[size=48]((((الحضارة المصريّة))))[/size]
تقع مصر في الزّاوية الشمالية الشرقية لقارة إفريقيا، ويحدها شمالاً البحر المتوسط وجنوبًا بلاد النوبة (السودان) وشرقًا البحر الأحمر وصحراء سيناء. أمّا في الغرب فإنّ أراضيها تُعتبر امتدادًا للصحراء الإفريقية الكبرى.
يخترق النّيل الأراضي المصرية من الجنوب باتّجاه الشّمال حيث يجري في وادٍ خصب ثم لا يلبث أن يتفرّع قرب مدينة القاهرة مكونًا دلتا ضخمة تمتدّ من دمياط إلى الإسكندرية. وتُعتبر هذه الدلتا مع وادي النيل من أخصب بقاع الأرض، لهذا كانت مهدًا لحضارةٍ تُعدّ من أقدم وأرقى حضارات الشعوب العربية.
منذ الألف الخامس قبل الميلاد ووادي النّيل يجذب إليه شعوبًا مختلفة، وهم خليط من نوبييّن وعرب، وصلوا الوادي إمّا عن طريق باب المندب أو عبر برزخ السويس، اجتذبهم خصب أراضيه ووفرة مياهه فشكّلوا على طول مجرى النيل حكومات محلية، اتّحدت في الشمال «مصر السفلى» مكونةً دولة الشمال، واتّحدت في الجنوب «مصر العليا» مكونةً دولة الجنوب إلى أن وحّدهما «مينا» ملك الجنوب حوالى سنة 3400 ق.م. واتّخذ مَمفيس عاصمةً له. وتعاقب على حكم مصر الفراعنة الذين ينتمون إلى إحدى وثلاثين أسرةٍ وذلك حتى سنة 32 ق.م، سنة دخول الإسكندر فاتحًا مصر.
يبدأ تاريخ مصر القديمة منذ تمّ توحيد البلاد مع نارمر سنة 3200 ق.م، ويمتد من مرحلةٍ تصل حوالى ثلاثة آلاف سنة تقريبًا. ويقسم الباحثون هذه الفترة الطّويلة إلى أربع مراحل أو دول حكمت مصر خلالها ثلاثون أسرةٍ ملكيةٍ. وكانت تفصل بين مرحلةٍ وأخرى أحداث هامة، منها الغزو الأجنبي، ممّا أعاق تطوّر البلاد وازدهارها.
1- عصر الدولة القديم (3200-2134 ق.م) بدأ مع الأسرة الأولى حتى الأسرة العاشرة، ويُسمّى بعصر بناة الأهرام حيث إن ملوكها شيّدوا لأنفسهم مقابر ملكية ضخمة ما زال بعضها شاهدًا على عظمتها حتى الآن، كأهرام خوفو وخفرع ومنكورع في منطقة الجيزة قرب القاهرة. كذلك امتازت هذه الدولة بإقامة علاقاتٍ تجاريةٍ مع فلسطين وفينيقيا. وقد انتهت هذه الدولة بعد خلافاتٍ داخليةٍ نشأت بسبب استقلال حكّام الأقاليم الأرستقراطيين ممّا أفقد البلاد قوّتها ووحدتها.
2- عصر الدولة الوسطى (2134-1586 ق.م) يبدأ مع الأسرة الحادية عشرة إلى الأسرة السابعة عشرة. وفيه بلغت مصر ذروة التّقدم والرفاهية أيّام الفرعون أمخحات الثالث من الأسرة الثانية عشرة، وفيه كان غزو الهكسوس شمال مصر سنة 1730 ق.م، وقد تم طردهم من مصر حوالى سنة 1567 ق.م. وذلك بعد احتلالهم لممفيس بسبع سنوات . وقد قام بطردهم احمس ( اموسيس ) مؤسس الاسرة الثامنة عشرة وفي عصرها انتقلت العاصمة إلى طيبة التي تمكّن حكّامها من إعادة الوحدة السياسية إلى البلاد، وتنشيط الحركة الإقتصادية. وبلغت مصر حالةً من الغنى والإزدهار جعلتها تثير طمع جيرانها، ممّا أدى إلى غزو قبائل الهكسوس أي الملوك الرعاة لمنطقة الدلتا واحتلالها حيث اتخذوا مدينة أفاريس عاصمةً لهم.
3- عصر الدولة الحديثة (1586ـ1101ق.م) من الأسرة الثامنة عشرة إلى الأسرة العشرين.
4- عصر الضعف والإنحلال (1085ـ663 ق.م) بدأً من الأسرة الحادية والعشرين إلى الأسرة الخامسة والعشرين. وقد وصل تحتمس الأول بفتوحاته إلى مجرى نهر الفرات، وأصبح ملوك هذه الأسرة يدافعون عن مصر في سورية، ويقضون على أيّ خطرٍ يظهر فيها أو يهدّد حدود بلادهم. كما عمدوا إلى احتلال المُدُن الفينيقية وإجبار ملوكها على إرسال أولادهم إلى مصر حيث يعيشون كرهائن.
هذه السياسة أصيبت، في عهد أمينوفيس الرابع، بالتّراجع لأن الفرعون المذكور قام بثورةٍ دينيةٍ حاول من خلالها إلغاء فكرة تعدّد الآلهة في مصر وجمع صفاتها في إلهٍ واحدٍ هو آتون، ممّا أدى إلى إضعاف النفوذ المصري في سورية وتقدّم الحثييّن إليها.
5- العصر المتأخر أو عصر الإضمحلال (1101ـ 332 ق.م) بدأً من الأسرة السادسة والعشرين وهي أسرة فارسية جاءت مع الغزو الفارسي الأول. ثم جاء الإسكندر ودخل مصر عام 332 ق.م.
في هذه المرحلة أرهقت مصر على أثر حروبها المتواصلة ضد الحثيّين في الشمال وتعرضها لغزوات شعوب البحر، كما أن الضّعف والوهن الداخليين جعلاها تسقط أمام خطر الإمبراطوريات التي قامت في بلاد ما بين النهرين من آشوريين وكلدان وفرس. وفي سنة 332ق.م. خضعت لحكم اليونان مع الإسكندر وتحوّلت إلى ولايةٍ يونانيةٍ وخسرت بذلك استقلالها الداخلي.
كان الحكم ملكيًا في عصر الدولة القديمة، ولُقِّبَ الملك «بالإله العظيم». واعتقد الناس بأنه يسيطر على شؤون البشر في الحياة الدنيا والآخرة. وعرفت الوزارة بعد الأسرة الثالثة أوجدها زوسر وعهد بها إلى نابغة عصر أموحتب. ومن اختصاصات الوزارة الإهتمام بجميع أمور الدّولة. ولم يكن لمصر جيش دائم مُنظّم يُعتبر أفراده الجندية مهنةً خاصةً بهم مع أنّ رتبة قائد الجيش كانت موجودة. فقد كان الجيش يُجمَع في المناسبات، فيطلب الملك من حكّام الأقاليم جنودًا للحرب فيجهّزونهم له ويرسلونهم إلى القتال.
وفي عصر الدولة الوسطى تمّ تأسيس فرقة الجيش الدائم للدفاع عن البلاد. وعني المصريون بإقامة القلاع كما اهتموا ببناء السفن بعد أن نقلوا الخشب من جبال الأرز في لبنان، وبنوا أسطولاً كبيرًا للتجارة والقتال.
اعتاد المصريون القدماء على الزواج المُبكر ليتقي الشّاب مَوَاطن الزّلل. هكذا كان حكماؤهم ينصحون. وكذلك كان الهدف منه استكثار النسل لتقوية الأسرة وتنمية المُجتمع.
علّم المصريون أولادهم في مدارس بسيطةٍ مبادىء القراءة والكتابة والحساب، ثم درّبوا بعض الأطفال عند كتّاب الدّواوين ليصبحوا كُتّابًا في وظائف الدولة.
أمّا المجتمع، فقد انقسم إلى ثلاث طبقاتٍ: طبقة النبلاء والأشراف والكهنة، وتمتّع أفرادها بامتيازاتٍ كبيرةٍ؛ والطبقة المتوسطة وطبقة الأحرار، وتتألّف من صغار الموظّفين وأصحاب المهن والصناعات والفلاحين الأحرار الذي يعيشون من كدهم وجهدهم. ثم طبقة الأرقاء وهم أكثرية الشعب، يرتبطون بالأرض وينتقلون معها إذا انتقلت ملكيتها من شخصٍ إلى آخر. ومع أنهم يقومون بأشقّ الأعمال، فقد كانوا يعيشون في بؤسٍ وفقرٍ مُدقعٍ، وكانوا يكلّفون بأعمال السخرة لمصلحة رجال طبقة الأشراف الحاكمة. وعلى سواعد هؤلاء بُنِيَت الأهرامات.
تميّزت الحياة العلمية بأن العلوم استُخدِمَت لفوائدها التطبيقية بالدّرجة الأولى. فبنى المصريون القدامى السدود الصغيرة ليتمكّنوا من رفع منسوب الماء لريّ أكبر قسمٍ ممكنٍ من الأرض. ومن المُنجزات المهمة التي قام بها المهندسون المصريون القدماء: تحويل مجرى النيل في عهد مينا، وبناء مدينة منف في مكان النّهر المحّول وإقامة سد عظيم في منخفض الفيوم لسقاية أكبر قسم ممكن من الأراضي بعد تخزين مياه الفيضان وحفر قناة لوصل البحرين الأحمر بالمتوسط.
استخرج المصريّون المعادن من مناجم سيناء كالنّحاس. وعرفوا البرونز. ولم يستخدموا الحديد إلاّ منذ عصر الأسرة الثامنة عشرة. كما استعملوا الذهب وصاغوه بمهارةٍ. وبنوا السّفن من الخشب الجيد المستورد من جبال لبنان. وصبغوا الأواني الفخارية وعرفوا صناعة الزجاج بشكلٍ محدودٍ والمنسوجات الجيدة. وكان اليونانيون يستوردون الأقمشة الكتانية من مصر. وصنعوا الورق من نبات البردى منذ أوائل عصر الدولة القديمة. وظلّت هذه الصناعة تزوّد جميع بلاد الشرق الأدنى وحتى العالم القديم من بلاد فارس حتى انكلترا وذلك بسبب خفّة وزنه وسهولة حمله وصلاحيته للكتابة والحفظ.
عرف المصريون كذلك منذ أوائل العصور التاريخية التعداد العشري حتى المليون. أمّا في مجال الفلك فقد درسوا النجوم ومواقعها. وكان نجم الشعرى المُسمّى سريوس هو أهم النجوم عندهم لأنه يؤذن بالفيضان. فأقاموا لظهوره احتفالاتٍ دينيةً وكانوا يعدّونه روحًا لإيزيس. وكانت الأسطورة تذكر أن الدّموع التي تسكبها إيزيس عند الذكرى السنوية لموت زوجها أوزيريس هي التي تُسبّب الفيضان.
ومنذ عصور ما قبل التاريخ قسّموا السنة إلى اثني عشر شهرًا، وكلّ شهرٍ إلى ثلاثين يومًا، ثم أضافوا خمسة أيامٍ إلى السنة ليجعلوها تتّفق مع الحقائق العلمية الفلكية. واخترعوا الساعة المائية في عهد الأسرة الحادية عشرة.
وفي مجال الطب، يُعَدّ الوزير أمحوتب أوّل مكتشفٍ للدواء. وكانوا يسمونه الإله الشافي. ثم عرفوا التخصص: أطباء عيون، أسنان، داخلية، جراحة… وكان في اختراع عملية التحنيط الأثر الأكبر المساعد في ذلك لإستخراج الأحشاء.
تنوّعت موضوعات الأدب المصري بين ما هو دينيّ وما هو دنيوي. وقد عالج المصريّون موضوعات آدابهم الدينية والدنيوية شعرًا ونثرًا. فقد تنوّعت موضوعات الشعر من الإبتهالات الدينية وتمجيد فضائل الآلهة إلى جانب الكثير من الأغاني الشعبية التي كان يردّدها العمّال والفلاحون والبحارة أثناء تأدية أعمالهم. وجاء النثر عبارةً عن مجموعةٍ من القصص والأساطير التي كان يردّدها المصريون ويتناقلونها شفهيًا. أما أبرز أثر أدبي فهو كتاب الموتى الذي يوضع مع الميّت في قبره ليساعده يوم الحساب.
أمّا الكتابة المصرية فتُسمى بالكتابة الهيروغليفية، أي الحروف المقدّسة. فقد أوجد المصريون أبجديةٍ بلغ عدد حروفها 24 حرفًا أو صورة تُكتَب من اليمين إلى اليسار أو من أعلى إلى أسفل.
ظلّت الهيروغليفية سرًا مجهولاً حتى القرن التاسع عشر. وكان يتبادر إلى أذهان الكثيرين أنّ تلك الصور التي تزخر بها مقابر المصريين هي أشكال تزيينية فقط، إلاّ أن العالِم الفرنسي شامبليون تمكّن في القرن التاسع عشر من أن يحلّ ألغازها، وقد انطلق في أبحاثه من دراسة نصٍ وَجَدَه على إحدى المسلات المصرية، وقد كُتِبَ بالهيروغليفية واليونانية القديمة التي كان يتّقنها. ولاحظ شامبليون وجود إسمَيّ بطليموس وكليوباترا في النص اليوناني بشكلٍ يبرز أسماء الملوك والآلهة، فاستنتج أن الصُوَر الموجودة ضمن هذا الشكل في النص الهيروغليفي هي إسمَي المَلكَين السابقين. ثم استعان بحجر رشيد وأمضى أوقاتًا طويلة وهو يقارن بين الصور الهيروغليفية والكتابة اليونانية الموجودة على هذا الحجر حتّى تمكن قبل وفاته سنة 1832 من قراءة عدّة نصوصٍ هيروغليفية بشكلٍ صحيحٍ.
تابع علماء الآثار أبحاثهم على الطريقة نفسها التي أوجدها شامبليون حتى تمكنّوا من قراءة كل الصُّوَر الهيروغليفية وكشفوا بذلك عن حضارةٍ تُعَد من أرقى حضارات العالم القديم.
فضّل المصريون بصورةٍ عامةٍ النقش على التصوير لأنّه أثبت وأبقى على الدهر من صورةٍ مرسومةٍ على جدرانٍ مبنيةٍ من اللّبن. واهتموا ببناء الأهرامات قبورًا لهم والتي تُعَد من أهمّ الآثار التاريخية الموجودة في العالم والشاهد الأكبر على إبراز هذه الحضارة. كما بنوا لآلهتهم معابد ضخمة كانوا يقربون فيها القرابين. وجعلوها على نمط قصور الفراعنة، ومن أشهرها: معبد الكرنك ومعبد الأقصر. وتُعتَبر أهرام الجيزة إحدى عجائب الدنيا السبع.
أمّا في ما يختص بالديانة والفنون فنستطيع التعرف بميزات الديانة المصرية من خلال النصوص الكثيرة التي وجدت منقوشة على جدران المقابر المصرية، وكذلك من كتاب الموتى، وهو عبارة عن أدعيةٍ وتعاويذ تُقرَأ على الميت كي يستعين بها يوم الحساب. كذلك من كتاباتٍ متفرقةٍ هي عبارة عن قصص دينية وأساطير، كأسطورة أوزوريس وأخيه ست.
يرجع تعدّد الآلهة إلى الفترة التي سبقت توحيد مصر حيث إن كل قريةٍ أو مدينةٍ كان لها إلهُهَا. وقد قدّس المصريون مظاهر الطبيعة التي كانت تؤثّر على حياتهم، فعبدوا الشمس بأسماء رع ثم أمون وأخيرًا أمون- رع، والقمر بإسم سن. وعبدوا الحيوانات مُعتبرين أن الآلهة حلّت فيها، كالبقرة. وكذلك اعتقد المصريون أن الحياة الدّنيا قصيرة وزائلة وأن الحياة الثانية بعد الموت هي الخالدة والباقية. ويمثُلُ الميت أمام محكمة أوزريس حيث يزان قلبه مقابل تمثال العدل، فمَن رجحت كفة فضائله خلّد مع الآلهة، ومن رجحت سيئاته تسلّمته كائنات مخيفة تُسمّى “الملتهمة”.
في عهد الفرعون أمنوفيس الرابع كانت مصر تسيطر على سوريا وفلسطين وفينيقيا. وبذلك خضعت شعوب لها ديانات مختلفة، فأراد الفرعون أن يوحّد إمبراطوريته دينيًا. وكان لزوجته نيفرتيتي تأثير واضح في تطور أفكاره الدينية. فرفض ديانة آبائه القائمة على تعدّد الآلهة وقال بوجود إلهٍ واحدٍ هو آتون الذي مثّله بقرص الشمس الذي تنطلق منه أيادٍ حاملة الخير إلى البشر. وغير الفرعون اسمه إلى أخناتون.
حارب كهنة آمون الديانة الجديدة واعتبروها بدعةً. وبعد موت أخناتون استمال كهنة آمون صهره توت عنخ آمون الذي خلفه في الحكم فانقلب على ديانة عمه وعاد إلى الديانة القديمة.
أما الفنون المصرية فإن معظمها مرتبط بشكلٍ وثيقٍ بالمُعتقدات الدينية مثل: المقابر التي تنوّعت واختلفت أشكالها وأحجامها. ولكن المُلاحظ أن الملوك اهتموا بمقابرهم، فبنوها من الصخر الصلب أو حفروها في باطن الجبال لإعتبارها أكثر أهمية من قصورهم وبيوتهم. ومع خوفو وخفرع ومنكورع أصبحت قبور الفراعنة أهراماتٍ ضخمةً عمل في بنائها آلاف العمّال ولعشرات السنين.
كانت مقابر ملوك المصريين تضمّ إلى جانب الجثث ثروات لا تُقدر بثمنٍ من التّحف والألبسة والأدوات التي كانوا يستعملونها في حياتهم. كما زُيِّنَت جدرانها بالكتابات والرسوم والنقوش التي تُعتَبر من أهم مصادر الحضارة المصرية القديمة.
وكذلك تنتشر المعابد في مختلف أنحاء البلاد، وتتميّز بالضخامة وروعة البناء، وهي مبنية من الحجر أو منحوتة في الصخر، كمعبد أبي سنبل جنوب أسوان.
حفلت مقابر المصريين بالرسوم والتماثيل وذلك لأغراضٍ دينيةٍ. فالروح بعد عودتها إلى الجسد يجب أن تتذكّر مراحل الحياة التي عاشتها. وبالإضافة إلى الفنون المتفرّقة التي برع المصريون فيها، فقد أقاموا الأعمدة وزيّنوها بالنقوش، وقد امتازت بالضّخامة والإرتفاع. وكذلك برعوا في صناعة أدوات الزينة والحلي والمصنوعات الجنائزية التي تظهر مدى تفوّقهم في هذا المجال.
|