االسند :


لم تكن عودةُ الشهيدِ مصطفى بن بوالعيد إلى الحياة أسعدَ من موته ، فأبى إلاّ أن يعودَ إلى قبرِهِ من جديدٍ ؛ حتّى يستريحَ ممّا اِستنكرَتْهُ عيناه ، واِستهجنَتْهُ أذناه .

شبابٌ يَتَسَكَعُونَ في الطرقاتِ ، وأطفالٌ زهدوا في تأريخِ أجدادهم ، وأراضي جَرْدَاءُ ـ لطالما أكل من خيراتِها ـ هَجَرَهَا أهلُها تَبْكِيهِ .. كما استوقفَتْهُ غاباتٌ كان يستظلُّ بظلالِها الوارفةِ ، ويختبئُ وراءَ أشجارِها الباسقةِ .. لا زالت تحتفظُ ببطولاتِه مع جيش العدوّ الغاشم في معاركَ طاحنةٍ ، ذكّرتْهُ بزغاريدَ النسوةٍ على شهدائِها الأبرارِ .. ثمّ سمعَ صَدَى الجبالِ التي أوتْهُ سنواتِ الكفاحِ والنّضالِ تُناجِيهِ : وَا مُصْطَفَاهُ ...

عندها وقفَ وقفةَ مُعاتبٍ ، وقد اغرورقَتْ عيناه دموعًا، مُخاطبًا شبابَ اليوم : مَالي أراكُم تَقَاعَسْتُم عن المعالي التي ضحينا من أجلها بالنّفسِ والنَّفيسِ ؟ سأعود إلى قبري لأحذّرَ رِفاقَ دَرْبِي من العودةِ .


شرح المفردات :

استهجن = استقبح ، يتسكعون = يقفون بلا هدف ، زهدوا = أعرضوا = تركوا ، جرداء = قاحلة = لا زرع فيها ، تقاعس = تهاون.

· أسئلة حول الفهم :

ـ لو كنت مكان الكاتب ما هو العنوان الذي تختاره للسند؟

ـ كيف كانت عودة الشهيد مصطفى بن بو العيد إلى الحياة ؟

ـ هات مرادف كلّ من الكلمتين التاليتين من النصّ : ـ الشّاهقة ـ الظّالم .

ـ هات ضدّ كلّ من الكلمتين التاليتين من النصّ : ـ مادح ـ الرّخيص .

· أسئلة حول اللّغة :

ـ أعرب ما تحته خطّ في النّصّ : ـ عَوْدَةُ ـ يَتَسَكَعُونَ .


ـ استخرج من النّصّ ما يناسب الجدول :

فعلا معتلا أجوفا

فعلاصحيحامهموزا

فعلا مجرّدا

فعلا مزيدا



ـ علّل سبب كتابة الهمزة على هذا النحو : شُهَدَائِها .

ـ زِنْ الفعلين التاليين : ـ اِسْتَنْكَرَ ـ تَقَاعَسَ .


· الوضعية الإدماجية : لا شكّ أنّ الشهيد مصطفى بن بوالعيد لم يرقْه ( لم يعجبه ) ما رأى ولا ما سمع .. فعاد

إلى قبره حزينا .

بناء على هذا تحدّث في بضع أسطر عن كيفية إرضاء الشهيد قبل عودته إلى قبره.. ممّا ستقدّمه لهذا الوطن الّذي ضحى من أجله الشهداء.. موظّفا الصّفة ، وجملة تعجبيّة ، وأخرى استفهاميّة ..