كيف يقوم جسمك بتصنيع فيتامين “د” ؟
 

كيف يقوم جسمك بتصنيع فيتامين “د” ؟
 
تم اكتشاف فيتامين ( د ) في القرن العشرين بعد أبحاثٍ طويلة خلال رحلة البحث عن علاج لمرض كساح الأطفال، وهو مرض يؤثر على نمو عظام الأطفال فتصبح هشة وسهلة الكسر وذات انحناءات وتشوهات شكلية. حيث بدأ هذا المرض في الاختفاء مند أن تم دعم الأطفال بالأغذية التي تحتوي على هذا الفيتامين .
 
رغم أن كساح الأطفال صار من الأمراض نادرة الحدوث خاصة في الولايات المتحدة؛ لكن نتائج الدراسات أثبتت أيضًا أهمية هذا الفيتامين وتأثيره على صحة الإنسان، بداية من كسور العظام، والاضطرابات العضلية العصبية، إلي أورام البروستاتا والأمراض القلبية .
 
إذا ما هو فيتامين ( د )، وكيف يتم تصنيعه ؟
 
فيتامين دال هو مركب عضوي (يحتوي على عنصر الكربون)، و أحد أربعة فيتامينات قابلة للذوبان في الدهون، أي يمكن امتصاصها بسهولة، ويساعد الجسم على القيام بالعديد من الوظائف الحيوية أهمها زيادة معدل امتصاص الكالسيوم من الأمعاء الدقيقة، والذي بدوره يشكل دورًا أساسيًا في تكوين عظام سليمة .
 
مايميز فيتامين ( د ) عن باقي الفيتامينات أن باستطاعة جسم الانسان تكوينه طبيعياً، وتبدأ عملية تصنيع المركب الطبيعي في الجلد من أحد مشتقات الكوليسترول المصنع سابقًا في الكبد، ويسمى “7- ديهيدروكوليسترول “. ومفتاح هذه العملية هو أشعة الشمس، حيث يتعرض الجلد لأشعتها (تحديداً الأشعة فوق البنفسجية ) ليتم تحويل هدا المركب تلقائيًا (بدون إنزيم أو تفاعل كيميائي ) إلي فيتامين د3 VD3، وهو الشكل المٌصٓنّع في جسم الانسان.
أما فيتامين د2 (VD2) فهو الشكل الممتص من الغذاء عن طريق الأمعاء. ورغم اختلافهما في التركيب إلا أنهما يتشابهان في الوظيفة .
 
يتم نقل المركب المصنع أو الممتص إلي الكبد، حيث يضاف له الأكسجين والهيدروجين ليتحول إلي “25 هيدروكسي فيتامين د “، وتعتبر هذه الخطوة مهمة في تحديد وجود نقصٍ في هذا الفيتامين من خلال التشخيص المخبـري من قبل الأطباء والباحثين، على الرغم من أن المركب لم يصل إلي الشكل النشط الذي يقوم بوظيفته في جسم الأنسان في هذه الخطوه بعد .
 
حيث ينقل بعد ذلك للكلى والتي تقوم بدورها بإضافة زوجٍ آخر من الأكسجين والهيدروجين ليتكون أخيرًا الشكل النشط من فيتامين د والذي يعرف كيميائيًا ب “كالسيتيرول “، حيث يُوزّع عن طريق الدم ليرتبط بمستقبلاته الموجودة في العديد من أعضاء الجسم أهمها كما ذُكر سابقا الأمعاء .
 

المصدر : جامعة هارفارد