لالمؤهلات العلمية والقيادية لمؤسس الدولة العلوية السلطان مولاي محمد بن الشريف..الالمؤهلات العلمية والقيادية لمؤسس الدولة العلوية السلطان مولاي محمإن الدارس لتاريخ الدولة العلوية الشريفة، وظروف وملابسات النشأة والتطور، يقف على حقيقة أساسية، ألا وهي قيامها على تقوى من الله تعالى، وبإرادة الفئة المتبصرة من أبناء الأمة المغربية، التي كانت تنشد الخير للبلاد والعباد، ومن ثم، فإن هذه الدولة الشريفة رسمت لها أهدافا لم تحد عنها طوال تاريخها المجيد، والتي يمكن إجمالها فيما يلي : 1. تجديد دين الأمة، بإحياء ما اندرس منه، ورد الفاعلية والإيجابية لتعاليمه السمحة. 2. توحيد الأمة وجمع شملها.3. الرفع من شأن الأمة، وتحقيق الرفاهية الاقتصادية لكل أبناء الأمة. 4. تحرير الثغور الإسلامية وعمارتها. بل إن أسلاف هذه الأسرة الماجدة لم يظلوا مهمتين بالدفاع عن حوزة المغرب، وصون كرامته، والذود عن حياضه، فحسب، وإنما جعلتهم همتهم العالية، وإحساسهم بالمسؤولية، يفكرون في بلاد المسلمين، وفي الشعوب الإسلامية أينما كانت، فها هو مولاي علي الشريف جد الملوك العلويين، يترك سجلماسة بقصد الجهاد في بلاد الأندلس. يقول الأفراني في النزهة : "ومولانا المعروف بالشريف، ومنه تكاثرت فروع المحمديين، وكان رجلا صالحا، مجاب الدعوة، كثير الأوقاف والصدقات، حاجا مجاهدا، ذا همة سنية، وأحوال مرضية... رحل إلى عدوة جزيرة الأندلس برسم الجهاد مرارا". والسلطان مولاي محمد بن الشريف، ومولاي رشيد قضيا حياتهما في حل وارتحال من أجل وحدة المغرب، والسلطان مولاي إسماعيل، ومولاي محمد بن عبد الله عملا على تحرير الثغور الإسلامية، التي ظلت فترة طويلة من الزمن ترزخ تحت نير الاستعمال الغاشم، ومولانا محمد الخامس ضحى بعرشه، وبأسرته، وبحياته، وبكل ما يملك من أجل حرية وانعتاق أمته. ومولانا الحسن الثاني – أدام الله عزه ونصره – منذ أن ولاه الله تعالى أمر المغرب، وهو يسعى جاهدا إلى استكمال الوحدة الترابية، بحكمة وأناة، ومن غير ما ملل ولا ضجر. إننا كلما قرأنا تاريخ السلاطين العلويين الأماجد، كلما تبين لنا ما كانوا يتمتعون به من فكر ثاقب، ومواقف محمودة، وتصرفات مرضية، جعلت الأمة تلتحم بهم. كما أن البحث في تاريخ هذه الدولة الشريفة، يبرز بوضوح أن تاريخ المغرب حافل بالمآثر العظيمة، والمواقف الجليلة، وأن علماء المغرب قد أثروا الفكر الإسلامي، وأن سلاطين المغرب قد شاركوا – بل كان لهم القدح المعلى – في اغتناء هذا الفكر. فالأسرة العلوية الشريفة لها باع طويل في مجال العلم، مما يجعلنا نقول صادقين إنها أسرة عالمة، فجدهم مولانا الحسن الداخل – رحمه الله – كان رجلا عالما، يقول في حقه صاحب النزهة : كان رجلا صالحا ناسكا، له مشاركة في العلوم، وخصوصا علم البيان، فإنه كانت له فيه اليد الطولى". والسيدة خناثة بنت الشيخ بكار (تـ : 1159 هـ) جدة السلطان سيدي محمد بن عبد الله، من النساء العالمات، ذكرها شيخنا سيدي عبد الله كنون – رحمه الله – في كتباه "النبوغ المغربي". فقال "كانت فقيهة عالمة، بارعة أديبة، خيرة دينة، لها كتباة على "الإصابة في معرفة الصحابة" لابن حجر". (3) وسيدي محمد بن عبد الله (تـ : 1204 هـ) كان من العلماء المشاركين، بل كان محور الحركة العلمية في عصره، حتى إنه وصل درجة الاجتهاد، ففتح الله على يديه بابه بعد أن أغلق جهلا، وكذلك الشأن بالنسبة للسلطان مولاي سليمان (تـ : 1238 هـ) والسلطان مولاي الحسن (تـ : 1311 هـ) والمولى عبد الحفيظ (تـ : 1330 هـ) وغيرهم من أعلام هذه الأسرة الشريفة العالمة المجاهدة. II – النسب الشريف : نص الناصري في "الاستقصا" أن المولى محمد بن الشريف هو أول ملوك الدولة العلوية الشريفة، كما أشار إلى نسبة الشريف المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، "إعلم أن نسب هذه الدولة الشريفة العلوية من أصرح الأنساب، وسببها المتصل برسول الله صلى الله عليه وسلم من أمتن الأد بن الشريف.ف.