القمر هو الذي يسبب ارتفاع الماء في البحر عن الشاطئ، وهو ما يعرف بالمد، كما أنه يسبب تراجع مياه البحر عن الشاطئ، وهو ما يسمى بالجزر، وقد تجلّت حكمة الله الخالق في بعده عن الأرض، فلو كان بعده (50) ألف ميل، مثلاً، لبلغ المد والجزر مبلغاً هائلاً يغمر اليابسة كلها بالماء ولاستحالت الحياة على الأرض.

2- جاء ذكر القمر في القرآن الكريم سبعا وعشرين مرة في ست وعشرين آية لتكرر ذكره مرتين في آية واحدة هي الآية رقم ‏37‏ من سورة فصلت،‏ كما جاء ذكر القمر بالإشارة إلى مراحله تحت مسمى الأهلة مرة واحدة.

3- نظرا لقلة كثافة الغلاف الغازي للقمر فإن سطحه عرضة للرجم المستمر بواسطة النيازك والتيارات الترابية وموجات الطاقة التي تصاحب الانفجارات الشمسية؛‏ لذلك أصبح سطح القمر مليئًا بالحفر الدائرية العميقة التي يصل قطر الواحدة منها إلى 5 كيلومترات. وكان يظن قديما أنها فوهات براكين‏، لكن ثبت بعد ذلك أنها نشأت بواسطة تكرار اصطدام النيازك بنفس النقاط على سطح القمر؛ وهو ما أدى إلى تعميق بعضها إلى ما يقرب من 20 كيلومترا.‏
4- القمر على هيئة شبه كرة من الصخر غير كاملة الاستدارة، لها شكل البيضة التي تتجه بنهايتها الصغيرة تجاه الأرض. ونحن دائما نرى القمر من نفس الجانب، بينما يبقى الجانب الآخر مطلا على الناحية العكسية للأرض. يحدث هذا بسبب قوة الجاذبية الأرضية، التي تقلل من سرعة دوران القمر حول محوره وهو ما يجعله يدور حول الأرض في نفس الزمن الذي يكمل فيه دورته حول محوره. ولذلك فإن طول كل من الليل والنهار على سطح القمر حوالي 14,5 يوما من أيام الأرض.
5- اليوم نستطيع أن نرى التربيع الأول للقمر. حيث سيظهر الجانب الأيمن للقمر مضيئا، وتكون الناحية اليسرى مظلمة تماما. واعتبارا من اليوم، سيبدأ الجانب المضيء بالازدياد في الحجم حتى يصبح القمر بدرا.
6- من الحقائق المذهلة عن القمر أن مركز ثقله الحقيقي يبتعد عن مركزه الهندسي بحوالي 2 كم في اتجاه الأرض. كما أن قشرة القمر في الجانب الذي يواجه الأرض أقل سمكا من قشرته على الجانب الآخر.
7- تم تصوير وجه القمر غير المرئي لنا بواسطة قمر صناعي روسي اسمه (ماس) أطلق يوم 4-10-1959م.
وقد تأكدت صحة الصور لأنها أظهرت جزءا من وجه القمر المرئي، وهو الوجه المعروف لنا تماما، ووجد أن وجه القمر غير المرئي لا يختلف عن وجهه المرئي من حيث وجود الجبال وفوهات البراكين.
8- تقسم الصخور القمرية إلى قسمين:
الصخور المعتمة: وهي القاعدة القمرية، وقوام البحار القمرية الخالية من الماء كليا، ومناطقها تشبه الحمم البركانية التي تخرج من فوهة البراكين وتسيل على الأرض، ولكنها على سطح القمر جافة.
الصخور اللامعة: وهي ما تسمى بالقمري، وهي قوام المرتفعات الجبلية وحروف الفوهات، وهي صخور خفيفة هشة ناتجة عن التآكل والتفتت؛ نتيجة للعوامل الطبيعية.
9- تتباين درجة الحرارة على سطح القمر إذ إنها بالنهار تصل إلى 100 درجة مئوية، وتهبط بالليل إلى 130 تحت الصفر، مما يؤدي إلى تشقق الصخور وتفتتها، وذلك ناتج من عدم وجود غلاف جوي يحفظ الحرارة ويبقيها متماسكة، وإذا كان هناك غلاف فهو يساوي 1/1000 من غلاف جو الأرض، أي بالكاد يسمى غلافاً.
10- من المعلوم الآن أن هناك قليلا من الماء على سطح القمر، لكنه في صورة ثلجية داخل بعض الفوهات العميقة للبراكين في القطب الجنوبي للقمر. ويعتقد العلماء أن الماء المتجمد يوجد أيضا في القطب الشمالي.
11- جلبت رحلتا أبوللو ولونا للقمر ما يعادل 382كجم من الصخور القمرية للأرض. وأسفرت الدراسات التي أجريت عليها أن معظم هذه الصخور تراوحت أعمارها بين 3 و4.6 بليون سنة. وبذلك قدمت هذه الصخور معلومات هامة حول تاريخ النظام الشمسي لم يستطع كوكب الأرض أن يجود بمثلها.
12- يمكننا اليوم رؤية القمر المكتمل، ولكي نستطيع رؤية البدر يجب أن يكون القمر في خط واحد مع الأرض والشمس، وتتخذ الأرض وضعها بين الشمس والقمر. والليلة تقع مراكز الأجرام الثلاث (الأرض والشمس والقمر) على خط واحد (هذا يحدث مرتين فقط كل عام)، حيث تحجب الأرض ضوء الشمس عن القمر فيحدث خسوف تام للقمر. سيتمكن سكان أوربا ومعظم قارة أفريقيا وشرق الأمريكتين من مشاهدة الخسوف، وسيستمر لمدة حوالي 25 دقيقة، بينما لن يستطيع سكان أقصى شرق آسيا واليابان وإندونيسيا وأستراليا مشاهدته.
13- يغطى سطح القمر بخليط من الغبار الدقيق والبقايا الصخرية الناتجة عن اصطدامه بالنيازك والصخور. ولأن القمر لا يحيط به غلاف جوي وليس له مجال مغناطيسي؛ فبالتالي يكون سطح القمر مكشوفا دائما أمام العواصف الشمسية؛ مما أدى إلى تشبع هذا الخليط المغطي لسطح القمر بجزيئات الهيدروجين.
وعندما قام العلماء بدراسة هذا الخليط الغباري، توصلوا إلى معلومات مهمة عن الرياح والعواصف الشمسية.
14- إذا وقفت على القمر ورفعت عينيك إلى السماء ستراها سوداء. على الرغم من أن الشمس تشرق على القمر، ويعكس أشعتها لينير بها سماء الأرض. وسبب إظلام سماء القمر هو عدم امتلاكه لغلاف جوي يعمل على انحراف الضوء فينير السماء.
15- ربما لا يكون القمر هو التابع الوحيد لكوكب الأرض. ففي 1999 تم اكتشاف كويكب يبلغ عرضه 3 أميال يدور حول الأرض. علق هذا الكويكب بمجال جاذبية الأرض، ويتوقع الفلكيون أن يظل هكذا لمدة 5 آلاف سنة على الأقل.
16- الأرض أكبر من القمر بأربع مرات تقريبا. وتبلغ المسافة بينهما 238900 ميل.
ويعد قمرنا هو القمر الوحيد في المجموعة الشمسية الذي له مدار ثابت شبه دائري.
17- يجب أن يكون القمر بدرا لكي يحدث كسوف القمر. أما خسوف الشمس، فلا يحدث إلا إذا لم يكن القمر بدرا.
يتحرك القمر بعيدا عن الأرض بسرعة 1.5 بوصة في العام
18- بعد أن كان القمر بدرا، وقبل أن تأتي مرحلة التربيع الأخير. يظهر اليوم ما يعرف بالقمر الأحدب. وبمجرد ظهوره، يبدأ الجزء المضيء للقمر في الاضمحلال حتى يعود القمر كالعرجون القديم في نهاية الشهر.
19- للقمر قوة جاذبية تعادل سدس الجاذبية الأرضية. ولهذا إذا صعد إنسان يزن 90 كيلوجراما على سطح القمر، سيكون وزنه 15 كيلوجراما فقط. وهو ما مكن رواد الفضاء من الوثب لمسافات كبيرة جدا على سطح القمر.
20- يتكون القمر من نواة صغيرة لا يتعدى نصف قطرها 340 كيلومترا، وقشرة خارجية يبلغ متوسط سمكها 68 كيلومترا. وعلى عكس الأرض، فإن نواة القمر ليست نشطة.
21- يعتمد توقيت شروق القمر على المنزلة التي يكون فيها القمر. فالقمر الجديد يبزغ دائما مع شروق الشمس. أما إذا كان القمر في مرحلة التربيع الأول، فهو عادة ما يظهر وقت الظهيرة. ويعد الشروق الوقت المعتاد لبزوغ البدر. ولا يطل علينا التربيع الأخير حتى منتصف الليل.
22- مدة دورة القمر حول الأرض بالنسبة للنجوم تسمى الشهر القمري النجمي ويساوي 27.32 يومًا. أما دورته بالنسبة للشمس فتسمى الشهر القمري الاقتراني ويساوي 29.53 يومًا. والفترة بين هلالين متتاليين تسمى الشهر القمري الهجري وعدد أيامها إما 29 أو 30 يوماً.
23- اكتشف علماء الفلك بعد صعود الإنسان إلى القمر، بواسطة الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية، أن كوكب القمر كان في القديم كوكباً مشتعلاً لكنه انطفأ وذهب ضوؤه. وهذا ما ذكر في القرآن الكريم "{وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة}".
24- يعتقد العلماء الآن أن القمر نتيجة للتصادم بين الأرض القديمة وبين كوكب أصغر سبقها قدماً، منذ 4.6 بلايين سنة مضت، والتصادم العظيم نشر مواد متبخرة على شكل قرص أخذت تدور حول الأرض، لاحقاً برد هذا البخار وتقلّص إلى قطرات، والتي تبخرت بدورها نحو القمر.
القمر تابع صغير للأرض يبلغ قطره ربع قطر الأرض تقريبا (3476 كيلومترا)، وتبلغ مساحة سطحه 38 مليون كم2، ومتوسط كثافته 3.36 جم/ سم3، وتقدر جاذبيته بسدس جاذبية الأرض.
25- منازل القمر هي مجموعة النجوم التي يقطعها القمر في دورة له تامة حول الأرض في 28 يوماً. ويرجع القمر عند تمام هذه الدورة إلى النجم نفسه الذي اتخذه أصلاً لحركته. وعدد منازل القمر 28 منزلاً ينزل القمر كل ليلة بمنزل منها من أول ليلة يهل فيها إلى أن يكمل 28 ليلة.
26- السنة الشمسية هي 365,242 يوما، والسنة القمرية هي 354,367 يوما، وعليه يكون الفرق بين السنة الشمسية والقمرية هو10,8752 يوماً. وبعد 33,58 سنة شمسية يكون مجموع هذه الفروق سنة شمسية كاملة. أي أن السنة القمرية تعود لتلتقي مع السنة الشمسية في نقطة البداية نفسها بعد 33,58 سنة شمسية