مقدمة عن الخلية وطرق دراستها

نحن نعلم اليوم أن الخلية هي وحدة التركيب الأساسية في جميع الكائنات الحية ، و من الجدير بالذكر أن العلماء لم يتوصلوا إلى هذه النتيجة إلا بعد أبحاث و تجارب استغرقت عشرات السنين، و بعد التقدم الكبير في صناعة المجاهر ، و التي مكنتنا أن نرى أشياء عديدة لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة .
فلو نظرت بالعين المجردة إلى إنسان و شجرة برتقال ، لما وجدت أي تشابه بينهما في التركيب ، لكن باستعمال المجهر تدرك أن كلا منهما يتركب من خلايا تتشابه كثيرا في التركيب .
في الملف التالي ستجد مقدمة عن الخلية وطرق دراستها ونظرية الخلية.

مبنى الخلية ومحتوياتها

تختلف الخلايا من حيث شكلها و بنيتها تبعا لأماكن تواجدها في الجسم و وظائفها الحيوية ، فبعضها يتخذ أشكالا متباينة كما هي الحال في خلايا ( كريات ) الدم البيضاء التي تتحرك حركة أميبية و تتشكل بأشكال مختلفة، والبعض الآخر له شكل ثابت ، مثل الخلايا المنوية و الخلايا البيضية ، و الخلايا العصبية .
كذلك تختلف الخلايا في الحجم عن بعضها البعض ، ففي جسم الإنسان مثلا يتراوح حجم الخلايا ما بين 200 و 15000 ميكرون ، و الميكرون = 0.001 من الملليمتر . وفي الطيور توجد خلايا ترى بالعين المجردة مثل خلايا البيضة ، و بجانب ذلك توجد خلايا مثل الخلايا العصبية يبلغ طولها إلى عدة أقدام .


جدار الخلية وغشاؤها
يعتبر جدار الخلية من أهم المحتويات التي تميز الخلية النباتية عن الخلية الحيوانية التي تفتقر إلى مثل هذا الجدار .
يتميز جدار الخلية مجهريا إلى ثلاثة أجزاء يمكن ذكرها حسب النشأة و التكوين ، و هي الصفيحة الوسطى ، الجدار الابتدائي و الجدار الثانوي.
كما أوضحت الدراسات التجريبية التي أجريت على أنواع مختلفة من الخلايا أن كل خلية محاطة بغشاء رقيق جدا يتركب من بعض الدهون و البروتينات ، و قد أمكن استنتاج ذلك عندما لوحظ أن المواد الدهنية و كذلك المواد التي تذوب في الدهون تنتشر بسهولة إلى داخل و خارج الخلايا مما يدل على وجود طبقة من مادة دهنية في الغشاء الخلوي ، و تبعا لذلك فإنه كلما كانت المواد أكثر قابلية للذوبان في الدهون كلما كان معدل انتشارها أسرع خلال الأغشية الخلوية .



النواة في المرحلة البينية
1. يرتبط شكل النواة عادة بشكل الخلية ، فإذا كانت الخلية متساوية الأقطار أو الأبعاد ( كروية، أو مكعبة ، أو عديدة الأضلاع ) ، كانت أنويتها مستديرة تقريبا ، و تكون النواة بيضية في الخلايا الأسطوانية أو المنشورية أو المغزلية الشكل ، كما تبدو النواة خيطية في الخلايا المفلطحة .
2. قد تتخذ النواة أشكالا غير منتظمة كما في كرات الدم البيضاء ، حيث تكون تارة مفصصة ، و تارة أخرى على شكل حدوة الحصان أو على شكل آخر .
3. توجد أنواع سبحية أو متفرعة أو رمحية أو كمثرية الشكل .
في الملف المرفق تجدون تفاصيل اخرى عن النواة من حيث الحجم والموضع والتركيب وغير ذلك الكثير.

شيخوخة الخلية وموتها

تحدث في الخلايا بعض التي تقدمت في العمر بعض التغيرات الخاصة في بنيانها و كيميائيتها، وأكثر هذه التغيرات وضوحا تراكم مواد صبغية معينة يطلق عليها حبيبات الشيخوخة Senility Pigments ، أو صبغ التآكل والتمزق Wear and Tear Pigments الذي يعتقد أنه ينتج عند أكسدة بعض الدهون غير المشبعة في الخلية، و يشاهد هذا الصبغ عادة في الخلايا العصبية، كما يظهر أحيانا في خلايا الكبد والكلية والغدة الدرقية، ولا يذوب هذا الصبغ في مذيبات الدهون، و إن كان يصبغ بكثافة بأصباغ سودان Sudan Stainsالخاصة بالدهون