عقاب [size=32].في الظاهر لم أكن أضرب ظلما, كنت أستحق ذلك لحد ما.. في تلك الروضة, كان معنا طفلتين توأم و كان اسمهما ''سهيلة'' و ''نهيلة'', كان الجميع يحبهما و يعاملهما كأنهن ملاك بصفة بشر. فكرت كم أولاءك القذرين قساة, أعلم أن كل ذالك الإهتمام أتى فقط من مجرد اسميهما ''و طالما كرهت هذا الصنف من الأسماء'' و ملابسهما الجميلة.. كانو يحتقرونني و يسخرون مني إن طلبت اللعب معهم, حتى أنهم قالو ذلك في عبارة صريحة '' هذه بشعة, لن تلعب معنا'', يا للقسوة.. لم أتمالك غضبي, و أول ما خرجنا للفسحة سرقت ربطة شعر لواحدة منهن, وخبأتها عندي. ليس لأنها أعجبتني, فلم تكن تنقصني هذه الأشياء, لدي كثير في البيت و لا آبه لها.لكني أردت الثأر لمشاعري.
بعد الفسحة, انتبهت الأخرى بسرعة أن ربطة شعرها اختفت, فعمت جلبة و بدأ الجميع في البحث. فتشتنا زوجة الفقيه واحدا واحدا, و حين وصلت عندي لم يكن لدي إلا أن أضبط بالجرم المشهود. خجلت كما لم أخجل قبل ذلك, تمنيت أن أموت أو يموت هذا المجمع من القذرين, و أهرب بعاري بعيدا و أختبئ.. ضربت و نعتت بالسارقة طوال الأيام التي تبقت لي هناك. استحققت الضرب, لكني لم أستحق الإهانة. لا أزال أتذكر هذه الحادثة و مثلها بالتفصيل و لا زال وقعها علي إلى الآن. مشيت بعد الروضة كعادتي جانب الجدار, وبكيت طول الطريق من مضخة البنزين إلى ما قبل البي[/size]