفسك وقلت أنا فلان فالعيب عندك لكونك لم تعرفني [/rtl] [rtl] خصوصاً وأنا مدهوش من كثرة الأشغال . فقال له أبو صير : سامحك الله يا [/rtl] [rtl] رفيقي وهذا الشيء كان مقدراً في الغيب والجبر على الله ادخل أقلع ثيابك [/rtl] [rtl] واغتسل وانبسط . فقال له : بالله عليك أن تسامحني يا أخي ، فقال له : [/rtl] [rtl] أبرأ الله ذمتك وسامحك فإنه كان أمراً مقدراً علي في الأزل . ثم قال له [/rtl] [rtl] أبو قير : ومن أين لك هذه السيادة ؟ فقال له : الذي فتح عليك فتح علي [/rtl] [rtl] فإني طلعت إلى الملك وأخبرته بشأن الحمام فأمر ببنائه ، فقال له : وكما [/rtl] [rtl] أنه لك معرفةٌ بالملك فأنا الأخر عرفته وإن شاء الله تعالى أنا أخليه [/rtl] [rtl] يحبك ويكرمك زيادةً على هذا الإكرام من أجلي فإنه لم يعرف أنك رفيقي [/rtl] [rtl] فأنا أعرفه بأنك رفيقي وأوصيه بك ، فقال له : ما أحتاج إلى وصيةٍ فإن [/rtl] [rtl] المحنن موجود وقد أحبني الملك هو وجميع رجال دولته وأعطاني كذا وكذا [/rtl] [rtl] وأخبره بالخبر ، ثم قال : اقلع ثيابك خلف الصندوق وادخل الحمام وأنا [/rtl] [rtl] أدخل معك لأجل أن أكبسك ، فخلع ما عليه ودخل الحمام ودخل معه أبو صير [/rtl] [rtl] وكبسه وصبنه وألبسه واشتغل له حتى خرج ، فلما خرج أحضر له الغداء [/rtl] [rtl] والشربات وصار جميع الناس يتعجبون من كثرة إكرامه له ، ثم بعد ذلك أراد [/rtl] [rtl] أبو قير أن يعطيه شيئاً فحلف أنه لا يأخذ منه شيئاً وقال له : استحي من [/rtl] [rtl] هذا الأمر وأنت رفيقي وليس بيننا فرق [/rtl] [rtl] ثم أن أبا قير قال لأبي صير : يا رفيقي والله أن هذا الحمام عظيمٌ ولكن [/rtl] [rtl] صنعتك فيه ناقصةً ، فقال له : وما نقصها ؟ فقال له : الدواء الذي هو [/rtl] [rtl] عقد الزرنيخ والجير الذي يزيل الشعر بسهولة فاعمل هذا الدواء فإذا أتى [/rtl] [rtl] الملك فقدمه إليه وعلمه كيف يسقط الشعر فيحبك حباً شديداً ويكرمك ، [/rtl] [rtl] فقال له : صدقت إن شاء الله أصنع ذلك . ثم أن أبا قير خرج وركب بغلته [/rtl] [rtl] وذهب إلى الملك ودخل عليه وقال له : أنا ناصح لك يا ملك الزمان ، فقال [/rtl] [rtl] له : وما نصيحتك ؟ فقال : بلغني خبراً وهو أنك بنيت حماماً ، قال : نعم [/rtl] [rtl] قد أتاني رجلٌ غريبٌ فأنشأته له كما أنشأت لك هذه المصبغة وهو حمامٌ [/rtl] [rtl] عظيمٌ وقد تزينت مدينتي، وصار يذكر له محاسن ذلك الحمام ، فقال أبو قير [/rtl] [rtl] [/rtl] الموضوعالأصلي : مشروع ألف ليلة وليلة // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: نِوَنِهہ وَشطَاّحِ
| |||||||
الإشارات المرجعية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
|
| |
أعلانات نصية | |
قوانين المنتدى | |
إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان |