[size=32]الفصل الثاني : أهم الرواد الأوائل و نظرياتهم [/size]
أولا : الرواد الأوائل :
أ- ابن خلدون : (1332-1406) مؤرخ و فيلسوف و رجل دولة و سياسي عربي، درس المنطق و الفلسفة و الفقه و التاريخ، عين واليا " ( وزيرا)" للكاتبة ثم سفيرا " ثم رحل مصر في مرحلة ثالثة و درس في الأزهر ، و تولى قضاء المالكية فيه حتى توفي، و قام ابن خلدون بدراسة تحليلية لتاريخ العرب و الدول الإسلامية ، و عرض محتويات الأحداث التاريخية على معيار العقل حتى تسلم من الكذب و النزييف، فكان بذلك مجددا في علم التاريخ عمل ابن خلدون دراسة تحليلية و بخصوص المجتمع و العصبية و الدولة ، يقول ابن خلدون في الباب الثالث من مقدمته
: ((اعلم أن العمر للأشخاص على ما زعم الأطباء و المنجمون أربعون سنة ، و الدولة في الغالب ى تعدو اعمار ثلاثة اجيال، و الجيل هو عمر شخص واحد من العمر المتوسط فيكون أربعين هو انتهاء النمو و النشوء إلى غايته))، و يقول ابن خلدون و أنا عمر الدولة لا يعدو في الغالب ثلاثة أجيال : لان الجيل الأول لم يزل على خلق البدواة و خشونتها ووحشها من شظف العيش و البسلة و الافتراسو الاشتراك في المجد، فلا تزال بذلك صورة العصبية محفوظة فيهم، و الجل الثاني : تجول حلهم من البداوة الى الحضارة، ومن الاشتراك في المجد الى الانفراد الواحد به و كسل الباقين عن السعي فيه و من عز الاستطالة الى ذل الاستكانة، فتنكسر صورة العصبية بعض الشيء و تونس منهم المهانة و الخضوع، و أما الجيل الثالث : فينسون عهد البداوة و كأنها لم تكن، و يفقدون حلاوة العز و العصبية بما فيهم من ملكة القهر، و يبلغ فيهم الترف غايته بما تقننوه من النعيم و غضارة العيش، و تسقط العصبية بالجملة ، و ينسون الحماية و المدافعة و المطالبة، فيحتاج صاحب الدولة حينئذ إلى الاستظهار بسواهم من أهل الخبرة، و يستكثر بالموالي و يصطنع من يغني عن الدولة بعض الغناء، حتى ياذن الله بانقراضها، فتذهب الدولة بما حملت يفترض ابن خلدون ان الاجتماع الإنساني ظاهرة طبيعية منتظمة لها أسسها و قوانينها، كما يقول بتغير هذه المجتمعات من حالة البادوة للحضر ، و بهذا يصنف المجتمعات الانساينة على أساس التباين في العيش فالبدواة ترتبط بالاعتماد الكلي على الحيوان كمصدر اساسي للعيش، و بهذا النمط في العيش بناءا " اجتماعي قبلي متنقل ، و قيام قيم و معايير سلوكية أساسها الصلاة القرابية ، و ما تفرزه من عصبية ترابطية، و ثم تؤدي الحاجات إلى ضبط العلاقات داخل الجماعة، و تؤدي الى ظهور نوع من السلطة ، تقوم شرعيتها على تقاليد و أعراف الجماعة