جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
|
جواهر ستار التعليمية :: قسم البحوث :: منتدى الطلبات والبحوث الدراسية |
الخميس 22 أكتوبر - 16:20:07 | المشاركة رقم: | |||||||
جوهري
| موضوع: بحث حول الجزائر قبيل الاستعمار الفرنسي بحث حول الجزائر قبيل الاستعمار الفرنسي تعتبـر الفترة الممتدة ما بين ( 1790 - 1830 ) مرحلـة هامة فـي مسـار العلاقات الجزائـرية الفرنسية ، و التي شهـدت تحولا من السلـم المئوي إلى جملـة مـن الإعتداءات، ومشاريع لاحتـلال الجزائـر وصولا إلى الحصار الفعلـي للجزائر عام 1830 . هذه الفترة ميزتها عدة أحداث نذكر أهمها : • الثورة الفرنسية و وصول نابليون بونابرت إلى الحكم في فرنسا . • مؤتـمر فييـنا 1815 الذي أعـاد ترتيب أوضاع القـارة الأوربية بعـد الـحرب النابولونية ، و عودة أسرة آل بورمون إلى الحكم في فرنسا حتى صدور قرار إعلان فرنسا الحرب على الجزائر . • حادثة المروحة 1827 التـي اتخذتها فرنسا ذريعة لاحتلال الجزائر وعلـى ضوء هـذه الأحداث: مـا هـي أهم مشاريـع الاحتلال ؟ و مـا مدى تأثير قرارات مؤتمر فييـنا على مسار العـلاقـات الجزائريـة الفرنسية ؟ و هل كانـت حـادثـة المروحـة سببا كافيا لاحتلال الجزائر أم هناك أسباب و دوافع وراء هـذا الاحتلال؟ المبحث الأول : مشاريع الإحتلال . جاءت سنة 1790 لتعلن نهاية الصلح المئوي بين الجزائر و فرنسا و بناءا على نتائجه التي كانت في صالح البلدين ، فضل البلدان على حد السواء تمديد مدة الصلـح لمائة سنة أخـرى ، فوقعا بتاريخ 29مارس1790 اتفاقا يكرس السلـم و يقضي بحل المسائل العالقة ، و في تاريخ 4أفريل1790 غادر القنصل الفرنسي " دسانفيل " الجزائر ، و تمّ استبداله بالقنصل " فاليير" 1 . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1- جمال قنان، العلاقات الفرنسية الجزائرية 1790-1830، منشورات متحف المجاهد، ص21-22. الفصل الرابع: العلاقات الجزائرية الفرنسية (1790-1830) في عام 1793 حصلت فرنسا على قرض من الجزائر ، بمبلغ ربع مليون فرنك فرنسي ، و ألحت على الداي أن يقرضها ثلاث ملايين أخرى ، غير أنـه أعطاها مليون فرنك فقط . غير أن الحدث الـذي أعطى للعلاقـات الجزائرية الفرنسية اتجاها آخرا ، هـو غزو" نابليون بونابرت" لمصر 1798 ، و هو ما كـان سببا فـي إعلان الجزائـر الحرب على فرنسا 1 تحت ضغط الباب العالـي رغم توقيعه معاهدة صلح معـها قبل سنتين 2 . في عام 1801 قام القنصل الفرنسي" ديبوا تانفيل " (Dubois thainville) بإبرام معاهدة مع الديوان يوم 17 ديسمبر 1801 ، أعيدت بمـوجبـها المؤسسـة الإفريقية إلى العمـل مع إعفائها من الضرائب لمدة عام كامل ، تعويضا علـى خسارتـها فـي سنوات الانقطاع ، غير أن هذا الصلح لم يدم طويلا إذ بعد إلحـاح الديوان بمطالبة فرنسا بتـمديد ديونها بدأ نابليون بونابرت استعمال لغة التهديد وهنا برزت إلى الوجود المشاريع الفرنسية لاحتلال الجزائر 3 . تمهيدا لمشاريعه قام نابليون بونابرت بإرسال بعثات استكشافية للجزائر بغرض جمع المعلومات حولها ، وفي هذا الإطار قام بتكليف القنصل " جون سان أندري لإعداد مشروع لاحتلال الجزائر ، فحسب رأيه يمكن احتلال الجزائر فـي ظرف ثمانية أيام4 . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1- يحيى بوعزيز ، الموجز في تاريخ الجزائر ، ج1 ، ص114- 115. 2- أرجمند كوزان ، السياسة العثمانية تجاه الاحتلال الفرنسي للجزائر 1827-1847، ترجمة: عبد الجليل التميمي، ط2، الشركة التونسية لفنون الرسم، تونس ، 1974، ص19. 3 – يحيى بوعزيز ، المرجع نفسه ، ص341-342. 4-عمار هلال، أبحاث و دراسات في تاريخ الجزائر المعاصرة 1830-1862، ديوان المطبوعات الجامعية، 1995، ص341-342 الفصل الرابع: العلاقات الجزائرية الفرنسية (1790-1830) في عام 1802 أرسل نابليون بونابرت 1 الضابط هولان إلى الجزائر وحمله إنذارا إلى الداي بأن يوقف اعتداءاته على السفن الفرنسية في البحر المتوسط وإلا سيشن الحرب عليه بنفسه ، و في 16سبتمبر من نفس العام وجه إلى الداي رسالة أخرى شديدة اللهجة ذكر فيها مطالبة بعض وزرائه بتسديد الديون و طالب بتقديـم الترضية اللازمة و إلا سيبعث حملة انتقامية تتكون من ثمانين ألف جندي للقضاء عليه و على نظامه و حكومته ، فوصل الضابط هولان على رأس قوة بحرية يـوم 08 جويلية 1802 و تمكن من إطلاق سراح أسرى السفينة الفرنسية دون احتـلال الجزائر2. و استمرارا لمشاريعه العدوانية ضد الجزائر قام نابليـون في 1808 بإرسال الضابط بوتان( butin)3من أجل إعداد تقرير كامل ومفصل عن الجزائر و ذلك بإجراء مسح طوبوغرافي في دراسة الواقع الاجتماعي و الاقتصـادي للجزائر و هذا تمهيدا للاستيلاء عليها ، فوصل إلى الجزائر يوم 25 ماي 1808 و تمكن بمساعدة تانفيل من زيارة بعض الأماكن الحساسة إلى درجة أنه أثارانتباه حاشية الداي ، حيث صرح الضابط بوتان بأنهم هددوا بأن يدفنوا أحياءا إذ عادوا لهذا المكان، فكان لتقريره أهمية كبرى في احتلال الجزائر مستقبلا، حيث أكد في تقريره على نقطتين أساسيتين لنجاح الحملة و احتلال الجزائر و هما : - اختيار المكان لإنزال القوات الفرنسية بالقرب من العاصمة ، و قد رأى أفضل مكان هو ساحل سيدي فرج مبينا عيوب المنطقة ، وأن الجيش الجزائري لا ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1- هو إمبراطور فرنسا 1804-1815، ولد في أجاكسبو عام1769، عين قنصلا أولا من 1800-1804 بعدما كان جنرالا أيام الثورة الفرنسية ثم أصبح إمبراطورا لفرنسا من 1804إلى 1815 تحت اسم نابليون الأول قاد حملات عسكرية ضد إيطاليا، مصر في المرحلة الأخيرة من الثورة الفرنسية ، توفي عام 1821 بجزيرة سينت هيلان (تقع بالمحيط الأطلسي على بعد 1900كلم غرب إفريقيا) أنظر:www.Meducation.edu.dz)). 2- جمال قنان ، المرجع السابق، ص200. 3- هو فاسنون إيف بوتان ، ولد في جانفي عام 1772 ، في قرية لورو بروتون بنواحي نانت، أوكل له عام 1808 مهمة وضع تقرير مفصل لاحتلال الجزائر ، و قد عرف هذا التقرير بمخطط بوتان ، و قد دفن هذا المخطط في عهد الملك شارل العاشر عام1830. (أنظر: www.meducation.edu.dz ( الفصل الرابع: العلاقات الجزائرية الفرنسية (1790-1830) يتعدى ستون ألف (60.000) جندي1 . • اقترح بوتان أن عدد القوات الفرنسية للحملة يجب أن يتراوح بين خمسـة و ثلاثين ألف (35.000) أو أربعين ألف (40.000) جندي ، معظمهم من المشاة مع بعض المدافع ، و أن تكون الحملة من البرّ إلى البحر ، كما جاء في تقرير بوتان أن احـتلال المدينة يكـون بالسيطرة على حصن مولاي حسن ، و أن مـدة الحملة لا تتجاوز شهرا بين ماي و جوان2 . إذن إن تقرير بوتان ركز على أن يكون الإنزال بري في ميناء سيدي فرج و على أن تكون المواجهة بحرية ، و ذلك بقصف المدينـة من الناحـية البحـرية. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 – جمال قنان، معاهدات الجزائر مع فرنسا (1619-1830)، ص202. 2 – أبو قاسم سعد الله، محاضرات في تاريخ الجزائر الحديث(بداية الاحتلال) ، ط3 ، الشركة الوطنية للنشر و التوزيع ، الجزائر ، ص21. الفصل الرابع: العلاقات الجزائرية الفرنسية (1790-1830) المبحث الثاني: قرارات مؤتمر فيينا 1815 و تأثيرها على مسار العلاقات الجزائرية الفرنسية . عرفت الفترة الممتدة مـا بين (1789- 1814) أي بعـد انتهاء الثـورة الفرنسية ، دخول القارة الأوربية في حروب شاملة عرفت بالحروب النابوليوتية التوسعية ، إذ كان يهدف نابليون من وراء ذلك فرض السيطرة الفرنسية علـى معظم أوربا1 . بعد سقوط نابليون و انتهاء الإمبراطورية النابليونية 1814 و عودة آل البورمون إلى عرش فرنسا ، اجتمع الساسة الأوربيون على طاولة مؤتمر فييـنا 1815 لإعادة رسم الخريطة السياسيـة لأوربـا عقب انتهاء الحروب النابليونيـة غير أن الأمور تعدت الـحدود السياسية لأوربا إلـى دول شـمال إفريقيا عامـة و الجزائر خاصة2 و عليه : هل كانت لقرارات مؤتمر فيينا تأثيرات على مسار العلاقات الجزائرية الفرنسية ؟ . قبل الحديث عن مؤتمر فيينا و تأثيره على العـلاقات الجزائرية الفرنسية لا بدّ من الإشارة إلى الرسالة التي بعث بها الملك لويس الثامـن عشر3 إلى الداي بتاريـخ 20 ماي 1814 و التـي جاء فيها : " لقد أخذنا مقـاليد أمور إمبراطورية فرنسا وسط تصفيقات شعوبـنا الذيـن منحوا لنا شواهد الاحترام الصادق الذي يكنونه لنا ، و حبهم لشخصنا المقدس ... إننا نثبت بكل سرور المعاهدات القائمـة بين فرنسا وإيـالة الجزائر ، و نحن مقتنعون بأنكم ستحترمون بكـل إخلاص جميع ترتيباتها من جهتكم ، و إنكم ستردون لتاجنا الإمبراطوري كل مـا من شأنه تدعيم ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1- أبو قاسم سعد الله ، المرجع السابق، ص23 2 - جمال قنان، قضايا و دراسات في تاريخ الجزائر الحديث و المعاصر ، منشورات المتحف الوطني للمجاهد ،ص53. 3- لويس الثامن عشر (1755-1824)، ملك فرنسي من أسرة آل البورمون من(1814-1824) ، الابن الأصغر للويس الخامس عشر و أخ لويس السادس عشر ، توفي سنة 1824.(أنظر:www.miducation.idu.dz ( الفصل الرابع: العلاقات الجزائرية الفرنسية (1790-1830) السّلم و الصداقة و حسن العلاقات الراسخة بيننا " 1. من خلال هذه الرسالة يمكن أن نستنتج أنّ العلاقات بين البلدين ، ستدخل مرحلة جديدة مغايرة لفترة الإمبراطورية التي ميزها مشاريع الاحتلال التي حاول من خلالها نابليون السيطرة على أوربا و خارجها على حد سواء ، و أنه المسؤول عن توثر العلاقات قبل هذا التاريخ ، و يمكن حصر أسباب هذا التوتر فيما يلي: • عدم احترام الـقراصنة الفرنسيين للقـوانين و المعاهدات التي تمّ إبرامها مع الجزائر و خرقهم للمياه الإقليمية للجزائر. • التشدد في تطبيق القوانين الجمركية في العلاقات التجارية. • المطالب المالية للإخوة بكري بخصوص قضية الديون2 . غداة سقوط نابليون و عودة أسرة آل البورمون على عرش فرنسا ، استقبلت الجـزائر بارتياح انفتاح الملك لـويس الثامن عشر نحوها ، عندما عبر عن رغبتـه في إعادة الوئام و الصداقة القديمة التي كانت قائمة بين البلدين منذ وقت طويل3. لقد حضيت دول المغرب البحرية باهتمام خاص خلال هذا اللقاء الأوربي و من سخرية القدر أن تقوم مؤسسـة صليبية قرصانية - فرسان مالطة - بطرح قضية قرصنة الدول البربرية في المتوسط بهذا المؤتمر ، عندما قدمت مذكـرة طالبت فيها بإتحاد الإجراءات على المستوى الأوربـي لقمع قرصنة الدول المغربية ، و قد دعم هذا الطلب بمشروع مفصل قدمه بحار إنجليزي يدعى "سيدني سميث" إلى المؤتمر في أواخر شهر ديسمبر من سنة 1814 ، و علـى الرغم من أن المندوب الإنجليزي قد أظهر نوعا من اللامبالاة ، وعدم الإكثرات بهذا المشروع ، لكن إنجلترا كانت تريد تصفية حسابها مع دول المغرب خاصـة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1- جمال قنان، نصوص و وثائق في تاريخ الجزائر الحديث(1500-1830)، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، 1987، ص53. 2- جمال قنان، معاهدات الجزائر مع فرنسا(1619-1830)، ص206. 3- جمال قنان، دراسات في مقاومة الاستعمار، منشورات المتحف الوطني للمجاهد، الجزائر، ص12. الفصل الرابع: العلاقات الجزائرية الفرنسية (1790-1830) الجزائر ، بسبب موقف الحيـاد الذي اتخذته هذه الدولة أثناء الصراع الدائــر مع أوربا ، فقد اعتقدت إنجلترا أن القرصنة قد حانت لتوجيه الضربة في الصميم لهاته الدولة التي تعتبر في نظر الأوربيين مركز الثقل الرئيسي في منطقة المغرب و القوة الرئيسية المحركة له . لقد انكشفت مناورة الإنجليز بعد وقت قصير و ظهرت مطامحهم و مشاريعهم بكل وضوح 1 . خلال هذا المؤتمر لم تكن لفرنسا دور كبير في أعمال المؤتمر إلا أنها سعت بكل الطرق لعدم تجسيد هذه الفكرة على أرض الواقع نظرا للخطر الذي يمثله على مصالحها في المنطقة 2 . و تجسيدا لنيتها في تحسين العلاقات مع الجزائر قام الملك الفرنسي "لويس الثامن عشر" بتعيين "بيار ديفال" قنصلا لفرنسا في الجزائر في 28 أوت 1815 غير أنه لم يلتحق بمنصبه إلا في فيـفري 1816 حاملا هدايا للداي كما استطاع ديفال الذي كان يحمل على عاتقه مسؤولية إعادة العلاقات الجزائرية الفرنسية إلى طبيعتها السلمية قبل 1792 على أن يقنع الديوان برد امتياز الباستيـون لفرنسا . متابعة لما تم التوصل إليه في مؤتمر فيينا وصل إلى الجزائر "اللورد إكسمورث" في أوت 1816 على رأس قوة بحرية و قذف مدينة الجزائر ، نتج عنه قتل و جرح حوالي 7000 شخص بين مسلمين و أوربيين بعد رفض الداي الرضوخ لمطالبه المتمثلة في إطلاق سراح القنصل الإنجليزي و الأسـرى المسيحييـن و إلغـاء القرصنة و الاسترقاق ، و عند وصول هذه القوة إلى مدينـة الجزائر رفعت الراية البيضاء تعبيرا عن السلام و الرغبة في التفاوض، هذا مـا جعل البحرية الجزائرية تسمح لهم بالتقدم و الاقتراب من المدينة دون أن تطلق النار عليهم . وقد عبرت القوات الإنجليزية و عند اقترابها من المواقع الدفاعيـة للأسطول الجزائري دخلت في اشتباك عنيف مع وحداته أسفرت عن خسائر ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1- جمال قنان، معاهدات الجزائر مع فرنسا، ص208-209. 2- جمال قنان، قضايا و دراسات في تاريخ الجزائر، ص55. الفصل الرابع: العلاقات الجزائرية الفرنسية (1790-1830) فادحة في صفوف البحرية الجزائرية ، هذا ما أدى إلى قطع العلاقات الجزائرية الإنجليزية 1 . بالرغم من أن هذه الحملة كانت في ظاهرها تنفيذا لإدارة الدول الأوربية فإن بريطانيا كانت تهدف من خلالها إلى فرض سيطرتها على البحار للاستحواذ على طرق المواصلات و الحفاظ على مصالحها في الشرق و الهند خاصة2 . و لزيادة نفوذها في شمال إفريقيا و الجزائر بصفة خاصة ، فقد استغلت فرنسـا الوضع المتدهور بين الجزائر و إنجلترا و عقدت معاهدتين في 15 مارس1817 و أكتوبر1817 ، إذ تحصلت بموجبها فرنسا على تخفيض الإتاوات التي تدفعها للديوان مع قنطارين من المرجان للداي 3 . كان موقع فرنسـا عقب سقوط نابليون و نهاية حروبه ، لا يسمح لها بفرض شروطها و أخد مكانة وسط الدول الأوربية صاحبة القرار ، و هو ما جعلها تأخـذ موقع المراقب في العلاقات الجزائرية الأوربية خاصة الإنجليزية ، و انتظار الفرصة لإعادة موقعها بقوة في أوربا من جهة و توسيع نفوذها في الجزائر من جهة أخرى 4 . لتحقيق هذه الغاية طلبت فرنسا من الدول المنتصرة عليها في حروب نابليون تحويل التحالف الرباعي ( إنجلترا ، روسيا ، النمسا ، بروسيا ) إلى حلف خماسي تكون فرنسا طرفه الخامس ، و تقوم مع إنجلترا بالقضاء على القرصنة في البحر غير أن المشكل الذي جعل الدول الأوربية تفشل في مسعاها هذا هو رغبة روسيا الانضمام إلى هذه القوة ، لكن فرنسا و إنجلترا كانتا ترفضان وصول روسيا إلى مياه المتوسط و أمام هذا الخلاف قررت الدول الأوربية إلى ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1- جمال قنان، معاهدات الجزائر مع فرنسا، ص210. 2- عبد الله شريط، محمد الميلي، مختصر تاريخ الجزائر السياسي و الثقافي و الاجتماعي، المؤسسة الوطنية للكتاب ، الجزائر، 1985، ص169. 3- محمد العربي الزبيري، مقاومة الجزائر للتكتل الأوربي قبل الاحتلال، مجلة الأصالة ، العدد12، فيفري 1973، الجزائر،ص123. 4- جمال قنان، المرجع نفسه، ص213. الفصل الرابع: العلاقات الجزائرية الفرنسية (1790-1830) عقد مؤتمر جديد للبحث في هذه القضية و هو "مؤتمر اكس لاشابيل" 1 . بدأ مؤتمر أكس لاشـابيل 2 في عقد جلساته الأولى عند أواخر شـهر سبتمبر1818 ، و لم يتوصل المجتمعون إلى اتفاق على خطة للعمل المشتـرك ضد الدول المغربية و سويت المسألة باتفاق المجتمعين على إصدار تصريـح موجه للدول المغربية يحمله مبعوثان " إنجليزي ، فرنسي" لإبلاغ ما توصلت إليه الدول الأوربية ، و افتكاك تعهد كتابي للحد من القرصنة ، و استقبـل الداي حسن المبعوثين الأوربيين في 5 سبتمبر 1819 و تسلم التصريح الذي جاء فيه: "إن الدول التي اجتمعت في إكس لاشابيل عقدت العزم على وضع حد لنظام القرصنة الذي هو ليس مضرا بالمصالح العامة لكل الدول فقط ، و إنما أيضا مخرب لكل أمل في الرخاء بالنسبة للذين يستخدمونه و إذا ما استمرت الإيـالات في إتباع نظام هو عدو للتجارة الآمنة فإنما سوف تجر علينا قيام عصبة عامة من الدول الأوربية ضدها ، و يجب علينا أن نفكر في ذلك قبل فوات الأوان"3 . لم يكن الوضع الدولي جيدا بالنسبة للجزائر عند بداية العشرينات ، فقد أصبحت محاصرة سياسيا من قبل الدول الأوربية التي جاءت في التصريح وعند إطلاعه على محتواه رد " الداي حسين " معبرا عن رفضه للسياسة الأوربية وفرض قرارات المؤتمر على الجزائر، و كذا رفضه التخلي عن حقه في التعرف على البواخر الأجنبية في البحر وهي الوسيلة التي يمكن من خلالها تمييز البواخر الصديقة من العدوة4 . تميزت العلاقات الجزائرية الفرنسية في فترة (1814 - 1818 ) بهدوء في ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1- يحيى بوعزيز، الموجز في تاريخ الجزائر،ج1 ، ص357. 2 – مؤتمر انعقد في مدينة اكس لاشابيل الألمانية ، بين 29سبتمبر و 21نوفمبر1818، بين الدول المنتصرة في الحروب النابليونية و إنجلترا ، و النمسا، روسيا، بروسيا، فرنسا ، ممثلة بدوق ريشوليو. (أنظر: جمال قنان، معاهدات الجزائر مع فرنسا (1619-1830، ص213). 3-جمال قنان ، المرجع السابق ، ص213 4-مبارك الميلي ، تاريخ الجزائر في القديم و الحديث ، ج3، مكتبة النهضة الجزائرية، الجزائر، ص213. الفصل الرابع: العلاقات الجزائرية الفرنسية (1790-1830) ظل محاولة فرنسا تحسين وضعيتها على المستوى الأوربي ، و فرض نفوذ أكبر في الجزائر لتأمين مصالحها من المنافسة الإنجليزية، و هو ما يفسر محاولتها في ترضية الديوان مقابل استرجاع امتيازات استغلال الباستيون الذي أصبـح في يدي الإنجليز ، و تجسيدا لمحاولتها هذه قامت فرنسا بتعيين لجنة رباعية لدراسة ملف الدين على فرنسا لصالح الجزائر ، و أصدرت الحكومة الفرنسية مذكرة بتاريـخ 28 أكتوبر 1819 ، أكدت من خلالها أن ملك فرنسا عازم على إرضاء الحكومـة الجزائرية ، شرط إعلان الداي التخلي عن مطالبة الحكومة الفرنسية دفع المبلـغ له مباشرة ، و السماح لها بدفعه لليهودي بكري1 و قبل الداي بهذا الشرط أملا منه في أن تتشجع فرنسا في دفع ديونها التي تمّ تخفيضها من أربعة و عشرين مليون فرنك إلى سبعة ملايين فرنك ، وتوصل إلى إمضاء اتفاقية في 18أكتوبر1819 تقضي بأن تدفع فرنسا ديونها في اثني عشرة مرحلة ، ابتداء من 1820، غير أن شيئا من هذا لم يحدث 2 . كانت السياسة الفرنسية تجاه الجزائر مقسمة إلى قسمين : الأول يمثل الحكومة الفرنسية التي كانت تأمل في كسب رضا الديوان في الجزائر حفاظا على مصالحها في ظل المنافسة الإنجليزية ، أما الثاني فهو القنصل الفرنسي بيارديفال الذي كان متورطا في قضية الديون مع اليهودي بكري الذي كان يرفض استقلال الجزائر و يحاول إقناع حكومته بأحقيتها في امتلاك الساحل الجزائري3. عمد ديفال منذ 1820 إلى زعزعة الأسس التي ارتكـزت عليها العلاقات الجزائرية الفرنسية ، و التي بدأت تأخذ طابعا حسنا بعد سقوط نابليون و عودة آل البورمون إلى الحكم ، فبدأت نتائج جهوده تظهر عند المسؤولين في باريس ، ففي رسالة وجهها وزير خارجية فرنسا الدوق " دي مورانسي " إلى الداي حسين ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1- أبو قاسم سعد الله، محاضرات في تاريخ الجزائر الحديث(بداية الاحتلال)، ص25. 2 -أحمد عزت الكريم، دراسات في تاريخ الجزائر الحديث، دار النهضة العربية، بيروت ص344. 3- يحيى بوعزيز، علاقات الجزائر الخارجية مع دول و ممالك أوربا(1500-1830)، ص125. الفصل الرابع: العلاقات الجزائرية الفرنسية (1790-1830) في 20 أفريل1822 عبّر فيها عن استياء حكومته من موقف السلطات الجزائرية التي رفضت أن ترد المخازن و المباني التي كانت تملكها الشركة الإفريقية (تعتبر من أكبر الشركات التي حققت أرباحا طائلة خلال عملها الطويل بالجزائر الشمال الإفريقي ، و كان عملاؤها يصطادون المرجان في سواحل القالة وعنابة و تبيعه لصناع مرسيليا لتكييفه....)1 . قبل حدوث القطيعة بين البلدين في 1798 عقب غزو نابليون لمصر وأكد الوزير هذه المباني هي ملك لفرنسا ،و أنها تملك نسخة من حكم قضائي أصدرته محكمة عنابة في 1850 ، و التي اعترفت فيه بشرعية ملك فرنسا لهذه المباني و في رده على إدعاء ديفال ، أكد الداي حسين أن هذه المباني ملك للدولـة الجزائرية و أعطيت للمستخدمين الفرنسيين لتسهيل نشاطهم ، كما يضيف أن هذه المباني أصبحت بين أيدي الإنجليز بعد حصولهم على امتياز الباستيون في 1807 بالتالي إن مصير هذه المباني يتوقف على المشاورات الفرنسية الإنجليزية 2 . لقد كانت قضية مباني عنابة أول حلقات ما عرف بإدعاءات فرنسا الإقليميـة حيث تجددت مطامع الفرنسيين في إلحاق الساحل الجزائري بفرنسا و هذا ما يبين جدية التفكير الفرنسي في احتلال الجزائر، وقد شكلت هذه الإدعاءات عنصر قلق مستمر للعلاقات بين البلدين، و التي وصلت إلى إعلان القطيعة عام 31827. و في عام 1826 رفع " دروفتي " القنصل الفرنسي في مصر تقريـر إلى حكومته مفادها أنه بإمكان فرنسا استخدام محمد علي لاحتلال الجزائر مقابل دفعها تكاليف الحملة ، فرغم موافقته محمد علي إلا أن المشروع لم يتم 4. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1- يحيى بوعزيز ، الموجز في تاريخ الجزائر ،ج1، ص107. 2- جمال قنان، معاهدات الجزائر مع فرنسا(1619-1830)، ص217-218. 3- جمال قنان، العلاقات الفرنسية الجزائرية، ص347. 4- عمار هلال ، أبحاث و دراسات في تاريخ الجزائر المعاصرة ،ص42-43. الموضوعالأصلي : بحث حول الجزائر قبيل الاستعمار الفرنسي // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: الرياضي
| |||||||
الإشارات المرجعية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
|
| |
أعلانات نصية | |
قوانين المنتدى | |
إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان |