انها كعمليات توَلِّد ظاهرات مختلفة ، كما انها قد تعرف باسم القوى الخارجية والداخلية . وهي التي عملت ولازالت تعمل في تشكيل طوبوغرافيا او اشكال سطح الارض الحالي منذ نشأة كوكبنا الارضي ، لكن قوتها القديمة تفوق قوتها الحديثة او الحالية . وان العمليات رغم انقسامها الى عمليات خارجية وداخلية الا انها ليست هي وحدها الكفيلة باحداث تغيرات على سطح الارض ، اذ ان عامل البنية او التركيب الجيولوجي يعد بمعناه المركب ومدلوله الشامل من العوامل التي لا يمكن اغفال وزنها في تشكيل معالم قشرة الارض ، شانه في ذلك شأن العمليات الداخلية والخارجية . لدرجة انه يعطينا تركيب متباين علىسطح الارض اساسه التضاريس او الطوبوغرافيا الحديثة .

وان هذه العمليات اي القوى سميت ايضا باسم العمليات الجيومورفولوجية ، لها مقدرة على ترك بصماتها المميزة على سطح الارض مثال ذلك الانهار التي تعطي دلتاوات او الجليد الذي يعطي ركامات ، والرياح تعطي ارسابات هوائية او كثبان رملية وتربات هوائية كاللوس .

ويهمنا هنا تحليل تلك العمليات في نقاط على النحو التالي :

اولا : تعرضت قشرة الارض الكرستية بعد تكوينها لقوتين اساسيتين النحت والارساب ، وطبقا لذلك فقد رأينا ان هاتين القوتين تتلاقيان ويتضح لنا تاثيرها في موضع واحد من كوكب الارض هو قشرتها . وان هاتين القوتين متعاونتين مع بعضهما بشكل كبير لدرجة تصعب علينا فهم ظاهرات الارض الطوبوغرافية في حالة تأثير كل منهما على الاخر .

ثانيا : ان هاتين القوتين في حالة صراع دائب : لدى قسما الى قوتين قوة النحت التي تنحت المرتفعات بغية ان تصل الى مستوى القاعدة . أما الثانية فهي قوى الارساب وتعمل على القاء الرواسب في هوامش البحار ، والاحواض الهابطة وشتى اناوع المخفضات التي تهبط دون مستوى القاعدة ، لترفع المظاهر السالبة الى هذا المستوى ، ونتيجة لذلك لو تغلبت مثلا قوى النحت لكان سطح الارض املسا . ولاختل التوازن بينه وبين المرتفعات والمنخفضات كما رأينا ، وتخلى سطح الارض عن شكله .

ثالثا : اننا يمكننا تقسيم القوى المؤثرة في تشكيل سطح الارض الى مجموعتين :

المجموعة الاولى : وهي مجموعة القوى الداخلية ومصدرها باطن او جوف الارض ، لدى عرفت ايضا بالحركات التكتونية وتهدف الى بناء تضاريس قشرة الارض ، لدى عرفت بالقوى البناءة التي تتسبب في رفع الجبال والهضاب . تنقسم من ناحية سرعتها الى قسمين ، قوية سريعة كالزلازل (بانواعها البركانية والتكتونية والبلوطونية) ثم البركاين بانشطتها الظاهرة (من نوع هاواي وبيبلي وفيزوف وسترامبولي ..) وكذلك النشاط الناري الجوفي (بانواعه من باتوليث ، لاكوليث ، لابوليث ..) وكذلك القوى البطيئة مثل الالتواءات والانكسارات التي تبدو آثارها بعد فترات زمنية طويلة .

المجموعة الثانية : هي مجموعة القوى الخارجية ومصدرها يقع خارج قشرة الارض الكرستية ، لدى عرفت بقوى التشكيل او النحت التي لها الفضل الاعظم في تشكيل وتعديل الشطر الاعظم من سطح الارض وهي تتمثل اساسا في عوامل التعرية Forces of Denudation ، كما انها عرفت بعوامل التخفيض او الهدم او النحات Forces of gredation وتنقسم قوى النحت هذه المجموعة الى مجموعتين كالسابقة ، المجموعة الاولى هي عوامل التجوية بفعل الجو ، والهواء في حالة سكونه ، وتأثيره في التفكك الصخري المحلي بطريقتين (ميكانيكية واخرى كيماوية دون نقل الصخور كلها) .

أما المجموعة الثانية فهي عوامل التعرية ، التي تفتت الصخور وتقوم (بنحتها ونقلها من مكانها الاصلي ، ثم ارسابها في مكان آخر) الامر الذي ينتج عنه ارتفاع في مناطق الازالة ، وهبوط في مناطق الارساب او مايسمى بالحركات الايزوستاتية الارضية او التوازنية Isotatic mocements وهي تتمثل في عوامل المياه الجارية والانهار والجليد المتحرك والرياح ثم البحر والامواج .