جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
|
جواهر ستار التعليمية :: قسم التاريخ و الحضارة الاسلامية :: قسم التاريخ و الحضارة الاسلامية |
الأربعاء 16 سبتمبر - 19:10:39 | المشاركة رقم: | |||||||
جوهري
| موضوع: سفارة محمد الزبيدي والسرقة التي تعرضت لها بإيطاليا سفارة محمد الزبيدي والسرقة التي تعرضت لها بإيطاليا نشطت الدبلوماسية المغربية بشكل مكثف صوب أوربا خلال القرن 19م، محاولة التخفيف من الهجمة الأوربية على المغرب، والمتسترة وراء الإصلاح، خاصة بعد أن أرغمته على عقد معاهدات تجارية بعد حرب تطوان 1860 التي غيرت بعمق طبيعة العلاقات المغربية الأوربية، لأنها نصت على تقوية مكانة الحماية القنصلية بالمغرب، والتي أصبحت في تصاعد مستمر وحاجزا أمام كل إصلاح، من هنا نذكر مدى اهتمام السلطان المولى الحسن الأول إيجاد حل لهذا المشكل الذي اعتبره أصل جميع الخلافات القائمة بينه وبين أوربا. في هذا الإطار التاريخي دشن السلطان الحسن الأول بداية حكمه بفتح الحوار والتواصل مع سفراء الدول الأوربية المقيمة بطنجة. فبعد (1) استقباله السفير الفرنسي طيسو بفاس سنة 1873 م، والسفير البريطاني (2) دريموند هاي في أبريل 1875، استقبل السفير (3) STEFANO SCOVASSO بفاس في يونيه 1876م والذي يمثل دولة إيطاليا التي أتمت وحدتها بعد انهزام فرنسا سنة 1870م لتدخل جيوشها روما وتعلنها عاصمة الدولة الإيطالية الجديدة، تحت حكم الملك إمنويل الثاني الذي أرسل صورته كعربون عن الصداقة والمحبة التي تربط بين إيطاليا والمغرب منذ أقدم العصور، وقد أرخ لهذا اللقاء كاتب السفارة الإيطالية السيد دي اميسيس الذي ذكر في رحلته المغربية :" أن عدد سكان المغرب ثمانية ملايين، وأنه أوسع من فرنسا مساحة، وأن المغاربة لا يختلفون عن الأتراك من حيث العقيدة، لكنهم لا يولون لسلطان القسطنطينية وللباب العالي إلا الاحترام الذي يقره الدين، وعلى الصعيد السياسي والمدني، فالمغاربة يتمتعون باستقلال كامل..." (4) كل هؤلاء السفراء الأجانب طلبوا من السلطان الحسن الأول إرسال سفارة مغربية لبلادهم قصد اللقاء والمذاكرة مع ملوكها ورؤسائها من أجل تقديم الخبرة والمساعدة للمغرب الذي يتطلع إلى الإصلاح في شتى الميادين، فبادر السلطان الحسن الأول بانتهاز فرصة هذا التباري القائم بين الدول الأوربية على دولة المغرب، بتغيير(5) برنامج السفارة المغربية التي كانت ستتجه إلى فرنسا فقط في صيف 1875م وتأجيله إلى السنة المقبلة، أي صيف 1876م، على أن يكون برنامجا موسعا يشمل بلجيكا وبريطانيا وإيطاليا، إضافة إلى فرنسا، موظفا بذلك المنافسة الدولية لصالح استقلالية المغرب، ومستفيدا من التناقضات التي كانت سائدة في صفوف القوى الأوربية لحسابه، قصد إخراج قضية الحماية القنصلية من إطارها الضيق إلى مجال الدراسة والتقنين. طيلة هذه السنة ركز السلطان المولى الحسن الأول كل جهوده على أن تكون السفارة المغربية في مستوى عال من الكفاءة والأبهة التي تليق بمركز المغرب الدولي حتى تعطي لملوك ورؤساء وشعوب أوربا صورة ناصعة عن حضارته وتقاليده العريقة ونخوته الدبلوماسية العربية الإسلامية، وحتى يكتب لهذه السفارة والنجاح في حل المشاكل السياسية العالقة مع أوربا وما أكثرها، كما (6) يرجى منها أن تقدم للسلطان بعد عودتها من هذه الرحلة السفارية تقريرا مفصلا عن التجارب الأوربية في الميادين العسكرية والمالية وغيرها، لتكون مصدرا موثقا بالمعاينة والتجريب الميداني للإصلاحات التي كان ينوي السلطان الحسن الأول إدخالها إلى المغرب وهو في بداية توليه الملك. فأصدر أوامره الشريفة بصنع وتحضير أكبر عدد ممكن من الهدايا والتحف التقليدية المغربية النفيسة لتحملها السفارة المغربية المتوجهة إلى أربعة دول أوربية عظمى، حتى تخوف الصناع المغاربة من ضخامة الطلاب السلطاني، فكتبوا يستفسرون المخزن هل سيشتري منهم كل هذه الطلبات، أم أنه سينتقي منها بعض العينات فقط : " أخانا الفقيه موسى بن سيدي أحمد. وبعد، إن المعلمين ذكروا أنهم صنعوا ذلك بأجمعه ربما يستغني عن بضعه فيبقى كاسدا لا يجدون مشتريا له منهم لعدم صلاحيته هنا..". (7) إضافة إلى عدد كبير من الخيل المغربية العربية الأصيلة، وأموال كثيرة من اللويز الذهبي لتفرق على دور المحتاجين والمرضى المرافقين للسفارة من الأجانب، وذلك لإبراز الجانب الإنساني والتضامني مع شعوب أوربا، وقد نشر المؤرخ ابن زيدان في مؤلفه "إتحاف أعلام الناس" (الجزء الثاني) العديد من الوثائق التي تؤكد ما ذهبنا إليه. واختار السلطان المولى الحسن الأول على رأس هذه السفارة المغربية الضخمة والفريدة من نوعها في تاريخ المغرب الشيخ الوقور الحاج محمد الزبيدي الذي قدمه لعظماء أوربا على النحو التالي : :... وقد اخترناه من أحظى خدام داخلية عتبتنا العزيزة وكبراء حاشيتنا حيث اقتضت خدمته ونصيحته تمييزه لما عرف به من السبقية في الخدمة أيام سيدنا الجد ومولانا الوالد قدس الله روحيهما...". ( السفير الحاج محمد بن الحاج الطاهر بن أحمد الزبيدي ولد بالرباط (9) عام 1220 هـ حج مرتين، ولاه المولى عبد الرحمان عاملا على الرباط عام 1220هـ، كما وجه السلطان سيدي محمد لمباشرة قضية تطوان مع الإسبان كنائب سلطاني بجانب محمد الخطيب (10) عام 1276 هـ لتفادي قيام الحرب، وله كناشة في هذا الموضوع، وبعد الحرب عين أمينا ومراقبا للحسابات التي ترد على السلطان من قبل أمناء المراسي، وبعد تولية السلطان الحسن الأول عينه على رأس مصلحة القوائم الواردة من المراسي وتسجيلها بالدفاتر في إطار إصلاح هياكل الدولة المغربية، بعدها مباشرة اختاره سفيرا رغم كبر سنه 73 سنة. هذا السفير الشيخ ذو اللحية البيضاء والوجه المجعد فرض وقاره وهيبته على مستقبليه من الأجانب، فكان محط تقدير وإعجاب (11) من طرف الصحافة الأوربية أينما حل وارتحل، وصحبه في سفارته إلى أوربا الأمين (12) بناصر غنام الرباطي (1262 هـ-1334هـ) الذي كان يشغل ناظر أحباس الرباط وهو في عنفوان الشباب والنضج ليشرف على الأمور المالية للسفارة المغربية والتي تحمل معها العديد من الهدايا والتحف والصناديق المخزنية المملوءة باللويز الذهبي قصد توزيعها على شكل تبرعات وهبات بالمدن الأوربية. والكاتب الشريف إدريس بن محمد بن إدريس بن عبد القادر الجعايدي (13) السلاوي الذي كان يعمل عدلا بسلا والخبير في علوم الرياضيات وعلم التوقيت والفلك وغير ذلك، والذي يرجع إليه الفضل في تدوين تفاصيل رحلة الزبيدي السفارية تحت عنوان : "إتحاف الأخبار بغرائب الأخبار"(14)، التي تجعلنا نعيش الرحلة من أولها إلى آخرها، والتي تعتبر نموذجا لقراءة مغربية للمجتمع الأوربي، والتي سبق لي أن عرفت بها وبصاحبها في مقال سابق نشر ب"مجلة الاقتصاد والمجتمع، العدد 5 يونيه 1991. ص:71" وكذلك بمجلة (دعوة الحق، عدد 294، نوفمبر – دجنبر 1992 بالصفحة 79). على أنني في هذه المقالة لن أتطرق إلى الجوانب السياسية والاقتصادية في السفارة، بل سأكتفي بالتعريف بقضية السرقة التي تعرضت لها سفارة الزبيدي بإيطاليا، والتي واجهها بكل حكمة وموضوعية، ولا نجد لها ذكرا في كل المصادر التي تناولت سفارة الزبيدي، بداية من "إتحاف أعلام الناس" لابن زيدان،ووصولا إلى (التاريخ الدبلوماسي للمغرب) للمؤرخ عبد الهادي التازي. هذه التشكيلة العجيبة لأعضاء السفارة المغربية. السفير الشيخ الزبيدي 73 سنة سياسي محنك كمرجع تستند عليه السفارة. الأمين غنام في ربيع شبابه عمره 30 سنة لأول مرة ينصبه الزبيدي كأمين مرافق له. والكاتب الجعايدي الفقيه عمره 43 سنة له اهتمام بعلم الفلك، ويرجع له الفضل في تخليد هذه الرحلة المغربية. فرغم هذه الفوارق في السن والثقافة، فقد كان الانسجام حاصلا بينهم بشكل ممتاز، بالإضافة إلى القواد المرافقين لهم، (15) فكل واحد ينتمي لحنطة من الحناطي التابعة لدار المخزن. هذا الثلاثي المنسجم ترك انطباعات حسنة في كل المدن الأوربية التي حلوا بها، انطلاقا من مرسيليا التي وصلها يوم 4 يونيه 1876، وباريس، وابروكسيل، ولييج، واشارلوروا، واستاندودوفر، ولندن، ووندسور، وجزيرة وايت، وكالي، وليون، وصولا إلى طورين بإيطاليا، وكان للتبرعات والإكرامات التي وزعتها السفارة المغربية بهذه المدن الأثر البليغ في نفوس أهاليها، وانهالت عليهم رسائل الشكر والامتنان، وانعكس كل هذا على أعمدة الجرائد الفرنسية والبلجيكية والبريطانية التي أشادت كثيرا بهذه الالتفاتة المغربية الإنسانية، والتي تستمد جذورها من الدين الإسلامي، وتقاليد الدبلوماسية المغربية العريقة. والغريب في الأمر أن صاحب الرحلة إدريس الجعايدي لم يشر ولو مرة واحدة لهذه التبرعات والهبات، رغم أنه كتب في رحلته عن كل "شاذة وفاذة"، معتبرا ذلك من باب الصدقة في الإسلام التي لا يجب التفاخر أو الجهر بها. كان لهذا الكرم الحاتمي الإنساني صدى كبير في الرأي العام الأوربي عامة والإيطالي على الخصوص، والذي سبق وصول السفارة المغربية التي دخلت على المملكة الإيطالية عبر مدينة مضان MODANE الحدودية مع فرنسا يوم 13 غشت 1876 م بعد قضاءها حوالي عشرين ونيف بين الديار الفرنسية والبلجيكية والبريطانية. وكان في استقبالها الترجمان القاد بوزيو BOSIO قنصل إيطاليا بمدينة حلب الشام الذي استدعى رسميا ليكون الترجمان الخاص للسفارة المغربية بالديار الإيطالية يحسن نطق والكتابة باللغة العربية وغيرها، وقد نوه به الكاتب إدريس الجعايدي :"له خلق حسن، وله مكانة معتبرة عند دولته.. لم يقصر هذا القونصو في البرور والتعظيم والترحيب..." (16)، فقد خصها الترجمان بوزيو باستقبال حار وكرم كبير وصحبها على متن القطار المتوجه إلى طورينو مقر إقامة ملك إيطاليا آنذاك، كما صحبها الترجمان الفرنسي Jules Mong متتبعا لخطوات السفارة المغربية داخل إيطاليا كعين فرنسية تراقبها. بمدينة طرين أحاطت الحكومة الإيطالية أعضاء السفارة المغربية بعناية خاصة، وأنزلتهم بالفندق الفخم ALBERGO D’EUROPA المقابل للقصر الملكي. وقد سبق للسفير الزبيدي أن أخبر عند إقامته بلندن من طرف سفير إيطاليا هناك:".. إن كبير دولتهم (الملك الإيطالي) بصدد الخروج إلى نواحي بلده، وأنه لا يرجع إليها حتى تمر خمسة وعشرون يوما من شهر غشت العجمي..." (17)، وكان الغرض من ذلك تحديد موعد الزيارة الرسمية لإيطاليا حسب الأعراف الدبلوماسية المتعارف عليها، فأجابه السفير الزبيدي الشيخ:"...إن خرج أمير جولتكم للصيد في تلك الجبال (الألب) فإني أتوجه إليه بها بحول الله لأني مولع بالصيد، ولي به شغف كبير، فسر السفير الإيطالي (بلندن) بذلك سرورا عظيما...".(18) فلما وصلت السفارة المغربية إيطاليا بتاريخ 13 غشت 1876م أي قبل الموعد المحدد، والذي هو 25 غشت 1876م، اغتنمها السفير الشيخ فرصة للتوجه إلى بعض المدن كروما وفرينسي وبلونيا وغيرها، فصادف ذلك القبول والاستحسان لدى الحكومة وطرينة فرينسي عاصمة منطقة توسكان TOSCANA وقد كتب الجعايدي تفاصيل زياراتهم لمعالم المدن كدار المهندسين والفلكيين ودار المرضى (السبيطار) وفرجة الطياطر والمسرح، وحفلات الموسيقى والغناء، ومدرج كوليسيو COLOSSEO الروماني والمتاحف العلمية والمعامل الحربية وغير ذلك. في روما خصهم وزير خارجية إيطاليا باستقبال كبير السيد MELEGARI وكذلك رئيس الوزراء (19) DE PRETIS AGOSTINO وعمدة روما الذي وجه للسفير الزبيدي (20) رسالة شكر على تبرعه بـ 3000 ليرة إيطالية ذهبية لفقراء روما، وكانت الجرائد الإيطالية تتبع أنشطة السفارة المغربية، وتنوه بالهبات المالية التي تقدمها إلى المساكين والمحتاجين وغيرهم، فاستدعوهم لزيارة مأوى مارغريت دوسافوى للعميان الذي قدم له الزبيدي هبة مالية أخرى "..إن هبتكم (21) اللائقة حقا بكرم سعادتكم والملك العظيم الحسن الأول الذي تنوبون عنه أحسن نيابة قد أثرت في قلب المجلس الإداري لمأوى العميان الفقراء الذي تترأسه أميرتنا الفخيمة سافوى...". (22) أما قائمة الهبات التي تبرعت بها السفارة المغربية فهي ضخمة وطويلة (23) في كل من فرنسا وبلجيكا وإنجلترا. في إيطاليا فقد وصلت على 34250 من الليرات الإيطالية الذهبية. كان لهذه الأعمال الخيرية اهتمام وتقدير من طرف الرأي العام الإيطالي الذي كان يخرج إلى الشوارع والساحات (24) لاستقبال السفارة المغربية وتحيتهم وشكرهم على أعمالهم الإنسانية النبيلة، كما أن المؤسسات التجارية والصناعية والمالية الإيطالية اهتمت هي الأخرى بهذه الزيارة، وتعرفت على رغبة المغرب في الصداقة والتعاون، وقد علقت الجريدة الإيطالية corriere della sera كما يلي: "... أما الآن فقد اكتشف العديد من الإيطاليين أن المغرب بلد يمكن أن يربح فيه العديد من الإيطاليين، دون أن يغامروا بأرواحهم بالذهاب إلى الجزائر، أو يعرضوا أنفسهم للأمراض مثل الحمى الصفراء بذهابهم إلى البرازيل... مما سيجعل إيطاليا توسع سوقها التجاري حتى بلاد السودان...". (25) في هذا الجو المفعم بالانشراح والتجاوب الكبير بين السفارة المغربية وحكومة وشعب وملك إيطاليا، حدثت مشكلة طارئة كادت أن تسمم هذا الجو الدبلوماسي الممتاز الذي صنعه الزبيدي تطبيقا لسياسة السلطان المولى الحسن الأول، هذه المشكلة لم تتناولها أو حتى تشير إليها المصادر والمراجع والدراسات المتعلقة بتاريخ المغرب. فأثناء سير القطار العائد بالسفارة المغربية من مدينة فلورنس إلى طورين صباح يوم الجمعة 25 غشت 1876 م للقاء ملك إيطاليا رسميا فتح اللصوص (26) إحدى الصناديق المخزنية بمفاتيح مزورة وسرقوا كيسا به 1000 لويزة ذهبية (27) والتي قدرتها الصحافة الإيطالية بحوالي 20 ألف ليرة إيطالية، لم ينتبه أمين السفارة الإيطالية بناصر غنام لتلك السرقة لأن حاجياتهم كانت موضوعة في قاطرة خاصة بالبضائع داخل القطار، وكانت العادة المتبعة أن تدفع أمتعة السفارة إلى ضابط الشرطة المكلف بمرافقتها ليحملها من الفندق إلى رئيس محطة القطار فلورانس ليسلمها للمكلفين بالقطار الذاهب إلى طورين، ومن بين هذه الأمتعة الصندوق الذي كان بداخله الكيس المسروق. وبمحطة طورين استلمت الأمتعة الشرطة وحملتها إلى فندق إقامة السفارة المغربية ALBERGO D’EUROPA . يقول إدريس الجعايدي في رحلته السفارية "إتحاف الأخيار بغرائب الأخبار" والذي خص هذا الحادث الطريف بفصل خاص تحت عنوان :"نادرة من نوادر الزمان ترشد إلى اتخاذ الحذر في بلاد الأمان" بالصفحة 337، وينفرد دون غيره من المصادر بإطلاعنا على تفاصيل هذا المشكل الطارئ الذي واجهه الزبيدي بكل حنكة ومسؤولية. "... وبنفس وصولنا ووصول صناديق حوائجنا إلى محل النزول أذن الأمين الضابط الطالب السيد بناصر غنام أحد الخدمة بفتح الصندوق الذي فيه مال المخزن... فحين أزال الخدام الذي كان شده بالقنبة التي كانت مشدودة عليه، ورام الأمين فتح قفله بمفتاحه وجد القفل مفتوحا، فرفع غطاؤه وبحث عن الخنشة التي كانت فيه فلم يجد إلا محلها في وسطه فارغا، فطار لبه واضطرب قلبه واعترته ألوان وتقلصت منه الشفتان، فقلت : هذا العارض الذي غيرك، وأي شيء حدث فحيرك، فقال : فقدت خنشة من المال على التمام والكمال، فيها ألف لويزة، وضرب اليمين بالشمال، فتكدرنا لذلك غاية الكدر مع أنه لم يكن منه تقصير في الحزم والحذر...". (28) بسرعة بدأ الأمين غنام التحقيق في هذه النازلة الطارئة مع المغاربة الذي يؤطرون السفارة المغربية بكل ما كانت تحتاجه في حلها وترحالها من خدام وطباخين وغيرهم لتفادي إحداث مشكلة مع المضيفين. يقول الجعايدي :"...فقال غنام : لا بد من تقليب حوائجكم ظنا منه أن النصارى لا يمدون اليد لمثل ذلك، فقالوا : سمعا وطاعة، وقلب بمحضر مقيده حوائج الجماعة، فلم يجد لذلك أثرا ولا وقف على خبر، ثم أخبر بذلك الباشدور، فقال : أعد البحث في الصندوق الكبير، ففتحه وأخذ يضع منه الحوائج التي فيه على الأرض" (29) دون أن يسرب الزبيدي الخبر إلى المسؤولين الإيطاليين الذين اكتشفوا أمر السرقة بمحض الصدفة:"... فدخل ترجمان دولة الطليان بوزيو علنا ونحن في تلك الحال، فهاله ما رأى وسأل عن الأمر... فقال له الباشدور، حدث أمر غريب وشيء عجيب، لكن لم يكن في ظني أننا نخبرك به، ولكن حيث قدمت علينا بغفلة وعثرت على هذه الفلتة فلا بأس بإخبارك بما وقع، فأخبره الخبر من أوله إلى آخره، وقال له : إني لا أشك في أحد ولا أتهم أحدا ولا أشكو لأحد شيئا، والخلف على الله سبحانه...". (30) اعتبر الترجمان بوزيو ذلك إهانة لسمعة إيطاليا ولضيوف ملكها الذي كان يستعد في الغد السبت 26 غشت 1876 لاستقبال السفارة المغربية وفق مراسيم بروطوكولية ملكية رسمية. فجاء هذا الحادث ليعكر جو هذا اللقاء الهام. ومن أجل تدارك الموقف جندت الحكومة الإيطالية برئاسة وزيرها في الداخلية والمسؤول عن الشرطة البرلماني نيكوتيرا كل أجهزة الدولة الأمينة قصد إلقاء القبض على اللصوص قبل لقاء الزبيدي بملكهم لتفادي كل إحراج قيد يحس به أحد الطرفين "... أتركوا ذلك الصندوق مفتوحا على حاله، وخرج غاضبا.. وقال ما مضمنه : لا تخافوا ولا تحزنوا بل ابشروا فسيقبض على السارق، ولو كان يطير كالبارق، لبقينا متكدرين محزونين متغيرين...". (31) وبعد إخبار الشرطة الإيطالية: "حضر الضابط MAZZI ومساعده لمعاينة مكان السرقة، وقام على الفور بإعطاء تعليماته لبداية التحقيق والبحث بأسرع وقت ممكن، لأنه في الغد 26 غشت سيطلعون لاستقبال ملك إيطاليا، وتوجه MAZZI إلى محطة القطار وطلاب الحصول على أسماء المستخدمين الذين رافقوا السفارة المغربية". (32)، ثم أضاف الجعايدي في رحلته السفارية "..إذ هو الذي طاف (بوزيو) برجله على ثلاثين دارا من ديار السلك، ووقف على ذلك حتى انتشر الخبر في جميع المواضيع، وأخبر بانتصاب العيون والجواسيس على هؤلاء السراق...". (33) أما السفير الشيخ الزبيدي عمل هو الآخر على التخفيف من روعة رفاقه المغاربة وبالتقليل من أهمية المشكلة"... قال : ما بالكم قد أسرفتم في الكدر؟" دعها سماوية تجري على قدر، فسيظهر الفرج، ويجعل الله من هذا الضيق المخرج، فإن باطني قد سكن، وعادته إذا سكن باطني من أمر مهم تكون عاقبته محمودة، واستقرأت ذلك من أحوالي مرارا، وحتى إنه إذا لم يظهر هذا المال فما يفيد الحزن والكدر، فالمصيبة في المال نعمة عظيمة بالنسبة للمصيبة في الأبدان، ففرج عنا بعض الفرج...". (34) يومه الجمعة 25 غشت 1876 م تبين لضابط الشرطة MAZZI الصحافة : "أن أحد العمال يدعى ODASSO الذي دفعت له أمتعت السفارة المغربية بالقطار الذي عاد بهم إلى طورين، قد تابع طريقه حتى آخر محطة بمدينة MODANE الحدودية مع فرنسا، فبعث برقية لإلقاء القبض عليه واستنطاقه من طرف الشرطة هناك، لكنه لم يدل بأي شيء، كما أرسل تلغراف على شرطة مدينة ALESSANDRIA لإلقاء القبض على سائق القطار السيد GIANNONE ومساعده CORSA الذين نزلا بهذه المدينة. وأثناء استنطاق المتهم GIANNONE ألقى بنفسه من إحدى نوافذ عمارة الشرطة، فأصيب بكسر في رأسه نقل بعدها إلى مستشفى سجن ALESSANDRIA الذي توفي به، بعدما وجدت بجيبه MARENCHI 375 لويزة ذهبية دون أن يقول كلمة هو الآخر في الموضوع...". (35) أما الكتاب الجعايدي فقد ذكر في رحلته أنه أول من توصل بهذه الأخبار عن طريق الترجمان الفرنسي JULES MONGE "... ثم إني خرجت قاصدا محل الوضوء، بعد أذان الظهر. فصادفت يهوديا كان خرج من طنجة ترجمانا أيضا. فأخبرني أنه ورد الخبر في السلك بقبض واحد من السراق في مدينة مضان... وأن معه رجلين آخرين، وهم أمناء البابور (القطار) الذين كانوا يحرسون صناديق الباشدور ليلة السفر، وكانت مرت تلك الليلة كلها مطرا ورعدا وبرقا... ورجعت إلى الباشدور والأمين فأخبرتهما بذلك، فقال : لو كان هذا الخبر حقا لأخبر به ترجمان الدولة (بوزيو)، ولكن نرجو الله أن يحقق ذلك، ثم توضأت وصليت ظهر الجمعة...". (36) لقد لعب هذا الترجمان أطوارا غريبة في تتبع تحركات سفارة الزبيدي منذ انطلاقها من طنجة، وصولا إلى إيطاليا، وبحكم وظيفته كترجمان أول بمفوضية فرنسا بطنجة، وهو يهودي مغربي محمي كان يظهر للسفير الزبيدي رغبته في مصاحبته بدعوى مساعدته. وهو في الحقيقة يبغي التجسس عليه لإطلاع حكومته على مفاوضات الزبيدي منذ انطلاقها من طنجة وصولا إلى إيطاليا. فلم يرغب الزبيدي في هذه المساعدة وعمل على التخلص منه بشكل ذكي ودبلوماسي:"...وما ذكره لك موسى مونج من أنه لو وجد السبيل للتوجه معك مباشرة ذلك لفعل غير أنه لا يقدر على التوجه معك لدولة أخرى بغير إذن من دولته مع ما أجبته به قد علمناه، وجازه خيرا على ذلك غاية، ولا شك عندنا في محبته واعتنائه، وقد أخبرنا باشدوره هنا وطلبنا منه المجازاة له والنيبابة عنا في ذلك، إلا أنه غير لائق أن تتبعه ولا سيما في الأمور الغير الموافقة للطباع...". (37) رغم ذلك كان مونج متواجدا بين ظهران السفارة المغربية بإيطاليا كما جاء عند الجعايدي والذي أضاف:"... ثم إن ترجمان الدولة (بوزيو) لم يرجع إلى الباشدور حتى فاتت المغرب، وعند دخوله بشره بظهور المال وقبض أحد السراق كما أخبر ذلك اليهودي، وقال : في الغد بحول الله يظهر الباقي". (38) لأن التحقيق كان ما يزال مستمرا مع سائق القطار الثاني CORSO الذي تقدم إلى رئيس المحطة، ومعه كيس كان يستعمله لحفظ حاجياته، ويوجد بداخله 529 لويزة ذهبية، وقال بأنه وجد كيسا بداخل أمتعته وبداخله النقود ولا يعرف مصدرها، ربما كان للسيد ODASO الذي نقل على الفور إلى طورين بعد موت GIANNONE وأقنعته الشرطة الإيطالية بضرورة إظهار الحقيقة وقال : إن السرقة كانت مبرمجة ومتفقا عليها بينهم الثلاثة، وأن GIANNONE سرق الكيس وقسم ما يوجد به دون أن يقسم بالعدل، وكل هذا حصل ما بين فلورنس ومدينة PISTOIO ...". (39) أي بعد 12 ساعة استطاعت الشرطة الإيطالية(40) إلقاء القبض على اللصوص الثلاثة واسترجاع المبلغ المالي المسروق، غير أن السفير "الشيخ الزبيدي" لم يتأكد من القبض على المجرمين، وظن أن هذا تغطية من طرف الحكومة الإيطالية للموضوع، فقال الزبيدي كما جاء في رحلة الجعايدي".. لا أقبل منكم شيئا من هذا حتى تأتوني بالخنشة التي كان فيها المال، فإن ظهرها مرقوم فقد عدد ما كان فيه من الوزير ووزنه بخط نائب مولانا بطنجة، فقال الترجمان: سيبحثون عنها وتأتي بحول الله". (41) فأجيب عن هذا السؤال الذي تناقلته الصحافة الإيطالية".. بأن الكيس المطلوب قد ألقي به في وادي NELRENO من طرف المتلبسين بالجريمة، ودعوه لزيارة المسجونين ليتعرف عليهم وعن حقيقة القضية، غير أن الزبيدي رفض مقابلتهم شخصيا...". (42) ربما خوفا من أن يطلبا منه المسامحة، وبالتالي يضعانه في موقف صعب، خاصة أن القضية أصبحت بيد العدالة الإيطالية"... قيدوا الدعوة في الكنانيش...وحازوا خط يد الأمين برد الألف لويزة له على التمام والكمال... وحين كنا دخلنا سجن طورين تلاقينا مع الحباسة.. ففتحوا كناشا وجدنا في وسطه تقييد المسجونين في أي يوم دخلا السجن، وسبب سجنهما، وسن أحدهما 36 سنة والآخر نيف و40 سنة...". (45) بالفعل تمت الزيارة لسجن طورين بعد اللقاء الملكي، وقد أعجب ادريس الجعايدي بنظام هذا السجن الحديث، الذي يطبق أسلوب العمل الإجباري مقابل أجور خاصة، قسم يحصل عليه السجين مباشرة، وقسم يدخر له طول المدة المحكوم بها عليه ليستطيع مواجهة متطلبات الحياة داخل المجتمع بعد خروجه، فقال الجعايدي مازحا :"... حتى قيل لهم : من ضاقت عليه المعيشة منهم يرتكب جريمة فيدخل لهذا السجن، فلعله يجده أفضل من محله، فانبسطوا لذلك...". (46) أما اللقاء الملكي فقد تم في موعده المحدد (47) في جو من الفرح بإلقاء القبض على اللصوص، وذلك صباح يوم السبت 26 غشت على الساعة 10 صباحا توجهت السفارة المغربية على متن ثلاث عربات، كل عربة يجرها أربعة من الخيل، تتقدمهم فرقة عسكرية من الفرسان تعزف الموسيقى إلى القصر الملكي، وعند وصولهم أمام القبة الملكية دخل السفير الزبيدي وحده صحبة الترجمان للسلام على ملك إيطاليا فيكتور إيمنويل الثاني. ويقول الجعايدي "... وعند دخولهما سد باب القبة، وقفنا نحو ست دقائق، ثم فتح ذلك الباب، وأذن البواب لنا بالدخول... فبادر عظيم الدولة بالإشارة بالتحية فأجبناه، وظهر فيه من الفرح والسرور ما لم نره عند غيره...". (48) الحديث الذي دار بين الزبيدي وملك إيطاليا لجبر خاطره من قضية السرقة على انفراد ولمدة ست دقائق ظل من الأسرار التي لم تكشف بعد، ونحن لا سنتغرب من هذه الجلسة السرية بين الزبيدي وملك إيطاليا ".. كانت سنة معهودة، وطرقة مقصودة لدى جميع السفراء المغربيين الذي سبقوه على أوربا وغيرها". إذ غالبا ما يستقبل السفير على انفراد ويدلي الملك بما كلفه به السلطان تكليفا شخصيا، للحفاظ على أسرار الدولة. (49) عند نهاية الاستقبال الملكي تبودلت الهدايا كما جاء في الجرائد الإيطالية"... بعد دقائق معدودة بدا جميع الحاضرين يشاهدون الهدايا التي جلبها الزبيدي معه إلى جلالة ملك إيطاليا، وكانت تشتمل على سروج الخيول وأسلحة وأحذية وزرابي صغيرة وملابس من الحرير والذهب، وليس جديرا بالذكر التأكيد على الذوق الجميل الذي يتميز به الصناع المغاربة، رغم أنهم كانوا في بداية العهد الصناعي... وملك إيطاليا بدوره قدم هدية إلى سفير المغرب تشمل على علبة للدخان مزينة بالأحجار الثمينة، وبندقية عجيبة، وساعات يدوية، وخواتم، ومسدسات وبنادق إلى مرافقيه، وقدم طاولة مزخرفة لملك المغرب لا ثمن لها...". (50) غير أن الجعايدي بعد عودته إلى الفندق رفض تسلم الهدايا الإيطالية قائلا"... لا ينبغي لي حيازة شيء منها حتى يعرض ذلك على حضرة مولانا العالية بالله أدام الله عزه، وهو أعزه الله يجود عنا برضاه... فسر الزبيدي بما سمعه مني وقال " إنه لكذلك، وأذن لي بحوزها حتى نعزم على الخروج، وتجمع في صندوق يخصها". (51) بمعنى آخر أن الهدايا التي تتلقاها البعثات الدبلوماسية المغربية بالخارج هي ملك للدولة التي يمثلونها. طبقا لرغبة السفير الزبيدي التي أبداها لسفير إيطاليا بلندن أعدت نزهة للسيد البري بمنطقة STUPINIGI، وهي مقر خاص بالصيد البري لملك إيطاليا صحبة ابنه الأمير AMEDEO DISAVOIA الذي سبق له أن حكم إسبانيا لمدة سنتين بعد طرد الملكة إيزابيلا الثانية دي بوربون، وتعجب الجميع من قدرة السفير السيخ الزبيدي من إصابة عدد كبير من الطيور البرية كما جاء عند الجعايدي"... وكان الباشدور أكثرهم إصابة، وفي كل تربيعة يضرب فيها طيرين أو طيرا، فتعجب النصارى من رمايته وإصابته، وكان جملة ما أصاب من الطيور إما سبعة أو ثمانية، وشاع هذا عندهم...". (52) بالفعل تناقلته الجرائد الإيطالية "إنه قام يرمي عدد من الطلقات بالبندقية أصابت الهدف.."، (53) وقبل أن يغادر الزبيدي طورين إلى ميلان ".. دفع 0600 ليرة ذهبية لعامل المدينة مع مقايدته على دفع نصف هذا المبلغ على مدرسة الصناعة التقليدية COLLEGIO DEGLI ARTIGIANELLI وخيرية النساء L’ORFAMOTROFIE FEMMINILLE والنصف الآخر على مدارس الأطفال ومعهد الصم والبكم، والذي شكره على هذه الهبة..."(54) بالرسالة التالية. (الإتحاف ج:2، 308)"... أرجو منكم أن تترجموا لدى الرجل الفذ الذي أراد أن يبقى أثرا قيما عند مروره ببلدتنا عن عواطف ممنونية بؤساء مدينتنا الذين تنعموا بما أفاض عليهم من إحسان الجزيل..."، بوصول السفارة المغربية إلى ميلان يوم 31 غشت 1876 :"... وخصص لها الطابق الأول كله من فندق DELLA VILLE، ورغم الساعة المتأخرة من الليل وصل فيها الوفد.. كان العديد من المواطنين بالمحطة وبالشوارع في انتظار الوفد.."، (55) ومن بين أنشطتهم بميلان زيارة مسرح TEEATRO ALLA SCALA الشهير الذي فاتح أول مرة سنة 1778 م به ستة طوابق وحضروا حفلة تدشين المدرسة الأكاديمية للرقص البالي، وشاهدوا مسرحية بقاعة DAL VERME وغير ذلك من الأنشطة التي دون بعضها الجعايدي والجرائد الإيطالية. وقبل مغادرته إيطاليا كانت جنوة آخر محطة لهم "أقام السفير الزبيدي (56) حفلة استقبال لرجال الأعمال والتجار ومعهم بعض صناعية البواخر، وأكد لهم أنه يتمنى وبعين الاعتبار والترحيب منهم إلى القدوم إلى المغرب، ومزاولة أنشطتهم هناك، وبالخصوص في الشواطئ المغربية، وقدم لهم الامتيازات التي تقدم لهؤلاء الرجال...، وعلقت نفس الجريدة عن هذا اللقاء، :"إن رجال منطقة (جنوفا) معروفون بتقشفهم، لكن شرح السفير الزبيدي وكلماته لا تترك لهم أملا في ضياع مثل هذه الفرصة المفيدة ودفعهم للمغامرة الرابحة، واقترح فتح خط بحري ما بين نابولي وتونس والجزائر إلى موكادور...، وخاصة أن الجنرال الزبيدي رجل نبيه وذكي، وقد تقلد عدة مناصب اقتصادية وتجارية وسياسية ثم دبلوماسية، لذا فهو ناضج في عمله.." (57) عادت السفارة المغربية على متن الباخرة الإيطالية CONTE CAVOUR مرسى طنجة يوم الاثنين 20 شعبان عام 1293 / 11 شتنبر سنة 1876. "... مقضي الأوطار، وخلف في مدن أوربا بما أبداه من السياسة وقام به من التبرعات على الجمعيات الخيرية ذكرا جميلا حفظه التاريخ للمرسل والمرسل، بل لسائر الإيالة المغربية...". (58) 1) – MIEGE (Le Maroc et l’Europe) t.2 ; 438-190. 2 – روجز (تاريخ العلاقات الإنجليزية المغربية ) تعريب : لبيب رزق. *) المرجع : Mackenzie Donald « The Califate of the West » LONDON, 1911. 3) – التازي عبد الهادي (التاريخ الدبلوماسي المغربي من أقدم العصور إلى اليوم)، المجلد العاشر، عهد العلويين :94. 4 )– نفس المصدر السابق ص : 160 – 162 – 163. 5) – جاك كيلي (السفارات والبعثات المغربية إلى فرنسا)، مترجم بمجلة تطوان، عدد 6 سنة 1961، وكذلك ابن زيدان (الإتحاف) ج:2، 281 تاريخ الرسالة السلطانية إلى المارشال ماك ماهون. 6) – معنينو عز المغرب: درس وحقق رحلة الجعايدي السفارية، تحت إشراف د. محمد حجي، كلية الآداب بالرباط. 7) – رسالة عبد الله بن أحمد المكلف بالسهر على صنعها بفاس إلى الحاجب السلطان، نصها الكامل بالإتحاف لابن زيدان، ج:2، 295. – مقتطف من رسالة السلطان الحسن الأول إلى ملك إيطاليا نصها بالإتحاف لابن زيدان، ج:2، من ص 442 إلى 453. 9 )– دينية محمد، (مجالس الانبساط بشرح علماء وصلحاء الرباط) ص : 213. 10 )– ابن زيدان، (الإتحاف) ج:3، 404، داوود، تاريخ تطوان، ج:84، الناصري : الاستقصا، ج:9، 54. 11) – ..رجل مسن وجميل المحيا، ذو لحية بيضاء يلبس الجلباب التقليدي والعمامة البيضاء، وله ما يقارب الستين عاما، وجهه مجعد يتحرك كثيرا، وضعيف، عينه متقدة، ويحمل معه على الدوام ابتسامة..." جريدة ابروكسيل البلجيكية. 12) – ابن منصور عبد الوهاب، أعلام المغرب العربي، ج:1 : 217 وجريدة السعادة عدد 1135 بتاريخ 23 و 24 شتنبر 1915 بالخزانة العامة بالرباط. 13) – الناصري، الاستقصا، ج:1، 9، 151 وأعلام الفكر المعاصر بالعدوتين، ج:2، 275، والإعلام بمن حل بمراكش وأغمات من الأعلام، ج393، والفالودج (كناشة علمية مخطوطة بالخزانة العلمية الصبيحية بسلا تحت رقم 426 وظهائر آل الجعايدي بنفس الخزانة. 14) – توجد مرقونة حاليا بخزانة كلية الآداب بالرباط (دبلوم الدراسات العليا). 15) – وهم : القائد الغازي المكي، وأربعة مقدمون من الحناطي، وهم حسب المصادر الأجنبية (علي ابن العروسي، الجيلالي رابح، الجيلالي ابن الحاج، عبد الله بن محمد مقدم من الأورى السعيد بهدف مقابلة الخيل الموجهة إلى أوربا. 16) – رحلة الجعايدي السفارية، ص :285. 17) – نفس الرحلة ص: 287. 18 )– نفس الرحلة ص 287. 19 )– "...أخبرنا الترجمان "بوزيو" أن هذا الوزير عندهم من الزهاد، وأنه لم يتزوج قط، وأن له راتبا وافرا، لكن يأخذ منه قدر الكفاية، والباقي يتصدق به على فرقة من الضعفاء، وأنهم يتشاورون معه في الشاذة والفاذة..." نفس الرحلة ص 298. 20) – انظر نص هذه الرسالة بالإتحاف لابن زيدان/ ج:2، 307. 21) – نفس المصدر السابق. 22) – Margarita Disavoia 1926، بنت الأمير دوق جنوف، أخ الملك فكتور امنويل الثاني، أصحبت ملكة إيطاليا بعد زواجها من ابن عمها سنة 1878م، كانت عاشقة للأدب والفن، وكانت تشرف على الكثير من أعمال الخيرية L’enciclopedio Groliep. Int, Vol 174 Milano 23) – ابن زيدان، الإتحاف،ج:2 فصل خاص بسفارة الزبيدي إلى أوربا. 25) – كما ورد في رحلة الجعايدي وعلى أعمدة الجرائد الإيطالية. 26) – نفس الجريدة السابقة بتاريخ 26 غشت 1876. 27) – جريدة Vova torino بتاريخ 26 غشت 1876. 28) – جريدة Corriere della sera بتاريخ 27 غشت 1876. نفس هذه التفاصيل ذكرها الجعايدي في رحلته ص : 337. 29) – رحلة الجعايدي "إتحاف الإخبار بغرائب الأخبار" ص :337. 30) – نفس الرحلة السابقة: 337. 31) – نفس الرحلة 338. 32) – نفس الرحلة 338. 33) – جريدة Lalombardia بتاريخ 31 غشت 1876 طورين توجد بالخزانة الإيطالية Biblioteco comune de Milano 34) – رحلة الجعايدي 339. 35) – رحلة الجعايدي 339. 36) – جريدة Lalombardia بتاريخ 30 غشت 1876 طورين. 37) – رحلة إدريس الجعايدي 339. 38) – جواب من النائب السلطاني محمد بركاش إلى السفير الزبيدي حول المذكرات التي أجراها بباريس مع وزير خارجية فرنسا بتاريخ 26 يونيو سنة 1876 كما توجد بالإتحاف لابن زيدان ج:2. 39) – رحلة إدريس الجعايدي 339. 40) – جريدة Corriere del Sera بتاريخ 28 غشت 1876م. 41) – جريدة La lombardia بتاريخ 30 غشت 1876. 42) – رحلة الجعايدي 343. 45 )– نفس الرحلة 317. 46) – قال ملك إيطاليا للسفير الزبيدي كما في رحلة الجعايدي".. إنه كان مسافرا في بعض نواحي بلده وأنه قدم لأجل الملاقاة به، وأن غدا أي يوم الأحد راجع للمحل الذي كان فيه...". 47) – رحلة الجعايدي 314. 48) – داود محمد، تاريخ تطوان، المجلد الثالث : 298. 49) – Gazzetta del poplo بتاريخ 29 غشت 1876. توجد بخزانة طورين Biblioteco comune de Torino 50) – رحلة الجعايدي 339. 51) – نفس الرحلة 320. 52) – جريدة Gazzetta del Poplo بتاريخ 29 غشت 1876. 53) – نفس الجريدة السابقة بتاريخ 30 غشت 1876. 54) – جريدة La lombardia 10 شتنبر 1876. 55) – نفس الجريدة السابقة. 56) – نفس الجريدة السابقة 57) – رحلة الجعايدي : 350. 58) – عن عودة الزبيدي من سفارته إلى أوربا – ابن زيدون الإتحاف ج:2 : 311. الموضوعالأصلي : سفارة محمد الزبيدي والسرقة التي تعرضت لها بإيطاليا // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: عصام 02
| |||||||
الإشارات المرجعية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
|
| |
أعلانات نصية | |
قوانين المنتدى | |
إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان |