جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
|
جواهر ستار التعليمية :: قسم البحوث :: منتدى الطلبات والبحوث الدراسية |
الأربعاء 11 نوفمبر - 21:47:39 | المشاركة رقم: | |||||||
جوهري
| موضوع: من صور إضطراب التفكير فى الامراض النفسية من صور إضطراب التفكير فى الامراض النفسية من صور إضطراب التفكير فى الامراض النفسية من صور إضطراب التفكير فى الامراض النفسية من يملك الحكم على التفكير لدى الانسان ؟ هناك صور مختلفة للتفكير لدى الإنسان , منها ما يُسميه العلماء بالتفكير العلمي , وآخرى بالتفكير المنطقى , وثالث الخيالى ورابع التفكير المرضي وهلم جره. من يقدر على أن يحكم بدقة على تفكير الإنسان ؟ ويستطيع أن يضع معايير الحكم ؟ وأن يصنف الصور المختلفة من التفكير البشرى؟ أسئلة كثيرة ولكن لست هاهنا بصدد الحديث عن الصور المختلفة للتفكير. بل أريد أن ألقى الضوء على بعض صور إضطراب التفكير لدى المرضى الذين يعانون من آلام الإضطرابات النفسية. إن المتخصصين فى طب الأمراض النفسية - كأحد فروع طب الأمراض الباطنية – هم فقط الذين يحصلون على ترخيص من الجهات الطبية الرسمية تبيح لهم أن يصدروا أحكاماً وتقارير طبية على الناس بشأن نوعية تفكيرهم على متصل التفكير المرضي فى مقابل التفكير غير المرضي. وما يحصلون على ذلك التصريح إلا بحكم مجال تخصصهم الطبي. ففى هذا المجال يحصل الاطباء - بعد تخرجهم من كليات الطب وحصولهم على درجة البكاوريوس فى الطب والجراحة - على شهادات تخصصية فى طب الامراض النفسية كشهادة اللدبلوم أو الماجستير أو الدكتوراة أو البورد إلخ إلخ. ومن خلال إجراء المقابلة الإكلينيكية , أو التى تسمى باللغة العربية المقابلة التشخيصية السريرية , يستطيع طبيب الأمراض النفسية أن يحدد إجابة قاطعة على السؤال : هل الشخص الذى يفحص حالته النفسية يعانى من إضطراب مرضي فى تفكيره أم لا ؟. ليس فقط تفكير المريض ما يتم فحصه أثناء المقابلة التشخيصية , بل أيضاً يتم فحص الحالة العقلية كلها. فبجانب فحص تفكير المريض يفحص الطبيب النفسى : - درجة الوعى ( اليقظة ) والقدرة على الإنتباه ( ليستبعد الغيبوبة والذهول ... إلخ ) - والإدراك والإهتداء ( ليكتشف وجود هلاوس وخداع بصرى أو توهان ... إلخ ) - والذاكرة وإضطراباتها المختلفة , - والمزاج أو ما يُسمى بالحالة الوجدانية ( من حيث وجود مزاج طبيعي أو قلق أو إكتئاب أو فرح مرضى ... إلخ ) , - والسلوكاللفظى ( الكلام ) وأضطراباته المتنوعة , - والسلوك الحركى وإضطراباته المتنوعة , - والقدرة على التجريد , - والقدرة على الحكم على الامور , - وإستبصار المريض بحالته أو عدمه , - والمظهر العام. التفكير المرضي ! ولكن ما صور إضطراب التفكير لدى المرضى الذين يعانون من مرض نفسي ؟ .... للإجابة على ذلك يجب أن أوضح بعض الأمور عن وظيفة التفكير مما قد ييسر على القارئ فهم وإستيعاب صور ومفاهيم معقدة من إضطرابات التفكير, كتلك الموجودة فى أدبيات الطب النفسي , كالهواجس المرضية والوساوس والضلالات المرضية. ويحلو لبعض الاطباء الذين يتصدون لتبسيط العلوم للناس أن يشبهوا عملية التفكير التى يقوم بها المخ لدى الإنسان ب " القطار المنطـلق ". وذلك القطار المنطلق يتكون عادة من قاطرة قوية قادرة على جر عربات مترابطة فيما بينها , تسير على مسار محدد وبسرعة محددة وتحتوى تلك العربات على محتويات عديدة , كالبضائع أو الركاب أو النفايات والى آخره. ومن الضرورى أن يكون لذلك القطار نقطة إنطلاق أو بداية ينطلق منها , وكذلك وجهة هو موليها , ونقطة نهاية لابد أن يصل إليها. وتفكير الإنسان يشبه ذلك القطار الى حد بعيد. فعربات القطار المتماسكة تمثل الأفكار المترابطة , والقاطرة تمثل سيطرة الإنسان على تفكيره وقدرته على توجيهه والتحكم فى سرعته , وما تحتويه عرابات القطار يمثل ما تحتويه الأفكار من معان وقيم ودلالات وإشارات. وعادة ينطلق قطار التفكير العلمى والمنطقى للإنسان من بداية واضحة ويتجه الى غاية محددة , كأن ينطلق من مشكلة يريد فى النهاية حلها , أو من سؤال يريد الوصول الى إجابة عليه. والحوادث التى تحدث للقطار تتشابه مع الإضطرابات التى تحدث فى التفكير. فقد يفقد قائد القطار السيطرة على القاطرة وكذلك قد يشعر الإنسان بإضطراب فى قدرته على التحكم فى تفكيره. وقد ينحرف القطار عن مساره وبالمثل يعانى بعض المرضى مشاكل فى الحفاظ على مسار تفكيرهم. وبالمثل كما تحتوى عربات القطارات على مواد نافعة صالحة وأخرى ضارة فاسدة , يحتوى تفكير بعض المرضى على افكار مرضية , قد تكون خطيرة أحياناً وهكذا. وقد يظل تفكير الانسان منطلقاً سليماً بلا إضطرابات حتى حين , كما تظل بعض القطارات المنطـلقة بلا حوادث.!! الصورة الأولى : الهواجس المرضية كلنا نمتلك الكثير من الهواجس ( أفكار مخيفة ), لكن ليس بالضرورة أن تكون هواجس مرضية. والسؤال المهم : لماذا لا يخلو محتوى تفكير أي إنسان من الهواجس؟. وفـى قــول الحـق سبحــــانه وتعالــــى : " إن الإنسان خلق هلوعـا " المعارج : 19 ... لفتة ربانية هادية الى مشيئة الله فى الإنسان. وهذا الهلع الخلقى ناتج من إفتقار الإنسان لربه تعالى , وهذا الافـتقار يرشد إليه قول الحق سبحــانه وتعالــى : " يا أيها الناس أنتم الفقراء الى الله والله هو الغـني الحميـد " فاطر : 10 فكلنا معشر الإنس فى فقر شديد الى الله سبحانه وتعالى , والله سبحانه وتعالى هو الغني الحميد. وكذلك كل خلقه بالتأكيد فقراء إليه سبحانه. ولكن رحمة الله واسعة ببنى آدم , فلم يتركنا هملاً , بل سخر لنا كل شيء من حولنا حيث قال تعالى : " ألم تروا أن الله سخر لكم ما فى السماوات وما فى الارض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ومن الناس من يجادل فى الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير " لقمان : 20. ويبدو أن كل هذه النعم المسخرة للإنسان من ربنا سبحانه وتعالى غير كافية كى تزيل عنه الإفتقار لله سبحانه وتعالى , والإفتقار الى هدايته وطمئنينة قلبه بالعلم والهدى والكتاب المنير : " الذين آمنو وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب " الرعد : 28. نعم صدق الله ورسوله صلى الله عليه وسلم , تطمئن قلوب الذين آمنو بذكر الله. ولن تطمئن القلوب الحائرة والضالة إلا إذا آمنت بالله وبذكر الله سبحانه وتعالى. وما من شك أن الإيمان بالله وبذكره الكريم دواء من الأدوية الربانية للكثير من الهواجس الإنسانية. ولكن الهواجس المرضية المحددة علمياً ضمن نطاق أعراض الأمرض النفسية شيء أخر. فهي هواجس ترتبط فى حدوثها بأمراض الدماغ ولا علاقة لها بالإيمان أو عدمه. وهى تصيب المؤمنين وغير المؤمنين. وسوف أورد أمثلة كثيرة للدلالة على ذلك فى حينه. ومسببات أمراض الدماغ كثيرة ومتنوعة. والأمراض إذا أصابت الدماغ لا تفرق بين إنسان عامر قلبه بالإيمان وآخر غير مؤمن. وكما ذكرت من قبل فى مقالات سابقة أنَ أسباباً مثل إضطرابات الدماغ الوراثية أو إضطرابات الدماغ العضوية كأورام وإلتهابات المخ وضمور المخ وغيرها الكثير قد تؤدي الى ظهور أعراض نفسية لدى الإنسان. وكذلك فإنَ أمراضاً فى جسم الإنسان هى الأخرى يمكن أن تؤثر على الدماغ فتسبب أعراضاً نفسية مثل أمراض الغدة الدرقية والى آخره .... وأستخدام المواد الضارة بالدماغ كالمنشطات والمخدرات والكحوليات والى آخره ... يسبب امراضاً نفسية كذلك. والتسمم سواء بالعقاقير الطبية أو بمواد أخرى يفعل ذلك ايضاً. وأمراض التغذية والتمثيل الغذائى وهلم جره. وفى كثير من الأحيان قد تكون التحاليل والفحوص الطبية سليمة تماماً , مما يستبعد كل ما ذكرت من أسباب كتفسير لإصابة المريض بالمرض النفسي , ويكون كل ما هنالك ما هو إلا خلل فى الكيمياء و/ أو الفيزياء الحيوية للدماغ. ومن منظار الطب المعاصر يُعتبر ذلك الخلل هو المسئول الرئيسي عن غالبية صور الإضطرابات النفسية المتنوعة لدى الكثير ممن يعانون من أمراض نفسية. ويُطلق العلماء على الأمراض النفسية الناتجة عن ذلك الخلل الحيوي " الامراض النفسية الأولية " تمييزاً لها عن " الامراض النفسية الثانوية " الناتجة عن الاسباب سابقة الذكر. وعادة يذهب مثل هؤلاء المرضى الذين يعانون من أمراض نفسية أولية إلى أطباء التخصصات الطبية الأخرى. إنهم يذهبون مراراً وتكراراً بسبب معاناتهم التى لا يجدون حلاً لها , ويكتشفون فى كل مرة أن كل شيء سليم لديهم , فالفحص الإكلينيكى (السريرى) سليم , والتحاليل الطبية سليمة , والاشعة التشخيصية هى أيضاً سليمة ولقد أشرت الى ذلك فى مقال حيرة مريض نفسي. ويعود الخلل - فى الكيمياء والفيزياء الحيوية للمخ - فى حدوثه عادة إلى أحد الأمرين التاليين , أو كلاهما معاً : الأمر الأول هو : الإستعداد الجيناتى (الوراثي ) للدماغ لدى الشخص المصاب بالمرض النفسي للإصابة بخلل مثل ذلك , حيث يوجد عيب فى الكيمياء الحيوية و/أو الفيزياء الحيوية للمخ ناتج عن خلل بالجينات الوراثية للمريض وبالتالى تحدث الإصابة بالمرض النفسى. والأمر الثانى هو : ما يتعرض له المريض فى حياته من ضغوطوكروب بمحيطه البيئى. ذلك المحيط البيئي المتمثل فى مجتمع المريض وظروفه المعيشية. وفى بعض الأحيان يكون الإستعداد الجيناتى للإنسان للإصابة بخلل فى الكيمياء والفيزياء الحيوية للدماغ وبالتالى للإصابة بمرض نفسي , هو السبب الوحيد الذى يكتشفه الطبيب والذى يفسر وحده الإضطراب النفسي للمريض , حيث لا تلعب ضغوط أو كروب البيئة دوراً رئيسياً فى حياة المريض. ويؤكد على ذلك بعض المرضى بقــولهــم : " إن كل شيء على ما يرام فى حياتى , لا يوجد ولم يحدث ما يعكر صفوها , فلماذا أعانى من تلك الأعراض المؤلمة وما هذا المرض اللعين؟ " إنه الخلل فى الكيمياء والفيزياء الحيوية للدماغ. ومن التعرف على صفات الهواجس المرضية لدى المريض الذى يعانى مرضاً نفسياً يمكننا أن نتعرف على صورة الهواجس غير المرضية والتى لدينا جميعاً بطبعية الخلقة الربانية. فالشيء يُعرف بضده. والهواجس المرضية هى أفكــار " مخاوف " مرضية تتميز بما يلى : 1. ذات معنى مخيف تشغل بال المريض بـإستمرار غالباً. 2. يراها المريض غير منطقية وغير واقعية وهى كذلك. 3. تسبب المعاناة والألم والإضطراب النفسي والجسدي. 4. مصاحبة لأعراض نفسية وجسدية مرضية أخرى. 5. تسبب للمريض وللمجتمع أضراراً عديدة. أمثلة متعددة : فالطفل (إبن أو بنت السادسة من العمر) الذى لديه مخاوف من إصابته أو إصابة والديه بأذى أو فقدهما أو موتهما إن تركهما وذهب الى المدرسة , سوف يرفض الذهاب للمدرسة , ويصاب بأعراض مرضية نفسية فى كل مرة يشعر فيها بالمخاوف. فى كل مرة سوف يشعر بالذعر والرعب والهلع والدوخة وآلام البطن وصداع وغيرها من الأعراض , كلما كانت المخاوف تشغل عقله. فى حين يذهب إخوته واصدقاؤه وجيرانه فرحين الى مدارسهم , ويبقى هو فى المنزل خائفاً. هذا الطفل يعانى من هواجس مرضية مرتبطة بالإنفصال عن والديه , فى أى وقت , ليس بالضرورة عند الذهاب للمدرسة. ينطبق عليها الصفات المذكورة أعلاه. هذا الطفل قد يكون مصاباً بخلل فى كيمياء وفيزياء المخ أو هناك سبب طبي آخر. إنه إضطراب نفسي يسميه الاطباء ب " إضطراب قلق الإنفصال ". ألن يخسر المريض والمجتمع من هذا المرضالطبى الذى يصيب الكثير من الاطفال؟. وتوجد الهواجس المرضية فى العديد من الإضطرابات النفسية , ولا أبالغ إن قلت فى معظم الإضطرابات. وسأذكر بعض منها على سبيل المثال لا الحصر كإضطراب القلق العام وإضطرابات الرهاب بكل صوره كالرهاب الإجتماعي أو كان غير ذلك , وإضطرابات التكيف والهلع , والإضطرابات جسدية الشكل , وفى إضطراب الإكتئاب النفسى فى بعض صوره. وتوجد الهواجس أيضاً مصاحبة للإضطرابات الذهانية ومع الوسواس القهري. ومن حيث أنها " مخاوف " أى أنها أفكار تحمل معانى مخيفة للمريض تتعلق بأذى أوشر , حدث بالفعل أومتوقع حدوثه وشيكاً أو بعد حين , قد أصاب أو سيصيب المريض أو آخرين له علاقة بهم. ففى المثال السابق يتوقع الطفل أنه إذا إنفصل عن أهله سوف يقع الأذى له أو لأهله. وفى إضطراب الهلع يتوقع المريض أن موتاً أو فقداً لعقله على وشك أن يُصاب به. وفى الرهاب الإجتماعي يتوقع المريض أنه إذا إجتمع بالناس فسوف يلاحظون أنه مضطرب ويفتضح أمره. وفى الإضطرابات جسدية الشكل كما فى إضطراب الهيبوكوندرايازيس يتوقع المريض أنه مصاب بالفعل بمرض خطير , قد يكون ذلك المرض فى قلبه أو دماغه أو فى أى جزء من جسمه. أن الهواجس كلها تحمل معانى غير سارة ترتبط بالخوف الذى يتألم منه المريض ومن بعده اهله كذلك. ومن حيث أن الهواجس المرضية " غير منطقية أو غير واقعية ", فهى تختلف عن الهواجس غير المرضية التى تكون منطقية وواقعية , وخذ مثلاً فلو أن أحد المارة خاف من عبور الطريق والسيارات مسرعة , أنها قد تصيبه بأذى , فأنتظر حتى خلى الطريق ثم عبر فخوفه هنا واقعياً ومنطقياً , فهناك سبب واقعى وهو كثرة السيارات المسرعة فى الطريق وسبب منطقي أنها قد تصيبه بالأذى إذا عبر فصدمته إحدها. وهذا النوع من الهواجس غير المرضية نمر به كل يوم , لكن ذلك لا يصاحبه ألم لنا , ولا أعراض نفسية , ولا يمنعنا من ممارسة حياتنا. أما إذا مكثـنا فى بيوتنا خائفين بسبب هواجسنا , أن قد تصيبنا السيارات المسرعة بأذى , أو ان نموت إن خرجنا من بيوتنا. وظللنا نتحسر , فى أماكننا , على ضياع فرصة التعليم والعمل والتمتع , لا نفعل شيئاً حيال ذلك , فذلك رهاب الأماكن المفتوحة. الذين يعانون مثل هذا الإضطراب لن يذهب منهم الطالب أو الطالبة الى مدرسته أو جامعته ولن يذهب الموظف أو الموظفة الى عمله والعامل الى مصنعه. فهل منكم أحداً يرى فى تلك الهواجس المرضية منطق أو واقعية ؟ . قد يقول قائل : أنَ قلة الإيمان تؤدى الى حدوث مثل هذه الهواجس ولكن الحقيقة أنَ الهواجس هى من يؤدى الى ضعف الإيمان فالمرض النفسى له تأثير سلبى على الإيمان. إنَه من أشد الظلم للمريض أن نطعن فى إيمانه لأنَه مريض. من المؤكد أن كل الهواجس المرضية لا توجد منفردة لدى المريض , بل لابد أن تصاحبها أعراض عصبية أيضاً. إن شعور الخوف ذلك الشعور الوجداني المرعب الذى يجتاح الدماغ وجهازه العصبي , ومن بعد ذلك الجسم كله. ما هو إلا شعور مصاحب لطوفان من السيالات العصبية ( الكيميائية والفيزيائية ) غير المنضبطة التى تنتشر فى جميع أجهزة الجسمفى الجلد ( حيث الشعور بالبرودة أو السخونة أو التنميل أو العرق ....) , والعضلات ( حيث الرجفة أو الرعشة أو التيبث أو الركض و ... ) والقلب بهبوطه وخفقانه , والرئتين بصعوبة التنفس , والحلق والشعور بالإختناق أوالغصة , وهكذا فى الجسم كله. و لم يعد العقل فى ذلك الوقت قادراً على التفكير بـإسلوب منطقى أو بـإسلوب واقعي , كيف له ذلك ؟ وهو يشاهد جسده وهو ينهار أمامه بعد أن كان لا يدرى عنه شيئاً. إن الشعور بالأمان نعمة تتبخر كالماء مع إرتفاع حرارة الهواجس المرضية مصداقاً قول الله تعالى : " إن الإنسان خلق هلوعا " المعارج آية : 19 ففى إضطراب الهلع حيث هواجس الموت أو فقد العقل الوشيك , يشعر المريض أن تنفسه سيتوقف وقلبه سيخرج من صدره من الخفقان , وجسمه بارد مبلل بالعرق وقد يفقد السيطرة على بوله من الخوف. مع كل هاجس مرضى تحدث دائماً أعراض مرضية أخرى , لا هزل فى ذلك. إنها مظاهر إضطراب فى الكيمياء والفيزياء الحيوية للدماغ. ولأن الدماغ من صميم عمله أن يدير العمل الحيوى فى الجسم كله , فإذا إضطرب الدماغ إضطرب الجسد كله أو بعض منه. ولعلك تصدقنى فى ذلك حيث يرشد الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم - فى حديثه الصحيح - الى ذلك المعنى بقوله : " مثل المؤمنون فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى ". إن الدماغ يصيبه السهر إذا مرض عضو من أعضاء جسده ويستنفر جهاز المناعة للدفاع عنه , وتحدث الحمى نتيجة للقتال الدائر بين جهاز المناعة والميكروبات , ليس بسبب الجان كما كان يعتقد الناس من قبل. ما بالنا فى أيامنا هذه !!! كيف ننام ملء جفوننا ولا نشعر بآلام بعضنا البعض أولسنا بمؤمنين!! وكيف سيكون حالنا إذا كان العضو المريض هو الدماغ نفسه ؟. نسأل الله السلامة للجميع. يتألم المريض من هواجسه المرضية , ويتألم كل من سيشعر بألمه. نعم فالهواجس المرضية مؤلمة ليس للمريض فقط , ولمن حوله ايضاً , ولكل من له ضمير حى. يخسر الجميع. يخسر المريض إذا لم يبحث عن علاج , سيظل يتألم , ويفقد دراسته أو عمله أو أدواره التى يلعبها فى المجتمع. ويخسر المجتمع بذلك معه , ويتضرر الجميع. نعم الهواجس المرضية والأمراض النفسية يخسر بعدم علاجها الجميع. الأسرة تفقد دور الأب أو الأم أو الإبن والإبنة. العمل يفقد عضواً فعالاً منتجاً. المدرسة والجامعة تفقد طالباً واعداً مبدعاً. والمصنع والمدفع والكل يخسر. الآن ... العلاج بسيط وميسر , قد يسره الله سبحانه وتعالى كما يسر للناس إكتشاف المضادات الحيوية من قبل. فى عصر ما قبل إكتشاف المضادات الحيوية كان مريض الإلتهاب الرئوي يعالج من الجان. أو يتركه الناس ليواجه مرضه بدون علاج. الآن يوجد علاج دوائي ايضاً للهواجس وللأمراض النفسية ولله الحمد والمنة. كل ما هو مطلوب من المريض أو من أهله أن لا يصدقوا أن المرض النفسي وصمة عار على جبينهم فما هو إلا مرض طبي مثله مثل أى مرض طبي آخر. المرض النفسي يصيب الدماغ فلا عيب فى أن نبحث له عن علاج طبي. أليس الدماغ عضو مهم من جسم الإنسان ؟ أليس هو أهم الأعضاء ؟ فليأخذ الناس باسباب الشفاء , وليذهبوا الى الطبيب النفسي لعل الله يجعل فى علاجه سبباً للشفاء الموضوعالأصلي : من صور إضطراب التفكير فى الامراض النفسية // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: حنان 1970
| |||||||
الإشارات المرجعية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
|
| |
أعلانات نصية | |
قوانين المنتدى | |
إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان |