السؤال : سائلة تقول : فضيلة الشيخ ! أنا سيدة لي أولاد ، ومنذ قبل ثلاث سنوات وأنا لا أصلي ولا أصوم ، والآن هداني الله ولله الحمد ، أصلي وأصوم وأدعو ربي وأستغفره على ما فات مني ، أرجو إفتائي على ما فاتني ماذا علي ؟ هل يكون علي كفارة مع الاستغفار أم ماذا أصنع ؟ الجواب : (( ليس عليها إلا التوبة وقد تابت والحمد لله ، وليس عليها إعادة ما مضى من الصلوات ، ولا إعادة ما مضى من الصوم ، لكن الزكاة عليها أن تؤدي الزكاة وإن لم تؤدها فلا حرج ؛ لأنها لما تركت الصلاة صارت - والعياذ بالله - مرتدة من الكافرات ، والآن هداها الله للإسلام فهي مسلمة والحمد لله . لكن لي على كلامها ملاحظة ، نعم ، تقول: ( أنا سيدة ) ، وهذه تزكية للنفس ، وهل الرجل يقول : أنا سيد ؟ المرأة هي التي تقول : أنا سيدة ، وهذا اللقب متلقن من غير المسلمين ؛ لأن غير المسلمين يقدسون النساء ويرفعونهن أكثر من درجتهن ، فصار الناس ، اعتادوا أن المرأة تسمى ( السيدة ) والعجيب أنك لو تأملت كتب الحديث التي ينقل فيها أصحابها ما يروونه عن عائشة وأمهات المؤمنين وغيرهن لن تجد واحدًا قال: السيدة عائشة ، أبدًا، والناس الآن إذا ذكروا عائشة قالوا: السيدة ، ولا يقولون : السيد أبو بكر ، مع أن أبا بكر أعلى منها وأحق بالسيادة ، والرجال هم السادة والنساء عوان ( أسرى ) عند الرجال ، أقول هذا لقول الله تعالى: { وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ } [يوسف:25] أقول هذا لقول الله تعالى: { وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ } [البقرة:228] أقول هذا لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( اتقوا الله في النساء فإنهن عوانٌ عندكم ) . ولست أريد بذلك غمط النساء ، بل حقهن على الرءوس ، والبنات أمهات المستقبل والأمهات أمهات الحاضر ، لكن أريد أن المرأة تنـزل حيث أنزلها الله عز وجل ؛ لأن ذلك أستر لها وأصون وأحفظ لدينها ، وأصلح للمجتمع ، ولا يغر المرأة ما كانت عليه الدول الكافرة ، الدول الكافرة الكفر أعظم ، لكن عليها أن تتبع أمهات المؤمنين ، ونساء الصحابة ، ماذا فعلن ، وماذا قلن ، وماذا تركن . إذًا : كلمة ( سيدة ) اشطبوها من القاموس ، اضربوا عليها بالقلم الأحمر، وقولوا للمرأة : إن في بعض الجهات يكتبون على الحمامات : ( هذا للرجال وهذا للسيدات ) ، هذا غمط حق الرجال ، أليس كذلك؟! الرجل سوف يزعل إذا رأى أن المرأة سيدة وهو فقط رجل ، لكن التقليد الأعمى مشكلة ، نسأل الله العافية )) انتهى كلامه . المصدر : ( سلسلة اللقاء الشهري ) ، رقم ( 61 ) لفضيلة الشيخ : ( محمد بن صالح العثيمين ) - رحمه الله -
التوقيع | |
|