تحليل مبادئ السياسة التعليمية. كما أن المملكة العربية السعودية من الله تعالى عليها بقيامها على الأرض التي شع منها نور الإسلام. ولذا تحرص المملكة العربية السعودية على تنشئة الأجيال على الأسس الإيمانية ويخصص في الجدول الدراسي جزء جيد للمواد الدينية، ويتأكد ذلك في اعتناء المملكة العربية السعودية بمدارس تحفيظ القرآن الكريم، وتقديم مكافئات للطلاب وكانت المعاهد العلمية الدينية أسبق في الظهور من المدارس الثانوية، وكانت كلية الشريعة(1369هـ) من أقدم مؤسسات التعليم العالي بالمملكة العربية السعودية وعندما صدرت وثيقة سياسة التعليم جاء في المادة الأولى أنها تنبثق من الإسلام الذي تدين به الأمة عقيدة وعبادة وخلقاً وشريعةً وحكماً ونظاماً متكاملاً للحياة. ويلزم لترسيخ هذا المبدأ صبغ المواد الدراسية منهجاً وتأليفاً وتدريساً بالوجهة الإسلامية إضافة إلى التركيز والاهتمام بالمواد الدينية، وهذا ما تؤكده السياسة التعليمية من خلال المادة2 التي تنص على " الإيمان بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمدا ًr نبياً ورسولا" ص6 وكذلك المادة 3،4،5،6، والمادة 11 التي تنص على " العلوم الدينية أساسية في جميع سنوات التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي بفروعه، والثقافة الإسلامية مادة أساسية في جميع سنوات التعليم العالي" ص7 وكذلك المادة 12 التي تنص على " توجيه العلوم والمعارف بمختلف أنوعها وموادها منهجاً وتأليفاً وتدريساً وجهة إسلامية...." ص 7 ولكي يتحقق هذا المبدأ في سلوك الطالب لابد من توفر العديد من الشروط في المعلم وداخل المؤسسة التعليمية، وتجسد تلك الشروط تطبيقات يرتبط فيها القول بالعمل، خاصة في العبادات بمعناها الشامل. وهناك مواد لها ارتباط بالمبدأ الإيماني منها المادة 18،17- يمكنك الرجوع للوثيقة-. ويمكن للمعلم غرس هذا المبدأ بالنشاط داخل الصف أو خارجه، أو بسلوكه الشخصي وتعامله مع الطلاب، أو من خلال المادة. ومثال ذلك: من خلال درس دورة الماء في الطبيعة في مادة العلوم بالابتدائي الدرس موضح بشكل جيد بالمقرر وتوجد صور توضيحيه، ولكن يشعر الطالب بأنها عمليه آلية مع أن جدة مدينة ساحلية وشمسها مشرقة ولكن أمطارها نادرة وأحياناً يهطل المطر على مزرعة ولا يهطل على مزرعة بجوارها، مع عدم وجود حواجز أو فواصل مانعة؟ هنا على المعلم عند شرح الدرس أن يقول للطلاب أن الشمس تشرق كل يوم من المشرق، ولكن هناك يوم تشرق فيه من المغرب ماهو ذلك اليوم؟ يكفي أن يقول الطلاب يوم القيامة، دون الخوض في علاماتها وأهوالها....الخ، ثم تسخن مياه البحار والأنهار فيحملها الهواء بأمر الله Y- هذه غير مكتوبة- إلى طبقات الجو العليا، فتقابلها منطقة باردة تعمل على تكثف الماء، فتصبح ذرات الماء ثقيلة لا يقوى الهواء على حملها فيأذن الله لها بالهطول - هذه غير مكتوبة- هنا ربط المعلم الطالب بالله Uوصبغ الدرس صبغة إيمانية دون مشقة أو عناء . ومن خلال السلوك: على المعلم أن يكون سلوكه مع الطلاب وغيرهم يتحلى بخلق المسلم مظهره نظيف، وأسنانه وثيابه نظيفة، فديننا يحثنا على النظافة، ولا يتلفظ بألفاظ غير لائقة بالمسلم، وأن يصدق معهم في الوعد....الخ ومن خلال النشاط داخل الصف: يمكن توعيتهم بضرورة نظافة الفصل، لأن ديننا يحثنا على النظافة، أو نظافة فناء المدرسة. وخارج الصف: القيام بزيارة زميل لهم مريض، أو زيارة مستشفى قريب من المدرسة أو الذهاب للمسجد وتنظيفه، واستغلال الوقت في بيان كيف حث الإسلام على ذلك. 2- المبدأ الإنساني. هذا المبدأ يبين مكانة الإنسان ، وقدره عند الله U، إذ أمر سبحانه الملائكة بالسجود لأبي البشرuقال تعالى {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ } البقرة- 34 ويتكرر تكريم الحق سبحانه وتعالى للإنسان في قوله تعالى {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً } الإسراء-70 ففي الآية الكريمة يخبر سبحانه وتعالى عن تشريفه وتكريمه لبني آدم u، فقد خلقهم سبحانه على أحسن هيئة وأكملها، وزودهم بالحواس ليفقهوا بذلك كله فيمكنهم القيام بمهامهم، وليعلم الإنسان أنه ليس من الذلة والمهانة فيخضع أمام موجودات الكون المسخرة له بأمر الله Y فيرى فيها أنها قادرة على نفعه