يمتد الجفاف خارج المنطقة التي تسودها كتل الضغط المرتفع المداري الى المناطق الداخلية من يابس القارات في نطاق العروض الوسطى . فهناك مساحات شاسعة في داخل قارتي آسيا وامريكا الشمالية ، عبارة عن صحاري معتدلة او مناطق سهوب . ولما كانت درجات الحرارة الصيفية في تلك المناطق قد تصل ارتفاعها الى ماهي عليه في الصحاري الحارة فإن الصفة المميزة ينبغي ان تكون البرودة الشتوية القارسة والتي تحمل معها التغيرات الرئيسية في الحياة النباتية وفي استغلال الارض . ويدل التفاوت في درجة الحرارة في الصحاري المعتدلة بين الصيف والشتاء على ان درجات المدى الحراري السنوي في تلك الجهات تعد من اعلى درجات المدى الحراري السنوي على سطح الارض . وق تشتد البرودة نتيجة للرياح الباردة أو الكتل الهوائية الباردة المنحدرة على سفوح الجبال المحيطة بالاحواض الأكثر جفافا فقد تنخفظ درجات الحرارة في الشتاء الى ادنى من الصفر -1° مؤدية بذلك الى تكون الصقيع وإمكانية سقوط الثلج . فمثلا يسقط الثلج على كازالنسك في كازاخستان لمدة سبعين يوما ، كما صل عدد ايام تكون الصقيع الى 183 يوما . وكذلك يمكن ان تنخفظ درجات الحرارة في طشقند التي يبلغ متوسط الحرارة بها في شهر يناير -1.3° مئوية الى -30° مئوية اثناء موجات البرد ، كما يمكن ان يسقط الثلج خلال 37 يوما في السنة ويحدث الصقيع في 125 يوما . وعلى الرغم من ان الظروف يتميز بها معظم وسط آسيا ، فان فصول الشتاء في مناطق اخرى تقع على نفسالعروض مثل القوقاز تعتبر اكثر اعتدالا مع قليل من الثلج والصقيع . وتوجد مثل هذه الاختلافات في امريكا الشمالية حيث تصل متوسطات أدنى درجات الحرارة في شهر يناير في اجزاء من اريزونا وكولورادو الى ما فوق نقطة التجمد وبالتالي فانها تاتي في نطاق الصحاري الحارة في حين ان احواض الهضاب المرتفعة والاودية في اريزونا وكولورادو ونيومكسيكو تصل فيها درجات الحرارة الى -17° مئوية وهي درجة تؤدي الى تكون الصقيع .

وتتميز الصحاري المعتدلة بالمدى الحراري السنوي واليومي الكبيرين ، كما تتميز بالهواء الجاف والاشعاع الشمسي المرتفع في جو لا يوجد به الا القليل من السحب و يتضح أثر التضاريس على الظروف الجافة في الاحواض الجبلية المرتفعة وعلى سلاسل الجبال . فتكون الاحواض الصحراوية في وسط اسيا مفتوحة من جهة الشمال بفتحات تضاريسية يندفع من خلالها الهواء البارد في فصل الشتاء فيخفظ من درجات الحرارة بصورة واضحة مؤدياالى انخفاض كبير في متوسطات أدنى درجات الحرارة في شهر يناير عنه في الصحاري المعتدلة في امريكا الشمالية . كما يصل المتوسط الشهري لدرجات الحرارة في نصف السنة الشتوي الى اقل من نقطة التجمد ولهذا يتجمد بحر آرال لمدة اربعة او خمسة اشهر في السنة ، ويضل الثلج الطافي فوقه في كثير من السنين حتى منتصف مايو . الا انه في الوقت الذي لا تزال فيه الثلوج فوق وادي سيرداريا الادنى ، تكون ازهار الخوخ واللوز مزهرة في طشقند . والى الشرق من ذلك نجد انه احيانا ما يتجمد سطح بحيرة بلكاش بالكامل . وغالبا ما تزيح الرياح الباردة الاتية من الشمال والشمال الشرقي الثلوج السميكة مؤدية بذلك الى وجود بيئة قاسية . وقد يرفع اقصى درجة حرارة اثناء النهار في الايام المشمسة الهادئة الى حوالي 4° مئوية ، الا ان هذا الارتفاع يكون عاديا في المناطق الجافة التي تقع الى الجنوب والتي تكون فيها درجة حرارة ابرد شهرين في السنة وهما -يناير وفبراير- اعلى من درجة التجمد الا عندما تهب رياح باردة آتية من الشمال مؤدية الى سقوط القليل من الثلوج التي لا تلبث ان تذوب بعد فترة قصيرة .

وعلى النقيض من ذلك يكون فصل الصيف غاية في الجفاف والحرارة . فقد مرت عشر فترات صيفية على بلدة بيرام علي في تركمانستان دون سقوط قطرة طر واحدة . ولقد تظافرت الحرارة والامطارالشحيحة والسحب القليلة والرطوبة النسبية المنخفضة في خلق بيئة جافة متربة . وتقلل الرياح العمودية الناتجة عن الاضطراب الجوي الذي تسببه الظروف الغير مستقرة للطبقات السفلية من الغلاف الجوي الملامسة لسطح الارض الساخن من الرؤية كما تقلل من شفافية الغلاف الجوي . وقد تقترب درجات الحرارة في الظل في النطاق الصحراوي الجنوبي من 50° مئوية . وفي الحقيقة أن هذه الظروف لا تختلف عن الظروف الجوية للصحاري الحارة المدارية .

هذا وتهب الرياح الجافة المتربة بقوة ملحوظة ، وتزداد قوتها في فترات الظهيرة . ولقد هبت رياح الافغانتس وهي رياح محلية واضحة على الحوض الاعلى لنر آمورداريا في الفترة بين 20 و 22 اغسطس 1930 ، واثارت كمية من الغبار في الجو اصبح من المأمون معها النظر الى الشمس دون حماية الاعين بالنظارات الشمسية .

ويرتبط بقلة كمية السحب اثناء الصيف تكون سحب السيرس المرتفعة ذات الاثر الضئيل في حجب اشعة الشمس ، كذلك يرتبط بانخفاض قيم الرطوبة النسبية التي قد تصل في متوسطاتها الى 30% فقط في الجنوب والتي تنخفض الى 5 % وارتفاع معدل التبخر الذي يصل الى اقصاه في شهر يوليو .