الصّداقةُ والصّديق

إنّ الصّداقةَ من أعظم العلاقات الإنسانيّة والاجتماعيّة في حياتنا ،والصّديقُ من أحبّ النّاس إلى قلبي ، فهو كشجرةٍ وارفة تحمينا من حرّ الوحدة والكآبة ، وهو كساعدٍ متين يأخذ بيدنا إلى مروج السّعادة والفرح؛ونحن بدون أصدقاء كشجرةٍ عاقر لا ماءَ يرويها ، أو كغريبٍ تائه في صحراءَ يحتاج إلى مرشد ومساند ليُخرجَه منها ، وينيرَ دربَه بمشاعل النّورِ والأمل .
ولا يكونُ للصّداقةِ هذه القيمةُ العظيمةُ إلا إذا اخترْنا أصدقاءنا ممّن يتحلَّون بالخصال الحميدة ، فإنّي أحبُّ في صديقي كتمان السّرّ ، والصّدقَ ليكونَ جديراً بحبّ النّاس ، وحكمتَه وتعقّلَه ليبقى يقِظاً ويتجنّبَ من يُظهرُ له الحبّ ويبطنُ له الكره ، ثقافتُه غنيّةٌ ليناقشَ في أيّ موضوعٍ يُطرحُ عليه .
وبالمقابل فإنّ علينا غفرانَ أخطاء الأصدقاء وزلاتِهم لنحافظَ على صداقتهم ، ويكونوا عوناً لنا ، كما قال الشّاعرُ :
إذا ما بدتْ من صاحبٍ لك زلّةٌ كنْ أنتَ محتالاً لزلّته عذرا
فالصّداقةُ كنزٌ لا يبيدُ ، وإنّما تعرف صديقك في ضيقك وشدّتك ، فهو بمثابة الأخ الوفيّ المخلص .
وكما قيل : (( رُبّ أخٍ لك لم تلدْه أمّـُك ))