جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
|
جواهر ستار التعليمية :: منتديات الجامعة و البحث العلمي :: منتدى البحوث العلمية والأدبية و الخطابات و السير الذاتيه الجاهزه :: للغة و اللسانيات. |
الأحد 25 مايو - 17:36:24 | المشاركة رقم: | ||||||||
عضو نشيط
| موضوع: حمى القصيبي مرآة لعصر الانكسار والأحزان حمى القصيبي مرآة لعصر الانكسار والأحزان العربية والهموم الفردية وحمى المتنبي مرآة لعصر البطولة والشجاعة والفروسية. تشيع روح الوهن والأسى والمرارة واليأس والموت في قصيدة "الحمى" لغازي القصيبي (1) منذ أول بيتين فيها، حيث يقول الشاعر: أحس بالرعشة تعتريني والموت يسترسل في وتيني (2) الأمر الذي يصبغ القصيدة بسوداوية واضحة منذ بدايتها، وذلك على العكس من قصيدة "الحمى" للمتنبي التي لا يرد ذكر الموت فيها إلا في الأبيات الأخيرة حيث يقول: وإن أسلم فما أبقى ولكن ** سلمت من الحمام إلى الحمام (3) ثم يختتم القصيدة بنصيحة يقول فيها: تمتعْ من سهاد أو رقاد ** ولا تأمل كرى تحت الرجام (4) فإن لثالث الحالين معنى ** سوى معنى انتباهك والمنام غير أن معنى الموت الذي يرد ذكره عند المتنبي ليس نابعا من موقف شخصي أو نتيجة لإحساسه الحاد بالمرض ـ سواء المرض العضوي أو النفسي ـ الذي قد يودي بحياته، ولكنه نابع من تأمل في حياة الناس والبشر، ومن حكمة أو نصيحة يصوغها صياغة محكمة، ويختتم بها قصيدته، فالموت آت لا محالة سواء عن طريق المرض أو غيره، لذا فإنه لا يبدأ القصيدة بداية تدل على خوفه أو شعوره بالوهن والأسى واليأس، ولكن يبدأ المتنبي قصيدته بقوله: ملومكما يجل عن الملام ** ووقع فعاله فوق الكلام ذراني والفلاة بلا دليل ** ووجهي والهجير بلا لثام وعلى غرار الشعراء الأقدمين فإن المتنبي يوجه حديثه إلى صاحبيه متأثرا في ذلك بمطلع امرئ القيس، وغيره من الشعراء السابقين عليه: قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ** بسقط اللوى بين الدخول فحومل وإذا كان القصيبي يدعو حبيبته أو الرمز الأنثوي في القصيدة ـ أو الآخر في شكل المخاطب المؤنث ـ إلى الاقتراب منه وملامسته ومعرفة حجم المرض وطبيعته ومضاعفاته التي قد تؤدي إلى الموت، فيقول: فقربي مني .. ولامسيني مرِّي بكفيك على جبيني وقبل أن أرقد حدثيني فإن المتنبي يدعو إلى العكس من ذلك، يدعو صاحبيه إلى تركه حيث الصحراء التي يسلكها بغير دليل لمعرفته بمسالكها وشعابها، يدعوهما كي يتركاه للهجير الذي يسير فيه بغير لثام يقي وجهه لأنه تعود على ذلك، ولم يتعود على حياة الراحة والدعة والهدوء، فيقول: ذراني والفلاة بلا دليل ** ووجهي والهجير بلا لثام فإني أستريح بذي وهذا ** وأتعب بالإناخة والمقام عيون رواحلي إن حرت عيني ** وكل بغام رازحة بغامي فقد أرِدُ المياه بغير هاد ** سوى عدى لها برق الغمام إن بطل القصيدة عند المتنبي بطل شجاع، جرئ، مغوار، لا يعرف اليأس ولا الفشل، ولا يعرف حياة الدعة والراحة والسكينة، وإنما هو فارس جوَّاب يقطع الصحراء بلا دليل ويجوب القفار بلا هاد، ويستدل على الماء والمطر بعدِّ بروق الغمام، بعكس بطل قصيدة القصيبي المصاب بالإحباط والفشل، الذي يشكو من الغربة والأسى والحزن، ويحس بالشجن والمرارة. إنه أشبه بالبطل المعاصر في الرواية الحديثة التي يبدو متأزما نفسيا ومهزوما ومحبطا، لذا فإنه يعيش على هامش الحياة ولا يشعر أحد بوجوده، ومن ثم فإن مفردات القصيبي تعكس واقع هذا البطل المهزوم مثل: (الموت، أرقد، المشرد، المسكين، القفر الضنين، السراب الخؤون، الغربة، الجنون، أحمق مأفون، الشجون، المغبون، انتحار، الوهم، الواقع الحزين، الزمن المعلون، الأغلال، البلبل السجين، دم يسيل، طعين، تعبت .. الخ). وذلك على عكس مفردات المتنبي التي تعكس صورة البطولة والشجاعة والإقدام والتي منها (ملني الفراش، بذلت، السيوف، القناة [الرمح] الحسام، جواد، السرايا، ختام، اصطباري، اعتزامي .. الخ). *** وعلى الرغم إصابة الشاعرين بالحمى ـ سواء إصابة حسية أو معنوية ـ فإن الموقف منها يختلف عند كل شاعر، فالقصيبي يستسلم للمرض: مرِّي بكفيك على جبيني وقبل أن أرقد حدثيني وهو لا يبدي أي رغبة في المقاومة، ولا تبدو منه أي بادرة في الشفاء، أو حتى الرغبة في ذلك، بل على العكس فإنه يجد المرض فرصة للاعتراف بالخيبة والفشل، لذا نقرأ أبياتا كثيرة عند القصيبي تأخذ شكل الاعتراف والبوح والتذكر والشكوى واجترار الزمن الماضي الداخلي والخارجي، الأمر الذي يضفي الكثير من الشجن والأسى على هذه الأبيات، يقول: قُصي عليَّ قصة السنين حكاية المشرد المسكين طوف عبر قفره الضنين يشرب من سرابه الخؤون ويشتكي النجود للحزون (6) وجرب الغربة في السفين وهام في مرافئ الجنون كسندباد أحمق مأفون وعاد بالحمى وبالشجون محملا بصفقة المغبون أما الحال عند المتنبي فعلى العكس تماما، ولعل البيت التالي يعلن فيه عن مقاومته للمرض وحرصه على الشفاء السريع منه كي يترك مصر التي عانى فيها من نار كافور ونار الهدوء والراحة التي يكرهها، إنها عنده أقوى من نار الحمى وأشد منها، يقول: فإن أمرض فما مرض اصطباري ** وأن أحمم فما حم اعتزامي لذا فإن المتنبي لم يلجأ إلى البوح والاعتراف بالفشل والمرارة مثل القصيبي، ولكنه يتذكر أيامه الماضيات، ويتذكر أيام الضرب والطعن والشجاعة والإقدام والدخول من قتام في قتام. يقول في تذكره وتوقعه لما يجده بعد مغادرته كافور: فربتما شفيت غليل صدري ** بسير أو قناة أو حسام وضاقت خطة فخلصت منها ** خلاص الخمر من نسج الفدام وفارقت الحبيب بلا وداع ** وودعت البلاد بلا سلام وعندما يزوره الطبيب ويحذره من الشراب والطعام، ومن أنواع معينة من المأكولات على عادة الأطباء في ذلك: يقول لي الطبيب أكلت شيئا ** وداؤك في شرابك والطعام فإن الأمر عند المتنبي لا يرجع إلى اكتشاف الطبيب لأسباب المرض وكتابة "روشتة" العلاج، ولكن أسباب المرض الحقيقية من وجهة نظر الشاعر والتي جلبت له المرض هي حبسه في مصر ورصد تحركاته أو تحديد إقامته. إنه يرى نفيه كالفرس الجواد الذي يضر بجسمه طول قيامه في المرابط فيفتر ويضعف ويمرض ويني: وما في طبه أني جواد ** أضر بجسمه طول الجمام (7) تعود أن يغبر في السرايا ** ويدخل من قتام في قتام ( فأمسك لا يطال له فيرعى ** ولا هو في العليق ولا اللجام (9) هذا عن أسباب مرض المتنبي، أما أسباب مرض القصيبي فتكمن في تغير الزمان وأهله وفلسفة العصر الذي يعيش فيه، وإلى انقلاب الموازين والمعايير الأخلاقية: يبيعني حينا .. ويشتريني يمنحني المال .. ولا يغنيني يسكب لي الماء .. ولا يرويني ويجعل الأغلال في يميني ويزدري شعري ويزدريني وبالتالي فإن الأمل ضعيف جدا ـ أو لا أمل ـ في الشفاء عند القصيبي، على عكس المتنبي الذي يرى أن الأمل في الشفاء كبير، وبخاصة عندما يغادر كافور أو يغادر مصر، ويأتي البيت: فإن أمرض فما مرض اصطباري ** وإن أحمم فما حم اعتزامي يأتي ليعلن التحدي والأمل الذي يعلقه الشاعر على الشفاء، فهو إن كان قد مرض بالبدن أو الجسم، فإن صبره وعزمه باقيان على ما كانا عليه، ولم يمرضا بمرض جسمه. أما القصيبي فلم نجد عنده مثل هذه الروح المتفائلة، بل أنه في كل بيت، بل في كل حجر من بناء القصيدة، يعلن المزيد من الفشل والإخفاق والتعب وعدم القدرة على المقاومة: تعبت من جحدي ومن مجوني من كل ما في عالمي المشحون من مسرح محنط الفنون مشاهد باهتة التلوين أغنية رديئة التلحين *** غير أن الشاعرين يتفقان في إحساسهما بالوقوع في أسر القيد والسجن ـ سواء المادي أو الحسي عند المتنبي، أو المعنوي عند القصيبي ـ ويتفقان على أن هذا الإحساس ليس سببه المرض فحسب، بل المعاملة أيضا، معاملة كافور للمتنبي، ومعاملة الزمن للقصيبي. يقول المتنبي بعد أن شبه نفس بالفرس الجواد الذي حبس عن أداء واجبه ومهامه الطبيعية في الحياة، وهي السير والسفر والمشاركة في الحروب والانطلاق في الصحراء والوديان والجبال والقفار: فأمسك لا يطال له فيرعى ** ولا هو في العليق ولا اللجام أي أن هذا الجواد أُمسك فلا يرخى له الحبل الطويل فيرعى فيه، ولا هو في السفر فيعتلف من المخلاة التي تعلق على رأسه، وليس هو في اللجام الذي يشده صاحبه فينطلق. أما القصيبي فيشبه نفسه بالبلبل السجين الذي يغرد لحونا كلها أسى وشجن وأنين: يا لشقاء البلبل السجين في القفص المذهب الثمين ينشد ما ينشد من لحون خافتة .. دافئة الشؤون مثل دم يسيل من طعين إن الحياة التي ينتظرها بطل المتنبي بعد شفائه ـ من الحمى وخروجه من مصر ـ هي الحياة الي يحبها ويطرب لها، إنها حياة القتال والضرب والطعن والرمح والحسام، وهو يشفي غليله في هذه الحياة بالسير إلى ما يهواه ويطلبه، لذا فإنه يفارق الحبيب بلا وداع لعجلة من أمره، ويودع البلاد من غير سلام لأنه لا يوجد لديه وقت للسلام، إنه يتمنى أن يبرأ ويصح ليسافر على الخيل والإبل أو حيث يشاء له هواه: ألا يا ليت شعر يدي أتمسى ** تصرف في عنان أو زمام وهل أرمي هواي براقصات ** محلاة المقاود باللغام (10) فربتما شفيت غليل صدري ** بسير أو قناة أو حسام وضافت خطة فخلصت منها ** خلاص الخمر من نسج الفدام وفارقت الحبيب بلا وداع ** وودعت البلاد بلا سلام بينما الحياة عند بطل القصيبي المحموم أشبه بالمسرح المحنط الفنون مرة، ومرة أشبه بالمرأة التي شابت فلم يعد لها إغراء ولا فتون، لذا فإنه يتمنى الخروج من هذه الحياة التي جلبت له المتاعب والهموم والأمراض واليأس والفشل والإحباط، فلم يعد له هدف فيها ولا نجاح يود أن يحققه، ولا أمل يداعبه. إن الحياة عنده: الموضوعالأصلي : حمى القصيبي مرآة لعصر الانكسار والأحزان // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: نمر مقنع
| ||||||||
الإشارات المرجعية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
|
| |
أعلانات نصية | |
قوانين المنتدى | |
إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان |