المسرح بصورة عامة له عدة مفاهيم ولديه الكثير من الأهداف التي يسعى لتحقيقها من خلال ما يتم عرضه من أعمال مسرحية متنوعة تهدف إلى إيصال عديد الأفكار للمجتمع عن طريق نصوص مسرحية تمزج بين الجد والهزل تارة وبين الحزن والفرح تارة أخرى, ولعل من بين أهداف الفن المسرحي هو الترفيه والذي يسعى للتنفيس عن الإنسان وتخفيف همومه ومعاناته من واقع الحياة التي يعيشها وضغوطاتها المتعددة...

*****

لذا فالإنسان يجد في المسرح مهربا من واقع حياته المليئة بالمعاناة تارة وبالسعادة تارة أخرى, وان اختلفت المقاييس بينهما فالهدف واحد من خلال رغبة الإنسان في ترجيح الجانب الايجابي من حياته والمتمثل بالسعادة, ولكي يحقق ذلك فإنه لجأ لوسائل الترفيه المتنوعة والتي من بينها متابعة العروض المسرحية والتي ستوفر له جوا من المرح والتسلية وان كان لوقت قصير لكن مفعوله سيكون كبيرا على نفسه...

*****

فالإنسان العراقي في ظل المعاناة الكبيرة التي تعكر صفو عيشه بسبب الوضع الغير مستقر في العراق وبمختلف المجالات سواء السياسي أو الاقتصادي أو الأمني وحتى الاجتماعي فإنه يعجز عن إيجاد فرصة للترفيه عن نفسه من اجل الابتعاد عن واقعه المرير ولو لبرهة من الزمن كون وسائل الترفيه في العراق أصبحت إما معدومة أو شحيحة في الفترة الحالية بسبب الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد...

*****

وهذه الظروف قد ألقت بظلالها على المسرح العراقي وجعلته يدور في دوامة من التخطبات والعشوائية بسبب انجذاب مسئولي المسرح العراقي للوضع الراهن وتأثرهم الشديد به, فمنهم من أصبح منخرطا بالسياسة ومنهم من أصبح ينافس على المناصب المرموقة لتوفير مصالحه الشخصية ومنهم من اتخذ جانب العزلة مبتعدا عن هذا وذاك تاركا دوره المسرحي ومبتعدا عن الهدف الأساسي الذي كان يعمل من اجله, مما اثر بشكل سلبي وخطير على المسرح العراقي وجعله يوقف عداد الزمن عند المرحلة التي بلغها سابقا عاجزا عن التقدم ولو لخطوة واحدة في طريق التقدم والرقي للمستوى الذي بلغه المسرح العالمي وبدرجة اقل المسرح العربي...

*****

فمعاناته المسرح العراقي لا تقتصر على سبب واحد أو اثنين بل تعددت الأسباب ولكن النتيجة واحدة وهي أن المسرح العراقي حاليا أصبح كالمريض الذي صار ما بين أمرين لا ثالث لهما إما توفر العلاج والتعافي أو الموت وعندها سيكون المواطن العراقي البسيط والذي يرى في المسرح أمله الوحيد للتخفيف عن معاناته هو الخاسر الأكبر كونه لن يحظى بفرصة الاستمتاع بالعروض المسرحية العراقية الجميلة والتي لطالما أدخلت السعادة إلى نفسه في السابق...

*****

بعد عرض محتوى الموضوع والتطرق إلى وضع المسرح العراقي اترك لكم النقاش عسى أن نصل معا إلى سبيل يخفف الضغط عن معاناة المسرح العراق...