المقامة الزيتونيةبسم الله
حدثني ابن باديس عن ابن باديس،، إذ جمعه لقاء مع ضيف من المشارقة الفضلاء ،، في ليلة سمراء قمراء ،، فاستقر بعض الحديث على الطبخ والطبيخ وعادة القوم في زهوهم بطهوهم ،، وفخرهم بأكلهم ،، فأدليت وأدلى ،، حتى بلغنا الزيتون ،، وما أدراك ما الزيتون،، فأبلى وأجاد ،، وعدد من أنواعه وأصنافه مما لم أكن أراه في دكاكين القبائل ،، فمنه المتبل بغير ما نعرف من التوابل والمرقد بغير ما عهدنا من طرق الترقيد والمخلل والمزعتر والمحرحر و... فإسوقفته وقلت له ،، ياصاحبي ،، أما عندكم طاجين الزيتون،،
فتمعر وتقعر ثم تعرق فكأني بكلماته تتفرق ،، وأشخص ودقق وهو غير مصدق ،، وخاطبني أوا يطهى الزيتون ؟،، فقلت ما عرفناه إلا مطهوا وما أحلاه في رمضان ،، إن أنجزته خيرة النسوان ،، زوجتي المصان،، أم الولدان ومبدعة الزمان ،، وحبيبة الوجدان .
فقال إنه لعجب عجاب ولولا أني أعرفك لقلت أن هذا عين البهتان ،، وما يصدقني قومي قط إن جئتهم بنبأ قوم يأكلون الزيتون مطهوا على النيران ولو أتيتهم بكل بيان ،، لم أطل الجدال وقلت ما تطهون عندكم فقال إنه الرز ،، فقلت ما تقول يا فلان لو أعلمتك أن الرز عندنا يكون في السلطة ويأكل بردان ،، فقال أما هاته فهي لعجيبة ولعلها لنا في الذوق فرقان ،، فالرز باردا هو بحق للرز امتهان .