كعادتي في كل صباح انزل من بيتنا وأقف في الشارع بانتظار وصول سيارة اجرة تقلني فأراها يوميا تقف بجانبي !! كانت فتاة باهرة الجمال انا عن نفسي كنت معجبة بجمالها ورقتها وطريقة لباسها لكنها تقف هناك وهي خائفة !! نعم اشعر بانها تقف هناك خائفة من شيء ما طريقة نظراتها للمارة وتلفتها حولها تدل على انها خائفة من شيء ما كم تمنيت ان اسالها لم انت خائفة ؟؟ ولكن الموضوع لا يخصني ولكنه طبعي الفضولي الذي سيودي بي الى التهلكة يوما ما هو الذي دفعني الى مراقبتها يوميا لا بل اخذت على عاتقي مهمة الوقوف هناك وانتظارها حتى تستقل سيارة الاجرة قبلي .اخذت على نفسي في ذلك اليوم عهدا بانني ساحاول التقرب منها والحديث معها واتخاذها صديقة لي وقد كان لي ما اردت فقد اصبحنا صديقتين مقربتين نأتي ونذهب سويا كانت من نوعية الفتيات التي تدفعك للقول بينك وبين نفسك هل توجد مثل هذه النوعية من الفتيات التي لا تفقه شيئا في هذه الدنيا ؟؟كان هذا السؤال يدور في مخيلتي دوما وانا اعرفها على كل شيء تقريبا من حولنا لم تكن في حياتها قد ذهبت الى مقهى او دخلت الى صالون حلاقة للسيدات او حتى شربت سيجارة كانت نموذجا يحتذى فيه لمن يبحث عن فتاة بريئة لم يسبق لها ان تعرفت الى اي رجل حتى انها لم تقبل احدا في مصعد العمارة او في السيارة مع ان قصص الفتيات على اختلاف وقائعها وملابساتها والتي لو اخذنا نحكي عنها لمئلت راس العالم بالشيب جميعها تدور حول موضوع واحد وهو اهمية المحافظة على شرفها حتى لا يمسه احد غير الزوج العتيد، فهو بمثابة "التعويذة" التي لا يجب الاقتراب منها او المساس بها فهي العلامة المسجلة" لعفتنا ونقائنا وقدرتنا على حماية انفسنا الى ان نزف إلى زوج المستقبل ، كانت تتضايق مني احيانا اذا تحدثنا في أمور يحرم علينا نحن كفتيات الحديث عنها في مجتمعاتنا ذات الطابع الشرقي وتحمر خجلا وترغي وتزبد من فرط الغليان والغضب مني مع انني لا اقصد حينها الا استفزازها وجعلها تخرج من عالم الخيال الذي تعيش فيه والولوج الي مشارف تلك الخطوط الحمراء حيث الممنوع والمحظور لكي ارغمها على فتح عينيها والخروج من قوقعتها التي تعيش فيها على حقائق حياتنا المرة ولكن عبثا باءت كل محاولاتي بالفشل كنا نتحدث مع بعضنا يوميا ونخرج سوية الى ان لاحظت مؤخرا توترها وقلقها الزائدين كنت احاول دوماً حثها على التحلي ببعض القوة وعدم الاستسلام للخوف او القلق اللذان يلازمانها حتى انني شعرت احيانا بانني شيطان !! هكذا كان شعوري عندما كنت احاول تخليصها من قلقها ورعبها من كل شيء حولها البعض قد يعتقد بانني انسانة فاسقة او غير محترمة ولكنني اكره ان ارى اي أمراة ضعيفة منهزمة أو مكسورة وخائفة ربما لانني انسانة بطبعها قوية احب ان ارى كل النساء من حولي قويات مثلي لا ادري صراحة ولكنني كنت ارى ان قلقها يتعاظم وخوفها يزداد حتى عندما نخرج سوية كانت تجلس هائمة في تفكيرها هنا اتخذت قراري بان اقوم باستفزازها لكي تخبرني بما يدور في خلدها لم احتج سوى بضع كلمات قليلة لكي اخرجها من طورها واستفزها وتبدا بالبكاء وتخبرني بكل ما يدور في راسها، لم اتمالك نفسي وقتها من الاسترسال في الضحك ..صوت ضحكاتي ملأ المقهى الذي كنا نجلس فيه حتى ان الدموع قد ملئت عيناي من كثرة الضحك كم اردت في تلك اللحظة لو ان الله قد خلقني رجلا فافوز في تلك الجوهرة الجالسة امامي يالله كم هو محظوظ ذلك الانسان الذي سيرتبط بها ويتزوجها لقد كان خوفها وقلقها منبعه ان احد زملائها في العمل قد تقدم بطلب الزواج منها وهي موافقة لانها معجبة به ولكنها قلقة من فكرة الزواج وانه سيتوجب عليها ان تعاشر احدهم !!!! لم اصدق اذناي وانا اسمعها تتحدث عن خوفها من الزواج كل مخاوفها من الزواج كانت تكمن في انها تخاف ان تعاشر رجلا وتتعرى امامه يا لضحالة تفكيرها البسيط الذي لا يعرف شيئا عن هموم مؤسسة الزواج ولا عن تبعاته انها خائفة من التعري امام زوجها ولا تخاف من ان يكون زوجها رجلا حقيرا تافها لا يقدر النعمة التي بين يديه حتى انها لم تفكر في تلك الشراكة الجديدة التي ستربطها برجل لا تعرف عنه شيئا سوى بضع كلمات قالها عن نفسه لها ولاهلها !!!كم وودت في تلك اللحظة ان اضمها بين ذراعي واقول لها ارجوك لا تتزوجي من اول رجل تشعرين انك معجبة به تمهلي قليلا ولا داعي للعجلة فالحياة ما زالت امامك وانتي صغيرة السن ولكنها كانت تبدو كمن اتخذ القرار وانتهى ولا مجال لمناقشتها او جعلها تغير رايها ،وتمت خطوبتها فعلا الى ذلك الرجل وقد كنت شاهدة على تلك الحفلة البسيطة التي اقامها لها مع انني لم اكن معجبة به او بشخصيته ولكنني كتمت تحفظاتي في داخلي ولم ابدي لها رأي واكتفيت بمجرد كوني مهنئةً عادية كباقي المهنئين لكن وبكل صراحة لم يكن الرجل المناسب لها بكل رقتها وحساسيتها او في نمط شخصيتها المتسم بالرومانسية والتسامح والرغبة في أسعاد كل من حولها, ولو كان ذلك على حساب نفسها وراحتها..كان رجلا من النوع الواقعي تماما الذي يسخر من تدفق المشاعر ويراه مؤشرا على الضعف في الشخصية هكذا بدا لي بعد عدة مناقشات ولقاءات دارت بيننا .
لم افارقها طوال فترة الاستعدادات لحفل زفافها كنا نذهب الى التسوق معا يوميا وكالعادة كان لي الحظ الاكبر في اختيار جهاز العرس الخاص بها وانا اقول لها ما عليها شراءه وما هي الالوان المناسبة حتى انني اخترت لها قميص النوم الخاص بليلة الزواج وفستان زواجها انا من قمت باختياره لها كانت تاخذ راي في كل امورها وانا استمتع باختيار كل شيء لها احسست بانني والدتها ولست صديقتها فهي اختار تني من بين جميع صديقاتها ووثقت بي وائتمنتني على كل شيء يتعلق بليلة زفافها الى ان حل اليوم المنشود اتصلت في الصباح الباكر وقد كانت الساعة تقارب على السادسة صباحا وهي تبكي كنت مستيقظة كعادتي اشرب الشاي واستمع اليها وهي تبكي وتتوسل لي ان اتي اليها واطمئنها فهناك شعور غريب يراودها بانها لن تستطيع الزواج هذا اليوم عبثا كنت احاول طمانتها والتخفيف عنها وطمانتها الى ان ما تمر به شعور عادي تمر به اي واحدة منا قبل زواجها ولكنها كانت في حالة يرثى لها فوعدتها بان اكون الى جانبها بعد ساعة من الوقت وفعلا قمت بتجهيز نفسي والاستئذان من امي وذهبت الى بيتها حتى انني قمت باخذ ملابسي التي سارتديها في حفل الزفاف لعلمي بانني ساقضي معها طوال النهار وساذهب معها الى صالون التجميل فلا مفر من ذلك نظرا الى الحالة التي هي فيها ،كانت منهارة عندما وصلت اليها وضمتني اليها وبدات تبكي بحرقة لم افهم صراحة سبب بكائها ولكنني نهرتها عندما لم تتوقف عن البكاء لا بل صرخت فيها ونعتها بالغبية والضعيفة لانها لا تتمالك نفسها فنظرت الي نظرة لم افهم معناها الا لاحقا وضمتني اليها مرة اخرى وبدات بالبكاء من جديد . حمى بكائها انتقلت الي وجلست ابكي انا الاخرى ابكي فراقها وضعفها استمرينا على هذه الحالة مطولا قبل ان اعي الى ان موعد خروجنا الى صالون التجميل قد حان حضرت والدتها لنا طعام الافطار واصرت ان نتناوله قبل الذهاب الى الصالون فامامنا يوم شاق ويجب ان نكون مستعدين له . ذهبت هي لاحضار اغراضها وكافة مستلزماتها وجلست انا مع والدتها التي اخذت تضمني الى صدرها وتقول لي كم ان ابنتها محظوظة بصديقة مثلي . كان هناك شعور ُ بعدم الارتياح يراودني ونحن ذاهبتان الى صالون التجميل ولكنني لم ارغب بالاستسلام له لهذا دفعته بعيدا عني والتفت الى مساعدة صديقتي كنت اقف اراقب عملية اجراء الماكياج لها وانا سعيدة لانني جزء من هذا اليوم المميز كانت نفسيتها تتحسن كلما دخلت في اجواء الفرح كانت تفارق توترها تدريجيا الى ان انتهت عملية تزيين وجهها الذي لا يحتاج الى اية زينة وقمنا بالبساها فستان زفافهما الذي كان يلتف حول جسدها الرقيق وكانه جسد اخر كانت رائعة الجمال وهي تتهادى في ثوبها أمامي ، كنت اشعر بانها اميرة ستتوج الليلة على عرشها ، بعدها التفت الى نفسي وقامت الفتيات بتزين وجهي وقمت بارتداء ثيابي وجلسنا ننتظر قدوم احد من اهلها ليقلنا الى البيت كانت ترمقني بنظرات ممتنة وترسل لي عبر عينيها رسالة شكر كوني وقفت معها في هذا اليوم المهم لها وكنت جزءا منه كانت لا تنفك تردد لي أشكرك حبيبتي من كل قلبي..... قالتها والأبتسامة تضيئ وجهها الرقيق قائلة لي بأنه لا يسعها في تلك اللحظات سوى ألإمتنان لذلك القدر الذي دعاها للتعرف علي يوما ما وانه وبفضل ذلك الشارع التقت باطيب صديقة لها .
عدنا الى بيتها وحضر زوجها لاخذها الى قاعة الافراح وهناك عشنا لحظات مميزة لقد كان بحق حفل زواج رائع استمتعت بحضوره والرقص فيه كانت في منتهى السعادة وهي تدور بين ذراعي زوجها الذي كان يرمقها بنظرات تقطر رغبة وهو يتمنى ان تكون له وحده الآن ، وحدي من كنت اراقبه من بعيد وانتبه الى نظراته التي اشك ان صديقتي انتبهت لها . كان حفل الزفاف على وشك ان ينتهي فاخذت امي تطالبني بالذهاب لان الوقت تأخر فاقتربت من صديقتي لاسلم عليها واودعها وابارك لها تلك الحياة الجديدة التي هي مقبلة عليها كانت ترمقني بنظرات متوسلة لكي ابقى بجانبها ولكنني اقتربت منها وقبلتها واخبرتها ان تكون طبيعية وتتصرف براحتها كما