عمير بن وهب رضي الله عنهالسلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته ...
***************************************
جلسعمير بن وهب الجمحي وصفوان بن أمية بعد مصاب أهل بدر من قريش في الحجر بيسير وكانعمير بن وهب شيطانا من شياطين قريش وكان ممن يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ويلقون منه عناء إذا هم بمكة وكان ابن وهب بنعمير في أسارى أصحاب بدر قال فذكروا أصحاب القليب بمصابهم فقال والله إن في العيش خيرا بعدهم فقالعمير بن وهب صدقت والله لولا دين علي ليس عندي قضاؤه وعيالي أخشى عليهم الضيعة بعدي لركبت إلى محمد حتى أقتله فإن لي فيهم علة ابني عندهم أسير في أيديهم قال فاغتنمها صفوان فقال علي دينك أنا أقضيه عنك وعيالك مع عيالي أسويهمما بقوا لا نسعهم بعجز عنهم قالعمير اكتم عني شأني وشأنك قال أفعل ثم أمرعمير بسيفه فشحذ وسم ثم انطلق إلى المدينة فبينما عمر رضي الله عنه بالمدينة في نفر من المسلمين يتذاكرون يوم بدر وما أكرمهم الله به وما أراهم من عدوهم إذ نظر إلىعمير بن وهب قد أناخ بباب المسجد متوشح السيف فقال هذا الكلب واللهعمير بن وهبماجاء إلا لشر هذا الذي حرش بيننا وحرزنا للقوم يوم بدر ثم دخل عمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقاليا رسول الله هذاعمير بن وهب قدجاء متوشح بالسيف قال فأدخله فأقبل عمر حتى أخذ بحمالة سيفه في عنقه فلببه بها وقال عمر لرجال من الأنصار ممن كان معه ادخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجلسوا عنده واحذروا هذا الكلب عليه فإنه غير مأمون ثم دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم به وعمر آخذ بحمالة سيفه فقالأرسلهيا عمر ادنياعمير فدنا فقال أنعموا صباحا وكانت تحية أهل الجاهلية بينهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلمقد أكرمنا الله بتحية خير من تحيتكياعمير السلام تحية أهل الجنة فقال أما واللهيا محمد إن كنت لحديث عهد بها قال رسول اللهفماجاءبك قال جئت لهذا الأسير الذي في أيديكم فأحسبه قالفما بال السيف في عنقك قال قبحها الله من سيوف فهل أغنت عنا شيئا (يعني لم تغني عنهم شيئا يوم بدر) قال رسول اللهاصدقنيما الذي جئت له قالما جئت إلا لهذا ... قال صلى الله عليه و سلّم :بلى قعدت أنت وصفوان بن أمية في الحجر فتذاكرتما أصحاب القليب من قريش فقلت لولا دين علي وعيالي لخرجت حتى أقتل محمدا فتحمل صفوان لك بدينك وعيالك على أن تقتلني والله حائل بينك وبين ذلك قالعمير أشهد أنك رسول الله قد كنايا رسول الله نكذبك بما كنت تأتينا به من خبر السماء وما ينزل عليك من الوحي وهذا أمر لم يحضره إلا أنا وصفوان فوالله إني لأعلمما أنبأك به إلا الله فالحمد لله الذي هداني للإسلام وساقني هذا المساق ثم شهد شهادة الحق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقهوا أخاكم في دينه وأقرئوه القرآن وأطلقوا له أسيره ثم قاليا رسول الله إني كنت جاهدا على إطفاء نور الله شديد الأذى لمن كان على دين الله وإني أحب أن تأذن لي فأقدم مكة فأدعوهم إلى الله وإلى الإسلام لعل الله أن يهديهم ولا أؤذيهم كما كنت أؤذي أصحابك في دينهم فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فلحق بمكة وكان صفوان حين خرجعمير بن وهب قال لقريش أبشروا بوقعة تنسيكم وقعة بدر وكان صفوان يسأل عنه الركبان حتى قدم راكب فأخبره بإسلامه فحلف أن لا يكلمه أبدا ولا ينفعه بنفع أبدا. (و روي أنه شهد أحد و ما بعدها إلى فتح مكة)
***************************************
المصدر :-كتاب الرحيق المختوم ص 235 . 236 -موقع الدّرَرُ السنيّة.