جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
|
جواهر ستار التعليمية :: منتدى جواهر الأدب العربي :: منتدى المقامات |
الجمعة 11 أغسطس - 18:32:47 | المشاركة رقم: | |||||||
عضو نشيط
| موضوع: حارس المرمى حارس المرمى كنت أقضي ساعات كثيرة وأنا أركض رفقة أبناء حي الأكواخ الفقراء، نقدف الكرة في الهواء ونركض ورائها نصرخ بقوة نتجول وسط البراريك والأكواخ وعربات الباعة المتجولين طوال اليوم ، لا نتوقف إلا عندما نشرب ماء السقايات المالح لكننا أعتدنا شربه ، الشمس بدأت تغيب تاركتا ورائها خيوطها الذهبية والظلام بدأ يرخي بظلاله على حي الأكواخ والجو بدأ يزداد برودة شيئا فشيئ حتى أني لم أقوى على الحركة والجري والوقوف ولا على الركض وراء الكرة الفارغة من الهواء التي تحدث صوت بطبطة مضحك عندما نركلها . وقف ''مُرَاد'' بجانب حائط براكة الخضار ''الحاج التهامي'' بعد أن رسم عليه مربع بطبشور أبيض يتخيله مرمى ، وصاح بالستهزاء مشيرا بسبابته باتجاهي : - آقدف لي الكرة ، هيا أركلها بقوة سدد بكل مهارة ، لن تستطيع تسجيل الهدف هذه المرة ، حَنَى رأسه رافعاً يديه للأعلى متخدا وضعية الحراس المحترفين مُمَددا رجليه كضفدع مستعد للقفز في بركة مائية ، بدا واثقا من نفسه !! كانت الكرة أمام قدمي الحافية والمتسخة أنظر إليها بعينين مثقلتين بالتعب، الأطفال يراقبونني ، ''مراد'' حارس ماهر نادرا ما تسجل عليه لأهداف ، يقرأ اتجاه الكرة في عين الخصم قبل أن يقدف الكرة، ينقض عليها كالنسر، إن أخطأت الهدف سأكون محل سخرية للأخرين بلا شك، كيف سأخرج من هذا المأزق المحرج؟، خمنت وقلت له : - سأغادر لقد تعبت من اللعب ،يكفى هذا اليوم، لكن أعدك أني غدا سأتحداك أمام الجميع ،حينما أستجمع طاقتي ،لا شك أن أمي تناديني لآن ،وداعا . قلت له ذلك فقط لأتخلص من تحديه ،كنت أعلم أنني لن أستطع التسجيل عليه حتى وأنا في كامل لياقتي ونشاطي ، أذكر أن أخر مرة حاول تسديد كرة طائشة بكامل قوتي تجاهه حتى تأكدت أنه لن يستطيع إمساكها لكنه فاجئني وفاجئ الجميع لقد أوقفها بأصبعه فقط دون جهد وعناء. تركت الجميع ودخلت الكوخ أغلقت الباب وكأنني أغلقه في وجه مراد ولأطفال والعالم، كان التَعَب يسري في جسدي النحيف كَسُم، أخدت أبحث عن مكان دافىء يقيني من البرد ،قدمي تكاد تتجمد من البرد لم تعد تستطيع حملي، في زاوية من البراكة كان يجلس جدي متوسداً وسادة مهترئة من الحلفاء متكورا في سلهامه لأسود ،لا يتكلم مع أحد ، بيده تسبيح يتمتم بكلمات غير واضحة لا يفهمها إلا الله ، كانت أمي تارة تحرك المَجْمَر بعود وتارة تنفخ بفمها كي لا ينطفئ مستعدة لوضع براد الشاي المنسم بلأعشاب ، أختي كعادتها منهمكة في اللعب بالدمى والعرائس التي صنعتها من القصب والأسلاك وعلب السردين الفارغة ، أبي كان يلعب الورق مع عمي ، تتعالى الصرخات بينهما وتصل الى حد العراك أحيانا حينما يكتشف أبي أن عمي يغش ، يخبئ الورق تحت الهِيضُورَة حينما يكون منشغلا في ملىء نَايِه بالكِيفْ . كانت جدتي تحب الجلوس وحيدة منعزلة عن الجميع أمام المذياع تستمع لموسيقى مغربية طربية تَبٍث في إذاعة جهوية ،كانت دائما ما ترتدي قميصها الدافىء الوحيد والفضفاض المصنوع من القطن الخالص ، أجلس بجانبها ،ترفع جزء من قميصها وأدخل تحته ،أتغطى به وأضع رأسي على عنقها وأتلوى كالأفعى ،تسكتني بنظرات حادة حينما أكلمها وهي تسمع المذياع، كنت أحب استنشاق رائحة الكافور الرائعة المنبعثة من قميصها ،أَحس بدفىء وحنان زائد ،أراقب الخارج بنصف عين واحدة داخل القميص، كنت أستسلم للتعب وأنام على الموضوعالأصلي : حارس المرمى // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: الرائعة
| |||||||
الإشارات المرجعية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
|
| |
أعلانات نصية | |
قوانين المنتدى | |
إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان |