بحث حول علم الكيمياء

المقدمة
العلوم التجريبية تشكل فرعا ً من فروع العلم التى اجازها الإسلام وحث عليها ودعا إليها ليطلع الناس على ما في الكون من آيات وآثار وروائع ليتحقق تعميق الإيمان بالله والاستفادة من أسرار هذا الكون وما سخره الله تعالى .
لقد كان اكبر عمل قامت به العقلية العلمية الإسلامية والعربية هو كشفها للمنهج الاستقرائي التجريبي ، معبرا ً عن الحضارة الإسلامية ، مشيرا ً بحركة دامغة خلال القرون الخمس الأولى من تاريخ الإسلام ، العصر الذهبي اللامع في تاريخ الإنسانية جمعاء .
وقد كشف التاريخ أن المسلمين كانوا في العصور الوسطي أسبق من الغربيين إلى ابتداع المنهج التجريبي بكل مراحل مما جعلهم السبق في ابتداع العلوم المختلفة وتأسيسها .
ومن هذه العلوم علم الكيمياء الذى حظى بكل اهتمام من الأقدمين والمحدثين حتي صارت الكيمياء في حياتنا لا نستطيع أن نستغنى عنها فهي معنا في كل مكان ، فقد تعددت روائع الكيمياء في عصرنا حتي صارت في كل فن وعلم واختراع فإن هذا العصر بحق هو عصر الكيمياء .
حتي أصبحت الكيمياء في كل شئ حولنا في طعامنا وملابسنا وأدواتنا وشرابنا ، وفي كل شئ حولنا .. إنها نعمة عظيمة ، وقدرة جليلة ماكنا نحلم بها ، لولا رحمة الله التى تداركت الإنسان .
قال تعالى والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا ، وما يذكر إلآ أولوا الألباب ).
صدق الله العظيم .
وقد قسمت البحث إلى فصول وهي :-
الفصل الأول : 1- تعريف علم الكيمياء .
2- الكيمياء عند الأقدمين .
الفصل الثاني :- اسهامات علماء العرب والمسلمين في علم الكيمياء .
الفصل الثالث : ماذا فعل العرب والمسلمين في علم الكيمياء السابقة لهم .
الفصل الرابع : أهم علماء المسلمين والعرب وكتبهم وأهم أعمالهم .
1 – جابر بن حيان
2 – أبو بكر الرازي
وانهيت البحث بخاتمة ثم ثبت بأهم المراجع
وأسال الله تعالى وهو خير مسؤول أن أكون قد
وافيت المراد والله الموفق ومنه السداد
والله من وراء القصد وهو هادى السبيل
تاريخ البحث / 1-5-2009م
الفهرس
الموضوع الصفحة
المقدمة 1-2
تعريف بعلم الكيمياء 4
الكيمياء عند الأقدمين 4
اسهامات علماء العرب والمسلمين في علم الكيمياء 5
اكتشافات العرب والمسلمين في الكيمياء 6
ماذا فعل العرب والمسلمين في علم الكيمياء السابقة لهم 8
اهم علماء الكيمياء العرب والمسلمين 10
الخاتمة 15
ثبت بأهم المراجع والمصادر 16
الفصل الأول
1- تعريف علم الكيمياء :-
علم الكيمياء من العلوم القديمة التى عرفها الإنسان ومهما اختلف العلماء على تعريفها فإن أصح تعريف لها " هي فرع من فروع العلم يختص بدراسة خواص المواد وتفاعلاتها ، ويبين لنا الطريق لتحويل المواد الخام إلى مواد أخرى جديدة ."
ويعتقد البعض أن كلمة ( الكيميا ) عربية الأصل ، وأنها تعني الصنعة التي اشتهر بها سكان أرض
وهى أرض مصر في ذلك الوقت ....( Khem( كيم
2- الكيمياء عند الأقدمين :-
1- المصريون :-لقد لعب قدماء المصريين دورا ً هاما ً في حقل علم الكيمياء ،حيث وجد العلماء المعاصرون برديات علمية فيها معلومات كيميائية ، تدل دلالة قاطعة أن قدماء المصريين لهم باع طويل في هذا المجال .
ويقال أن علماء اليونان ورثوا هذا العلم من قدماء المصريين وحرفوا فيه حتى وصل إلى مراحل رديئة جدا ً ، وقد عرف عن المصريين صناعة العطور والسكر والخمور من العنب وكذلك الزجاج وتلوينه والدباغة مما يدل أنهم على دراية بعلم الكيمياء .( 1 )
2-الصينيون :-أهتم الصينيون بعملية تحويل المعادن الرخيصة إلى معادن ثمينة ، لذا نجد ان موضوع علم الكيمياء في الصين جاء متأخرا ً ، لدرجة أنهم كانوا يقدسون الذين يعملون في حقل الكيمياء .... وكانوا يهتمون بالبحث عن دواء يطيل الحياة ، ويدخل السعادة الحقيقية على النفوس ، لذا نرى أن الكيمياء عند الصينيين كانت بدائية للغاية وكانت مرتبطة بالخرافة حتى القرن الثامن الميلادي ، وفي العصور الوسطى تقدمت وكان لها دور مشهود . ( 2 )
3- الهند :- امتدت خرافة الحصول على دواء يطيل الحياة عند الصينيين إلى الهند ، إن هناك عاملا ً مشتركا ً بين كيمياء الهنود والصينيين ، وفي القرون الوسطى تطورت الكيمياء إلى حد معقول نظرا ً للتبادل التجاري بين الهند والبلاد الإسلامية . ( 3 )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
1- اسهام علماء العرب المسلمين في الكيمياء / د. على عبدالله الدّباغ – مؤسسة الرسالة (ط4) 1988 صفحة 36 .
2- نفس المرجع السابق صفحة 41 .
3- نفس المرجع السابق صفحة 42 .
4- اليونان :-إهتم علماء اليونان بالنواحي النظرية وأهملوا العلوم التجريبية ، فكان خط الكيمياء ضعيفا ً عندهم ، ولا ننسي أن هناك مدرسة في الاسكندرية اعتنت بحقل الكيمياء فكانت النواة الأولى لهذا العلم ، وكانت مدارس أثينا في ذلك الوقت مهتمة بالفلسفة ،فلم يتركوا أي انتاج مفيد في هذا
الحقل . ( 1 )
5- العرب والمسلمون :- اسهم العرب والمسلمون اسهاما ً عظيما ً في تطور علم الكيمياء فنقلوها من عهد إلى عهد ، وظهر في الدولة الإسلامية عدد كبير من العلماء مثل جابر بن حيان ( 737م )
وأبو بكر الرازي ( 854-932 م ) وكان لهما أكبر الأثر في تقدم الكيمياء وتأثر علماء آخرين بهما مما جعل علماء أوروبا يعرفون قدر العلماء العرب والمسلمين .
وينسب إلى جابر بن حيان وحده أكثر من خمسمائة مؤلف في الكيمياء وكانت تدرس في أوروبا خلال عدة قرون . ( 2 )
ويقول بعض علماء الغرب " نحن نعترف بفضل العلماء العرب والمسلمين في حقل الكيمياء " ويعترفون أنهم كانوا في ظلام دامس ولولا علماء العرب والمسلمين ما تقدمت أوروبا. ( 3 )
الفصل الثاني
اسهامات علماء العرب والمسلمين في علم الكيمياء :-
استفاد علماء العرب والمسلمين من الحضارات القديمة وخاصة ثقافة الفرس والكلدانيين واليونانيين ، لذا نجد الكثير من رواد علم الكيمياء في الحضارة الإسلامية يرجع أصلهم إلى أصل فارسي ، واتصل علماء العرب والمسلمين بكل مصادر الحضارات وخاصة بعد الفتوحات الإسلامية ، وهذا أمر طبيعي أن كل حضارة تنهل من سابقاتها ومن ثم تبني لنفسها صرحا ً حضاريا ً ، كما فعل علماء العرب والمسلمين . ( 4 )
لما بدأ العرب نهضتهم الفكرية بالعلوم العلمية ، كان أول ما اتجهوا إليه علم الصنعة ( الكيمياء ) وأول من اشتغل بها خالد بن يزيد الملقب بحكيم آل مروان ، لقد برز علماء أفذاذ في هذا العلم مثل جابر بن حيان والرازي وابن سيناء والجلدكي والمجريطي وغيرهم ..... ( 5 )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
1- اسهام علماء العرب والمسلمين في الكيمياء / د. على عبدالله الدّباغ – مؤسسة الرسالة ط4 1988 صحفة 43 .
2- نفس المرجع السابق صفحة 47
3- نفس المرجع السابق صفحة 47
4- نفس المرجع السابق صفحة 47 – 48
5- نفس المرجع السابق صفحة 48 - 49
لقد اتفق المؤرخون في حقل العلوم أن علم الكيمياء علم عربي أصيل وضعه علماء العرب والمسلمين ، وثبتوا أركانه بتجاربهم ونظرياتهم .....
اكتشافات العرب والمسلمين في علم الكيمياء :-
ومن الاكتشافات التي اكتشفها العرب والمسلمين استحضار حامض الطرطير ( النطرون )، وحامض الكبريتيك ، وحامض النتريتيك ، والماء الملكى ( حامض النتروهيد وكلوريك ) وبدلوا الطرق البدائية في صهر المعادن ، كما تمكنوا من استحضار عدد كبير من المركبات الكيميائية كماء الذهب والصودا الكاوية ، وكربونات البوتاسيوم ، وكربونات الصوديوم ، والزرنيخ , والأثمد ، والقلويات ، والنشادر ، وفترات الفضة ، والراسب الأحمر وغيرها ..... ( 1 )
وفرقوا بين الحوامض والقلويات ، وراقبوا ازدياد المعادن في عمليات التأكسد وعرفوا أن النار تنطفئ بانعدام الهواء ، وطوروا عمليات أساسية في الكيمياء كالتصعيد ، والترشيخ ، والتذويب والتبلور ، والتسامي ، والتكليس ، والتقطير ، وميزوا بين التقطير المباشر والتقطير بواسطة الحمام المائي ، أو بواسطة الحمام الرملي .... ( 2 )
ومن العلماء الذين تميزوا في هذا العلم أبو الريحان البيروني ، وله الفضل في تعريف طريقة تحضير الزنجار ( كربونات النحاس القاعدية ) وكذلك استطاع التميز بينها وبين الزاج الأزرق ( كبريتات النحاس المتبلورة ) كما ذكر البيروني أن الزنجار تتحول إلى مادة سمراء غامقة جدا ً عند تسخينها بشدة ، وبذلك يشير إلى حقيقة كيميائية مشهورة من أن كربونات النحاس تنقسم يالتسخين إلى أوكسيد النحاس وثاني اوكسيد الكربون ، أما الزاج الأزرق فلا يتجزأ بالحرارة ..... ( 3 )
وعلماء المسلمين والعرب عرفوا المادة واستعملوا الآت متقدمة لإيجاد الوزن النوعي والكثافة النوعية لبعض المعادن الثمينة والجواهر الكريمة .... ( 4 )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
1- اسهام علماء العرب والمسلمين في الكيمياء / د. على عبدالله الدّباغ – مؤسسة الرسالة ط4 1988 صفحة 57
2- نفس المرجع السابق صفحة 57
3- نفس المرجع السابق صفحة 59
4- نفس المرجع السابق صفحة 59
ومن الصناعات التي اهتم بها علماء العرب والمسلمين في علم الكيمياء لوجدنا ان لهم دورا ً عظيما ً في صناعة المعادن ، ومواد التجميل ، والورق ، والبارود ، والدباغة ، والأصباغ ، والشموع ، والعطور ، والزيوت النباتية ، والزجاج ......
بعض الأجهزة التى استخدمها علماء العرب والمسلمين في بحوثهم الكيميائية :- ( 1 )
الكير = آله النفخ . ، البوطق = البوتقة . ، الماشق = الماشقة .
الراط = الذي يفرغ فيه ما يذاب من ذهب او فضة أو غيرها ويسمي المسبكة .
الزق = آله تستعمل لتصعيد الزئبق والكبريت وغيرهما .
آله بوط = تستعمل في عملية الا ستنزال .
الآثال = آله من زجاج أو فخار على هيئة الطبق ذي المكب .
الأنبيق = يشبه الدورق لا ميزان به .
القابلة = مثل الأنبيق إلا أن فيها ميزانا ً .
العمياء = تتكون من إناءين على شكل نصف كره .
الموقد = تنور من نار .
الطبستان = كانون مثل كانون القلائين .
نافخ نفسه = تنور .
لقد أهتم العلماء العرب والمسلمين بالعمليات المختبرية ومنها التقطير والملغمة والتسامي والتكليس والتبلور والترشيح وغيرها من العمليات التى تستخدم في علم الكيمياء اليوم . ( 2 )
وهناك كلمات عربية تستخدم إلى اليوم في مجال الكيمياء ويستعملها الغرب في أبحاثهم وكتبهم المدرسية والجامعية ومنها :- ( 3 )
Al cohol الكحول / Savon ,sao الصابون
Attar عطر / Anatron النطرون
Alambic الأمبيق / Kazdir القصدير
أن فضل العلماء العرب والمسلمين في حقل الكيمياء لا يستطيع أن ينكره أي مكابر ، فقد اعترف بفضلهم الأعداء والأصدقاء من دول الغرب بدون استثناء . ( 1 )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
1- اسهام علماء العرب والمسلمين في الكيمياء / د. على عبدالله الدّباغ – مؤسسة الرسالة ط4- 1988 صفحة 71
2- نفس المرجع السابق صفحة 73 – 74
3- نفس المرجع السابق صفحة 77
1- اسهام علماء العرب والمسلمين في الكيمياء / د. على عبدالله الدّباغ مؤسسة الرسالة ط4- 1988 صفحة 77- 78