جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
|
جواهر ستار التعليمية :: منتدى جواهر الأدب العربي :: منتدى المقامات |
الجمعة 11 أغسطس - 17:43:18 | المشاركة رقم: | |||||||
عضو نشيط
| موضوع: نهاية الصيف في أرسطو نهاية الصيف في أرسطو ين تراوحوا بين المشاة على أقدامهم و الآخرين الذين يركبون سياراتهم. عاملُ النظافة الوحيد في مفرق المسجدِ و الحديقة ، يضعُ هاتفه المحمول على وضع مكبر الصوت و يسمع أم كلثوم متلقياً نسائم المساء الناعمة بعد نهارٍ حار قائظ. بعض القطط القليلة تنعفُ داخل صندوق القمامة الكبير و تموء متململة. أقتربُ من الياسمينة النامية على طرف حائطٍ يقع مباشرة على العطفة المؤدية إلى الدوار. تزوغُ عيني دون قصدٍ إلى الجرائد المرففة على المشجب الحديدي الصغير أمام البقالة. أسألُ في نفسي ، كيف للورق أن يحتملُ كل هذا الدم ؟ ، لا أخبارٌ عن الحياة ما وراء المحيط ، عن الدب القطبي في آلاسكا ، عن آخر المغامرين الواصلين إلى قمة كلمنجارو. أفتحُ الثلاجة و أستلُّ علبة ماء . أبادرُ البائعة بينما تنشغلُ بسيجارتها ، لا يوجد ماء بارد ؟ .. - إذا ما عجبك ، لا تشتري .. بعد محل الخضار هناك ، اطلع يا رجل ، يوجد بقالة ثانية . - أنا عطشان ، السرفيس نزّلني أول الطلعة و مشيت المسافة على رجليّ. حاسبتُ على الماء و خرجتُ لا ألوي على شيء سوى أن أفتح عينيّ على ملئهما و أقتنص النظرات هنا و هناك. مشتاق للجبل ، منذ زمن طويل لم أزره ، هنا يجتمع المثقفون الحزانى و تولد أول قصص الحب. مضيتُ ببطءٍ شديد أستشفُ التغييرات الحاصلة على المحلات و روّاد الجبل. داهمني التعب فجأة ً، فقررتُ أن أجلس قليلاً بينما أستعيدُ عافيتي. و كالعادة أخرجتُ هاتفي المحمول من جيبي و بدأتْ كفي تسحبُ الصفحات الكثيرة على الشاشة مسرعةً إلى الأسفل دون اهتمام و لا غاية. و كي لا أفتح خانة الرسائل ، ضغطتُ على أيقونة لعبة تافهة و حاولتُ إشغال نفسي و استعادة تركيزي. و بينما أنا على هذا الحال ، توقفتْ سيارة بيضاء قريباً مني حذاء الرصيف. ذات السيارة ، همستُ بداخلي مغمغماً. اندفع الباب بقوة و أطل وجه رجل عجوز بدشداشة بيضاء اتجه نحو المسجد. انتبهتُ لتوي أن ظلال الغروب تخافتت على أطراف السماء القصية و هي تدريجياً تدنو مازجة ًالزرقة الشفافة بلون الكُحل الأسود. قد خاب ظنك إذن ؟ ، هل تعتقد أنكَ ستجدها بتلك السهولة ، تسيرُ في الشارع و ترتطم بشخصٍ ما و تحاول الإعتذار فتطالعُكَ الحدقتان الواسعتان و الفم الأحمر الواسع و عندذاك ، في تلك الشرارة الفانية من سريالية الوقت، هل ستقدر أن تكرّ الماضي دفعة واحدة ، بغرامه و عتبه و أشجانه و مرارته ؟، و ما أدراكَ أنها تعرفُ تماماً أين تجِدكُ و لا تعطيكَ فرصة المصادفة الساذجة التي تبحثُ عنها ؟ ، إنها امرأة ذكية جداً و تعلمُ أساليبك ، لا تلعب معها .. ستندم. عاودتُ المشي ، نهضتُ عن الكرسي و قد التصق بردنِ بنطالي قطعة اللُبان الممضوغة و التي خفيتْ عني دون انتباه. و قبل مجاز المقاهي الذي تفوحُ منه رائحة الأركيلة القوية ، صادفتني شاحنة خضار مكدسة إلى آخرها، و أسفل منها استندَ شابان قويّان البنية يعملان على تفريغها و قد سال العرقُ الغزير على جبين واحد منها بينما فاحت رائحة الآخر بشكل مقزز. وصلتُ الدوار الهادىء ، لا صبية اليوم يعكرون صفو المتنزهين بكرتهم المطاطية المزعجة. الشيء الوحيد اللافت للنظر ، وجود يافطة كبيرة على جانب المبنى المقابل يطلُّ منها وجه رجل مبتسم يغري بشراء نوع جديد من الهواتف النقالة ذات خاصية التصوير ثلاثي الأبعاد. أردتُ أن أعبر و لكن قريباً جداً مرّتْ سيارة بك أب مستعجلة خنقتني بدخان عادمها و استطعتُ أن التقط بعيني عبارة مكتوبة على القفص المثبّت فوق صندوقها الخلفي ، " ما رح أسامحك لو تعود و لو عملتْ لي من نجوم السما عقود " . عادتي أن لا ألقي بالاً لمثل هذه العبارات التي تفتقد إلى أي ذوق و تأتي على صيغة الخلاصة النهائية غير القابلة للشك أو التفنيد. لكني عجبتُ في نفسي ، هل تبلغُ القسوة و اللاتسامح إلى هذا الحد في نفوس البشر ؟ ، و قلّبتُ الأمر في عقلي قليلاً ريثما قطعتُ إلى الجهة المقابلة ، كان الجو يعتدل أكثر فأكثر و لذّ لي أن أغرق في أفكاري . مجرد أن يأتي إنسان و يقول لكَ " أنا آسف ، أنا أعتذر إليك " ، أليس يُعد ذلك و لو خطوة هشّة نحو شيء ٍ ما ؟ ، لا أقولُ أن الإعتذار مُقابل بطبيعة الحال فبعض الأمور لا يُمكن التسامح بها بتاتاً ، و لكن القضية أكبر من هذا المنظور ، الأمر لم يعد يتعلق بك شخصياً يا منْ يُفترض بك أن تسامح و إنما بسؤال الإنسانية في نفسك. كيف ؟ افترضْ أنك تعرضتَ لسؤال " متى تسامح و متى لا تسامح ؟" هل تعتقد أنك ستجيب دفعة واحدة و بكلمة واحدة ؟ ، ألن يرينَ عليك الصمتُ لوهلة و تحدّق في الفراغ و ربما احمرّتْ وجنتاك أيضاً. منذ فترة هاتفني صديق، أعجبُ لنفسي أحياناً كيف أصيرُ فيلسوفاً لا يشق له غبار ، قلتُ له يا صديقي : العمرُ قصير و لا يحتاج منا المزيد من الفقد و الإنقطاع ، قدر ما تستطيع تجاوز .. ارتفعْ عمّا في نفسك من غضب. اعطِ مبرراً للآخرين ، هم بشر مثلك لا تتوقع منهم الإستثنائي و الرفيع مهما نالوا من نفسك المنزلة الوارفة. و بعد أن أغلقتُ الهاتف عادني الشعور بالمرارة الكسيحة النزقة ، و تذكرتُ ما قرأتهُ قبل فترة وجيزة على لسان الأديب البرازيلي باولو كويليو و مفادهُ : " ما كنتُ قد تعلمتهُ من الحياة أن لا يهم كم يكون شخصٌ ما جيداً ففي بعض الأحيان من الممكن أن يجرحك ، و بسبب هذا علينا أن نسامح. تحتاجُ منا سنون طويلة لبناء الثقة و ثوان فقط لتدميرها ! . لسنا بحاجة لتغيير الأصدقاء إذا تفهمنا أن الأصدقاء يتغيرون .. " . و مسحتُ بيدي على جبهتي كمنْ يعزيّ نفسه و قمتُ أمشي بخطى ثقيلة. الدرج الملّون سيقودني مباشرة إلى المقهى. من على أعتابه المتكسرة يمكنكَ أن تتأملَ الجانب القديم من العاصمة. هدوءٌ كامنٌ في الأفق لا يشوبه غير تلويحة سربٍ من العصافير أو دخان أسود لمطعم تنفثهُ مدخنته الطويلة. هبطتُ الدرجات بحذرٍ شديد و عند الدرجة الأخيرة أزعجتني المفاجأة ، لقد كان صاحب السرفيس نفسه الذي ركبته ، يقف أمام كافتيريا و يمدّ يده بالفكّة من شباك السيارة بكل خفة و يناولها للصبي العامل. انتحيتُ إزاء الرصيف و شِحتُ بنظراتي بعيداً عنه لكن على الفور زمّر لي من سيارته و نادى بشكل استفزازي " يا شب يا شب ! " .. - نعم ؟ . - بالله عليك زعلتْ ؟.. كان هناك أزمة ركّاب في المجمّع و قلت لنفسي يا ولد استعجل .. رزقة ! ، أنت تعرف .. - هل يبدو عليّ أنني غاضب ؟ ، لا تزعج نفسك .. حصل خير. - تفضل أوصّلك إلى نهاية الشارع. الموضوعالأصلي : نهاية الصيف في أرسطو // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: الرائعة
| |||||||
الإشارات المرجعية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
|
| |
أعلانات نصية | |
قوانين المنتدى | |
إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان |