لصراع بين الدولة العثمانية و الاسبان في الحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسط للقرنين 16 و17 ميلادي



المرحلة الأولى : اثر الفتوحات العربية على بلاد المغرب :

وصلت فتوحات العرب إلى شمال إفريقيا في النصف من القرن 7 للميلاد و كانت آنذاك مقسمة إلى قسمين متميزين في كل من النواحي السياسية الاجتماعية .

فكانت الأجزاء الساحلية تسيطر عليها بيزنطة و تشمل برقة و الجزائر و كانت تأثر تلك الجهات بالحضارات التي تعاقبت عليها التي تمثلت في فينيقية و اليونانية و الرومانية و البيزنطية المسيحية.

و ظهر فيها بجانب لغة أهل البلاد الأصلية اللغات الإفريقية و اللاتينية ..


أما الأجزاء الداخلية فتميزت بقيام دويلات بربرية وطنية و كانت تحتفظ بميزات بربرية أصلية من لغة و دين وثني و انتشرت هذه الدويلات في الجهات المرتفعة التي عرفت باسم إقليم التل و كانت المسيحية تنتشر في هذه البلاد انتشار ا محدودا و بالرغم من ذلك فقد اضطهد الوندال منذ مجيئهم من اسبانيا في القرن 5 الكنيسة الإفريقية مما اضعف المسيحية في شمال افريقية بوجه عام قبل فتح العرب لها و قد يكون هذا ضمن العوامل التي سيرت انتشار الإسلام و قبوله في المغرب ( شمال إفريقيا).

قدمت الجيوش العربية يقيادة عقبة ابن نافع في المنتصف الأول من القرن 7 ميلاد غير أنها لم تترك اثر فيما وراء تونس الجنوبية و كان توغله خاطفا ما لبث يعود إلى قاعدته جنوب تونس (القيروان ) هذه هي المرحلة الأولى من الفتوحات العربية .


المرحلة الثانية: و قد قام بها حسان ابن النعمان الغساني بجيش كبير من العرب و لم يكن لديه جيش بكثرة يمكن من الاستيلاء بقوة على شمال أفريقيا .

و على هذا كان من المحتم أن يتعاون العرب مع أهالي بلاد المغرب و هما البيزنطيون و البربر الذين يعيشون في أكنافهم في دويلات البربر الوطنية التي بدأت عنادا و عنفا لمقاومة العرب المسلمين غير أنه بعد المقاومة سارع البربر إلى اعتناق الإسلام الذي ما لبث أن أصبح دينا عاما في الأجزاء الواقعة بين برقة و الجزائر ثم عندما قدمت جيوش العرب بقيادة موسى بن نصير اشترك أهل هذه الجهات معها في فتح بلاد المغرب الأقصى ثم لدى قدوم طارق ابن زياد أيده بربر شمال إفريقيا و ساعدوه في فتح بلاد الأندلس و على هذا فقد أصبح البربر في شمال إفريقيا عنصرا فعالا في العالم الإسلامي منذ القرن الأول هجري ..