جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
|
جواهر ستار التعليمية :: منتديات الجامعة و البحث العلمي :: منتدى البحوث العلمية والأدبية و الخطابات و السير الذاتيه الجاهزه :: للغة و اللسانيات. |
الأحد 25 مايو - 19:30:24 | المشاركة رقم: | ||||||||
عضو نشيط
| موضوع: دراسة النموذج قصّة (العرفي): دراسة النموذج قصّة (العرفي): - ونتلبَّثقليلاً عند قصة (العرفي)، لأنها قصة عنيت بظاهرة شائعة في العالم الثالث والمتخلف، وهي ظاهرة ازدراء كرامة الإنسان، وإهدار حقوقه في الأمن، والهزء بسلطة القانون، وتقاليد الاحتجاز والاعتقال، والتنكيل، أخيراً، بالبراءة والنزاهة لصالح الرشوة والفساد. فهذا (مجيد الجمل) مهندس يعمل في بلدية المدينة، وهو يحب آثار مدينته، ويحرصعلى بقائها بعيدة عن الهدم والدمار... ولكن الرجل المتنفذ (أبو همام) يناقضه في نظرته وسلوكه وقيمه، ولا يهمه سوى منافعه وتكنيز أمواله... وحين يعرض رشوةعلى (مجيد) يرفض (مجيد)، فيدبر (أبو همام) له تهمة باطلة، وتنقلب الأمور رأساًعلى عقب، ويصبح البريء متهماً، إذ يُرْمى (مجيد) بأنه هو الذي عرض الرشوةعلى (أبو همام)، ويُزج به في السجن بحكم عرفي لخمس سنوات، تخرج من عمره بلا معنى، ظلماً وعدواناً... خلال فترة السجن تموت أمه، وتطلقه زوجه، وتسافر ابنته (مليحة) مع خالها إلى أمريكا... والمؤلم أن (مجيداً) يكتشف في السجن، أن كثيراً ممن كانوا يبادلونه الود بالود خارج السجن، هم الذين أكدوا ادعاء الراشي (أبو همام). ولكي لا تكون الصورة قاتمة بالكامل، يُظْهر العقيد مصطفى مدير السجن قناعته ببراءة (مجيد)، لأن قرار الحكم العرفي لم يحدد مدة الاعتقال، وهذا أمر يُثير شكاً في التهمة... ودون محاكمة يُفرَج عن (مجيد) بعد سنوات خمس لعدم ثبوت الأدلة. وبعد الإفراج نراه يجلس في ساحة للسير، وقد اختلطت عليه الأمور، فيركب، وهو المشوَّش، حافلة تقوده إلى ساحة السجن مرة أُخرى! وهكذا تنتهي القصة بمسحة ساخرة من البراءة والغفلةعلى حد سواء. وتنبع قيمة هذه القصة من كشفها فساد سلطة غاشمة أولاً، ومن تعريتها لأساليب الغش والخداع عند المتنفذين ثانياً، ومن إعلائها، غير المباشر، لمعنى الحق واحترام القانون ثالثاً. كما تكتسب هذه القصة قيمة من نسجها المحكم، وحبكتها الفنية، ففيها تم المزج بين الأزمنة الماضية والراهنة، ولعب فيها التذكر لعبته في الكشف عن ماضي الرجل المعتقل، وفي نمو الحدث، وتشكيل اللوحة، والمشهدية المسرحية، وتقابل الأمكنة وإفرازها لمعانٍ متعددة. ففي البداية نتوقف مع (مجيد الجمل) في (قهوة الملخانة) وهو يشرب الشاي ويسمع الأذان من الجامع المواجه، ثم ينقلنا الكاتب إلى رواية الراوي العارف بماضي هذا الشاب المهندس الثري، الذي كان يعمل في دائرة هندسية في صبر يشبه صبر ابن الجمل. ويعير التفاتة جديدة إلى المحيط حوله، ليخبرنا بأن الحديقة التي كانت قرب الجامع الأثري قد أزيلت، وأصبح مكانها كراج للباصات الكبيرة، كما أزيلت معظم أبنية (باب الفرج) وبقيت الساعة القديمة فيه لتخفف من الشعور بالخراب السائد. إذن ثمة خراب وبناء، وعدوانعلى المدينة من خلالهما، وعلى آثارها خاصة... وهذه المقدمة تمكنت من وضع المتلقي وسط الحدث وعقدته. وتمضي عدسة (إخلاصي) لتصور لنا حال المهندس (مجيد) في سجنه، فها هو ذا يتذكر سجنه بمهجعه المحتشد بالأنفاس الرتيبة والعيون الشاخصة التي لا يبددقلقها سواد الليل، ويتذكر الظلم الذي لحق بالآخرين مثله. ويستثمر الكاتب مسألة المزاوجة بين الداخل والخارج ليكمل اللوحة، ففي الوقت الذي اتهم المحيط الخارجي، ويمثله (أبو همام) (مجيداً) بالرشوة، عرف العقيد مدير السجن براءته، وكان يلعب معه لعبة الشطرنج، ويدخل معه في حوار ليسرِّي عنه ويسليه، رغم أنه معتقل! وعندما يسأله عمن كان وراء توقيفه يقول (مجيد): إنه الغباء الذي دفع ثمنه، فقد عُرضتْ عليه سيارة مرسيدس زرقاء، رشوةً، فرفضها، فحلَّ به ما حلَّ..! وتتصف قصة (العرفي) أيضاً بلونها المحلي، فهي قصة حلبية بكاتبها وبأمكنتها وبيئتها، وقد حرص (إخلاصي)على أن يذكر فيها أماكن مشهورة في (حلب) أمثال (جامع المولوية) و(باب الفرج) و(قهوة الملخانة) و(سوق التلل) وهي أمكنة يعرفها كل من زار حلب أو أقام فيها لفترة قصيرة. كما امتازت هذه القصة بتناغم جميل ما بين بدايتها ونهايتها، تناغم تلفه سخرية محببة، فمجيد الجمل الذي أُفرِج عنه حديثاً، بعد سنوات خمس قضاها في العتمة يطيش صوابه، ويضيع اتجاهه، ولا يحسن التمييز بين الجهات، لذا يركب الحافلة التي تقوده مرة ثانية إلى السجن! والحق أن التنديد هنا لا يمكن أن يُفهم بالضحية البريئة، بل هو تنديد بالسجن الظالم، وبمن كان وراء سنوات الاعتقال العرفي، الذي لا تسويغ له البتة في غير ظروف الوطن الاستثنائية. وأخيراً، فإن هذه القصة قد نجحت في كثير من عناصرها، في البداية والنهاية الموفقتين، وفي مزج الأزمنة السائغ فيها، وفي الاحتفال بالمحلية، كما قدَّمت في الوقت ذاته إيهاماً وإمتاعاً كبيرين هما شرطان أساسيان لنجاح أية قصة قصيرة. ولم تتخلَّ البتة عن الاحتفال بمعنى نبيل وفكرة جديرة بالتأمل، وذلك من خلال دوامة واحدة انتُزِعت من مجرى النهر المتدفق. إنها بحق قصة اكتنزت المعنى والمتعة اللذين ننشدهما في فن القص. ولا غرو في ذلك فكاتبها (وليد إخلاصي) كاتب ذو باع طويل، وتاريخ مديد في كتابة القصة والرواية، فقد بدأ بالنشر منذ العام 1963، ولم يتوقف عنه حتى يوم الناس هذا. الموضوعالأصلي : دراسة النموذج قصّة (العرفي): // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: نمر مقنع
| ||||||||
الإشارات المرجعية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
|
| |
أعلانات نصية | |
قوانين المنتدى | |
إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان |