جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
|
جواهر ستار التعليمية :: قسم التاريخ و الحضارة الاسلامية :: تاريخ الجزائر و شخصيات |
الإثنين 12 مايو - 14:42:11 | المشاركة رقم: | |||||||
Admin
| موضوع: الثورة المسروقة و المصالحة الموهومة و الرئاسة المحسومة . الثورة المسروقة و المصالحة الموهومة و الرئاسة المحسومة . الثورة المسروقة و المصالحة الموهومة و الرئاسة المحسومة . أبناء باريس يقتلون أبناء باديس في الجزائر . يحي أبوزكريا . في سنة 1964 قرر أركان النظام الجزائري إعدام وقتل العقيد محمد شعباني الذي فضح قيام مجموعات من داخل النظام السياسي و الجيش الجزائري بقتل المجاهدين الحقيقيين و تعيين الخونة و عملاء الجيش الفرنسي في مواقع حساسة في المنظومة السياسية و العسكرية والأمنية , و قد جرى إعتقاله وتجريده من رتبه العسكرية , و شكّلت محكمة على السريع على أساس القرار المؤرخ في 03/08/1964 من طرف هواري بومدين وكان أعضاء المحكمة العقيـد أحمد بن شريف ـ الرائد سعيد عبيد (سدراتة) ـ الرائد الشاذلي بن جديد أصبح رئيسا فيما بعد ـ الرائد عبد الرحمن بن سالم هذا بالإضافة إلى ممثل الحق العام أحمد دراية والذي كان محكوما عليه بالسجن ثم أطلق سراحه بتدخل من بومدين وتمّ تكليفه بمهمة تحت رئاسة عبد العزيز بوتفليقة , و إعدام محمد شعباني أجمع عليه أحمد بن بلة و هواري بومدين وعبد العزيز بوتفليقة و غيرهم . وفي الخطاب الذي ألقاه العقيد شعباني بمدينة مسعد تكلم بصراحة عن تسرب عملاء لفرنسا وعملاء طعنوا الثورة الجزائرية في الصميم , وتغلغلوا إلى صفوف الثورة الجزائرية وهو الأمر الذي أزعج القيادة العسكرية آنذاك . ومنذ إعلانه عن كشف كل العملاء والخونة و الجواسيس الجزائريين الذين نجحت فرنسا في غرسهم في صفوف الثورة الجزائرية و التمكين لهم بعد الإستقلال والذين أصبحوا من علية القوم و في المواقع الأمامية أصبح يعيش في دائرة الخطر الحقيقي , وعندما أصبح على رأس المنطقة الرابعة طلب العقيد شعباني من بومدين تنحية الرائد شابو العميل من منصبه الإداري حتى لا يطلع على أسرار وزارة الدفاع والمراسلات بين وزارة الدفاع والنواحي، وذلك لأنه كان من مجموعة الفارين من الجيش الفرنسي و تسلل إلى الثورة و الجيش الجزائري . و عندها شعر سارقو ثورة الشعب أن أمرهم قد إنكشف و قرروا قتله , و الإجماع الذي تحقق آنذاك يؤكد كم هو عدد الخونة الجزائريين الذين نجحت فرنسا في إيصالهم إلى دوائر القرار الجزائري . والعقيد محمد إسمه هو الطاهر شعباني من مواليد 04 سبتمبر 1934 بأوماش بسكرة تعلم في مسقط رأسه في زاوية البلدة التي كان والده يدير شؤونها إنتقل إلى مدينة بسكرة لمواصلة تعليمه ثم إنتقل سنة 1950 إلى قسنطينة وإنضم إلى معهد عبد الحميد بن باديس و إنفتح على الفكر العربي والإسلامي و أشرب الثقافة الإسلامية التي كان عبد الحميد بن باديس يزقها في نفوس و أرواح تلاميذه الذين فجروا ثورة التحرير لاحقا , و لم يتنكّر العقيد شعباني لإسلامه وشعبه , و مافتئ يحذر القيادة السياسية و الجزائرية من مغبة غضّ الطرف عن الخونة الذين ذبحوا الشعب الجزائري , و الذين ساهموا في قتل مليون ونصف مليون شهيدا , لأنّ هؤلاء الخونة الجزائريين كانوا أهم من أرشد ودلّ على مواقع الثوّار وعوائلهم في القرى و المداشر والأرياف . و هذا المنعطف الحساس من تاريخ الجزائر , حيث يعدم مجاهد جزائري لأنه يحذر من غرس أبناء فرنسا من الجزائريين في دوائر القرار الجزائري يفسّر طبيعة الصراع في الجزائر حيث أصبح أبناء فرنسا وعملائها يحكمون الجزائر , و المجاهدون الذين حررو الجزائر في صفوف المعدومين أو المسجونين أو المنفيين . وقد نجح أبناء فرنسا بإمتياز وذكاء شديد في إستخدام الخطاب الوطني و مفردات الوطنية الجزائرية , و زايدوا على الثوار الحقيقيين , و بهذا الشكل ضحكوا على الرأي العام الجزائري و العربي وحتى الدولي , و هؤلاء هم الذين فرطوا في إستقلال الجزائر , فرضا مالك منظّر حزب فرنسا في الجزائر كان أحد الأعضاء المفاوضين في إيفيان مع الوفد الفرنسي , و إتفاقية إيفيان هي التي أفضت إلى إستقلال الجزائر الناقص من الناحية السياسية والإقتصادية و غيرها , وقد إرتبط أبناء فرنسا الذين حكموا الجزائر بالمخابرات الفرنسية و المكتب الثاني الفرنسي , بل هناك مكتب خاص هو مكتب الجزائر لتوجيه هؤلاء الخونة و الذين يعرفون بالرقم 120 , و321 , و647 , و هذه الأرقام هي أسماء لأشخاص يتحكمون في مقدرات الأمة الجزائرية , و الذين كانت أهدافهم بوضوح تتمثل في : الإنتقام من الثورة الجزائرية بإعدام الثوار الحقيقيين , قتل الإسلام و القضاء على اللغة العربية في الجزائر و التمكين للثقافة الفرنسية و إفرزاتها بالكامل ..و قد كان شارل ديغول صادقا عندما قال : لقد تركنا في الجزائر بذورا ستينع بعد سنين , و إنقضت السنون فإذا بأبناء فرنسا ينجحون في إستلام القرار الجزائري , إلى درجة أن أحد صناع القرار البارزين في الجزائرين , كان وعندما يزور فرنسا يقدمون لها عاهرة فرنسية يهودية , كانت تقدم له الشكر الخاص على النجاح الباهر في وأد العروبة و الإسلام في الجزائر . و مثلما نجح أبناء فرنسا في القضاء على الإسلام و العروبة في الجزائر فقد , نجحوا أيضا في القضاء على رموز الثورة و أبناء الشهداء , و من هؤلاء : الشيخ البشير الابراهيمي رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و الذي تحدّى أبناء فرنسا و إتهمهم بسرقة خيار الشعب الجزائري و وضع تحت الإقامة الجبرية وقطع عنه الراتب الشهري وبقيّ كذلك بدون راتب وتحت الإقامة الجبرية إلى أن وافته المنية في يوم الجمعة من 20 محرّم سنة 1375 هجرية الموافق ل 21 مايو –أيّار سسنة 1965 . وكان الابراهيمي أصدر في ذلك الوقت بيانا جاء فيه : باسم الله الرحمان الرحيم كتب الله لي أن أعيش حتى إستقلال الجزائر ويومئذ كنت أستطيع أن أواجه المنيّة مرتاح الضمير , إذ تراءى لي أني سلمت مشعل الجهاد في سبيل الدفاع عن الإسلام الحق والنهوض باللغة- ذلك الجهاد الذي كنت أعيش من أجله – إلى الذين أخذوا زمام الحكم في الوطن ولذلك قررت أن ألتزم الصمت . غير أني أشعر أمام خطورة الساعة وفي هذا اليوم الذي يصادف الذكرى الرابعة والعشرين لوفاة الشيخ عبد الحميد بن باديس –رحمه الله – أنّه يجب عليّ أن أقطع الصمت , إن وطننا يتدحرج نحو حرب أهلية طاحنة ويتخبط في أزمة روحية لا نظير لها ويواجه مشاكل إقتصادية عسيرة الحل , ولكنّ المسؤولين فيما يبدو لا يدركون أن شعبنا يطمح قبل كل شيئ إلى الوحدة والسلام والرفاهية وأن الأسس النظرية التي يقيمون عليها أعمالهم يجب أن تبعث من صميم جذورنا العربية والاسلامية لا من مذاهب أجنبيّة . لقد آن للمسؤولين أن يضربوا المثل في النزاهة وألاّ يقيموا وزنا إلاّ للتضحية والكفاءة وأن تكون المصلحة العامة هي أساس الإعتبار عندهم , وقد آن أن يرجع إلى كلمة الأخوة التي أبتذلت –معناها الحق – وأن نعود إلى الشورى التي حرص عليها النبيّ صلىّ الله عليه وسلم , وقد آن أن يحتشد أبناء الجزائر كي يشيّدوا جميعا مدينة تسودها العدالة والحرية , مدينة تقوم على تقوى من الله ورضوان .. الجزائر في 16 أبريل – نيسان 1964 . توقيع : محمّد البشير الابراهيمي . ومن الذين إضطهدهم أبناء فرنسا الدكتور عبد الحميد الإبراهيمي إبن رائد الإصلاح في الجزائر الشيخ محمد الميلي أحد الأركان في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و الذي يحمل دكتوراه في الإقتصاد و إنضم إلى جيش التحرير الوطني في عام 1956 حيث شغل وظيفة ضابط في وحدات العمليات و كان مسؤولا عن منطقة عسكرية إلى تاريخ إستقلال الجزائر عام 1962 . و من العام 1984 إلى عام 1988 أصبح رئيساً للوزراء , وفجرّ قنبلة إختلاس المسؤولين الجزائريين لثلاثين مليار دولار أمريكي , تعرضّ لمحاولة إغتيال في الجزائر , وتوجهّ إلى بريطانيا , و رفض ويرفض بوتفليقة منحه جواز سفر جزائري , و في المدة الأخيرة و حتى لا تكشف مصالحة بوتفليقة , إتصلت به السفارة الجزائرية في العاصمة البريطانية لندن , و طلبت منه التنازل عن مسألة إختلاس المسؤولين الجزائريين لثلاثين مليار دولار مقابل الجواز , ففضل الإبراهيمي وهو إبن أحد رواد الإصلاح في الجزائر المنفى على الجواز المقرون بالذلة والخنوع . و مافتتئ الإبراهيمي يفضح أبناء فرنسا ومما قاله في هذا السياق : وحتى ولو أفترضنا أنهم يحاولون التبرأ من ماضيهم الأسود , فلا يمكن لهم فعل أي شيء فيما يخص هذا الموضوع طالما أنهم مطالبون من طرف شعبهم بإعتبارهم مجرمي حرب , لآنه لا ننسى أنهم منذ 1992 وهم يقومون بحرب ضد شعبهم فهذا مايعرف بالجماعات الاسلامية المسلحة {وأستثني الجيش الاسلامي للإنقاذ الذي إستسلم ودخل في هدنة وجماعة حطاب التي لا تحارب المدنيين على الإطلاق ولا توجه ضرباتها الاّ للجيش الرسمي والمخابرات العسكرية} هي كلها تابعة للنظام وفيه كتب لشهود عيان عالجت هذا الموضوع مثل كتاب "من قتل في بن طلحة؟" الذي صدر سنة 2000 وكتاب سوايدية "الحرب القذرة" الذي صدر سنة 2001 و شهادة النقيب هارون في قناة الجزيرة والصحف البرطانية سنتي 1997 و1998 وكذلك شهادة العقيد محمد سمراوي في قناة الجزيرة سنة 2001... مئات من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب يذبحون على مدى ست ساعات ومكان الجريمة لا يبعد مائتي متر عن الثكنات العسكرية, ولم يتدخل الجيش وقوات الأمن , وإذا عدنا إلى أحداث أكتوبر نرى أنه لقمع المتظاهرين عزل في الجزائر العاصمة أتوا بالدبابات من بعد 400 كيلومتر , للحفاظ على النظام وقتل الأبرياء الذين لم يهددوا وجودهم, ولكن كانوا يعبرون عن غضبهم السياسي بصفة سلمية فقط ". و من الذين إضطهدهم أبناء فرنسا في الجزائر الشيخ أحمد سحنون و الذي إنتقل إلى الجوار الأعلى يوم 08/12/2003 . و الشيخ سحنون أحد رموز جمعية العلماء المسلمين عارضوا سرقة مسار الثورة الجزائرية و قتل الإسلام في الجزائر و هو الأمر الذي جعله عرضة لملاحقة الأجهزة الأمنية و وضع تحت الإقامة الجبرية , تماما كما حدث مع الشيخ البشير الإبراهيمي رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بعد وفاة عبد الحميد بن باديس , أنتخب رئيسا للرابطة الدعوة الإسلامية في الجزائر بعد التعددية الوهمية سنة 1988 و تعرض لمحاولة إغتيال فاشلة , أوشكت أن تلحقه بشهداء الثورة الثانية في الجزائر والفاعل معروف طبعا أبناء فرنسا في الجزائر . و الشيخ أحمد سحنون المولود سنة 1907 في ولاية بسكرة, حفظ القرآن وعمره 12 سنة , وحياته زاخرة بالنشاط العلمي و الدعوي و النضالي من أجل الجزائر , إنضم إلى جمعية العلماء المسلمين الجزائريين , أثناء ثورة التحرير الجزائرية إعتقلته القوات الفرنسة و لأسباب صحية أطلقت سراحه عام 1959 . ومن الذين إضطهدهم أبناء فرنسا شر إضطهاد الشيخ الدكتور عباسي مدني زعيم الجبهة الإسلامية للإنقاذ , و الذي تمكن من إيصال الإسلاميين الجزائريين إلى السلطة بقوة الخيار الشعبي الجزائري , ولد الدكتور عباسي مدني سنة 1931 في مدينة سيدنا عقبة نسبة و التي أسميت كذلك تيمنا بالفاتح العظيم عقبة بن نافع , و كانت هذه المدينة مشهورة بعلمائها وأصالتها الإسلامية . ومنذ صباه عرف عباسي مدني ببغضه للإستيداد والظلم , و إنفتح ذهنه على الثقافة الإسلامية باكرا , درس في مدارس جمعية العلماء , كما درس في مدارس فرنسا الكولونيالية و التي أدرك مكرها وتشويهها للتاريخ الجزائري . إنخرط في صفوف الثورة الجزائرية باكرا و قد ساهم في نسف الإذاعة الاستعمارية الفرنسية . ألقت السلطات الفرنسية القبض عليه , و تعرض للتنكيل و التعذيب . بعد الإستقلال واصل تعليمه الجامعي متخرجا من أرقى الجامعات العالمية , و كان واحدا من أهم رموز الحركة الإسلامية الجزائرية , سجن مرارا في عهد الإستقلال , و أسسّ هو و علي بلحاج الجبهة الإسلامية للإنقاذ التي أصبحت تخيف أبناء فرنسا وذكرتهم بجبهة التحرير الوطني أثناء الثورة الجزائرية قبل أن يلوثها أبناء فرنسا بعد الإستقلال . سجن إثنى عشر سنة في الجزائر بسبب فوز حزبه في الإنتخابات التشريعية , وبعد إطلاق سراحه منع من العمل السياسي و توجهّ إلى ماليزيا ومنها إلى الدوحة . و قد ألحق أبناء فرنسا آذاهم بكل الأحرار الجزائريين , ومن الذين شملهم ظلم أبناء فرنسا حسين آيت أحمد المولود في 26 آوت 1926 بعين الحمام من عائلة . وقد بدأ النشاط السياسي مبكرا و ناضل مع حزب الشعب الجزائري ، وبعد مجازر 8 أيّار - ماي 1945 تبنّى خيار الكفاح المسلح ضد فرنسا و أشرف مع أحمد بن بلّة عن عملية بريد وهران 1949 . و بعد مؤتمر الصومام عيّن عضوا في المجلس الوطني للثورة الجزائرية ، وكان من بين الذين خطفت طائرتهم قوات الجو الفرنسية في 22 أكتوبر 1956 رفقة بن بلّة، خيضر، بوضياف والكاتب مصطفى الأشرف, و بعد الإستقلال أعتقل وحكم عليه بالسجن و فرّ إلى خارج الجزائر . في عام 1975 أغتيل محمد راسم وزوجته بمنطقة الأبيار من قبل جهاز المخابرات الجزائرية , و طوي ملفه إلى الأبد وهو الفنان العالمي الذي أصبح فنه مدرسة أشاد بها العالم . ولد الفنان محمد راسم عام 1896 من أسرة عريقة في ضروب الفن التشكيلي . تمكن محمد راسم بواسطة أن يبرز الأصالة الإسلامية و العربية للشعب الجزائري , و تذكّر لوحاته بالرسام دينات الذي أسلم في الجزائر , وعكس الرؤية الإسلامية و الشخصية الإسلامية الجزائرية في لوحاته . حصل على الجائزة الفنية الكبرى للجزائر عام 1933 و عرضت أعماله في كل العالم . إقتنع بمبدأ الثورة على الإستعمار الفرنسي وقرر الإلتحاق بالثورة الجزائرية , و جاهد على صعيدين بالبندقية ضد القوات الفرنسية , و بريشته التي أكدّ من خلالها أنّ الجزائر إسلامية . بعد الإستقلال عمل محمد راسم مدرسا في معهد الفنون الجميلة و جمعت منمنماته في عدة مؤلفات : الحياة الإسلامية في الماضي و محمد راسم الجزائري. و اللوحة الأخيرة لراسم كانت بدمه ودم زوجته و بتوقيع أجهزة أبناء فرنسا في الجزائر , الذين كانوا ضد أسلمة الفن , أو تخليد الإسلام في الجزائر في لوحات فنية . ومن الذين قتلوا غيلة في الجزائر الشيخ محمد بو سليماني و الذي قيل أن إرهابيين قتلوه , و عنوان الإرهابيين هو الستار الذي إختفى وراء أبناء فرنسا الذين نجحوا أيضا في إستخدام هذه التورية و تلويث سمعة الإسلام جزائريا وعربيا و إسلاميا و دوليا . ولد بوسليماني يوم 05 ماي 1941 م بحي الدردارة البليدة من أبوين ينتميان إلى " عرش بني مصرى " المنتشر في جبال الأطلس البليدي. كان والده سليمان متأثرا بالحركة الإصلاحية والشيخ الطيب العقبي على الخصوص. أمه "فاطمة الزهراء سلاّمي " ، والدها أحد أعيان بني مصرى، كان معروفا باسم السكاكري. شبّ الشهيد وسط عائلة ثورية قدمت 14 شهيدا ومنهم أخوه الشهيد أحمد خريج الكلية العسكرية شارك في ميدان الجهاد وهو لا يتجاوز 16 سنة، حيث كُلف بالإشراف على مجموعة من المسبلين تحت قيادة المجاهد الكبير" رابح عمران " أطال الله عمره ، وتمثل نشاطه على الخصوص في تدعيم المجاهدين في الجانب المعلوماتي والمالي والتجنيد البشري. ومن الذين أضطهدوا من قبل أبناء فرنسا الشيخ علي بلحاج المولود في تونس في 16-12-1956 من عائلة جزائرية رحلت إلى البلاد التونسية أثناء حرب التحرير في الجزائر و كان والده المجاهد دائم التنقل بين الحدود الجزائرية والتونسية إلى أن سقط شهيداً تاركاً , و كثيرا ما كان علي بلحاج والله سأثور من أجل تصحيح مسار الجزائر حفظا لأمانة الشهداء وعلى رأسهم والدي الشهيد رحمة الله عليه . أتم بلحاج حفظ القران سنة 1977 و كان من تلامذة الشيخ عبد اللطيف سلطاني صاحب كتاب سهام الإسلام و الذي رعضه أبناء فرنسا للإضطهاد الشديد . و أعتقل بلحاج مع عباسي مدني 12 سنة وجردّ من كل حقوقه السياسية و المدنية , و صدرت في حقه الممنوعات العشر من قبل السلطة الجزائرية وهي : طرده و عزله بقوة القانون من جميع الوظائف والمناصب السامية للدولة. و منعه من ممارسة كل وظيفة من شأنها أن تسمح له بإعادة إرتكابه إحدى الجرائم التي حكم عليه من أجلها. و منعه من الإقتراع بأي إنتخاب كان ، أو القيام بحملة خلال أي منه. و منعه من الترشيح بأي إنتخاب كان. و منعه من عقد أي اجتماع أو تأسيس أية جمعية لأغراض سياسية أو ثقافية أو خيرية أو دينية و الإنتماء أو العمل بالأحزاب السياسية أو بكل جمعية مدنية, ثقافية كانت أم اجتماعية أم دينية، و بأية جمعية أخرى بصفته عضواً أو مسيرًا أو متعاطفًا. و منعه من حضور كل اجتماع عام أو خاص أو إلقاء الخطب فيه أو العمل على نقل خطبه بأي صفة من الصفات و بأية وسيلة كانت، ومنعه بصفة عامة من المشاركة في أية تظاهرة سياسية أو اجتماعية أو ثقافية أو دينية وطنية كانت أم محلية مهما كان السبب أو المناسبة. و وجوب الكف عن كل نشاط عام تحت أي شكل كان بصفة مباشرة أو بأية واسطة كانت سواء بتصريحات مكتوبة أو شفهية أو القيام بصفة عامة بأي عمل من شأنه التعبير عن موقف سياسي. و عدم الأهلية لأن يكون مساعداً محلفاً أو خبيراً أو شاهداً على أي عقد أو أمام القضاء إلا على سبيل الاستدلال. و عدم الأهلية لأن يكون وصيًّا أو ناظراً ما لم تكن الوصاية على أولاده. و الحرمان من الحق في حمل الأسلحة وفي التدريس وفي إدارة أو الاستخدام في مؤسسة للتعليم بوصفه أستاذاً أو مدرساً أو مراقباً . وكل هذه الممنوعات هدية لأبيه الذي أستشهد من أجل الجزائر . وهناك آلاف الشخصيات التي حاق بها ظلم في كل العهود السياسية من بلة و إلى بوتفليقة , سأنقلها بأمانة وصدق , لأنّ دم الشهداء وعذابات المظلومين و أوجاع المفقودين ستظل تلاحق روحي وضميري إذا لم أخرج هؤلاء الأبطال إلى دائرة الضوء والنشر , وهذا عهد عليّ / يحي أبوزكريا و قد برزت في المشهد السياسي والثقافي الجزائري ظاهرة إنتشار مذكرات الضبّاط الجزائريين الذين أعلنوا توبتهم و قرروا الرجوع إلى صف شعبهم المستضعف والمحوم بسطوة أبناء فرنسا , و قد كفرّ هؤلاء الضباط عن تورطهم في الجرائم التي إقترفها ويقترفها أبناء فرنسا في الجزائر بكشف ملفاتهم و إماطة اللثام عن الأسرار التي كانت تعبتر في وقت ما سرّي للغاية , و الدنو من ملفات سري للغاية كان كفيلا بإلتحاق المقترب من تلك الدوائر والمعلومات بقوافل الشهداء , فالمصور الوحيد الذي نجح في إلتقط صورة لمدير المخابرات العسكرية محمد مدين أو توفيق قتل بعد ذلك و بسبب صورة إلتقطت لمجموعة جنرالات كان من جملتهم الجنرال توفيق . ومن الذين كتبوا في موضوع أسرار العسكر في الجزائر العقيد محمد سمراوي و الذي ألف كتابا بعنوان سنوات الدم في الجزائر , ومما جاء في الكتاب ما يلي : " ذات يوم من شهر سبتمبر سنة 1995 أفتح باب غرفة تقع في الطابق الأول من فندق "رينال" وهو نزل متواضع يقع في وسط مدينة بون، لألتقي من جديد برئيسي السابق الجنرال إسماعيل العماري المعروف بإسماعين و الذي قدم متخفيا وهو الرقم الثاني في جهاز المخابرات الجزائرية إنه قصير القامة ذو وجه بزوايا حادة ، وعينان سوداوان يعلوهما صلع متقدم ، بدا لي مجرد أن رأيته أنه مصمم على إتخاذ قرار خطير ، وقد كان بجانبه زميلاي الملحقان العسكريان السابقان بسفارة الجزائر بألمانيا ، قدما هما كذلك خصيصا من الجزائر ، وهما العقيدان رشيد لعلالي ، وعلي بن جده المكنى بـ "إسماعين الصغير" وكلاهما ضابطان في الأمن معروفان بإخلاصهما الكبير، وولائهما للجنرال إسماعين و من الوهلة الأولى وبدون مقدمة فاتحني هذا الأخير بموضوع ذلك الإجتماع "السري" المثير للإستغراب ، طالبا مني تدبير عملية إغتيال معارضين إسلاميين جزائريين لاجئين في ألمانيا ، هما السيدان: رابح كبير وعبد القادر صحراوي... وهما شخصيتان عموميتان ووجهان معروفان ، صحيح أنهما معارضان للنظام الحاكم في الجزائر، ولكنهما لا يمثلان أي خطر يمكن أن يوضع في خانة ما يوصف "بالإرهاب" . وأمام إبداء اندهاشي من جدوى القيام بتلك العملية ، أضاف إسماعين قوله : (ربما كتبرير لإقناعي) "يجب تصفية هؤلاء الأوغاد الذين يغرقون الجزائر في الدم والنار ويعوقون حصولنا على المساندة الدولية... إن شبح الأصولية ، وقيام جمهورية إسلامية في الجزائر من شأنه أن يزعزع الإستقرار في البلدان المغاربية قاطبة كما من شأنه –أيضا- أن يمثل قاعدة صلبة ومنطلقا للهجوم على الغرب... ويبدو أن ذلك لم يقنع شركاءنا الأوروبيين ولذلك يجب إحداث هزة قوية توقظ ضمائرهم، مثلما كان الحال مع الفرنسيين." ويقول العقيد محمد سمراوي في مجال آخر : فابتداء من سنة 1988 وبصفة خاصة بعد 1992 ثلاثون سنة بعد إنتهاء حرب تحرير بلدهم عرف الشباب الجزائري معسكرات الإعتقال (المسماة كناية "بالمراكز الأمنية") في الصحراء ، كما عرفوا الإختطاف ، والإستخدام الواسع للتعذيب (المستعمل بكيفية تلقائية لابتزاز المعلومات – أو خاصة لإذلال المعتقلين) وكذلك التصفيات الجسدية والإغتيالات السياسية - محمد بوضياف، قاصدي مرباح، عبد الحق بن حمودة ، عبد القادر حشاني.....وكذلك المحاكم الخاصة، حظر التجول ، "مواطني الدرجة الثانية" 8 الميليشيات، و"جماعات الدفاع الذاتي و كل ذلك يذكر الجميع بممارسات جيش الإحتلال الفرنسي (تجنيد، إستخدام الجنود الإضافيين كالحركى ، المخازنية، القومية...) فلا يستغرب –إذن- إذا إعتقد الجزائريون وهم يشاهدون ذلك بأعينهم ويلمسونه بأيديهم أن سياسة جنرالات اليوم هي إمتداد أو إستمرار لتلك السياسة التي مارسها عساكر الإحتلال في سنوات الخمسينيات من القرن الماضي !! إنتهى الإقتباس . و قد أصبحت مسألة حكم حزب فرنسا للجزائر و ظاهرة أبناء فرنسا الذين نجح الإستعمار الفرنسي في غرسهم في صفوف جيش التحرير ووصولهم إلى أعلى المستويات و المواقع الجزائرية و إرتباطهم بالمخابرات الفرنسية إلى يومنا هذا محل إجماع في الجزائر بين الوطنيين في بعض دوائر القرار – لأن الوطنيين لا يصنعون القرار في الجزائر و هم غطاء وستار لأبناء فرنسا - والمعارضات فالرئيس الجزائري الأسبق الشاذلي بن جديد إتهم رؤساء الجزائر بخيانة العهود والقسم على القرآن , و إتهم أبناء فرنسا بإغراق الجزائر في الدماء و مما قاله في هذا السياق : إن هؤلاء الرؤساء – ويقصد رؤساء الجزائر - يؤدون اليمين فيضعون أيديهم فوق المصحف ، ويقسمون بأن يحترموا الدستور ، ولكنهم يفعلون العكس”. و فهم من تصريحه بأنه إتهام واضح لبوتفليقة الذي عاهد الله أن يصالح بين الجزائريين , فإذا به يحقق مصالحة بين أبناء فرنسا الذين كانوا على وشك أن يقدموا للمحاكمات الدولية و المجتمع الدولي و الذي يتحمل مسؤولية تعديل الدستور الجزائري المعمول به منذ أواسط العقد الماضي. و إتهم الشاذلي بن جديد حزب فرنسا بضلوعه في التخريب المبرمج للجزائر , و قد فهم الجنرال المتقاعد خالد نزار أحد الإنقلابيين الذين أطاحوا بخيار الشعب الجزائر في كانون الثاني – يناير 1992 أن التهم موجهة إليه و خصوصا تهمة التجسس على الثورة الجزائرية لمصلحة فرنسا من طرف بعض الضباط الجزائريين في الجيش الفرنسي الذين إلتحقوا بالثورة الجزائرية ليذبحوها من الداخل , و الذين واصلوا ذبح الجزائر وصولا إلى تاريخ إلغاء المسار الإنتخابي وما أعقبه من تطورات دموية في المشهد الجزائري . ولم يتورع خالد نزار عن مهاجمة الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد و الذي عينه وزيراً للدفاع مؤكداً أن من يتهمه بالعمالة لفرنسا هو الذي أقره مساعداً له خلال ثورة التحرير ثم عينه وزيراً للدفاع سنة 1990 , و قال خالد نزار بأنّه عارض تولي الشاذلي بن جديد رئاسة الدولة الجزائرية بعد وفاة الرئيس هواري بومدين وقال أن الشاذلي قربّ الفاسدين و المتعفنين من الجيش هؤلاء المتعفنون الذين خرموا الدولة . و الواقع أنّ الشاذلي بن جديد الشاذلي إتهم مسؤولين رفيعي المستوى في المؤسسة العسكرية بأنهم جواسيس لفرنسا من بينهم الرجل الذي أعتبر الأقوى في الجزائر خالد نزار و الذي أقسم أن لا يسمح للإسلاميين بالوصول إلى دوائر القرار . و إتهم الشاذلي أيضا الرئيس الأسبق أحمد بن بلة بأنّه مسؤول عن إغتيال العقيد محمد شعباني الذي فضح جواسيس فرنسا في الجيش الجزائري . و الشاذلي بن جديد رئيس الجزائر الأسبق و الذي إتهمّ جواسيس فرنسا بقتل الجزائريين و أعلن عن ذلك بعد إخراجه من السلطة من قبل هؤلاء الجواسيس فهو و عندما كان في قصر المرادية – قصر القرار الرئاسي – تورط في إغتيالات بالجملة و المفرق و السكون عن قتلة الليل و في هذا السياق إتهم المحامي علي يحيى عبد النور - أحد أبرز المدافعين عن حقوق الإنسان في الجزائر و الذي ترافع عن قادة الجبهة الإسلامية للإنقاد في المحكمة العسكرية بالبليدة في تموز –يوليو 1992 - رئيس الجمهورية الأسبق الشاذلي بن جديد ورئيس ديوانه الأسبق اللواء العربي بلخير – أحد أبرز رجالات فرنسا في الجزائر والمرتبط بالمخابرات الفرنسية - بضلوعهما في إغتيال المعارض علي مسيلي سنة 1987 في باريس • و علي مسيلي هو الذراع الأيمن لزعيم حزب جبهة القوى الإ شتراكية حسين آيت أحمد، و يقول البعض أن سبب إغتيال علي مسيلي يعود إلى فضحه لتصرفات زوجة الرئيس الشاذلي بن جديد والتي حولت الدولة الجزائرية إلى عامل سريلانكي لديها , و التي كانت تغادر الجزائر بالطائرة الرئاسية لتتبضع وتشتري ما يحلو لها في أوروبا و بأموال الشعب الجزائري و ذات يوم طالبت سلطات المطار في سويسرا من زوجة الرئيس الجزائري دفع مستحقات توقف الطائرة في المطار فرفضت وردت قائلة بأنها رئيسة الجمهورية الجزائرية ولن تدفع أي شيء''• وقد تناولت الصحافة السويسرية الحادثة بكل التفاصيل الدقيقة , و تدخلّ الجنرال العربي بلخير وقرر تصفية علي مسيلي في باريس , لأنه كان يبحث عن ذلك خصوصا و أن علي مسيلي نجح في وضع برنامج لتوحيد المعارضة الجزائرية في الخارج . وعلى الرغم من أن زوجة علي المسيلي حركت كل الدوائر القانونية و مكاتب المحاماة و قدمت أدلة على تورط الجنرال العربي بلخير في إغتيال زوجها , إلا أن الحكومة الفرنسية التي تدعّي العمل بمبدأ إحترام حقوق الإنسان لم تعتقل الجنرال العربي بلخير عندما نقل إلى فرنسا لتلقي العلاج في المستشفى الأمريكي بعد تدهور صحته , وقد طلب منه حينها مغادرة فرنسا في طائرة خاصة أرسلت له من الجزائر , و قد فهم كثيرون أن فرنسا لن تخون جواسيسها في الجزائر •و حتى عندما رفع مواطنون جزائريون مقيمون في فرنسا دعوى على اللواء خالد نزار طلب منه مغادرة فرنسا حتى لا تحرج الدولة الفرنسية أمام الرأي العام وحتى لا يكشف علاقتها بأبنائها في الجزائر . و لما أعتقل الديبلوماسي الجزائري محمد زيان حسني نائب مدير التشريفات بوزارة الخارجية الجزائرية بتهمة إغتيال المسيلي , أطلق سراحه بعد شهور وكان حسني نائب مدير التشريفات المتهم بقتل المحامي مسيلي أعتقل بفرنسا منذ 14 آب –أغسطس 2008 , وأثناء إعتقال حسنى كانت العلاقات الجزائرية- الفرنسة في أوج تكاملها , وكان يتردد على الجزائر كبار الرسميين الفرنسيين و الذين يستقبلهم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بالقبل , و الواقع أن محمد زيان حسنى كان كبش محرقة للتغطية على الرؤوس الكبيرة التي تصنع فعل القتل في الجزائر . و حسب هشام عبود الضابط السابق في جهاز المخابرات الجزائرية و صاحب كتاب مافيا الجنرالات فإنّه لا يمكن لضابط في المخابرات برتبة نقيب أن يبادر بالقيام بعملية إغتيال خارج التراب الوطني أو حتى في الداخل الجزائري ، خاصة عندما تكون الضحية بوزن محامي معروف وناشط على الساحة السياسية وأحد أعضاء الإتحادية الدولية للدفاع عن حقوق الانسان و العملية كان وراءها الجنرال العربي بلخير الذي أصدر الأمر الذي بمقتضاه تمت العملية والذي كان المسؤول عنها الشاذلي بن جديد و أصهاره و كانت عائلة بوركبة تشكل جهازا أمنيا موازيا للأجهزة الرسمية . ومن أبناء باديس الذين أجهز علهم أبناء باريس في الجزائر المهندس عبد القادر حشاني أحد أبرز القادة في الجبهة الإسلامية للإنقاذ و الذي أستشهد في 14 شعبان 22 تشرين الثاني – نوفمبر 1999 , و قد أطلقت عليه رصاصتان من مسدس كاتم للصوت أثناء تواجده بعيادة أسنان غير بعيدة عن مقر المديرية العامة للأمن الوطني بحي باب الواد الشعبي و رغم الحراسة الأمنية . و كان أبناء فرنسا في الجزائر يعتبرون عبد القادر حشاني من الشخصيات الإسلامية التي تملك فكر الدولة , وبالتالي يعدونه أحد أهم اللبنات في مشروع الدولة الإسلامية في الجزائر , و فور إستشهاده وجهت أصابع الإتهام إلى التيار الإستئصالي الموالي لفرنسا والمعادي للإسلاميين والمتهم بإقتراف كل المجازر التي شهدتها وتشهدها الجزائر . و الشيخ عبد القادر حشاني رحمه الله 40 سنة من مواليد قسطنطينة ـ شرق الجزائر ـ المدينة التي أنجبت العديد من رجال الإصلاح في الجزائر , و عمل مهندساً في البتروكيمائيات، وكان يشغل المنصب الثالث في الجبهة الإسلامية للإنقاذ بعد عباسي مدني وعلى بلحاج . تولى قيادة الجبهة في ذي الحجة 1411 ههجرية حزيران - يونيو 1991 عقب إعتقال مدني وبلحاج ، وترأس المكتب التنفيذي للجبهة غير أنه أ عتقل في رجب 1412هـ- كانون الثاني - يناير 1992 وأودع في سجن سركاجي ، وحكم عليه في ربيع الاول 1418هـ ـ تموز - يوليو 1997 بالسجن لمدة خمسة أعوام ، غير أنه خرج في نفس اليوم لأنه كان قد قضى خمس سنوات خلف القضبان .و يعتبر حشاني بأنه الرجل الذي أوصل الإسلاميين إلى السلطة في إنتخابات كانون الأول – ديسمبر 1991 , و التي ألغاها جنرالات الجزائر , و صان جبهة الإنقاذ من محاولات السرقة والتحريق التي قادها الجنرالات أيضا عندما إشتروا ضمائر بعض الإنقاذيين و وأوهموهم بأنهم سيحصلون على كل شيئ إن إستطاعوا الإنقلاب على القيادة الشرعية الممثلة في الدكتور عباسي مدني و علي بلحاج , و ظل عبد القادر حشاني وفيا لخط الجبهة الشرعية إلى أن إرتقى إلى ربه شهيدا . وكان المهندس عبد القادر حشاني قد وجهّ رسالة إلى وزير الداخلية قبيل إستشهاده بأقل من شهر شكا فيها من جملة المضايقات والملاحقات التي تعرض لها على أيدي المخابرات ورجال الأمن , بالإضافة إلى كونه كان سيدلي بشهادته بعد أسبوع في مذبحة سركاجي – التي وقعت في رمضان 1415ه – شباط - فبراير 1995 و التي أسفرت عن مقتل العشرات من الإسلاميين المعتقلين في سجن سركاجي- والذي أعدم فيه الجيش الفرنسي آلاف المجاهدين الجزائريين أثناء الثورة الجزائرية ومنهم أيضا مئات المجاهدين ذوي الرجولة الجزائرية العالية و الذين أذلّوا قوات بيجار في الجزائر - , و كان حشاني يعرف أنّ الأجهزة الجزائرية هي التي رتبت المقلب في سجن سركاجي لتقتل مئات الإسلاميين بدون محاكمة , ولتقتل أيضا الضابط مبارك بومعرافي من القوات الخاصة و الذي كان يصرح في السجن أنه ضحية وليس قاتلا , وأن إسماعيل العماري هو من قتل بوضياف . لكن شهادة حشاني على ما جرى في سركاجي و ما جرى في الجزائر , سيسمعها الجميع عند من لا يضيع عنده حق مظلوم . و حادثة الإغتيال وقعت بعد أيام قليلة من رفع الحظر الذي كان مفروضاً عليه يقضي بمنعه من مغادرة الجزائر العاصمة , أو الحديث إلى وسائل الإعلام و الإدلاء بتصريحات سياسية وهو ما كان المهندس حشاني يقول إنّ قرار الإغتيال قد أتخذ و إلى جنّة عرضها السموات و الأرض إن شاء الله تعالى . في 20 كانون الأول – ديسمبر 1991 وقبل موعد الإنتخابات التشريعية بأسبوع , إلتقيته على هامش مؤتمر صحفي في قاعة إفريقيا في الجزائر العاصمة , فقلت له : إن أبناء فرنسا سيلغون الإنتخابات , فتعجبّ رحمة الله عليه , و قلت له يجب أن تبحثوا في البدائل السياسية . ومذ ذلك الوقت لم أره , لقد تخرجّ كمهندس في أدق الإختصاصات البتروكيميائيات , لكن أبناء فرنسا في الجزائر كلفوا أيضا بقتل الكفاءات لتظل الجزائر عالة على المنتوجات الفرنسية في كل المجالات , وليقبض أبناء فرنسا من أمهم عمولاتهم بالعملة الصعبة , رحم الله عبد القادر حشاني فقد كان رجلا مخلصا و مصمما على تطهير الجزائر من جواسيس فرنسا و بالوسائل السياسية , لكن حدث ما حدث .. ومن أبناء باديس الذين أجهز عليهم أبناء فرنسا الشيخ محمد السعيد الداعية و المفكر و الخطيب , و الذي عرف الإعتقالات والعذاب , و قيل أنّ الجماعة الإسلامية المسلحة هي التي قتلته , و الواقع أن هذه الجماعة هي يد أبناء فرنسا الذي إستخدموها لضرب الإسلام من جهة ورموزه على قاعدة التكفير , و هذه الخطوة الجهنمية تعلمها أبناء فرنسا من شارل ديغول و المخابرات الفرنسية أثناء ثورة التحرير عندما أقدم قاتلو الشعب الجزائري على خلق جبهة تحرير بديلة لقتل الجزائريين و الإساءة إلى جبهة التحرير الحقيقية . و مما ورد في وصية الشيخ محمد السعيد : هذه وصية العبد لله محمد سعيد بن أرزقي بن أحمد بن مزاري الذي ينتهي نسبه إلى علي بن عثمان الزواوي المنجلاتي إلى الحسن بن علي رضي الله عنهما ، إلى أبنائه و أقاربه و كل من يقرأها. إن العبد لله يشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله و أن الجنة حق و أن النار حق و أن الساعة آتية و أن الله يبعث من في القبور. إني و الحمد لله على عقيدة أهل السنة و الجماعة على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم و أصحابه و من تبعهم بإحسان . إني أؤمن بأن الإسلام عقيدة وشريعة وآداب وأخلاق ، وعلى الأمة أن تقيم حياتها الفردية والجماعية – على مستوى المجتمع والدولة – على أساس ما شرع الله. إن الإجتهاد فريضة كفائية تطلب به الأمة حاجتها من النظم و التشريعات بشرط ألا يعارض قطعيا من النصوص أو المقاصد. إن الجهاد فريضة شرعية ماضية إلى يوم القيامة لإقامة شرع الله و حراسة دار الإسلام من العدوان الخارجي أو الطغيان الداخلي. إن الشورى واجبة فيما لم يرد فيه نص ، تسير بها شؤون الأمة في تعيين الحكام و اتخاذ القرارات. أوصيكم بتقوى الله و العمل الصالح و صلة الرحم و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و إقامة شعائر الدين و المساهمة في كل عمل خيري ينفع الأمة دينا و دنيا ، و عفوا عن محارم الله ، و اجتنبوا الكسل فإنه باب من أبواب الفقر، و تعاونوا فيما بينكم على البر و التقوى. و حافظوا على شرفكم فإنه لا حياة لمن لا شرف له. وفقكم الله لما فيه خيركم و خير الأمة. و لا تنسونا بالدعاء الصالح ، و التمسوا لي المغفرة من الله ثم من كل من أسأت إليه عالما أو جاهلا. و أرجو أن لا تحكموا علي بالإدانة فيما لم تفهموه من مواقفي ، فخلوا بيني و بين الغفور الرحيم . فإني قد أخذت على نفسي ألا أنحاز إلى الباطل ، و إنما أكتتب دوما في صف الحق و الإسلام مهما كلفني من ثمن. قال تعالى: " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون و ستردون إلى عالم الغيب و الشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون " . ومن الذين أبتلوا بلاءا شديدا في الدفاع عن كرامة الجزائريين المحامي الجزائري محمود خليلي و الذين كان من أكبر المحامين المدافعين عن حقوق الإنسان في الجزائر وقد تحمل عبئ الدفاع عن المفقودين و المخطوفين الجزائريين الذين خطفتهم الأجهزة الجزائرية , و لا يعرف مصيرهم لحد الآن , و قد حاول الرئيس عبد العزيز بوتفليقة رشوة عوائل المفقودين و الكف عن مطالبة الدولة بالكشف عن مصير المخطوفين و المفقودين خلال الأحداث التي أعقبت وقف المشار الإنتخابي في الجزائر سنة 1992 . كما كان من أهم المدافعين عن قضايا عن الإسلامين والسياسيين الجزائريين والمواطنين المطرودين من مساكنهم. وقد وصفته مساعدته قاسي نجاة التي بدأت مشوارها المهني معه بأنه يعد بالنسبة لها بمثابة أب وأخ وزميل مهنة . و وصفته بمحامي المستضعفين وقد تحول مكتبه خلال السنوات الماضية محج الفقراء ومن ليس لديهم امكانية توكيل محام للدفاع عن قضيته , وأضافت: كان سندا لكل هؤلاء وناشر الأمل في قلوبهم . هذا المحامي الشهم كان عرضة للمضايقات وتصدى لأبناء فرنسا و أجهزتهم , و لهول ما عالج من ملفات , توفي في مستشفى فرنسي عن عمر يناهز 68 سنة . الجهات العليا الجزائرية قررّت قتل يحي أبوزكريا في سنة 1997 . يا أيتّها النفس المطمئنة . أرجعي إلى ربّك راضية مرضية . فأدخلي في عبادي . و أدخلي جنتي . سورة الفجر و مما قاله شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكريا رحمه الله : نحن طلاب الجزائر نحن للمجد بناة نحن آمال الجزائر في الليالي الحالكات كم غرقنا في دماها وإحترقنا في حماها وعبقنا في سماها بعبير المهجات نحن طلاب الجزائر نحن للمجد بناة فخذوا الأرواح منا وأجعلوها لبنات وأ صنعوا منها الجزائر لم يحققّ عهد عبد العزيز بوتفليقة للجزائر غير الفقر والتسول و التراجع , و نجح بوتفليقة في مخادعة الجزائريين و الرأي العام بعد توليه الرئاسة عام 1999 , و كان واضحا أنّ الإستئصاليين غيّروا قواعد اللعبة عندما دنت من رقابهم حبال العدالة و دماء الأبرياء و المخطوفين , و معروف أنّ الإستئصاليين لم يتبنوا المصالحة عن قناعة , بل واصلوا سياستهم الأمنية , وظل الإستئصاليون في نفس المواقع و المسؤوليات , و قد طلب من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أن يلتزم بالشروط و قواعد اللعبة , و أن لا يتدخل في شؤون الأقوياء , و نجح الرجل في مهمة إعادة تعويم صنّاع القرار الفعليين دوليا من خلال علاقاته الدولية الكبيرة . و لم يتمكن بوتفليقة من ترتيب البيت السلطوي و الذي ما زال يسير بنفس المسلكية والطريقة , فلا المصالحة كانت كاملة , فما زال هناك آلاف الجزائريين في المنفى , و الآلاف في المعتقلات و المئات في الجبال , و شعبيا و إجتماعيا فقد إزداد الفقراء فقرا , و المواطنون الجزائريون هم من أكثر المواطنين تجمهرا حول المستوعبات الحديدية و التي ترمى فيها الخضروات المتعفنة و التي ينتظرها هؤلاء المواطنون بشغف لأكلها , و قد أشتهر عهد بوتفليقة بمصطلح النصف في كل شيئ , نصف مصالحة , و نصف حلول , ونصف خيار , وحدهم القريبون من السلطة من مدنيين وعسكريين أغنوا , فسعيد بوتفليقة أخو الرئيس بوتفليقة أصبح واحدا من أهم الملوك في الجزائر , و المتحالفون معه أحمد أو يحي , عبد العزيز بلخادم , أبو جرة سلطاني , جمعوا الدنيا من أطرافها , و قد قال بوتفليقة لأبي جرة سلطاني رئيس حركة حمس ذات يوم أنه خائف من سرقة مليارات الدولارات التي دخلت الخزينة الجزائرية جراء إرتفاع أسعار النفط , لكنه لم يفعل ما من شأنه تحصينها , و ها هو الفساد ينخر الجزائر من أدناها وإلى أقصاها . و لأنني كنت صادقا في وطنيتي و متأثرا لما ألمّ بشعب و ثورة المليون شهيد فقد ترشحت للإنتخابات الرئاسية في نيسان – أبريل 2009 منافسا لعبد العزيز بوتفليقة و الذي وزعّ الوعود والكلمات التخديرية و التي لم تقترب من الواقع الجماهيري و المعضلات التي يتخبّط فيها الناس . و أعتبرت هذا حقي الدستوري و الوطني , و على الرغم من أن هذا القرار كان شجاعا لأنّ فيه شهادتي في سبيل الله , فقد أقدمت على هذه الخطوة مؤمنا أنّ دمي قد يفيد في تطهير الجزائر من رجس أبناء فرنسا و المنظومة الأمنية الغربية و حتى الحركة الصهيونية – ولدينا أدلة على وجود الرباعي الأمريكي الفرنسي الصهيوني و أبناء فرنسا في الجزائر والذين سرقوا الثورة الجزائرية ومسارها و تأثيرهم على مجريات الأمور في الجزائر , و كان هذا الترشح بمثابة الصاعقة للإستئصاليين الذين بادورا إلى مواجهة هذه الخطوة من خلال تكليف ضابط من ثكنة إبن عكنون و الذي وجهّ لوسائل الإعلام الجزائرية قرارا ينص على عدم جواز نشر أو بث أو إذاعة أي شيئ يخص أو يتعلق من قريب أو بعيد بيحي أبوزكريا و أفكاره وتحليلاته ورؤيته الإنتخابية . ثكنة إبن عكنون المتخصصة في إغتيال العقل الجزائري و الفكر الحر , عممت على كل وسائل الإعلام قرارا بعدم ذكري لإغتيالي إعلاميا وسياسيا في وطني العظيم الجزائر . و يسخّر بوتفليقة المليارات من أجل حملة كاذبة و أستجلب للتلفزيون الجزائري ضباط إبن عكنون وهم خريجو المعاهد الإعلامية ليقوموا بعملية التحرير و إعداد التقارير و حتى التركيب و المونتاج لإنجاح الحملة الإنتخابية الوهمية , و بوتفليقة يصرف المليارات على حملته و هو يعلم كما إتفق مع الكبراء أن العهدة الثالثة منجزة لصالحه لا محالة . كما أنّ العسكر في ثكنة إبن عكنون عينوا الرائد كمال بمتابعة يحي أبوزكريا و رصد كل حركة له و مقالة وبرنامج أو موقف و إتخاذ القرار المناسب لمصلحة الدولة , طبعا الدولة هنا هي مزرعة العسكر .. و هنا أود أن أشير إلى أنّ أحد الضبّاط إتصل بي من داخل الجزائر و ممّا قاله لي هذا الضابط : أنت من أكثر الصحفيين إيذاءا للإستئصاليين , و من أكثر العقول خطرا على مشاريعهم , و الأخطر ما فيك هو معلوماتك , فأنت أول من أعلن من الصحفيين الجزائريين عن نيّة الجنرالات الإستئصاليين أبناء فرنسا عن إلغاء الإنتخابات التشريعية وذلك قبل أسبوع من إجرائها , في 20 أيلول – ديسمبر 1991 , وقد ذكرت ذلك في مؤتمر صحفي للشهيد المهندس عبد القادر حشاني , و أنت أول من إتهم المخابرات العسكرية بقتل الصحفيين و المثقفين , و أنت أول من كتب عن الجماعة الإسلامية المسلحة صنيعة الإستخبارات الجزائرية , و أول من كتب عن الأشخاص و ذكرتهم بالأسماء الذين قتلوا الرئيس محمد بوضياف , و أول من تحدث عن مراكز القوة , و غير ذلك من الأمور , والمصيبة أنك أمطت اللثام عن كل شيئ بجرأة غير معهودة وبيان غير مسبوق ومنطق سياسي مقنع , وبإيجاز فأنت أخطر صحفي جزائري أضرّ بالإستئصاليين و مصالحهم . ولذلك قررت القيادات العليا الجزائرية قتلك في سنة 1997 في بيروت . وهنا قلت له : أنت لم تضف إلى معلوماتي الكثير , فقد بلغنّي شخص وطني من وزارة الدفاع بذلك , بل قال لي بأنّ لجنة يحي أبوزكريا , هكذا أسموا اللجنة - لجنة يحي أبوزكريا- التي كانت ترصد كل صغيرة و كبيرة عن مؤلفاتي ودراساتي و كتبي و محاضراتي و برامجي التلفزيونية و الإذاعية , و التي كانت وظيفتها وضع خطة متقنة لقتلي والتآمر عليّ و تشويه صدقيتي الفكرية و الإعلامية في العالم العربي والإسلامي و حتى في الغرب . وقد إتصل بي ضابط رفيع المستوى وقال لي أيضا : قرار قتلك كان جاهزا , و قد كلف بتنفيذه وتكريسه العقيد منير , مع ضابط آخر في لبنان يعمل كسكرتير أول في السفارة الجزائرية , وتمّ تحديد ساعة الصفر . فقلت له : أتذكّر أنّه في يوم من الأيام إتصل بي شخص , أتصور بأنّه يحمل نفس هذه الصفة ويدعى حجّار , وقال لي : نحن نعرف الطريق التي تسلكها , فقلت له ربي يعرف ظاهركم و باطنكم. و وصل الأمر بالمسؤول العسكري في السفارة الجزائرية في بيروت في التسعينيات بأنّه كان يفكّر في تكليف من يتولى مهمة قتلي خصوصا و أن مثل هذا الأمر متوفّر في بيروت . و كنت في ذلك الوقت قد كتبت و كشفت عن كل شيئ حدث في الجزائر و ألفت كتابي الشهير من قتل محمد بوضياف و أربعة أيام ساخنة في الجزائر وغيرها من الكتب . وإسترسل هذا الضابط قائلا : عملية تصفيتك كان يشرف عليها الجنرال مدير المخابرات العسكرية و مستشار الرئيس اليامين زروال للشؤون الأمنية وكانت أعلى القيادات العسكرية و الأمنية على علم بموضوع التصفية , و قد كنت يا يحي أبوزكريا يقول هذا الضابط حديث النقاشات و اللقاءات و المدوالات في هيئة الأركان و الكواليس الأمنية , ولهذا راج أن أمرا سيتمّ ضدك , وهنا علمت قيادات أخرى لها وزنها العسكري و لها قدرة على التأثير رأت أن تصفية يحي أبوزكريا سيؤلّب العالم العربي والإسلامي و الدولي على الجزائر , ويؤكد صحة ما كتبه وما كشف عنه يحي أبوزكريا , وسوف يتحول الرجل إلى بطل قومي , قد يخلق لنا ثورات في الجزائر . فقلت له : تكذبون في كل شيئ , حتى في نقلكم للراهن تكذبون , لقد توقفت عملية الإغتيال و التي كان يفترض أن تحدث بين النهر الأولى في الرميلة و بإتجاه قرية جون في الشوف , لأنّ جمعية الأمم المتحدة منحتني الحماية الدولية , و بات لي وضع خاص ودقيق , لا تقدر حتى الدول العربية التعاون معكم في قتلي و التآمر عليك – والله من ورائكم محيط - ولأنّ شرعيتكم كانت مهزوزة وكنتم في عزلة دولية خصوصا مع بداية تساؤل المجتمع الدولي عن القاتل الحقيقي في الجزائر فقد خفتم من الأمم المتحدة ولم تخافوا من ربكم , والذي ينتظركم ليحاسبكم على دماء نصف مليون ماتوا بسبب ظلمكم ووقفكم المسار الإنتخابي من أجل أن تستمتعوا بالسلطة و نفط الجزائر . و للإشارة فالعديد من الضباط كانوا يتصلون بي من الجزائر قبل ترشحّي للإنتخابات الرئاسية و بعدها , و قد يكون البعض نادما و يريد أن يكفّر عن ذنبه , وقد يكون قسم آخر من الضباط طامعا في أن أبقيه في منصبه وأحميه إذا أصبحت رئيسا للدولة الجزائرية , أو ربما يكون مدفوعا من قبل الإستئصاليين الذين تسببوا في إراقة دماء نصف مليون جزائري وآلاف المفقودين ليعرف ما الذي أنوي فعله , عموما فإنّ قراءاتي الواسعة لمذكرات رجال الأمن و الإستخبارات الغربيين و العرب و قبل ذلك السداد الرباني قد أكسبني قدرة على الإحاطة بكل شيئ . و البعض كان يريد تزويدي بملفات عن عبد المؤمن خليفة صاحب الأمبراطورية المالية الذي سرق أموال الجزائريين وبدعم من بعض النافذين في المؤسسة الع الموضوعالأصلي : الثورة المسروقة و المصالحة الموهومة و الرئاسة المحسومة . // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: berber
| |||||||
الإثنين 12 مايو - 14:43:11 | المشاركة رقم: | |||||||
Admin
| موضوع: رد: الثورة المسروقة و المصالحة الموهومة و الرئاسة المحسومة . الثورة المسروقة و المصالحة الموهومة و الرئاسة المحسومة . و حاولت الأجهزة الإستئصالية في الجزائر تجريب القاعدة , وهذه المرة أيضا خابوا , فإن مؤلفاتي وكتبي و مواقفي وبرامجي التلفزيوينة و مؤلفاتي خير من يفضح السلطات الكاذبة , والتي أدمنت الكذب على الشعب الجزائري منذ الإستقلال , و مما كتبته في القاعدة المغاربية ما يلي : و حسب المعلومات المتوفرّة فإنّ تنظيم القاعدة يريد أن يحوّل الجزائر إلى قاعدة خلفية له ينطلق منها لتفعيل إستراتيجيته فيما لو أخفق بشكل كامل في العراق وأفغانستان , فالجزائر تتمتّع بمناطق جبلية وعرة و يصعب السيطرة على تضاريسها الجغرافية بالإضافة إلى وجود إستعداد لدى كثير من شبابها لتبني فكر القاعدة نتيجة إخفاق السلطة في معالجة مواضيع البطالة و الفقر و التهميش الأمر الذي حمل العديد من الشباب الجزائريين إلى تبنّي الفكر الإنتحاري , و حسب المعلومات أيضا فإنّ تنظيم القاعدة نجح في تهريب مئات العناصر من العراق وليبيا وتونس و أفغانستان و أوروبا إلى الجزائر عبر الحدود الصحراوية الواسعة والتي يسهل التسللّ عبرها , وهذه عينة عما كنت أكتبه . والعجيب أن الأجهزة الإستئصالية تحاول إبتداع ملفات جديدة , في وقت إنكشفت فيه مؤامراتهم و حقيقتهم و جرائمهم و حاولت أن تلوث سمعتي , ولم تنجح , و الدليل مئات الآلاف من الجزائريين الذين منحوا أصواتهم و حبهم و تمنوا أن أكون معهم في وطننا الجزائر نبنيه بفكرنا وسواعدنا , بعيدا عن القهر و الظلم و التهميش وسرقة الثروات . و يبقى القول أن أي خطب يلمّ بي – والله من ورائهم محيط – تعتبر هذه الوثيقة كوصية وشهادة للجهات السياسية و العدلية و القضائية و القانونية , فأحصل بذلك على شرف لا يناله إلاّ ذو حظّ عظيم , و يكبّ القتلة في الدرك الأسفل من التوقير الدولي و السمعة الدولية في الدنيا و في الآخرة يكبّون على وجوههم في النار . بعد إستقلال الجزائر في 05 تموّز – يوليو 1962 ألفّ الرئيس الجزائري الأسبق محمّد بوضيّاف الذي أغتيل في 28 حزيران – يونيو عام 1992 في الجزائر كتابا بعنوان : الجزائر الى أين ! وبعد عقود مازال السؤال ساري المفعول ومازالت الأجوبة تتوالى على هذا السؤال دون أن تعرف الجزائر طريقها باتجاه السلامة الكاملة . والواقع أنّ الاجابات على هذا السؤال كانت كثيرة ومتشعبة , كما أنّ الاجابات التي تطرقّت إلى المسؤول عن الكوارث السياسية والأمنيّة التي حلّت بالجزائر وصناعة الموت كثيرة أيضّا . وبعد كتاب الحرب القذرة للضابط الجزائري الحبيب سوايديّة والتي يتهّم فيها المؤسسة العسكريّة بإقتراف مجازر فظيعة ضد مدنيين في الجزائر , وكتاب الضابط السابق في المخابرات الجزائريّة هشام عبّود والذي كان يعمل بقسم التحاليل والتقييم في المخابرات الجزائرية عندما كان على رأسها الأكحل عيّاط وبعدها عمل مديرا لمكتب مدير المخابرات الجزائريّة بعد لكحل عيّاط محمّد بتشين الذي بدوره أصبح المستشار الأمني لزروال في وقت لاحق , وكتاب عبّود يحمل عنوان : مافيا الجنرالات ومن المتوقّع أن يثير زوبعة كبيرة كالكتاب الذي أثاره كتابا الحرب القذرة في الجزائر لسوايديّة ومن قتل من في بن طلحة ! ليوسف نصر الله , و كتاب رجل المخابرات العسكرية العقيد محمد سمراوي سنوات الدم في الجزائر . وفي كتابه مافيا الجنرالات يحمّل هشام عبود المحلل في الإستخبارات الجزائريّة سابقا الجنرالات مسؤوليّة الضلوع في معظم قضايا الإغتيالات والإضطرابات السياسية و الأمنيّة , ونفس هذا الضابط كشف لجريدة لونوفال أوبسرفاتور الفرنسيّة من أنّ الجنرال العربي بلخير رئيس ديوان رئيس عبد العزيز بوتفليقة حاليّا أصدر شخصيّا الأمر باغتيال المعارض الجزائري المحامي علي مسيلي في فرنسا , وكان عبّود الذي يعيش لاجئا سياسيّا في باريس قد سربّ معلومات خطيرة للصحافة الفرنسية عن الأدوار التي إضطلعت بها الأجهزة الأمنيّة في الجزائر . إن الكارثة التي حلّت بالجزائر يتحمل وزرها بالدرجة الأولى جنرالات فرنسا و الذي هم أركان ما يعرف بحزب فرنسا وللإشارة فإنّ أحد عشر -11 – جنرالا من الذين ألغوا خيار الشعب الجزائري في كانون الثاني – يناير 1992 , منهم تسع - 9 - جنرالات كانوا ضباطا في الجيش الفرنسي و المخابرات الفرنسية , و منهم الجنرال محمد العماري رئيس هيئة الأركان السابق و الذي إعترف لمجلة لوبوان - Le point الفرنسية في عددها الصادر بتاريخ 17 جانفي 2003 ص 45 على أنه شارك في معركة الجزائر , هذه المعركة التي قتل فيها آلاف الجزائريين في الشوراع و الزنزانات , و كثيرا ما كان الجنرال العماري بأنه مستعد لقتل ثلاثة ملايين في الجزائر ولا يسمح بإقامة دولة إسلامية في الجزائر , بل كان يقول أيضا أنا مستعد أن أعطي الإسلاميين منطقة صغيرة نائية على طريق غزة وأريحا أولا , كان يعتبر نفسه صهيونيا و الإسلاميين كالفلسطينيين , والجنرال محمد تواتي لعب دورا كبيرا في قتل ثوّار الجزائر و كان يشارك قوات بيجار في ذبح الجزائريين وطبعا أما الجنرال خالد نزار الذي أحد أخلص المخلصين لفرنسا ويفتخر بأن أباه كان وفيا للجيش الفرنسي الذي عمل فيه , و أنه ينتمي إلى مجموعة لاكوست التي تسللت إلى الثورة الجزائرية و نحرتها من الداخل , و خالد نزار الذي إنضم إلى الثورة الجزائرية في آخر أيامها بتخطيط من المخابرات الفرنسية وجد نفسه يعين الرؤساء ويقيلهم , و يقتل نصف الشعب الجزائر , و لعلّ خالد نزار هو أبرز مصداق لما قاله الجنرال شارل ديغول و هو يغادر الجزائر : لقد تركت في الجزائر بذورا ستينع بعد حين . وبالإضافة إلى ذلك فإنّ فرنسا وعندما عجزت عن قمع الثورة الجزائرية و التي فجرها الرجال المخلصون الغيورون على الجزائر , أسست أجهزتها الأمنية ما يعرف بالجيس السري و الذي أرهب المواطنين الجزائريين ,و في إطار التنسيق المحفوف بالسرّية التقى "جون جاك سوزيني" و"بيار لغيار" يوم 10/02/1961 في مدريد , وأتفقا على تأسيس تنظيم إرهابي جديد يحمل اسم منظمة الجيش السري .O. A . S كبديل لكل التنظيمات السياسية العاملة على ترجيح فكرة "الجزائر فرنسية"، ترأسها الجنرال المتقاعد" صالان" بمساعدة الجنرال" جوهو" و"غاردي"وسوزيني .و هذا التنظيم الذي إستعان بالعملاء الجزائريين و الخونة كان يقتل الجزائريين ويذبحهم و يتخذون من دماء الجزائريين حبرا لكتابة شعار : الجزائر فرنسية إلى الأبد , على الجدران , و في الساحات العامة وغيرها . إستعانت منظمة الجيش السري بالأقدام السوداء و العملاء وكان من أهدافها :لتحقيق أهدافها ، رأت منظمة الجيش السري مشروعية كل الوسائل: تخريب المصالح الحيوية و التصفية الجسدية للإطارات الجزائرية . و إغتيال المؤيدين لسياسة ديغول و أعمال السطو و النهب للبنوك ومصالح البريد و تأسيس فروع للمنظمة في فرنسا و تشكيل ميليشيات يؤطرها أساسا ضباط متقاعدون وبعض الغلاة من العملاء الجزائريين و الأقدام السوداء و خلق جو من الإرهاب المنظم و توزيع المناشير التحريضية واستعمال البث السري الإذاعي والكتابات الجدارية والقتل الجماعي والفردي لكل من يعترض برنامجها . و تعتبر منظمة الجيش السري البوتقة التي إنصهرت فيها مختلف التنظيمات الإجرامية بعد أن أحسوا بإقتراب ساعة إنهيار حلمهم القائم على أسطورة الجزائر فرنسية إلى الأبد . و حاولت هذه المنظمة الوقوف ضد إستقلال الجزائر وذلك بإرتكاب جرائم عديدة في حق الشعب الجزائري والممتلكات العمومية , وتخطيط العمليات العسكرية ونشر شبكة من الخلايا ضمت مختلف شرائح المعمرين والأجهزة الأمنية و إستهداف عدد كبير من الجزائريين من مختلف الشرائح وقتل المساجين في زنزانات مراكز الشرطة مثلما وقع في مركز شرطة حسين داي و تنفيذ سلسلة من التفجيرات قدرت بنحو2293 تفجير بالعبوات البلاستيكية خلال الفترة الممتدة مابين سبتمبر 1961 و مارس 1962 أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 700 ضحية و تصعيد العمل الإجرامي للمنظمة بعد التوقيع على وقف إطلاق النار، الحرق العمدي للمؤسسات منها ما أصاب مكتبة جامعة الجزائر في 7جوان 1962 حيث أتى على أزيد من 600 ألف كتاب . وبقدر ما كان لهذه المنظمة من تأثير في إيجاد ضمانات للأقلية الأوروبية في المفاوضات بقدر ما أثرت سلبا على مصير بقائهم في الجزائر المستقلة . و أصدرت هذه المنظمة في ذلك الوقت البيان التالي : أيها الفرنسيون من جميع الأصول .. إن الساعة الأخيرة لفرنسا بالجزائر هي آخر ساعة لفرنسا في العالم وآخر ساعة للغرب. اليوم كل شيء جاهز كي يضيع أو ينجو ، كل مرهون بإرادتنا، و بالجيش الوطني. نحن ندرك أن المعركة الفاصلة قربت ونعرف أن الانتصار في معركتنا هذه يتطلب الوحدة الشاملة والانضباط التام. وكذلك قررت كل الحركات الوطنية السرية وتنظيماتها المقاومة دمج قواهم ومجهوداتهم في حركة مقاومة واحدة هي: منظمة الجيش السري O.A.S" أيها الجزائريون بجميع أصولكم. بكفاحكم من أجل الجزائر فرنسية، فإنكم تكافحون من أجل حياتكم وشرفكم ومستقبل أبنائكم ، تشاركون في الحركة الكبرى للتجديد الوطني. وفي هذا الكفاح ، ستتبعون أوامر منظمة الجيش السري فقط. تأكدوا أننا سنوجه أسلحتنا جميعا ، ضد التخلي عن الجزائر وإن الانتصار مضمون إذا عرفنا كيف نناله في الهدوء والثقة، كلنا واقفون جاهزون، كلنا موحدون . تحيا فرنسا…إنتهى البيان وفرنسا التي كانت مصرة على البقاء في الجزائر ومنحت الإستقلال لتونس والمغرب من أجل أن تبقي يدها على الجزائر نجحت وبإمتياز في تأسيس عصابة من الجزائريين الذين ألحقوا أكبر الأضرار بثورة الجزائر وإستقلالها . و قد نجح عملاء باريس بقتل مئات المجاهدين من أبناء باديس خلال الثورة الجزائرية المباركة . فالشهيد مصطفى بن بولعيد أحد الستة الذين فجروا ثورة التحرير تمت تصفيته من قبل أحد الجواسيس الجزائريين الذين كان مغروسا في صفوف الثوار , و ذلك خلاف الرواية الرسمية التي أعتمدت بعد الإستقال من أن الشهيد بن بولعيد قضى خلال إنفجار مذياع مفخخ في ظروف غامضة . و حسب رواية الطاهر الزبيري آخر قادة الأوراس التاريخيين فإن عودة مصطفى بن بولعيد إلى مركز قيادة منطقة الأوراس فاجأت عجول عجول الذي آلت إليه قيادة المنطقة العسكرية التي كانت تحت قيادة بن بولعيد و ذلك بعدما تمكن عجول عجول من التخلص من شيحاني بشير نائب بن بولعيد الذي خلفه على رأس المنطقة قبل إعتقاله على الحدود التونسية الليبية، وكان عجول هو الذي أمر بقتل نائبه شيحاني بشير و عشرات المجاهدين و كان بشير شيحاني يعتبر من أهم العقول الجزائرية ومن أكبر المثقفين , إلى درجة أن بن بولعيد وبخ عجول قائلا له : إن الجزائر غير قادرة على إنجاب مثل بشير شيحاني . ويرى الزبيري أن الجهاز المفخخ الذي أدى إلى استشهاد مصطفى بن بولعيد تركته فرقة للجيش الفرنسي بمكان غير بعيد عن مركز قيادة الأوراس ، وعند مغادرتها للمكان عثر المجاهدون على الجهاز فحملوه إلى مصطفى بن بولعيد الذي أراد تشغيله فانفجر الجهاز مما أدى إلى استشهاد البطل بن بولعيد ، وقد إعترف بعض جنرالات فرنسا في مذكراتهم بأنهم هم من خطط وفخخ الجهاز الذي أدى إلى استشهاد أحد مفجرّي الثورة الجزائرية مصطفى بن بولعيد قائد المنطقة الأولى . أما سعيداني فقد إتهمّ عجول بإغتيال نمر الأوراس , و أنه غير مكانه عندما أمسك بن بولعيد المذياع المفخخ المذياع الذي لغمّه على الألماني بطب من عجول عجول أحد الجواسيس الجزائريين داخل صفوف الثورة الجزائرية . و يذهب الكاتب محمد عباس إلى القول بأنّ المخابرات الفرنسية وعلى أعلى المستويات في باريس هي التي دبرت عملية إغتيال مصطفى بن بولعيد بإعتراف جنرالاتها الذين إعتبروا هذه العملية إنجازا كبيرا لهم يستحق الإفتخار ، حيث نشر أحد رجال المخابرات الفرنسية كتابا تحت إسم مستعار تحدث بالتفصيل عن هذه العملية "الناجحة" التي أدت إلى تعطيل ولاية الأوراس من 1956 إلى غاية نهاية 1959 وبداية 1960 وتحييدها عن الكفاح المسلح . و كان لفرنسا جيش كبير من العملاء الجزائريين الذين كانوا تابعين للمخابرات الفرنسية . و لم يكن مصطفى بن بولعيد المجاهد الأول أو الأخير الذي صفته المخابرات الفرنسية بأيدي العملاء الجزائريين المدربين إبان الثورة الجزائرية , فهناك آلاف المجاهدين و الذين قتلوا في الجبال أو دلّ على مكان وجودهم العملاء الجزائريون فقتلوا أو نسفت بيوتهم كما حدث مع علي لابوانت و حسيبة بن بوعلي . و مثلما تمت تصفية مصطفى بن بولعيد فقد صفيّ أيضا أحد قادة الثورة ومهندس مؤتمر على أيدي بعض الذين كان يعتبرهم رفاقا له في كانون الأول - ديسمبر 1957 . و كان رمضان يرى أمور الجزائر يجب أن تكون بيد قادة الثورة الجزائرية في الداخل و ليس بيد قادة الخارج , و قيل أن هواري بومدين و من إستولوا على الحكم لاحقا كانون وراء تصفيته . و توالت الإغتيالات في الجزائر أثناء وبعد الإستقلال , الأمر الذي أكدّ للجزائريين أن منظمة الجيش السري الفرنسي لم تغادر الجزائر مع ديغول , و أن عملاء فرنسا من الجزائريين الخونة كلفوا بالبقاء في الجزائر لمهام أخطر , و هكذا توالت الإغتيالات حيث أغتيل محمد خميستي بالرصاص سنة 1962 , و إغتيل محمد خيضر في العاصمة الإسبانية مدريد 1967 وكريم بلقاسم في فرانكفورت سنة 1970 و كل من محمد خيضر و كريم بلقاسم كان من اللذين الخلية المفجرة لثورة التحرير , و عندما أطاح هواري بومدين بالرئيس أحمد بن بلة في 19 حزيران – يونيو 1965 هاجر كريم بلقاسم إلى ألمانيا و قال قولته المشهورة : سبع سنوات من الإستقلال كانت أسوأ من سبع سنوات من الحرب , و قرر بومدين تصفيته , كما جرت تصفية كثيرين من قبل الأجهزة الإستخباراتية الجزائرية و التي كانت مؤلفة من أصحاب التوجهات الفرانكفونية و الشيوعية , وتكونّ بعضهم على يد الإستخبارات السوفياتية السابقة والستازي . و قد إتهم أحمد محساس - وهو من مواليد 1923 ببودواو ، و الذي بدأ نضاله في صفوف الحركة الوطنية في سن مبكر و أعتقل مرارا لنشاطه السياسي , و كان عضوا في المنظمة الخاصة مستوى القيادة العليا و في عام 1950 أعتقل من قبل الجيش الفرنسي و نقل إلى سجن البليدة وفرّ لاحقا مع أحمد بن بلة – الرئيس الجزائري الأسبق أحمد بن بلة بفضح أسرار المجاهدين و الثوّار الجزائريين , و كشف محساس أن بن بلة قدم للشرطة الفرنسية كل المعلومات عن المنظمة السرية دون أن يتعرض لأي تعذيب وقال لقد كشف ودل المخابرات الفرنسية على كل الشخصيات الثائرة , وبادر إلى ذلك دون أن يعذبّ . عندما نالت الجزائر إستقلالها الناقص في 05 تموز – يوليو 1962 رفض الرئيس أحمد بن بلة طلبا برلمانيا لعشرات النواب الجزائريين بتعريب الإدارة و التعليم و كل مناحي الحياة في الجزائر , و أعتبرت هذه الخطوة تكريسا للإحتلال الثقافي , و تقديسا للثقافة الفرنسية و إعمالا لبند مخفي في إتفاقيات إيفيان ينص على إستمرار سيطرة الثقافة الفرنسية على المشهد الثقافي و السياسي الجزائري . و حتى عندما أقرّ مشروع محو الأمية في عهده , تمّ اللجوء إلى اللغة الفرنسية لمحو الأمية , و قد سئل أحمد بن بلة عن ذلك فأجاب بقوله : لقد بدأنا بمحو الأمية بالفرنسية , و لم يكن عندنا ما يكفي من المعلمين باللغة العربية لتسيير مؤسسة تربوية واحدة . طبعا هذا القول عار عن الصحة لأنّ حكومة بن بلة الفتية جمدّت قانون التعريب بالكامل و سجنت رموز جمعية العلماء المسلمين الجزائريين , و كان هناك كم هائل من الجزائريين الذين يتقنون اللغة العربية . غير أنّ عملاء فرنسا الذين أصبحوا مقربين من دوائر القرار و مستشارين للرؤساء الجزائريين لعبوا دورا كبيرا في قتل اللغة العربية في الجزائر والتي ما زال يتكلم بها الرئيس الجزائري و كبار المسؤولين الجزائريين . فمحمد حربي الذي كان مستشارا للرئيس أحمد بن بلة لم يكن فرانكفونيا فقط , بل كان ينكر على الجزائر عروبتها وإسلامها وحتى ثورتها , فهو يقول في أحد كتبه الشهيرة بأنّ الثورة الجزائرية لم تكن إنتفاضة شعبية بل كانت حركة عفوية قوامها بعض المتحمسين و يرى بأنّ هذه الإنتفاضة العفوية كان وراءها مصالي الحاج وليس جبهة التحرير التي كان على رأسها أقلية من مسلمي الجزائر . ويبدو أن محمد حربي بدأ يكتب هذا الكلام بعد سجنه في الجزائر من قبل نظام هواري بومدين لوقوفه ضد إنقلابه العسكري على أحمد بن بلة و بعد قضائه خمس سنوات في السجن غادر إلى فرنسا وشرع ينظّر للثورة الجزائرية من منظور فرانكو شيوعي , و هو الذي أرجع التسلط إلى بنيوية شخصانية الثوّار , و يقول محمد حربي في هذا السياق : نظراً لكون قادة جبهة التحرير الوطنية الجزائرية ما كانوا لحظة ظهورهم على مسرح الأحداث يحظون بدعم حركة جماهيرية حقيقية وديناميكية ، فإنهم حصلوا على قيادة الحركة بالقوة وحافظوا عليها بالقوة. ولإقتناعهم بضرورة العمل بكل عزم من أجل حماية أنفسهم من أعدائهم ، فقد إختاروا متعمدين الطريق التسلطية . و يعتبر جلبير مينييه المؤرخ محمد حربي واحدا من أهم المؤرخين الجزائريين الذين ناضلوا ضد فرنسا و الحزب الواحد ويعتبر كتابه أرشيف الثورة الجزائرية و احدا من أهم الكتب , غير أنه ينسجم تماما مع حربي ونظريته القائلة أن الجزائر إستقلت بالعامل السياسي وليس بالعامل الثوري و العسكري , هو إذن في نظره نصر مقابل نصر . وحربي هذا المشبع بالثقافة الفرنسية كان واحدا من أهم مستشاري الرئيس أحمد بن بلة و محمد حربي من مواليد 16 حزيران –يونيو 1933 بالحروش في مدينة سكيكدة ناضل في صفوف حزب الشعب وحركة إنتصار الحريات الديمقراطية من أوائل المسؤولين السريين لفدرالية جبهة التحرير في فرنسا، تقلد مسؤوليات عديدة قبل وبعد الإستقلال تعرض للسجن خمس سنوات لمعارضته إنقلاب بومدين على بن بلة في 19 حزيران – يونيو 1965 وبعد إطلاق سراحه إختار المنفى وتفرغ لكتابة مؤلفات عن الثورة الجزائرية . ومن أهم مؤلفاته باللغة الفرنسية : في جذور جبهة التحرير، الشعبوية الثورية في الجزائر جبهة التحرير الوطني السراب والحقيقة و أرشيف الثورة الجزائرية و الجزائر وقدرها وفي مذكراتها يعتبر أنّ جبهة التحرير كانت عنيفة وشرسة و ظالمة وهي الصفة التي لازمتها حينما حكمت البلاد بعد نيل الاستقلال. و يعتبر أيضا أن الخونة الجزائريين قتلوا الجزائريين أكثر مما قتلت فرنسا , و العجيب أن ذهنية بهذه التوجهات يجد نفسه في دوائر القرار و يصنع القرار مع بن بلة , و يشير بظلامية اللغة العربية و عدم إنسجامها مع الجزائر تاريخا وراهنا ومستقبلا , فيما الشيخ الإبراهيمي رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين يوضع تحت الإقامة الجبرية بأمر من أحمد بن بلة . وقد طلب الرئيس الجزائري الأسبق الشاذلي بن جديد و بطريقة رسمية من المحامي الجزائري علي هارون الدفاع عنه والمطالبة بتصحيح المعلومة المتعلقة بإنضمامه للجيش الفرنسي، والتي نشرها بعض المؤرخين طيلة 25 سنة ومنهم محمد حربي . ويشار إلى أن المؤرخين محمد حربي و جييلبير مونيي و بن جامان ستورا وعاشور شرفي ذكروا في مؤلفاتهم بأنّ الشاذلي بن جديد كان ضابطا أو ضابط صف في الجيش الفرنسي. و محمد حربي الذي جرد الهٌوية الوطنية من اللغة العربية و فضل الفرنسية عليها ، جردّ التاريخ الجزائري من البعدين العربي و الإسلامي بالكامل , وهو الفعل الإجرامي الذي كرسته نخبة فرنسا في الجزائر حيث حظر اللغة العربية و تدمير الصحافة المعربة , و حرمان حملة الشهادات المعربة من المواقع المهمة و الذين كان يسميهم الفرانكفونيون و أبناء باريس بالبعثيين أو المشارقة , ووصل الأمر بمحمد حربي وخلال المحاضرة التي ألقاها يوم 16/10/2008 في المركز الثقافي الفرنسي بالجزائر حيث طلب من الجزائريين تجريد تاريخهم من طابعه الوطني ومن إنتمائه للعروبة والإسلام , ولم يكتف بذلك بل تهجم على المؤرخين أبناء باديس تركيزهم على البعدين العربي والإسلامي من أمثال : مبارك الميلي وأحمد توفيق المدني . وقد بات معروفا أن أبناء فرنسا في الجزائر هم وراء تعطيل اللغة العربية و التي تحتاج إلى قرار سياسي سيادي وهو غير متوفر لحد الأن في الجزائر والتي سيكتشف الجزائريون ذات يوم أن بلادهم ليست مستقلة مطلقا . و عندما عارض محمد حربي محمد بوخروبة أو هواري بومدين سجن 5 سنوات غادر بعدها إلى فرنسا , و الواقع أن بومدين أحيط من كل جانب بجواسيس فرنسا , و أبناء باريس الذين نخروا الدولة و يبدو أن هذا الإكتشاف جاء متأخرا حيث قررت المخابرات الفرنسية إغتيال بومدين و تؤكّد أرملته أنيسة بومدين بأن الملف الطبي لزوجها ما زال تحت خانة سري للغاية و أن جهات ما لا تريد الكشف عن لغز إغتيال هواري بومدين و ذلك عبر مادة الثاليوم التي جعلت جسمه هزيلا وضعيفا وقد إعترف الأطباء الروس الذين إستقبلوا هواري بومدين أن مالك مادة الثاليوم هم الفرنسيون , و قد وجد هذا الإغتيال هوى في نفوس الإسرائيليين . و قد إعتبرت المخابرات الفرنسية هذا الإغتيال إنجازا لها بإعتبار أنها عبدت الطريق نحو تحكمها الكامل في الجزائر عبر ضباطها الذين أصبحوا وسيصبحون جنرالات في عهد الشاذلي بن جديد . ومن الضباط الجزائريين الذين رقتهم وصعدتهم و غرستهم فرنسا داخل الجيش الجزائري الجنرال العربي بلخير و هو الضابط السابق في الجيش الفرنسي برتبة ملازم ثان قبل الإستقلال . وكان أبوه أحد أبرز البشاوات الذين دعموا الاستعمار الفرنسي و ألحق أكبر الأضرار بالمواطنين الجزائريين في مدينة تيارت . فرّ العربي بلخير من الجيش الفرنسي مع عبد المجيد علاهم و عبد النور بقة و محمد بن محمد و حمو بوزادة و مصطفى شلوفي و عبد المالك قنايزية و مختار كركب و لحبيب خليل و رشيد ميموني و خالد نزار وسليم سعدي. ويعرف هؤلاء وغيرهم بمجموعة لاكوست التي خططّ لها أن تغادر الجيش الفرنسي وتلتحق بالجبال وليس بجيش التحرير الجزائري في سنة 1958 , وطلب من هؤلاء إنتظار الأوامر القادمة من القيادة الفرنسية . و من بين ضباط الصف الذين تم ترقيتهم ملازمين من طرف الجيش الفرنسي قبل إرسالهم في مهمة بتونس عام 1961 : محمد العماري ومحمد تواتي . و معظم الأسماء التي ذكرت ومعظم الشخصيات أصبحت تصنع القرار في الجزائر بشكل مباشر . و عبد العزيز بوتفليقة الرئيس الجزائري الذي يقول أنه كان عضوا في قيادة الأركان العامة فهو لم يكن كذلك على الإطلاق . لأن بلخير حاول تأكيد نضاله من خلال شهادة بوتفليقة , و كلاهما في وضع لا يحسد عليه و العربي بلخير والذي أتهم أيضا بإغتيال محمد بوضياف و المسيلي و آلاف المعارضين الجزائريين و الذي كان يعرف بالغول كان ظلاّ للشاذلي بن جديد , وبعد قتل هواري بومدين ساهم في إيصال بن جديد إلى الرئاسة , و التي أصبح أمينا عاما لها يحكم الجزائر في الظل مع مجموعة جنرالات فرنسا . و بسرعة مذهلة رقيّ العربي بلخير إلي رتبة عقيد، ثم عين مستشارا للمجلس الأعلى للدفاع والأمن المرتبط مباشرة بالرئاسة . ثم أمينا عاما للرئاسة ، فمديرا لديوان الرئيس الشاذلي بن جديد و لقد أصبح بلخير في ظرف وجيز أحد أقطاب الرحى في المنظومة السياسية و الأمنية والعسكرية الجزائرية , و إستفاد من موقعه وأسس أمبرطويات مالية رهيبة و جيرّ الإقتصاد الجزائري لصالح فرنسا بالكامل . ويعترف الرائد الأخضر بورقعة أن جزائريين كان مع الجيش الفرنسي قلبا وقالبا يقتلون الجزائريين أصبحوا جنرالات في الجزائر يوجهون الجيش الجزائري , و مما قاله الأخضر بورقعة لبرنامج زيارة خاصة الذي يقدمه سامي كليب : في 14 تموز - يوليو شاركوا في الإحتفال في الجيش الفرنساوي شارع جيش التحرير الآن ووصلوا إلى قمة الحكم هذا شيء معروف يعرفه العام والخاص. و خالد نزار منهم . وقد كلف الضابط الفرنسي السابق العربي بلخير بتنفيذ عمليات لصالح المخابرات الفرنسية و التي منها إنهاء مسعود زڤار الذي ولد في 08 كانون الأول - ديسمبر 1926 بالعلمة من عائلة فقيرة جدا . غادر الجزائر إلى فرنسا وهو لم يتجاوز العاشرةحيث عمل لمدة 4 أشهر وعاد ببعض المال لمساعدة أهله . و قد كان معروفا بالذكاء الشديد , و كان يؤمن بأهمية المال والإستخبارات في طرد المستعمر الفرنسي من الجزائر . و طبق هذه النظرية بحذافيرها فنجح في قطاع المال و الأعمال وفي الإستخبارات أيضا , وكانت له علاقة مع نيكسون و جورج بوش الأب بالإضافة إلى العديد من الشخصيات العالمية، وهو أيضا الرجل الذي كان يملك مؤسسة للطيران وبئر للنفط بتكساس و كان على علاقة بكثير من المؤسسات المالية و الصناعية و الإقتصادية في العالم . ومن خلال الأسماء الحركية و الوهمية التي عرف بها كرشيد وبحري وغيرها إستطاع أن يخترق ألأمريكيين و حتى الدوائر القريبة من الرئيس الفرنسي شارل ديغول , و قد أتاح له هذا الإختراق أن يفيد الثورة الجزائرية إلى أبعد الحدود وفي كل مرة كان يزود قيادات الثورة بمعلومات سرية للغاية عن فرنسا وشبكة إتصالاتها و منظومة تسلحها و كان الرئيس هواري بومدين يقدر عاليا ما قام مسعود زقار . وعندما زار الرئيس السابق الشاذلي الولايات المتحدة الامريكية في عهد الرئيس ريغن إلتقى بجورج بوش الأب الذي كان يشغل منصب نائب الرئيس وقال للشاذلي سلم لي على صديقي زڤار. و كان زقار قد حذرّ الثورة الجزائر من محاولات إغتيال عديدة كانت ستقوم بها الأجهزة الأمنية الفرنسية داخل صفوف الثورة الجزائرية , و حذرّ من عدوان أمريكي على الجزائر سنة 1967 . كان هواري بومدين يقدر زقار , و لذلك عندما قتل بومدين تأثر مسعود زقار و ما كان يظن أن فرنسا التي إخترق زقار منظومتها الأمنية أصبحت تحكم الجزائر عبر ضباطها . وبعد نجاح هؤلاء الضباط في إيصال الشاذلي بن جديد إلى سدّة الرئاسة طلب زقار مقابلة الرئيس الشاذلي للحديث معه في قضايا هامة ، لكن هذا الأخير رفض استقباله، والرسالة طبعا كانت واضحة وصريحة: الرئيس الجديد يرفض التعامل مع زڤار ويفضل عدم التعامل مع أقوى شخصية أمنية جزائرية عملة للمصلحة الجزائرية العليا . وفي أواخر سنة 1982 قام الرئيس الشاذلي بزيارة إلى فرنسا وهو إختراق خطير لبروتوكول جزائري بأن لا يزور رئيس الجزائر من قتل مليونين شهيدا في ظرف سبع سنوات , وقد طلب الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتيران من الشاذلي إعتقال زقار وبعد هذه الزيارة مباشرة , و في 8 كانون الثاني – يناير 1983 أصدر مجلس المحاسبة قرارا بالتحقيق مع وزير الخارجية السابق السيد عبد العزيز بوتفليقة بتهمة سرقة أموال وزارة الخارجية ، وفي اليوم ذاته كان مسعود زڤار جالسا في بيته في شارع البشير الإبراهيمي في قلب الجزائر العاصمة ففوجئ برجال المخابرات و الأمن العسكري يداهمون بيته و إتصل من بيته بالعربي بلخير مدير الديوان برئاسة الجمهورية في عهد الشاذلي وقال له: الأمن العسكري موجود الآن ببيتي ويريد توقيفي , ماذا يجري حولي فردّ عليه بلخير "لا تقلق نفذّ ما يطلبونه وسأحل المشكلة, و لم يكن يدر في ذهن مسعود زقار أن العربي بلخير يضحك عليه , و وضع في زنزانة إنفرادية في سجن البليدة العسكري . و تآمر عليه ضباط فرنسا في الجزائر , و مكث في السجن بضع سنين دون أن يعرف ما هي تهمته , و لم يكن يدري أن ضبط فرنسا في الجزائر كان يبعثون تقارير مفصلة عن أعماله و إخرتاقه للمنظومة الأمنية و العسكرية الفرنسية , و توفي مسعود زڤار في 21 تشرين الثاني - نوفمبر 1987 بأحد فنادقه بمدريد ونقل جثمانه إلى مسقط رأسه بالعلمة . و لو عاد زقار إلى الحياة لقرر أن يخترق ضباط فرنسا في الجزائر ويعلن عن الثور الثانية لإحراز الإستقلال الكامل للجزائر . الموضوعالأصلي : الثورة المسروقة و المصالحة الموهومة و الرئاسة المحسومة . // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: berber
| |||||||
الإثنين 12 مايو - 14:43:52 | المشاركة رقم: | |||||||
Admin
| موضوع: رد: الثورة المسروقة و المصالحة الموهومة و الرئاسة المحسومة . الثورة المسروقة و المصالحة الموهومة و الرئاسة المحسومة . الشاعر الذي فجرّ ثورة الجزائر شعرا وخلدّها في العالم العربي والذي حاصره أبناء باريس في الجزائر بعد الإستقلال وهمشوه شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكريا المرء مادام حيّا يستهان به ويعظم الرزء فيه حين يفتقد . يقول المثل الجزائري / عندما كان حياّ كان يشتاق إلى ثمرة و عندما مات غرسوا نخلة جنب قبره . و نظرا لجهوده الكبيرة في مجالات الفكر والأدب والنضال الوطني، منحه عاهل المملكة المغربية محمد الخامس في عام 1961 وسام الكفاءة الفكرية من الدرجة الأولى. ومنحه الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة وسام الاستقلال ووسام الاستحقاق الثقافي، ومنحه الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد في عام 1984 ـ بعد رحليه ـ وسام المقاوم، كما مُنِحَ اسمُه وسام الأثير من مصفّ الاستحقاق الوطني من الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في 4/7/1999. ولد الشاعر مفدي زكريا عام 1909م بقرية بني يزغن التي تقع في ولاية غرداية جنوب الجزائر حفظ جزءا من القرآن ومبادئ العربية والفقه وأصوله في الكتّاب الذي كان موجودا في القرية . وقد لاحظ أقرباؤه أن مفدي زكريا كان رجلا في صغره و أن وعيه كان متقدما للغاية , كان رجلا في سن الطفولة ثم إصطحبه والده معه وهو إبن سبع سنين إلى مدينة عنابة شمال شرق الجزائر التي كان تاجرا بها، وفيها أتمّ حفظ القرآن . وبدأ تلقى تعليمه الأول بمسقط رأسه ثم قصد تونس لإكمال دراسته , ولاية غرداية جنوب الجزائر. لقبَّه زميل دراسته سليمان بو جناح بـ "مُ في سنة 1922 قرر والده إبتعاثه إلى تونس , وهناك درس في مدرسة السلام القرآنية ، وبعد سنتين إنتقل إلى المدرسة الخلدونية ، ثم تحول إلى جامع الزيتون ة، وأخذ عن علمائها دروس اللغة والبلاغة والأصول وفقه اللغة فدي" فأصبح لقبه الأدبي الذي إشتهر به. تألق نجمه في تونس و برع في نظم الشعر وكان يواكب الحركة الشعرية والأدبية في المشرق العربي , حيث كانت تصل تونس آخر الإبداعات الشعرية و الأدبية التي ترى النور في الضفة الأخرى من الوطن العربي . وكان مفدي زكريا شجاعا مقداما لا يعرف الخوف و لا تلين عزيمته كلمات التهديد ولا التعذيب والسجن ولا حتى الموت من أجل الوطن,كمل نظاله بالشعر والقلم والمجاهدون بالسلاح والمدفع وقد أسقط هذه الخصال على بنوية شعره الذي كان قويا كقوة شخصيته . في 17 أغسطس -أوت1937 حكم على الشاعر مفدي بالسجن بتهمة التآمر و هي تهم ملفقة عادة و عندما أطلق سراحه واصل نشاطه الفكري . وكان للبيئة الإسلامية الأصيلة التي ترعرع وسطها ولمصادر ثقافته الدينية دور كبير في صقل شخصيته الشعرية وكانت مدينة غرداية مشهورة بأصالتها وحفاظها على القيم والمبادئ و العلوم العربية والإسلامية . كما أن قسوة الإستعمار الفرنسي عليه وعلى شعبه أثرت فيه إلى أبعد الحدود ..وعندما أتم تعليمه غادر تونس عائدا إلى وطنه الجزائ، وتوجه للعمل التجاري ولكنه لم ينقطع عن مجال الفكر والأدب ، وقد إشتهر سكان غرداية بالذكاء والنجاح في المجال التجاري . كان مفدي زكريا واحدا من رواد الحركة الوطنية التي تبنت مبدأ الثورة على الإستعمار الفرنسي , وأيدّ بقوة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ولكنه لم ينخرط فيها رغم تكوينه الإسلامي و الديني , بل إختار الإنضمام إلى الحركات الوطنية . وعندما إندلعت ثورة نوفمبر سنة 1954 وجد نفسها وتلقائيا واحدا من جنودها و الناطقين بإسمها فسخرّ شعره لخدمة القضية الجزائرية و الدفاع عن مظلومية الشعب الجزائري , وإتخذ من شعره وسيلة لتعرية الإستعمار الفرنسي الذي حاق بالجزائريين سوء العذاب . وكان سباقا إلى رحاب الثورة الجزائرية و صادف ألوان العذاب و البلاءات و سجنته السلطات الإستعمارية الفرنسية خمس مرات . كان مفدى زكريا ضمير ثورة التحرير الجزائرية الناطق و الحي ورائد مسيرتها وكان المجاهدون الجزائريون يرددون أشعاره في ساحات المعارك ، وعلى أعواد المشانق ، إلى أن إستقلت الجزائر في العام 1962 . أقام عندها في الجزائر ومارس التجارة وفتح مكتبا للتمثيل التجاري ولكنه لم يخلق للتجارة فكسدت تجارته . فيما صوته كان مدويا على الدوام . ولم تسعفه الظروف للإستقرار فتوجه إلى تونس سنة 1963 ومكث بها إلى سنة 1969 حيث يمم شطر المغرب وإستقر بالدار البيضاء وفتح مدرسة للتعليم الثانوي هناك , و هكذا أضاعت الجزائر شاعرها الذي خلدّ ذكراها في كل الأمصار . ولم تمنعه التجارة من أن يواصل النشاط الثقافي حيث كان يشارك في الملتقيات و المؤتمرات ومنها مؤتمر الفكر الإسلامي الذي عرفت الجزائر به . مفدي زكريا يعتبر صاحب الروائع في الجزائر فهو صاحب الأناشيد الوطنيّة النشيد الوطنيّ الجزائريّ ، و . نشيد مؤتمر المصير بتونس و نشيد إتّحاد النساء التونسيّ و نشيد معركة بنزرت التاريخيّ و نشيد الجلاء عن المغرب و نشيد الجيش المغربي، وغيرها من الأناشيد. و نشيد فداء الجزائر الذي دشنّ الثورة الجزائرية ضد المستعمر الفرنسي و نشيد العلم الجزائريّ، نشيد الشهداء و نشيد جيش التحرير الوطنيّ ، نشيد الاتّحاد العامّ للعمّال الجزائريّين ، نشيد إتّحاد الطلاّب الجزائريّين ، نشيد المرأة الجزائريّة ، نشيد بربروس أما نشيد إلياذة الجزائر فهو الذي توجّ به كل الروائع , و أعتبرت إليادة الروائع لما فيه من جماليات ومزح بين التاريخ المجيد والراهن الثائر والحرية و التحرر . ومن مؤلفاته: اللهب المقدس و من وحي الأطلس و إلياذة الجزائر و تحت ظلال الزيتون و دليل المغرب العربي الكبير. وكانت وفاته يوم الأربعاء 02 رمضان 1397هـ الموافق 17 أوت 1977م بتونس وعمره تسعة وستون عاما ونقل جثمانه إلى الجزائر ودفن بمسقط رأسه في بني يزقن - ولاية غرداية. و الواقع وكما يقال فإنّ الأبناء يكملون مسيرة الأباء , وقد ألف الدكتور سليمان الشيخ إبن مفدي زكريا ـ سفير الجزائر السابق بالقاهرة – العديد من الكتب عن الدراسات وله الفضل في إقامة مؤسسة مفدي زكريا و التي أصدرت كتبا كثيرة عن شاعر الثورة الجزائرية . وما أصدرته هذه المؤسسة : مفدي زكريا شاعر مجَّد الثورة ـ حوارات وذكريات ـ لبلقاسم بن عبد الله. وتاريخ الصحافة العربية في الجزائر لمفدي زكريا جمع وتحقيق د.أحمد حمدي. وديوان أمجادنا تتكلم وهو ديوان لم يسبق نشره لمفدي زكريا و الكتاب الرابع والأخير فهو كلمات مفدي زكريا في ذاكرة الصحافة الوطنية من إعداد وتقديم د. محمد عيسى وموسى . ومن أشعاره , شربت العقيدة حتى الثمالــــة ....فأسلمت وجهي لـرب الجلالــه ولولا الوفـاء لإسلامنــــا.... لمـا قرر الشعب يومـا مآلـــه ولولا استقامــة أخلاقنــــا.... لمـا أخلص الشعب يوما نضالــه ولولا تحالف شعـب وربٍّ ....لمـا حقق الرب يومــا سؤالـه هو الدين يغمـر أرواحنــا.... بنـور اليقيـن ويرسي العدالــه ونجده يكرر الصورة نفسها في إلياذته عن مناسبة نفمبر إذ يقول: تأذن ربك ليلـة قــــــدر.... وألقى الستــار على ألف شهـر وقال لـه الشعب: أمـرَك ربــي.... وقال لـه الرب: أمــرُك أمـري ولعلع صـوت الرصاص يــدوّي.... فعـاف اليراع خـرافة حبـــر وتأبى المــدافع صوغ الكلام.... إذا لم يكـن من شواظ وجمــر وتأبى القنـابل طبع الحــروف.... إذا لم تكـن من سبائك حُمـــر وتأبى الصفائح نشر الصحـائف ....ما لم تكــن بالقرارات تســري ويأبـى الحديد استمـاع الحديث.... إذا لم يـكن من روائـع شعـري نفمبــر غيرت فجر الحيــاة ....وكنت نفمبـر مطلـع فجــر وذكرتنـا في الجـزائر بــدرا .. فقمنـا نضاهـي صحابــة بدر يقول في قصيدته "البردة الوطنية" سنة 1937:و هو يدعو إلى الإتحاد المغاربي . تونس والجزائر اليوم، والمغـــرب.... شعب لن يستطيع انفصـــالا وحدة أحكـم الإلـه سَـداهـا،.... مـــن يـرد قطعـه أراد محالا نبتـت من أب كريـم وأمّ سمـتْ.... في الحــياة عمًّــا وخــالا نصبـوا بينــها حـدودا من الـ.... ألـواح، جهلا وخدعـة، وضلالا فاجعلـوا إن أردتـم الكون سـ ....ـدًّا، وضعوا البحر بيننا والجبـالا نحن روح مـزاجه الضـاد والد ....يـن، فلـن يستطيع قطّ انحـلالا كلما رمتـم افتراقــا قرُبنــا .... وعقدنــا محبة واتصــــالا ومن أشعاره أيضا . رسول الشرق قل للشـرق إنــا على.... عهـد العروبة سوف نبقــى وإمـا بالجزائر أنكــرونـــا سنخرق ....وصمة الإجمـاع خرقــا سيعتـرف الزمان غـدًا بأنـــا سبقنـا.... وثبـة الأقـدار سبــقا وأنـا في الجزائـر خيـر شعب ....عروبتــه مدى الأجيـال وُثقَـى وأن الوحـدة الكبرى إذا مـــا ....تحــررت الجزائر سوف تبقــى. جزائر يا لحكـاية حبـــــي.... ويا من حملت السلام لقلبـــي ويا من سكبت الجمـال بروحـي.... ويا من أشعت الضيـاء بدربــي فلولا جمالك ما صــح دينــي.... وما إن عرفـت الطريق لربـــي ولولا العقيدة تغمــر قلبـــي.... لما كنـت أومـن إلا بشعبـــي وإما ذكرتك شع كيـــانــي.... وإما سمعـت نــداك ألبـــي ومهما بعــدت، ومهمـا قربت ....غرامك فــوق ظنوني ولبــي ويقول : بلادي أحبك فوق الظنــون.... وأشدو بحبـك في كــل نـادي عشقت لأجلك كل جميــــل.... وهمـت لأجــلك في كل واد ومن هـام فيك أحب الجمـال.... وإن لامه الغشم قال: بـــلادي من شعر مفدي زكريا الثوري : قسَـمـًا قسما بالنّازلات الماحقــــاتْ والدِّماء الزّاكيــات الطاهــراتْ والبُنودِ اللاّمعات الخافقــــاتْ في الجِبال الشّامخاتِ الشاهقـــات نحن ثُرنا فَحياةٌ أو مـمــــاتْ وعقدنا العزمَ أن تحيا الجزائــــرْ فــــا شهدوا... نحن جُندُُ في سبيلِ الحقّ ثُرنـــَا وإلى استقلالِنا بالحرْب قُـمـــنـا لمْ يكن يصغى لنا لمّا نطقنــــا فاتّخذنا رنّةَ البـــَـارُودِ وزْنــا وعزفنا نغمةَ الرشّاشِ لحنَــــا وعقدنا العزمَ أن تحيا الجزائـــــرْ فــــا شهدوا... يَا فِرنسا قد مضى وقتُ العتابْ وطويناهُ كما يُطوى الكتـــــابْ يَا فِرنسا.. إن ذا يوْمُ الحســابْ فاستعِدّي.. وخُذي منّا الجـــوابْ إنّ في ثورتِنا فصلَ الخطــــابْ وعقدنا العزم أن تحيا الجزائــــرْ فــــا شهدوا... نحنُ مِن أبطَالِنا ندفعُ جُنــــدا وعلى أشلائِنا نصنعُ مجــــــدا وعلى أرواحِنا نصعَدُ خُلــــدا وعلى هاماتِنا نرفعُ بَنــــــدا جبهةَ التحريرِ اعطيناكِ عهـــدا وعقدنا العَزم أن تحيا الجزائــــرْ فــــا شهدوا... صرخةُ الأوطانِ من ساحِ الفِدا فاسمعُوها واستجيبُوا للنِّـــــدا واكتبُوها بِدماءِ الشـــّهداءْ واقرأُوها لِبَنِي الجِيلِ غـــــدا قدْ مَدَدْنَا لكَ يا مجدُ يَـــدا وعقدنَا العزمَ أن تحيا الجزائـــرْ فــــا شهدوا... نحن طلاب الجزائر نحن طلاب الجزائر نحن للمجد بناة نحن أمال الجزائر في الليالي الحالكات كم غرقنا في دماها واحترقنا في حماها وعبقنا في سماها بعبير المهجات نحن طلاب الجزائر نحن للمجد بناة فخذوا الأرواح منا واجعلوها لبنات واصنعوا منها الجزائر وخذوا الأفكار عنا واعصروا منها الحياة وابعثوا منها الجزائر حن من لبى نداها عندما اشتد بلاها واندفعنا لفداها والمنايا صارخات نحن طلاب الجزائر نحن للمجد بناة معشر الطلاب إنا قدوة للثائرين كم عصفنا بالجبابر سل شعوب الأرض عنا كم صرعنا الظالمين واحتكمنا للمصائر نحن بلغنا الرسالة نحن سطرنا العدالة نحن مزقنا الجهالة وصدعنا الظلمات نحن طلاب الجزائر نحن للمجد بناة ثورة التحرير مدي لبني الجيل يدا دماها أحمر فائر واشهدي كيف نفدي ثورة الفكر غدا يوم تحرير الجزائر وتسود العبقرية في بلادي العربية زخرت بالمدنية في العصور الخالدات نحن طلاب الجزائر نحن للمجد بناة الموضوعالأصلي : الثورة المسروقة و المصالحة الموهومة و الرئاسة المحسومة . // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: berber
| |||||||
الإشارات المرجعية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
|
| |
أعلانات نصية | |
قوانين المنتدى | |
إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان |