نتائـــج مقاومة سالابوس: نتائـــج مقاومة سالابوس:
سببت مقاومة الموري سالابوس في تحقيق الكثير من الخسائر في صفوف الجيش الروماني و اضطرار الإمبراطورية الرومانية لإنفاق الكثير من أموال الخزينة العمومية التي وجهت لتموين الحملات العسكرية المتتالية التي كانت تنتهي إما بالفشل والهزيمة تارة وإما بالانتصار والفوز المؤقت تارة أخرى. وكانت كل حملة عسكرية موجهة لإخماد المقاومة الأمازيغية الشعبية تمنى بلا ريب بخسائر فادحة وبمؤونة باهظة الثمن تدفعها السلطة المركزية في روما من أجل سحق المعارضة المورية قصد العمل على استتباب الأمن في كل المناطق التابعة للإمبراطورية الرومانية الشاسعة.
ومن نتائج ثورة سالابوس أنها دفعت الرومان لتقسيم المغرب إلى قسمين من أجل تطويق المقاومة الأمازيغية الشرسة التي لقنت الرومان درسا لاينسى ألا وهو أنه من المستحيل احتلال المغرب وتركيع أبنائه واستغلال خيراته لصالح الأجانب، ومهما طال التواجد الروماني فلابد من الانسحاب في يوم من الأيام، وأن المقاومة ستستمر في التحدي والمجابهة إلى آخر لحظة من لحظات الدفاع والممانعة والمقاتلة . وهكذا، أفهم القائد الأمازيغي سالابوس القوات الرومانية أثناء تحالفه مع الباگواطيين والمكنيتيين بأن:" كل تدخل عسكري لهم في شرق المغرب سيسبب لهم تعبا كبيرا لاطائل من ورائه، كما نبههم إلى استحالة بسط نفوذهم هناك، مما دفع الإمبراطور كلوديوس(54-41 م) إلى تقسيم مملكة بطليموس سنة 46 م إلى ولايتين يفصل بينهما نهر ملوية: موريطانيا القيصرية شرقا وموريطانيا الطنجية غربا.".
وعليه، إذا كان القائد الروماني سويطونيوس قد بلغ في زحفه على البربر ماوراء جبال الأطلس إلى نواحي تافيلالت، فإن هزيديوس جيتا قد تمكن من القضاء على آخر ثائر بربري وهو سالابوس سنة 42 أو44 م. وبعد ذلك، قسم المغرب إلى منطقتين أساسيتين: منطقة موريطانيا القيصرية وعاصمتها شرشال، وموريطانيا الطنجية وعاصمتها وليلي،وهناك من يقول بأن عاصمتها هي مدينة طنجة.