جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
|
جواهر ستار التعليمية :: منتديات الجامعة و البحث العلمي :: منتدى البحوث العلمية والأدبية و الخطابات و السير الذاتيه الجاهزه :: للغة و اللسانيات. |
الأحد 25 مايو - 20:10:31 | المشاركة رقم: | ||||||||
عضو نشيط
| موضوع: ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (2 ـ 5) ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (2 ـ 5) بقلم: أ. د. خليل أبو ذياب .............................. (2) وهذا الزخم الحاد، والإحساس الهائل بهذا الحرمان الذي يشيع في كل جانب من جوانب الديوان هو الذي دفعنا إلى محاولة درس هذه الظاهرة التي تجسدت في قصائد الديوان بشكل لافت ومميز في هذه الدراسة التي بين أيدينا، وستكون هذه الدراسة من زاويتين رئيستين هما: تحليل ظاهرة الحرمان كما تجسدت في شعر عبد الله الفيصل، والأخرى تفسير تلك الظاهرة وتعليلها؛ أما الزاوية الأولى، فإننا إذا قلبنا قصائد الشاعر التي ضمها هذا الديوان «وحي الحرمان»، وكذلك القصائد الأخرى التي جاءت في ديوانه الثاني «حديث قلب» الذي واصل فيه الحديث عن هذه الظاهرة، ووصف لواعجه القاسية وآلامه المبرحة التي كانت ما تزال تفعل فعلها في نفسه وتلون مشاعره وأحاسيسه، وذلك لأن دوافعها وأسبابها لم تنته من نفسه، ولم تزل من خواطره لتنتهي من شعره وتتجرد منها قصائده، بل ظلت حية نابضة تسري في عروقها، وتتمثل له بوضوح .. ومن هنا فما إن نقلب صحائف هذا الديوان، أو قل الديوانين كليهما، وفتشنا قصائدهما ألفينا مظاهر الحرمان بادية للعيان، وأحسسنا آثارها وأصداءها ماثلة مبثوثة في كل ثنية من ثنايا قصائده وحتى مقطوعاته القصيرة على نحو ما نجد في هذه الأبيات من إحدى قصائده حيث يقول: قالوا، وقد ظنّوا بأني امرؤ .:. لا يستبيني ما أرى منْ جمالْ يا ظامئ القلب، ألا ترتوي .:. والحسنُ من حولِك زاهي الظلال يحسد ك الناس على بعض ما .:. تلقـاه من حـبّ ذوات الـــدلال فأنت تشكو ظــمـــأ دائما .:. لـلــحـب .. للنجوى .. ليوم الوصال كأنك الهارب من ديــمــة .:. تبلغ الريّ بوهـــج الرمـــال! ونرى الشاعر هنا يعلن ما لا يراه الآخرون أو يتوقعونه بالنسبة إليه خاصة من خلال معايشتهم له ومعاشرتهم إياه ، ومعرفتهم لحقيقته التي قد لا تتبدّى لكثيرين من ورائهم ممن لا تصلهم به صلة ما أو رابطة، وكذلك إدراكهم أبعاد تجاربه الحقيقية التي يسودها قدر هائل من الغرابة بسبب مكانة الشاعر وإمكاناته الواسعة، وهذا ما يجعلهم يبادرون بإعلان حسدهم له على ما يجد من حب الغانيات الفاتنان في كل مكان، وود الغيد الحسان اللاتي يتهافتن على حبه راغبات في وصاله، متمنيات ذلك الحب والوصل .. ومع ذلك لا يفتأ الشاعر المحروم من الإفضاء إلى هؤلاء القوم بما يموج في نفسه من آثار الحرمان، وما تمتلئ به نفسه من مظاهر الظمأ والفراغ والخواء الوجداني القاتل؛ وقد جسدت كل ذلك تجسيدا رائعا وضخما كلمة "ظمأ"؟ التي كرست هذه الحقيقة تكريساً بعيداً وعميقاً، والتي اتخذها عنوانا بالغ الإيحاء، قوي الدلالة على فكرة "الحرمان" وحقيقة الإحساس به في أعماقه حيث تأصلت في نفسه ، وتجذرت في وجدانه .. وهنا يرصد الشعر المحروم موقفه، أو رأيه، أو وجهة نظره من زاوية غير التي يرصده منها أصفياؤه وخلانه، مما جعله يندفع مجسدا معاناته التي تكاد تفتك به عسى أن يعوا حقيقة وجده، ويفهموا وجدانه وإحساسه الذي يعاني منه حيث يقول: فقلت يا من لامني ظـامـئـــا .:. في الحب لا أرضى بكل الحسان ضجّ احتدام النار في أضلعي .:. واشتعــل القـلب بها واللســان لو كنت تدري أي حسن أرى .:. فيه صدى حبّي، وألقى الحـنان لقلت مثلي عن بروق الهوى .:. معظمهـا مصحوبـة بالدخان وقلـما يلقى بها عاشق .:. مثلي هـوى يرتاح فيها الحنان ويحاول تقريب هذه القضية الغريبة لخلصائه وأصفيائه في محاولة جادة لإقناعهم بوجهة نظره من خلال تجسيده لتلك الحبيبة التي يتمناها أو يتخيلها، والتي تتوق إليها نفسه وتتمناها خواطره في هذا النموذج الذي يجمع جمال الخـَلق كلهم، بكل ما توافر فيها من صفات نفسية كريمة، وشيات عظيمة، وأحاسيس وجدانية بالغة حيث يقول: يا لائمي في ظمئي إنني .:. غريبُ أطوار الهوى في الدنـا أهوى جمال الخلق في غادة .:. تحفظ هاويها: نأى أم دنـا وأرتوي من حبّ فتـّانـةٍ .:. لغير مَن تهواه لا تـُجْتـَنَى وفي حناياهـا تضيء ا لمنى صابرة مهما يُثِرْها الجوى .:. تلجم في عقـّتها الألسنا أرأيت إلى هذه الحبيبة التي تهفو إليها نفس الشاعر الظامئة إليها، المتعطشة إلى واحتها الظليلة الوارفة، وتتحرق إليها كبده التي شققها الوجد والظمأ إلى مائها العذب النمير، تلك الحبيبة التي جعلته يزهد كل الزهد فيما ينتشر من حوله من مظاهر الجمال الخاوي، وقشور الحسن الصدئة؛ وهذا ما جعله يبقى ظامئا صاديا يكابد حُرَق الصدى، ويمارس أُوار الهيام لا يرتوي من أي ماء يعرض له غير مائها المنشود، وحتى يجد توأم روحه وخدن نفسه؛ وليس ذلك بعزيز على الله أو بعيد كما يظن، أو يؤكد شاعرنا المحروم: (حديث قلب 34) هــذا الذي أهواه يا لائمي .:. في ظمئي، والحسن حولي وريفْ وسوف أبقى دائماً ظامـئـا .:. حتى أرى خِدناً لقلبي ألـيفْ لا بدّ للهــيـمـان أن يلتقي .:. بمـا يُرجّـــي من هــواه العفيـفْ فيرتوي من منهـلٍ سائـــغ .:. مـمــنّــع لم تــدْن منه الأنـــوفْ من قـبـل أن يذهب عهد الصبا .:. وقـبـل أن تـُقبـل ريــح الخريف! وإذا كان هذا الأمل الحبيب إلى النفس دغدغ وجدان الشاعر المحروم، وعابث نفسه المحزونة في هذا النموذج الآنف الذكر "ظمأ"، فانساب بكل رقة ولطافة ورهافة ليكشف عن مكنونات نفسه، ويعلن عن آماله وأحلامه بدنوّ هذا الحبيب وقرب لقائه، ووشك ائتلاف روحيهما، فإننا نجده يصرخ من أعماقه عندما تبعثرت شظايا تلك الآمال المهشمة، ولم يعد ذلك الحبيب الضائع المنشود، أو قل النموذج الذي يسعى إلى إيجاده بكل ما وسعه الجهد والطوق، والذي لم يكن يبرح خاطره، ويتراقص طيفه في وجدانه؛ وطال الانتظار على شاعرنا المحروم، واستبدّ به الشوق والوجد، فضاق به ذرعاً، وطفق يصرخ بأعلى صوته: أنا ضقتُ بالحرمان يا ربّي .:. والريّ من حولي، فما ذنبي؟ ومرة أخرى يحاول أن يقنع نفسه بما ينتشر من حوله من مظاهر الحسن وآثار الجمال التي تهفو إليها النفوس الظامئة، وتشرئب إليها القلوب الحزينة؛ ولكنه يجد من دونها أسواراً عاليةً منيعةً تحول ما بينه وبينها، وحواجز منيعة تجعل الوصول إليها دونه خرط القتاد؛ فلا سبيل إلى تجاوز تلك السدود، بله تحطيمها ليبلغ ذلك المورد الصافي العذب ليعبّ منه ما شاء مطفئا ما يتأجج في أعماق نفسه من أوار الهوى ولهيب الصبابة؛ وانظر إليه وهو يتمزق لوعة وحسرة وهو يعاني من عجز الوصول إلى ذلك الحبيب الذي تهفو إليه نفسه، فيقول: حولي شبابٌ ضاحك يانعٌ .:. كالزهـر في أحلى ليالي الربيعْ والبدر من فوق الربا ساطع .:. يلاحقُ السحبَ، ولا يستطيع وسنــا ه في قلبي .:. بهفو إلى الحـب يــــا ربّ ما ذنبي؟! .:. أنا ضقتُ بالحرمان يا ربّــي ويحاول شاعرنا المحروم تجسيد مظاهر الحرمان الذي بعاني منه ويكابده فيقول : وأين حظّي من الجمـال .:. في ا لهجــر والصدّ والوصال ونشوة الوعـد والمطال .:. وبهـجة المعـتز والــدلال؟! والذي يغلب على الظن أن ترديده لهذه العبارة أو الفقرة، وتكريرها في ختام القصيدة، أو قل أنهى بها صرخته النفسية الحادة التي جأر بها، وما يتجسد فيها من مظاهر الحرمان الطويل والظمأ النفسي البالغ لم يكن ضربا من الترف الفني، وإنما كان تعبيرا نفسيا عميقا وحادا عن آلامه المبرحة وعذاباته الطويلة: يا ربّ ما ذنبي؟ .:. أنا ضقتُ بالحرمانِ يا ربــي! وفي الحق إننا نجد في هذا التعبير ذلك النموذج الذي كان شاعرنا المحروم يبحث عنه طويلا في صحراء نفسه الخاوية، وبيداء حياته المقفرة دون جدوى؛ ولكنه لم ييأس وظل يسابق الريح على أفراس الأمل الكابية محاولا أن يعثر عليه ليحتضنه وهو يدلف إلى عتمة العمر؛ وقد تجسدت تلك المحاولة اليائسة في قصيدة "روضة الهوى"، حيث مضى يكشف لصاحبته أبعاد صبابته ووجده وهيامه الطويل بها، وبحثه المضني عنها في صحراء حياته الملتهبة؛ وإنما كان ذلك كله بسبب ضغوط أحدثها قلبه وعيناه منذ أن التقت بها، فاصطفاها قلبه، وارتاحت لها عيناه حيث وجدتا فيها الملهمة الصادقة، أو العروس الجميلة لقصائده التي يبدعها؛ ومنذ ذلك الحين تعلقت بها عيناه، كما تعلقتا بالقمر الذي كان يحمل لهما البشرى بهبوط تلك الحبيبة الملهمة له بأجمل الشعر؛ تلك الفاتنة التي توشك أن تهبط من عليائها في موكبها الملائكي الباذخ؛ ولكن دون جدوى! فلا هي هبطت عليه، ولا هو يقوى على الانفلات من ربقة واقعه ليصعد إليها ليواصل مسيرة حبه ووجوده؛ وكل ما وجده أمامه وبمقدوره أن يمارسه هو تلك النظرات الدامية الحرّى يرسلها إليها حينا بعد حين عسى أن تلتقي بها فتعيدها إليه ليواصل رحلة العشق والصبابة والوجد؛ ولكنه لا يجد أمامه سوى الزفرات الحرى والأنات الباكية يصعدها صوب هذه الحبيبة! وما أقسى هذه الأنات، وما أشدّ ذلك البكاء، وما أقسى ذلك العذاب على نفس العاشق المدنف المستهام! يقول: (ق 18 / وحي الحرمان) قد ساءلت من أنت؟ قلتُ: أنا الذي .:. قضّيتُ عمري مدنفا أهواك وأطعتُ عيني في الغرام وخافقي .:. أقضي الليالي السودَ في نجواك أرنو إليك على بعادك مثلمـا .:. يرنو الحزينُ لساطع الأفلاك وأبثّ للنجم المسهّدِ لوعتـي .:. يا ليتني بعد النوى ألقـاكِ!! ويبدو أن توسلات شاعرنا المحروم قد تحققت بعد لأي، أو هذا ما ادّعاه، أو توهمه من فرط الوجد والصبابة التي كانت تموج في نفسه، فحققت له ضربا من اللقاء، وهيّأت له صورة من الوصال الروحي في غير عالم الواقع النكد عبّر عنها في قوله من هذه القصيدة: وتعانق الروحان في روض الهوى .:. فثملتُ حتى غبتُ عن إدراكي بيد أن هذه النشوة العابرة التي حظي بها، والوصال الذي نالته نفسه، واللذة التي اغتصبتها نفسه في غفلة من الزمان عبر ذلك العناق الوهمي، سرعان ما استحال من جديد يأساً مريراً، وحزنا كاوياً، وحرمانا قاتلا بعد أن شُـدّ بعنف من جديد إلى حياته البائسة، وواقعه الرهيب عندما تبين له أن حبها لم يكن أكثر من وهم أو حلم عبر أفق حياته في لحظة يأس أو أمل مضن مخلفا فيها أطيافا هائلة من الحسرة والألم والعذاب: (وحي الحرمان، ق 28) كان حلماً يا فؤادي حبّها .:. وخيالا ما ألا قي من هواها قبل هذا الشوق والوجد الذي .:. تركته في فؤاد ي مقلتاها فإذا بي ولقاهــا غايتــي .:. أجد الحبّ صحيحاً من سواها خدعتني بالمنى معسولــة .:. فمضت كالريح يا قلبي سناها (يتبع) الموضوعالأصلي : ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (2 ـ 5) // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: نمر مقنع
| ||||||||
الإشارات المرجعية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
|
| |
أعلانات نصية | |
قوانين المنتدى | |
إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان |